مع حلول رمضان.. هل تبدأ البورصة الصوم مبكراً ؟
شريف حمدي ـ عمر راشد ـ منى الدغيمي ـ أحمد يوسف ـ محمود فاروق
قبل بزوغ هلال شهر رمضان المبارك تعلن ادارة سوق الكويت للاوراق المالية في كل عام عن تقليص جلسات التداول من نحو 3 ساعات ونصف الساعة الى ساعتين فقط وهنا يطرح التساؤل نفسه لماذا تخفض ادارة البورصة ساعات التداول في رمضان الى هذا الحد على الرغم من أن هناك بورصات خليجية تزيد فترة التداول في رمضان وبعضها تستقر على نفس مواعيد تداولاتها العادية، حيث تعمل بورصات دبي وابوظبي وقطر والبحرين وسلطنة عمان لمدة 5 ساعات، في حين تعمل بورصة السعودية لمدة 4 ساعات. وفي هذا الصدد قالت مصادر أن ادارة البورصة تخفض وقت التداول في رمضان تماشيا مع انخفاض فترات الدوام في كل المؤسسات سواء الحكومية او الخاصة.
وذكرت المصادر ان ادارة البورصة ترى ان وقت التداول في شهر رمضان مناسب ولا حاجة لزيادته، حيث لا توجد شكاوى من أي من الاطراف المتعاملة بالسوق سواء متداولين او وسطاء.
وحول انخفاض عدد ساعات التداول الى النصف تقريبا مقارنة مع باقي اسواق المنطقة قالت المصادر أن كل سوق مالي له خصوصيته وبالتالي فإن كل ادارة بورصة منوطة بتحديد اوقات ومواعيد التداول بما يلبي مصالح جميع الاطراف المتعاملة بهذه البورصات.
هذا وقد جرت العادة في السنوات السابقة على أن تلقي الاجواء الرمضانية بظلالها الهادئة على جلسات التداول التي تسبق حلول الشهر الكريم مباشرة، وتتسم هذه الجلسات بالهدوء الشديد في حركة التداول وكأنها بدأت في الصوم مبكرا.. غير أن رمضان هذا العام قد يشهد اختلافا نوعا ما عن السنوات السابقة من وجهة نظر متابعين للسوق، حيث يرون أن عودة سمو رئيس مجلس الوزراء من جولته في أميركا اللاتينية هي التي ستحدد ملامح حركة التداول في السوق سواء بالهدوء تزامنا مع اقتراب الاجواء الرمضانية او بالنشاط في حال الاعلان عن حزمة القرارات الايجابية التي سيتم اتخاذها تدعيما للسوق بشكل خاص والاقتصاد المحلي بشكل عام، لافتة الى انه بناء على التصريحات الحكومية في هذا الصدد ستتحدد اتجاهات السوق سواء بالجنوح الى النشاط او التراجع.
وقالت المصادر انه في حال الاعلان عن اجراءات ايجابية ترتقي لمستوى طموحات وآمال الاقتصاديين فإن ذلك سينعكس بشكل ايجابي على سوق الاوراق المالية ويدب في اوصاله النشاط لفترات طويلة قد تتخطى شهر رمضان المبارك، واما اذا كانت الاجراءات المزمع اقرارها دون المستوى ومخيبة للآمال فإن التراجع لن يكون سمة السوق في رمضان وحسب وانما سيمتد الى ما هو أبعد من ذلك وسيكون صيام البورصة عن النشاط الى اجل غير مسمى.
ودعت المصادر الى أن تتخذ الحكومة اجراءات تنشيطية حقيقية لانتشال الوضع الاقتصادي من حال الركود الذي يشهده منذ فترة وان تعمل على تحفيز سوق الكويت للاوراق المالية بصفة خاصة كونه المرآة التي تعكس وجه الاقتصاد الكويتي، محذرة في الوقت نفسه من ضعف اجراءات التحفيز والدعم خاصة ان السوق محافظ على تماسكه منذ الاعلان عن حزمة الاجراءات ويترقبها المتعاملون بالسوق بفارغ الصبر.