رصد تقرير ربع سنوي صادر عن بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) أداء قطاع الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي واهم التطورات التي شهدها خلال الربع الثاني من العام الحالي، حيث أشار إلى ان البيئة التنافسية لقطاع الاتصالات صارت أكثر حدة في العديد من دول الخليج خلال الربع الثاني من 2010.
وأشار التقرير الى التوصل إلى حل لمشكلة خدمات الهاتف المتعدد الوسائط (البلاك بيري) في المملكة العربية السعودية، مشيرا الى إعلان الحكومة السعودية رفع الحظر عن خدمات «البلاك بيري» وذلك طبقا للاتفاقيات التابعة لشركة «ريسيرش إن موشين» المصنعة لهواتف «البلاك بيري»، فيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى بيانات مستخدمي هذه الهواتف.
ورأى التقرير ان الإجراء الذي اتخذته شركة «ريسيرش إن موشين» كان الإجراء المتوقع والمنطقي إذ ان هذا الحظر كان من الممكن أن يترتب عليه تأثيرات لاحقة على دول المنطقة وعلى الأسواق الناشئة مثل الهند التي تطالب أيضا بتمكينها من الوصول إلى بيانات مستخدمي هذه الهواتف لدواع أمنية وطنية.
وفي السياق ذاته، أشار التقرير الى أن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الإمارات، أعلنت فرض الحظر على خدمات الهواتف المتعددة الوسائط (البلاك بيري) بما فيها خدمات التراسل، والبريد الإلكتروني، وتصفح الإنترنت اعتبارا من الـ 11 أكتوبر المقبل، حيث تركت الباب مفتوحا لمناقشة هذه المسألة، مبينا انه بعد أن تم حل المشكلة في السعودية، أصبحت الفرص تبشر بعقد اتفاق مماثل في الإمارات التي تقدم نفسها بوصفها مركزا مواتيا للأعمال التجارية والسياحة الاقليمية.
أفضل الأسهم
اتحاد اتصالات ـ موبايلي
مازال سهم شركة موبايلي هو أفضل الأسهم في قطاع الاتصالات السعودي، حيث انه يواصل الارتفاع في بيئة مازال يواجه فيها نظراؤها عمليات إعادة هيكلة، ومشاكل تشغيلية أخرى ومن المتوقع أن تشهد الشركة ارتفاعا في هوامش الأرباح المحققة قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بمقدار 70 نقطة أساس لتصل إلى 37.7% في العام 2010 وأن يتجه مزيج الإيرادات نحو خدمات البيانات ذات هامش الربح المرتفع والخدمات المؤجلة الدفع.
وتوقع التقرير أن تحقق الإيرادات من خدمات البيانات نموا نتيجة لانتشار الهاتف النقال بمستويات مرتفعة (بلغت 175% حتى نهاية عام 2009)، وبلغت نسبة إيرادات موبايلي من خدمات البيانات 14% من إجمالي الإيرادات في عام 2009 والمتوقع كذلك أن ترتفع إلى 17% في العام 2010 الحالي وإلى 20% بحلول عام 2011، ومع ذلك، مازالت هناك إمكانية للنمو حيث ان مساهمة إيرادات الخدمات في السعودية مازالت أقل من المعدلات العالمية البالغة حوالي 25%، ومن الدول المتقدمة حيث تبلغ معدلات النمو 40%.
كما توقع التقرير أن توزع «موبايلي» أرباحا نقدية بقيمة 1.75 ريال سعودي للسهم خلال العام 2010 الحالي مما يترجم إلى عائد على التوزيع مقداره 3.4%، كذلك يتوقع أن تحقق توزيعات الأرباح المزيد من النمو بعد عام 2010 نظرا لدخول الشركة في مرحلة الدمج، ومن المرجح أن تستمر «موبايلي» في التركيز على السوق السعودي كما يحتمل أن تجري شركة اتصالات أي توسعات خارجية بشكل مباشر، مع استبعاد حدوث أي ضغوط على السيولة النقدية للشركة وميزانيتها العمومية.
من جهة اخرى، توقع التقرير أن ترتفع الأرباح المحققة قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بمعدل نمو سنوي مركب مقداره 7.2% في الفترة بين عامي 2010 و2013، مرجحا أن يؤدي استهداف عملاء الخدمات المؤجلة الدفع ذوي الإنفاق المرتفع وزيادة عدد المشتركين في خدمات النطاق العريض، إلى التخفيف من تأثير انخفاض متوسط العائد عن كل مستخدم مستقبلا، كما تبدو مضاعفات السعر إلى ربحية السهم المتوقعة لعام 2010 البالغة 10.1 اضعاف، ومضاعفات قيمة المنشأة إلى الأرباح المحققة قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، البالغة 7.5 أضعاف جذابة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار احتمالات النمو.
