- أنا الخليجي الوحيد في دائرة الأمن والسلامة من بين 250 مستشاراً أمنياً للأمم المتحدة على مستوى العالم
- القمة الخليجية أكدت على وحدة المصير وخرجت بقرارات اقتصادية مميزة تعزز من الروابط الاجتماعية والأمنية بين دول المجلس
- إيران أصبحت مشكلة عالمية وليست إقليمية وتصرفاتها الحالية تشكل خطراً متعدد المحاور على المنطقة
- على إيران أن تبادر بإحكام السيطرة على طرق تهريب المخدرات ومنع مرور قوافل الإرهاب إلى أفغانستان عبر أراضيها
- سأقدم تقريراً لوزير الأشغال عن أهم عناصر وآليات حفظ الأمن في المدن الجديدة
- عراق اليوم غير قادر على العمل العدائي الإستراتيجي أو العملياتي ودخول حظيرة المشاة الإيرانية لأراضيه مؤخرا أبلغ دليل على ذلك
كاميرات المراقبة أحد أساليب الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع ومن يعترض عليها لا يفقه أمنياً
أسامة دياب
أكد الخبير الأمني والاستراتيجي العقيد الركن متقاعد فهد الشليمي أن القمة الخليجية أكدت على وحدة المصير وخرجت بقرارات اقتصادية مميزة تعزز من الروابط الاجتماعية والأمنية بين دول المجلس، مشددا على أن إيران أصبحت مشكلة عالمية وليست إقليمية، وتصرفاتها الحالية تشكل خطرا متعدد المحاور على المنطقة، ودعا لضرورة وجود نظرة خليجية وعربية موحدة للتعامل مع هذا الملف والعمل على بناء جسور الثقة بين إيران والدول العربية، مؤكدا أهمية أن تبادر إيران بضبط وإحكام السيطرة على طرق تهريب المخدرات ومنع مرور قوافل الإرهاب إلى أفغانستان عبر أراضيها وتتعاون مع دول المنطقة استخباراتيا. وأوضح الشليمي أن العراق مرّ بفترة مخاض عسير وضعت نهاية لسياسة حكم الرجل الواحد والحزب الواحد، فالعراق الآن بلد متعدد الأقطاب ولديه توازن في القوى السياسية ولا يوجد به تفرد بالقرار، لافتا إلى عدم قدرة عراق اليوم على العمل العدائي الإستراتيجي أو العملياتي وأبلغ دليل على ذلك هو دخول حظيرة مشاة إيرانية للأراضي العراقية مؤخرا وعجز القوات العراقية عن التصدي لها، مشيرا لتأييده لإسقاط الديون العراقية وضخها على شكل استثمارات كويتية في مدينة البصرة من خلال تصور علمي وعملي قابل للتطبيق. وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب هي الهاجس العالمي الذي يشغل مختلف دول العالم، لافتا الى وجود كهوف إرهابية تحت أراضي دول مجلس التعاون الخليجي، داعيا لضرورة إنشاء مركز خليجي موحد لمكافحة الإرهاب. وصرح بأنه بصدد تقديم تقرير لوزير الأشغال العامة ووزير البلدية د. فاضل صفر عن أهم عناصر وآليات حفظ الأمن في المدن الجديدة. وكل من يعترض على كاميرات المراقبة لا يفقه أمنيا، والكثير من الجرائم تم كشفها باستخدام الكاميرات الأمنية. وأشار إلى أنه من المؤيدين لإسقاط فوائد القروض التي أصبحت مشكلة أمنية وليست مشكلة اقتصادية فهناك عشرات الآلاف من المدينين تمسهم المشكلة. «الأنباء» التقت الشليمي وقلبت معه أوراق أهم القضايا على الساحتين الإقليمية والعالمية فإلى التفاصيل:
بداية نهنئك على المنصب الجديد في الأمم المتحدة ونرجو أن تعطي القارئ فكرة عن طبيعة المنصب الجديد وآليات الاختيار؟
أولا أريد أن أتوجه بالشكر لجريدة «الأنباء» الغراء وأجدد التهنئة لرئيس التحرير وجميع العاملين فيها بمناسبة العيد الـ 34 لتأسيسها. أما فيما يتعلق بالمنصب الجديد فمن المعروف أنني أحد مسؤولي الأمن في الأمم المتحدة، وقد تم اختياري مؤخرا من بين المئات من المتقدمين وسافرت الى نيويورك في فترة تأهيلية لشغل منصب مستشار أمني في الأمم المتحدة وللعلم هناك فقط 250 مستشارا أمنيا للأمم المتحدة على مستوى العالم، وأنا الخليجي الوحيد في دائرة الأمن والسلامة. أما فيما يتعلق بمهام المنصب فهي تقديم النصح والمشورة لمنظمات الأمم المتحدة بشأن تعليمات الأمن والسلامة وتقديم التقارير الأمنية لتحليل المخاطر.
