النجف ـ كربلاء ـ محمد الحسيني
تمضي الحياة اليومية في مدينة النجف التاريخية بأجواء عابقة بالتاريخ فحيثما تنظر تقع عيناك على جزء منه وليس اجمل من ان يكون التاريخ بشواهده حاضرا لتعيشه وان يسري في داخلك الشعور القوي بذلك.
مقبرة وادي السلام هنا تحتضن أضرحة أنبياء وأئمة وعلماء ومفكرين وهنا ايضا بحر بكامله قد جفت مياهه في شهادة على ان البحور تموت كذلك.
توجهنا الى العراق ضمن وفد إعلامي كويتي برئاسة الزميل عدنان الراشد أسعدنا أن نكون ضمنه مع السفير الفريق المتقاعد علي المؤمن والنائب عدنان المطوع وعدد كبير من الزملاء الأفاضل في الصحف الكويتية وفي تلفزيون «الكويت» وتلفزيون «العدالة» لنعيش معا ساعات جميلة وممتعة بين النجف وكربلاء حملت عناوين عديدة أهمها الرغبة في التأكيد على التقارب مع الاخوة في العراق وتشرفنا بلقاءات وزيارات لعدد من بيوتات ومقار ومعالم المدينتين التاريخيتين النابضتين بالحياة.
بدأت الزيارة مع هبوط الطائرة في مطار النجف الدولي الذي توجهنا منه الى فندق قصر الدر الواقع بجوار مقام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وتوجهنا بداية الى مضيف المرقد حيث استضافنا القائمون عليه على مأدبة غداء توجهنا بعدها الى كربلاء التي تأملنا في الطريق اليها حركة الإعمار للعديد من المرافق والمباني والانشاءات بأجواء أمن مستتب عادت الى المنطقة الفاتحة قلبها بشوق لاستقبال الزوار من كل مكان.
لا تواجد عسكريا ظاهرا إلا بعض «السيطرات» أو نقاط التفتيش كما يسميها العراقيون، وكل شيء يسير بشكل طبيعي.
وفي الطريق ايضا توقفنا عند بعض المشاريع ومنها المجمع الخيري السكني الذي تبنيه الكويت ضمن مشاريع دعمها للعراق.
وصلنا إلى كربلاء وقمنا بزيارة ضريحي الامام الحسين وأبي الفضل العباس عليهما السلام، وأدى اعضاء الوفد من الاخوة السنة والشيعة الصلاة في كليهما ثم عدنا الى النجف حيث حضرنا لقاء مع رئيس المجلس الأعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم الذي استضاف الوفد على مأدبة عشاء على شرفنا في مقر مؤسسة «شهيد المحراب» العلامة السيد محمد باقر الحكيم، رحمه الله.
تخلل اللقاء تأكيد من سفيري الكويت والعراق الفريق علي المؤمن والسيد محمد حسين بحر العلوم على العلاقات الأخوية بين الكويت والعراق وتحدث السيد عمار الحكيم عن رغبة العراق بأن يكون على أفضل العلاقات مع دول الجوار جميعا، وان يزيل كل الهواجس التي يمكن ان تعتري او تعكر هذه العلاقات وعلى الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تواصل عملية النهوض والاعمار، والتشديد على اهمية الوحدة بين السنة والشيعة ومختلف أطياف ومكونات الشعب العراقي.
وفي اليوم التالي للزيارة قمنا بجولة في أحياء مدينة النجف وزرنا المرجع السيد محمد سعيد الحكيم والسيد محمد بحر العلوم، واطلعنا على ما تحتضنه المدينة من معالم ومدارس دينية ومكتبات تاريخية تحوي مخزونا ثقافيا هائلا.
لفتنا خلال الزيارة مظاهر الكرم والضيافة العالية لاهل النجف واستمتعنا بالمأكولات العراقية التقليدية كالمسقوف وغيرها وبالشاي والقهوة النجفيين، كما قمنا بجولة على الاسواق النجفية والاحياء القديمة في المدينة. وعند الفجر دخلنا الى مرقد الامام علي المزدحم بالزوار بشكل دائم، وعلى غرار بقية المقامات لابد وان يسيطر على الزائر احساس بالانبهار بمظاهر الفخامة في البنيان والزخرفة الى جانب الجو الايماني السائد.
واقرأ ايضاً:
الحكيم: جاهزون لزيارة جيراننا لتبديد كل الهواجس فنحن دعاة استقرار ومستعدون لنُقنع ونقتنع
بحر العلوم: 21 من أقربائي اختفوا في عهد صدام ولا أعلم إن كانوا قد دفنوا أم ذوّبوا بالتيزاب
الوفد يزور العلامة محمد سعيد الحكيم
باقة شكر