فيما أعلنت الأسواق الخليجية عن ساعات التداول في رمضان، مؤكدة أن زمن التداولات دون تغيير، أعلنت بورصة الكويت تقليص ساعات التداول إلى ساعتين فقط لتكون بذلك الأقل خليجيا في ساعات التداول.
وفي لقاءات متفرقة مع «الأنباء» أجمع اقتصاديون على ان تقليص ساعات التداول في سوق الكويت للأوراق المالية إنما هو عادة سنوية في رمضان.
وعزوا السبب في ذلك إلى أن هناك أجواء خاصة يتمتع بها الشهر الفضيل، تتمثل في الصيام نهارا وأداء صلاة التراويح والقيام ليلا، فضلا عن تكثيف الزيارات إلى الديوانيات لساعات مبكرة، وهو الأمر الذي ينسجم مع تأخير وتقليص ساعات التداول.
وقالوا ان تزامن قدوم رمضان مع موسم السفر لمعظم العائلات بالإضافة إلى الهدوء الذي يشهده سوق الكويت للأوراق المالية يرجع استمرار حالة الهدوء هذه خلال رمضان، الأمر الذي يتزامن كذلك مع تقليص ساعات العمل فيه.
وأشاروا إلى أن هناك مجموعة العوامل الايجابية التي تلاحظ خلال رمضان منها انحسار الشائعات التي هي وقود السوق خلال الأيام العادية فضلا عن عمليات التلاعبات والمضاربات والتي لا يخلو منها السوق.
وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال رئيس مجلس إدارة الزمردة القابضة محمود حيدر ان جميع المؤسسات والوزارات والشركات اعتادت تخفيض ساعات العمل خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لما له من أجواء روحانية تتمثل في مزيد من العبادات مثل صلاة التراويح وقيام الليل.
وأضاف انه منذ إنشاء سوق الكويت للأوراق المالية يتم تخفيض ساعات العمل فيه في رمضان، حيث يلاحظ هبوط حجم التداولات، بالإضافة إلى شح السيولة، وذلك في أول 5 أيام من تداولات رمضان.
وأكد ان التداولات خلال الشهر الفضيل تتسم عادة بالضعف، حيث لا توجد سيولة تكفي الكميات المعروضة، سوى بعض الحركة على القطاع المصرفي.
وقال: اذا كانت السيولة هي وقود السوق، فإن زمن التداول يكون تبعا للعنصر المحرك، وتبقى الأجواء الرمضانية وروحانيات الشهر هي المسيطرة على مجريات التداول.
وفي السياق نفسه، موافقا ما تقدم، يرى مستشار مجلس الإدارة للشركة العربية العقارية د.حيدر جمعة أن هناك عادات وأجواء رمضانية من عبادات وتأخر مواعيد الديوانيات بالإضافة إلى أن الوزارات والمؤسسات والبنوك والشركات تخفض ساعات التداول، وهو أمر اعتادت عليه الديرة منذ إنشاء سوق الكويت الأوراق المالية.
وقال ان رمضان هذا العام تزامن مع موسم السفر للأسر والعائلات وأيضا مع انخفاض قيمة وكمية التداولات، الأمر الذي يتناسب مع تقليل ساعات التداول خلال رمضان.
وأكد ان هناك العديد من الفوائد التي يجنيها السوق نتيجة لتقليص ساعات التداول منها تلاشي تأثير التداول السلبي الزائد على السوق.
وأشار إلى ان ساعتين للتداول فقط هو وقت كاف لإجراء تداولات حقيقية بعيدا عن المضاربات والتلاعبات التي كانت تحدث في الأيام العادية.
من جانبه، قال العضو المنتدب في شركة منا القابضة خالد الجاسر ان تخفيض ساعات التداول في رمضان أمر طبيعي، حيث يكثر الإجهاد بسبب الصيام وصلاة التراويح وقيام الشهر الفضيل، وهو ما يؤثر بالطبع على النشاط بصفة عامة.
وأكد ان أجواء التداولات خلال الشهر الفضيل تتسم بمجموعة سمات منها انخفاض عمليات التلاعب بالأسهم والمضاربات، وأيضا الشائعات التي عادة ما تكون وقود السوق في الايام العادية.
وأشار إلى ان الغالبية العظمي من المجتمع يجلسون في الديوانيات ليلا ولساعات متأخرة، الأمر الذي يصعب عليهم القيام مبكرا لمتابعة التداولات، بالإضافة إلى ان هناك من يرى شبهة في التداولات في رمضان فيترك ذلك إلى حين انتهاء رمضان. من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة «الصفاة للطاقة القابضة» ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة عربي القابضة حامد البسام ان إرهاق الصيام وكثرة العبادات في رمضان يتطلبان تخفيض ساعات التداول في سوق الكويت للأوراق المالية مثلما تقلص الوزارات والمؤسسات والبنوك ساعات العمل فيه.
ولفت إلى ان هناك عدة أمور ستتحكم في نشاط السوق في رمضان المقبل تتمثل في شح السيولة وتركيز التداولات على مجموعة من الأسهم دون غيرها بالإضافة إلى ان تحريك السوق يأتي عبر إعلانات الشركات لبياناتها المالية عن الربع الثاني.
وقال ان ساعتين للتداول كافيتان لتداولات السوق، حيث ان الأجواء الرمضانية تتسبب في هدوء نسبي في السوق، الأمر الذي تكفي معه ساعتان للتداول.