البداية كانت عندما تقدمت بطلب لشغل هذا المنصب وللحقيقة وجدت كل ترحيب وتعاون وكان إجمالي المتقدمين 4006 متقدمين نجح منهم 23 متقدما فقط. وفي هذا الصدد لا أنسى الجهد السياسي الذي قامت به وزارة الخارجية وعلى رأسها وزير الخارجية ووكيل وزارة الخارجية ومدير إدارة المنظمات السفير منصور العتيبي وأتوجه لهم جميعا بالشكر والتقدير.
رؤية إستراتيجية
آخر أبرز أنشطتك التي قمت بها مؤخرا مع الأمم المتحدة؟
أعتبر نفسي من المحظوظين نظرا لعدد المحاضرات التي ألقيتها في عدد من الدول الأفريقية والأوروبية، فلقد زرت نيجيريا وبالتحديد مدينة أبوجا أثناء انعقاد مؤتمر للمدن الآمنة في شهر رمضان الماضي وقدمت محاضرة ورؤية إستراتيجية. وفي شهر نوفمبر الماضي توجهت أنا ود.طارق الشيخ من مكتب الأمم المتحدة للتجمعات والمستوطنات البشرية لإسبانيا وتحديدا مدينة برشلونة وأعطيت محاضرة مهمة عن أمن المدن الجديدة، كما شاركت في ندوة المدن الآمنة التي أقيمت في الكويت في منظمة المدن العربية حيث قدمت محاضرة أمنية للوفود عن أسباب الجريمة في المدن الكويتية وأساليب الوقاية منها.
تأمين المدن الجديدة
كيف ستستفيد الكويت من خبرتك في تأمين المدن الجديدة؟
أنا بصدد تقديم تقرير لوزير الأشغال العامة ووزير البلدية د.فاضل صفر عن أهم عناصر وآليات حفظ الامن في المدن الجديدة. وأرجو أن يتسع صدره وأن تكون أبوابه مفتوحة لي ليستمع لنوع جديد من الهندسة الأمنية الإنشائية في تأمين المدن والمباني، فلست راضيا عن العديد من المباني في الكويت التي هي عرضة للخطر وموظفوها معرضون للهلاك.
هناك محاور عدة للنظرة الأمنية الحديثة للمدن الجديدة، فعلينا أن نستفيد من أخطاء الماضي فلن يتحقق الأمن المنشود إلا بتعاون رجال الشرطة مع المجتمع والعكس. في التخطيط الحديث للمدن وللحفاظ على استقرارها الأمني يجب أن يكون هناك مدخل ومخرج واحد لكل حي، كما يجب أن تتوافر عناصر الأمن والسلامة في البنايات بدءا من توافر سرداب لمواقف السيارات. أما العنصر الأهم فهو ضرورة مراقبة مداخل المدن والنقاط الحساسة فيها للمراقبة بالكاميرات لتكون أحد أهم عناصر الردع والأرشفة للأحداث. من خلال الأنباء أتمنى أن تكون أبواب د.فاضل صفر مفتوحة وليست موصدة كعادة المسؤولين الحكوميين وأتمنى أن يجمعني بالوزير د.صفر لقاء في أقرب وقت ممكن فهناك نقاط خطيرة ستؤثر على التجمعات والوزارات وموظفيها بالإضافة إلى أنني أحذر من المباني الزجاجية.
