أجرى الحوار محمد الحسيني
إن حجم الضغوطات التي تواجهها طهران تجعلها في وضع لا تحسد عليه بالتأكيد، فكم هو صعب ان تصمد أمام القوى العظمى بل ان تتحداها!
لكن ما تُحسد عليه إيران ربما هو ديبلوماسيتها الحيوية التي تعمل بكفاءة عالية وعلى رأسها وزير الخارجية منوچهر متكي، رجل الكلمات المحسوبة والمواقف الذكية والجولات المكوكية التي شملت الكويت أمس واستوقفناه خلالها لمدة ساعة تقريبا، فتحدث لـ «الأنباء» عن مختلف القضايا المحورية في سياسة بلده بشقيها الداخلي والخارجي، بدءا من الملف النووي حيث أكد ترحيب بلاده بالعرض السويسري بإقامة شركة دولية للطاقة النووية وأي عرض آخر وانما كـ «مكمل» لعملية التخصيب الحالية في إيران وليس كبديل عنها، فما يجري في المفاعلات الإيرانية حاليا - كما يقول متكي - عملية قانونية تتطابق مع معايير وكالة الطاقة الذرية وليس من المنطقي أو المشروع تجميدها.
وعن التهديدات الاسرائيلية يرى متكي انها أقرب الى المزاح منها الى الجد وكذلك التهديدات الأميركية لأن احتمال الحرب الأميركية على إيران «غير وارد»، فكيف لأميركا ان تحاور إيران لكي تخرجها الأخيرة من أتون الأزمة التي أضرمتها في العراق وتُشعل بالمقابل حربا جديدة كلفتها عالية وسيتحمل نتيجتها المواطن الأميركي ضرائب واستنزافا؟
ولا يُزعج متكي ان يوجه الرئيس محمود أحمدي نجاد انتقادات لوزارة الخارجية كقوله ان بعض اتجاهاتها لا تتطابق مع اتجاهات الدولة «فهو الرئيس وهو صاحب الحق في الرأي والتقييم». ويستخف وزير الخارجية الإيراني بمن يراهنون على خلافات داخلية في بلاده لأن البلد - كما يؤكد - متحد بكل فرقائه في المسائل الوطنية الحيوية.
وينفي ما يثار عن إيواء عناصر «القاعدة» ويرد كرة الاتهام الى ملعب «من يجتمعون مع قوى التطرف في «موسى قلعة» بأفغانستان»، كما يستنكر الحديث عن وجود اضطهاد للأقليات في بلده ويؤكد ان المسلمين السنة الإيرانيين اخوة للمواطنين الشيعة يتساوون معهم في الحقوق والمواطنة.
ويرى متكي ان اللبنانيين باتوا أقرب الى التوافق الذي حالت دونه حتى الآن التدخلات الخارجية المعروفة.
وعن العلاقات الكويتية - الإيرانية يقول ان تقدم وعزة الكويت فيهما تقدم وعزة إيران، مشيدا بمستوى العلاقات بين البلدين التي لا تعكرها بعض الحوادث، في اشارة ضمنية الى الاعتداء الأخير على الديبلوماسي الكويتي والذي تم احتواؤه.
والأمر ينسحب على العلاقات الإيرانية - الخليجية وتحديدا مع البحرين عندما سألناه عن «ملاحظات شريعتمداري» وما تلاها، حيث تمنى من الصحافة في الجانبين ان تقتدي بموقف المسؤولين من الجهتين - أي السعي لمزيد من التقارب - مكتفيا بالصيغة العامة للإجابة دون التوقف عند حادثة أو تفصيل، بنفس الأسلوب الذي رد به على موضوع الديبلوماسي الكويتي.
وفي الإطار نفسه يرفض متكي القول بأن علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية بحالة فتور، ويراها آخذة في التقدم والتطور سياسيا واقتصاديا، مستشهدا باللقاءات الأخيرة على مستوى القيادتين ووزراء الخارجية والعمل على الملف اللبناني وكذلك التعاون بإطار منظمة العالم الإسلامي.
وعما أثير عن دخول إيران في «هلال شيعي» بالشرق الأوسط يقول: سألنا من أطلقوا التصريح وأجبنا بأن كلامهم لم يُفهم كما كانوا يقصدونه.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )