لميس بلال
أطلقت شركة بيضون للتجارة العامة مجموعة أرماني/ بريف والتي أطلق عليها اسم «المجموعة» بالمكونات الأسطورية في مجال صناعة العطور في فندق كراون بلازا الفروانية بحضور نائب المدير العام عمر بيضون وممثلة أرماني جولي لباني الحاضرة من دبي لتروي قصة مجموعة أرماني للحضور.
حيث توقظ أرماني/ بريف «ليز أو» عبق تلك المواقع الأسطورية، فها هو جورجيو أرماني يعرض لنا «مجموعة ألف ليلة وليلة»، التفسير المعاصر لتلك الأسطورة العالمية، حيث انها مجموعة صغيرة ستميط اللثام عن روائع ومفاتن وسحر الشرق.
ففي ليالي ألف ليلة، تبهر شهرزاد ملكها شهريار وتسحره وتجذب اهتمامه، وفي النهاية يخضع شهريار لحبها ويرتمي في أحضانها. وبالروح ذاتها، فإن كلا من العود الملكي، والزهور العربية، والعنبر الشرقي تم التفكير بها كعطور يمكن الاستماع إليها وكقصة ملونة بزرقة ليالي الصحراء الحالمة، والهمسات المترقرقة خلف المشربيات، فإحساس شهرزاد المثالي هو ما جعلها تنجو بحياتها، من خلال قص ما هو ضروري دون إسهاب أو تطويل.
إنه نفس الإحساس الذي يتمتع به جورجيو أرماني كذلك، والمتمثل في الاختيار المثالي للمكونات والتوازن المثالي بين كل منها، وهو ما أضفى هوية فريدة على عطور تلك المجموعة: «مجموعة ألف ليلة وليلة». والواقع ان تلك المجموعة من العطور تكشف عن كل ما هو ثمين تماما كالرحالة الإيطالي الذي يأتي من القرن الخامس عشر وتأسره روعة كنوز ميزور، وأنقرة، والخليج، أو سفوح الهيمالايا، انه العمل الفني الذي يحوي بين جنباته تلك المكونات الشرقية الرائعة، ولمسات الذهب والتوابل، والعبق الدخاني والراتنج حول تلك المكونات الراقية. فيكشف لنا جورجيو أرماني اليوم عن 3 عطور ترمز لها المكونات النبيلة الراقية: العود، والورد، والعنبر.
وعلى الرغم من انه في الأزمان القديمة كانت التوابل هي التجارة الرائجة على شواطئ البحر المتوسط، الا انه سرعان ما احتلت بعض الخلاصات النادرة والثمينة مكانها في ذلك المجال.
ففي المناطق الشرقية من الهند، أثمرت تلك الكيمياء الغريبة التي تجمع ما بين قلب الشجر والفطر الدخيل عن وجود خشب صلب يتمتع برائحة نفاذة ورائعة، وعند وضعه على جمرات المبخرة، يعطر الأجواء والملابس، أما عند تقطيره، فنحصل على خلاصة عطرية ذهبية ورائعة، والتي تنضج وتكون داكنة أكثر وأكثر سمكا مثل الشراب. وهذا الزيت السميك يثير فينا الانبهار، وفي عيون الخبراء، تتحول تلك الخصال النادرة الى ما هو أندر وأثمن من الذهب.
وعندما حول جورجيو أرماني اهتمامه الى العود، قرر العمل كما لو كان يصنع قطعة مزينة بخطوط الذهب والفضة، مؤثرا الحفاظ على ثقله، وشدته، ورصانته الملكية.
واحتراما لطبيعته الخاصة، عمل جورجيو أرماني جاهدا على إلقاء الضوء على كل من جوانب شخصيته حيث يتم التركيز على العمق من خلال تجانس العنبر، وذلك التوهج الأحمر الذي يتركز مع التوابل، الى جانب تلك الانعكاسات الترابية التي تتبخر مع غلالة من المرة والبخور.
وكان الموطن الأصلي للورد الدمشقي في البداية في أصفهان، ولكنه انتقل مع الصليبيين من سورية، وفي القرن الثامن عشر، اجتاحت زهرة سنتيفوليا الحمراء أوروبا، وظلت تلك الزهرة التركية هي الروح الراقية للسحرة الشرقيين.
أما الإكسير فهي كلمة تأتي جذورها من أصل عربي، ذلك الإكسير الذهبي العطري الذي كان العرب أول من يحصلون عليه من خلال تقطير بخار الماء من زهرة اللوتس الرقيقة. وكانت تلك الزهرة واحدة من أولى الزهرات التي تكشف عن سر عطرها الفريد.
وبالنسبة لجورجيو أرماني، صارت الزهرة الدمشقية التجسيد الحي لروح الإثارة، حيث تحتوي على إيقاع الحرير الأرجواني والذهبي البطيء، والمتألق والبراق.
ولنستمع قليلا الى حكاية شهرزاد التي تقول: «غرق مركب السندباد البحري بالقرب من جزيرة صحراوية، حيث يتدفق العنبر من نافورة لينزل الى البحر»، في هذا الجزء تصور ابن سينا ان العنبر كان يتدفق من ينابيع تحت الأرض فعلا أو من ينابيع على حافة البحر، ومنذ بدايات صناعة العطور، أعطت روائح مزيج العنبر طابعا دافئا وذهبيا ومتألقا على أفضل العطور.