بعد سنوات من القمع والكبت تمضي ليبيا بعزم نحو فتح صفحة جديدة مشرقة في تاريخها رافضة الرضوخ لإرهاب معمر القذافي ونظامه رغم ما ارتكبه طيلة 42 عاما من مجازر دموية ورغم ما يملكه من آلة عسكرية وعتاد وجحافل المرتزقة الذين أتى بهم لقتل الليبيين.
لا توجد صورة أصدق تعبيرا من الروح المعنوية للشباب الليبي وإصراره على بلوغ أهدافه من جموع المتطوعين من مختلف الأعمار في كتيبة شهداء 17 فبراير. المكان الذي كان يعرف بكتيبة 7 ابريل وظل طيلة سنوات رمزا لإرهاب كتائب القذافي العسكرية ومركزا للتعذيب، حوله الثوار الى خلية وطنية لمد الجبهات بمقاتلين قادرين على تحقيق النصر والتحرير.
«الأنباء» زارت المعسكر وتابعت التدريبات واطلعت على ورش اعداد السلاح والعتاد في الكتيبة حيث تبذل مجموعة من المواطنين جهودا فيها الكثير من الإبداع لإصلاح وصيانة ما تتم مصادرته أو العثور عليه من أسلحة ورشاشات ومدافع من رجال القذافي أو مخازنهم بجهود ذاتية بسيطة لكنها أثبتت كفاءة عالية جدا وتساهم مساهمة فعالة فيما تستمده الجهات المختلفة في غرب ليبيا من تقدم للثوار.
معاون آمر المعسكر مصطفى الساقزلي تحدث لـ «الأنباء» عن التدريبات والسرايا الـ 11 في الكتيبة والمختصة بحماية الشخصيات والحراسات والاستطلاع والجبهات، موضحا ان عملية التطوع مستمرة بشكل يومي وان الكتيبة تستقبل دكاترة ومهندسين وعمالا من كل فئات المجتمع والمناطق بما فيها الغربية. وكشف الساقزلي انه قبل يومين من زيارة وفد «الأنباء» تم تخريج كتيبة من 325 شخصا تولى تدريبهم خبراء قطريون لحماية المنشآت النفطية، وكان سبق ذلك تخريج كتائب وسرايا توجهت الى طرابلس ومصراتة والجبل الغربي.
واقرأ ايضاً:
زيـارة إلى ليبيا.. في زمن انهيار الجدار