قال تقرير بنك الكويت الوطني ان الدولار واصل تراجعه أمام العملات الرئيسية الأخرى خلال الأسبوع الماضي مع تحسن شهية المستثمرين في الإقبال على الأصول التي تنطوي على مخاطر مرتفعة، مشيرا الى أن اليورو افتتح صباح الاثنين الماضي بسعر 1.2100 دولار تقريبا ثم عزز موقعه في الأيام اللاحقة.
وذكر «الوطني» أن من ناحية قيام موديز بتخفيض التصنيف الائتماني لليونان، فلم يكن له أي أثر يذكر على قوة دفع العملة الأوروبية التي استطاعت خلال الأسبوع اختراق حاجز الـ 1.2400، وذلك قبل أن تقفل في نهاية التداول يوم الجمعة بسعر 871.23 دولارا.
أما الجنيه الإسترليني فقد سجل أداء قويا، حيث بدأ الأسبوع عند مستوى 1.4552 وارتفع يوم الأربعاء ليصل إلى 1.4856، ولكنه سجل تراجعا يوم الخميس وذلك عقب الإعلان عن أرقام التضخم في المملكة المتحدة والتي جاءت أضعف مما كان متوقعا، ولكن سرعان ما عاود الجنيه الارتفاع من جديد ليصل إلى 1.4886 دولار قبل أن يقفل في نهاية الأسبوع بسعر 241.48 دولارا أما الفرنك السويسري، فقد سجل أداء موازيا لأداء اليورو وصل إلى 1.1082 دولار قبل أن يقفل مساء الجمعة عند مستوى 851.10، وكذلك انخفض سعر الين الياباني إلى 90.44 دولارا خلال الأسبوع وأقفل عند 90.71 مقابل الدولار في حين واصل الدولار الأسترالي ارتفاعه القوي على مدى الأسبوع ليصل إلى 0.8713 مقابل العملة الأميركية.
وبين التقرير أن البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمالة، أفاد بهبوط مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 0.2% خلال شهر مايو، علما بأن هذا المؤشر قد ارتفع بنسبة 2% سنويا على مدى الـ 12 شهرا الماضية مقارنة بنسبة 2.2% في شهر أبريل، ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع أسعار الطاقة والسلع، باستثناء أسعار المواد الغذائية ومنتجات الطاقة التي تعتبر على درجة عالية من التقلب، حيث ثبت المؤشر الأساسي لأسعار السلع عند مستوى 0.9%.
هذا وقد تراجعت أسعار الجملة في الولايات المتحدة في شهر مايو للمرة الثالثة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة وذلك بسبب الانخفاض الحاصل في أسعار الطاقة والمواد الغذائية نتيجة للمخاوف الناجمة عن أزمة الديون الأوروبية وما قد يكون لها من أثر على تعافي الاقتصاد العالمي، فقد انخفض مؤشر أسعار السلع الإنتاجية بنسبة 0.3% بعد انخفاضه بنسبة 0.1% في شهر أبريل، علما أن التوقعات قد أشارت إلى انخفاض يبلغ نسبة 0.5%. وبصرف النظر عن أسعار المواد الغذائية والوقود، وهي العناصر الأكثر عرضة للتقلب ضمن المكونات، نجد أن المؤشر الأساسي لأسعار السلع الإنتاجية قد ارتفع بنسبة 0.2% للشهر الثاني على التوالي.
وذكر التقرير أن أعمال تشييد المساكن الجديدة تراجعت بنسبة 10% في شهر مايو، وذلك في أكبر تراجع لها منذ شهر مارس 2009، فقد انخفض عدد المساكن الجاري إنشاؤها من 672.000 إلى 593.000 منزل، خلافا للتوقعات التي قدرت بأن يتراجع العدد إلى 648.000 منزل، ويدل هذا الأداء على أن تراجع قطاع الإسكان قد جاء على أثر انتهاء فترة برنامج التحفيز الضريبي الذي نفذته الحكومة لدعم هذا القطاع.
هذا وقد ارتفع عدد المطالبات الأولية بالتعويض عن فقدان الوظائف بـ 12 الف مطالبة، حيث وصل إلى 472 ألفا، فيما يشكل دليلا جديدا على أن عدد الموظفين الذين يتم الاستغناء عن خدماتهم لايزال مرتفعا حتى مع الاستمرار الحاصل في النمو الاقتصادي، حيث يلجأ قسم من أرباب العمل إلى تخفيف عبء العمالة لرفع الأرباح أو المحافظة على مستوياتها، وذلك في وقت يستمر فيه ارتفاع أعداد العاملين منذ بداية السنة على نحو منتظم. علما أن الخبراء الاقتصاديين يشعرون بالقلق إزاء هذا الوضع باعتبار استحالة تحقيق التعافي المستمر مع غياب حصول أي تحسن ملموس في سوق العمالة.
وقال التقرير ان الأسواق في الأيام القليلة الماضية ركزت اهتمامها على سندات الدين اليونانية التي صدرت مؤخرا وذلك في أعقاب قيام وكالة تصنيف الائتمان «موديز» بتخفيض تصنيفها لليونان من a3 إلى ba1، حيث نقلت هذه الخطوة تصنيف ديون هذا البلد الأوروبي من «مستوى مناسب للاستثمار» إلى مستوى منخفض وغير مناسب له. وتجدر الإشارة إلى أن وكالة تصنيف ائتماني أخرى، وهي «فيتش»، تصنف ديون اليونان حاليا بمستوى- bbb وهو ما يعتبر أدنى مستوى للتصنيف الاستثماري، وبالتالي ستليه توقعات مستقبلية سلبية.
وأشار التقرير الى أن معدل التضخم في الدول الأوروبية تسارع في شهر مايو ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من سنة في وقت أدت فيه ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف اليورو إلى رفع أسعار السلع المستوردة في جميع الدول الـ 16 التي تتألف منها منطقة اليورو، فقد ارتفع مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 1.6% في شهر مايو بعد ارتفاعه 1.5% في شهر أبريل.
ومن الواضح أن الهبوط الكبير لسعر اليورو مقابل الدولار الأميركي خلال العام الحالي قد رفع من معدل التضخم في وقت أصبح فيه ارتفاع أسعار منتجات الطاقة يتسبب بضعف القوة الشرائية لدى المستهلكين. وفي هذا الصدد، صرح رئيس البنك المركزي الأوروبي جان ـ كلود تريشيه، بأنه من الممكن لمعدل التضخم أن يواصل الارتفاع في وقت من المتوقع فيه أن يسجل النمو الاقتصادي نموا معتدلا هذه السنة، أما معدل التضخم الأساسي لمنطقة اليورو فقد بقي على حاله عند مستوى يبلغ 0.8%.
مباريات كأس العالم ترفع مبيعات التجزئة
ذكر تقرير «الوطني» أن مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة ارتفعت خلال شهر مايو بنسبة تفوق التوقعات، حيث سجلت المبيعات زيادة بلغت 0.6% خلال الشهر وزيادة بلغت 2.2% مقارنة بما كانت عليه قبل سنة. وباستثناء السلع الغذائية، فان الارتفاع الأكبر قد كان في قطاع الأجهزة الكهربائية، حيث ارتفع الإنفاق على أجهزة التلفزيون وغيرها من المعدات الكهربائية بهدف مشاهدة مباريات كأس العالم في كرة القدم. وبصرف النظر عن المنتجات النفطية، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.5% في شهر مايو بعد انخفاض بنسبة 0.1% في شهر أبريل.