تناول التقرير العقاري لشركة كولدويل بانكر العالمية فرع الكويت وضع سوق الشاليهات في السوق المحلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية والتي عادة ما تشهد طفرة في المبيعات وارتفاعا في أسعارها بسبب زيادة الطلب على شرائها في شهور الصيف، مشيرا إلى أن أسعار شاليهات حق الانتفاع خلال موسم صيف 2010 كانت ثابتة على المعدلات نفسها التي كانت عليها خلال العام السابق ولم تشهد أدنى مستوى للارتفاع على عكس المتوقع.
وأكد التقرير أن هذا الثبات في الأسعار الذي شهده قطاع الشاليهات حق الانتفاع إنما يعود لعدة أسباب أبرزها انشغال أغلب المستثمرين بخسائرهم الناتجة عن المساهمات في الشركات المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية، وتراجع معدلات عوائد الودائع المصرفية إلى نسب متدنية، إلى جانب نقص التمويل في السوق المحلي نتيجة لاستمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية واستمرار الوضع المتشدد الذي تنتهجه بعض البنوك في الإقراض، حيث عادة ما يعتمد سوق الشاليهات على انتعاش سوق الأسهم، فنجد أن أغلب المستثمرين يوجهون أرباحهم الناتجة عن الاستثمار في البورصة إلى الاستثمار العقاري بجميع قطاعاته ومن بينها قطاع الشاليهات الذي ينتعش دائما وقت الوفرة المالية وارتفاع حجم السيولة في السوق، أما مع وضع السوق الحالي الذي يعاني نقصا شديدا في السيولة وسبل التمويل، وخسارة الشركات بنسب عالية، فإن الطلب على شراء الشاليهات التي تعتبر وسيلة الرفاهية يقل بشكل ملحوظ وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على حركة أسعارها.
إلى جانب ذلك، فإن هناك توجها كبيرا من قبل بعض المواطنين لشراء الشاليهات الملك الخاص التي تعرض في منطقة لؤلؤة الخيران (مدينة صباح الأحمد البحرية) ولديها إطلالة مباشرة على البحر، لاسيما أنها تمكن المشتري من الحصول على شاليهات حديثة بواجهة بحرية متميزة مع وثيقة ملك خاص تماثل وثيقة السكن الخاص وبأسعار تنافسية عند مقارنتها بأسعار شاليهات حق الانتفاع، وهو الأمر الذي خفض من الإقبال على شراء شاليهات حق الانتفاع بنسب ملحوظة خلال الفترة الأخيرة.
الجدير بالذكر أن الصفقات التي تمت خلال أشهر الصيف على منطقة لؤلؤة الخيران كان لها بالغ الأثر في زيادة حجم التداول على العقارات السكنية، حيث شهدت تلك المنطقة مبيعات مرتفعة وصفقات لمئات القسائم، فيما بلغ متوسط سعر المتر المربع 187 دينارا للمواقع التي تطل مباشرة على البحر في حين بلغ سعر المواقع الداخلية 142 دينارا، وهي تعتبر أسعارا مناسبة لشريحة كبيرة من المواطنين.
وأشار التقرير إلى معدلات أسعار شاليهات حق الانتفاع خلال موسم الصيف للعام الحالي في مختلف المناطق، حيث استقر سعر المتر الطولي للواجهة البحرية في منطقتي بنيدر والجليعة عند قيمة تتراوح ما بين 12 و25 ألف دينار وفي منطقة الزور تراوح سعر المتر الطولي بين 12 و15 ألف دينار، وفي النويصيب بلغ 14.5 ألف دينار، أما منطقة شاليهات الضباعية، فقد تراوح سعر المتر الطولي فيها ما بين 9 و14 ألف دينار، وبلغت أسعار الشاليهات في منطقة ميناء العبدالله معدلات تراوحت بين 8 و13 ألف دينار للمتر الطولي، فيما اقتصر سعر المتر الطولي في منطقة الدوحة على قيمة بين 3.5 و6.5 آلاف دينار.
وتوقع التقرير ألا يشهد قطاع الشاليهات تحسنا خلال الفترة المقبلة إلا إذا ما تغير وضع الاقتصاد العام في السوق المحلي وعاد الانتعاش من جديد إلى سوق الكويت للأوراق المالية أو تحركت الحكومة نحو إصدار قوانين وقرارات تصب في اتجاه تحريك عجلة الاقتصاد، الذي لايزال يعاني من آثار الأزمة.