الوطنية للاتصالات
تمتلك شركة الوطنية للاتصالات عمليات تشغيلية في 6 دول هي: الكويت، والجزائر، وتونس، والسعودية، والمالديف وفلسطين، وتمثل الكويت، وتونس، والجزائر، الأسواق الأساسية من ست دول تدير فيها المجموعة عملياتها التشغيلية. وفي النصف الأول من العام 2010 الحالي، شكلت إيرادات العمليات التشغيلية الأساسية للشركة في الكويت 41.3% من إيرادات المجموعة و46.5% من مجموعة الأرباح المحققة قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء. وفي الكويت، استمر متوسط العائد عن كل مستخدم في الاتجاه نحو الانخفاض حيث انخفض من 40.6 دولارا في نهاية الربع الثاني من عام 2009 إلى 36.1 دولارا في نهاية الربع الثاني من العام 2010. ومن ناحية أخرى، بقي متوسط العائد عن كل مستخدم على أساس ربع سنوي مستقرا في الربع الثاني من العام 2010، ويتوقع أن يتعرض متوسط العائد عن كل مستخدم وهوامش الربح في الكويت لضغوط تدفعهما إلى الانخفاض بسبب الضغوط التنافسية. وقد بلغت مساهمة إيرادات العمليات التشغيلية في الكويت في إيرادات المجموعة 43% في عام 2009 ويتوقع أن تنخفض هذه النسبة لتصل إلى 39% في عام 2013 بسبب تزايد مساهمة إيرادات العمليات التشغيلية الأخرى وتباطؤ النمو في السوق المحلي.
وفي تونس، مازالت العمليات التشغيلية للشركة قوية حيث سجلت هامش أرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاكات مقداره 52% خلال الربع الثاني من العام 2010، ومع ذلك فإن زيادة عدد المشتركين سيكون المحرك الأساسي للنمو نظرا لتعرض متوسط العائد عن كل مستخدم لضغوط الانخفاض، ونتيجة لنمو قاعدة المشتركين بنسبة 26.4% على أساس سنوي، ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 3.9% في 2010.
كما بدأت شركة أورانج وهي ثالث مشغل لخدمات الاتصالات في البلاد، عملياتها التشغيلية في مايو الماضي، ما أدى إلى احتدام المنافسة فيما بين مقدمي خدمات الاتصالات الأمر الذي قد يعرض هوامش الربح المرتفعة للعمليات التشغيلية لشركة الوطنية في تونس لضغوط الانخفاض.
وفي الجزائر أيضا، ستكون الزيادة في عدد المشتركين المحرك الأساسي للنمو نظرا لاتجاه متوسط العائد عن كل مستخدم إلى الانخفاض، وفي الربع الثاني من العام 2010 الحالي، نمت قاعدة المشتركين بنسبة 38.6% على أساس سنوي في حين ارتفعت الإيرادات بنسبة 19.6% لتصل إلى 43.3 مليون دينار.
من جهة أخرى، ارتفع هامش الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاكات من 33% في الربع الثاني من العام 2009 إلى 39% في الربع الثاني من العام 2010. وعلى مستوى الخسائر الصافية، أخذ صافي خسائر العمليات التشغيلية للشركة في الجزائر في الانخفاض على أساس ربع سنوي حيث انخفض من 0.9 مليون دينار في الربع الأول من العام 2010 إلى 0.4 مليون دينار في الربع الثاني من العام 2010، ويحتمل أن تسلك العمليات التشغيلية للشركة في الجزائر اتجاها معاكسا خلال العام الحالي نظرا لارتفاع الإيرادات وهوامش الربح.
تأثيرات سلبية لحظر خدمات «البلاك بيري» على شركات الاتصالات الخليجية
حول المخاطر المعرضة لها شركة «ريسيرش إن موشين»، لفت التقرير الى انه على الرغم من أن امتلاك شبكة اتصالات آمنة، يمثل الميزة التسويقية الأساسية لشركة «ريسيرش إن موشين»، فإنها لن تتحمل خسارتها في الأسواق الناشئة، حيث يبلغ عدد مستخدمي الهواتف المتعددة الوسائط (البلاك بيري) في السعودية 700 ألف مستخدم في حين يبلغ عدد المستخدمين في الإمارات 500 ألف مستخدم، وكانت توسعات شركة ريسيرش إن موشين تمثل لها جزءا هاما من قدرتها على الاستمرار في تسجيل إيرادات ذات أرقام كبرى.
وافاد التقرير بأنه على الرغم من صعوبة تقدير حجم تأثير الحظر المحتمل المفروض على تقديم شركات الاتصالات لخدمات الهواتف المتعددة الوسائط (البلاك بيري)، فإنه من المرجح أن يكون له أثر سلبي على مقدمي خدمات الاتصالات، إذ تمثل هذه الخدمات الاختيار الأول والمفضل للعديد من المؤسسات، لافتا الى انه مع الأخذ في الاعتبار فرض الحظر على خدمات الهواتف المتعددة الوسائط (البلاك بيري) في الإمارات، يتوقع أن يبقى الأداء السعري لأسهم شركات الاتصالات الإماراتية منخفضا إلى أن تتم تسوية هذه المسألة، وفي قطاع الاتصالات الخليجي نصح التقرير بشراء أسهم شركتي الوطنية وموبايلي.