كاميرات المراقبة
لدينا حساسية من موضوع الكاميرات، فالبعض يعتبرها انتهاكا للخصوصية فما ردك على ذلك؟
كل من يعترض على كاميرات المراقبة لا يفقه أمنيا، والكثير من الجرائم تم كشفها باستخدام الكاميرات الأمنية ووزارة الداخلية تعلم ذلك جيدا والولايات المتحدة الأميركية تعلم ذلك أيضا، وتم كشف الجناة المسؤولين عن جرائم 7-7 التي حدثت في لندن كان عن طريق كاميرات المراقبة، وتحديد هوية الجناة في أحداث 11 سبتمبر كان عن طريقها أيضا. العالم كله يستخدم أحدث الأساليب التكنولوجية الحديثة للحفاظ على أمن وسلامة المجتمع وهذا لا يتعارض مع الحريات الشخصية. الكاميرات لا تنتهك الحرية الشخصية فهي لا تدخل البيوت وتقتصر على أماكن التجمعات والنقاط الحساسة.
الملف الإيراني
لايزال الملف الإيراني يؤرق المنطقتين الخليجية والعربية فما هي المخاطر المتوقعة؟ وما أفضل السبل للتعامل معه؟
الملف الإيراني طويل وإيران أصبحت مشكلة عالمية وليست إقليمية، فالعالم أجمع يطالب إيران بالتوقف عن إثارة المشاكل والتحلي بمزيد من الشفافية ولكنها تعاند. لو نظرنا للوضع الإقليمي فسنجد أن على إيران مسؤولية إقليمية كبيرة جدا في حماية المنطقة، كما أن عليها منع القوافل الإرهابية التي تتجه لأفغانستان عبر أراضيها.
وعلينا أن نعي أن إيران تمر بحالة من عدم الاتزان السياسي ومشاهد القمع السياسي والمظاهرات ستؤدي لنشاط سري للمعارضة الإيرانية وهذا ما يحدث عندما يسيس الدين وتطغى القداسة على الأشخاص، مما لا شك فيه أن إيران أصبحت مصدر إزعاج إقليميا وعالميا وبالرغم من ذلك كله فنحن مع إيران كجار ونتمنى لها الخير ولكن تصرفاتها الحالية تشكل خطرا متعدد المحاور على المنطقة، فأنشطتها النووية تشكل خطرا بيئيا وآخر عسكريا مسلحا من خلال تهديداتها المستمرة بضرب المصالح الأميركية في المنطقة وبالتالي نحن لا نستطيع أن تحمل هذا القدر من المخاطر بالإضافة إلى أنه لو حدث تسرب إشعاعي في المفاعل الإيراني وسنرى أثره في الكويت خلال 10 ساعات وستدمر موارد مياه الشرب لدينا وكذلك ثروتنا السمكية.
نظرة موحدة
ما الطريقة المثلى في التعامل مع الملف الإيراني؟ وما نصيحتك لصناع القرار في العالم العربي؟
الحل الأمثل للتعامل مع الملف الإيراني يكمن في ضرورة وجود نظرة خليجية وعربية موحدة للتعامل مع هذا الملف، ثانيا بناء جسور الثقة بين إيران والدول العربية وعلى إيران أن تكون المبادر وتبذل جهدا أكبر عن طريق انتهاجها لمبادئ الشفافية في التعامل مع دول الجوار عن طريق توضيح نواياها بخطوات عملية إيجابية على أرض الواقع تزيل من مخاوف دول الجوار، كما أن عليها ضبط وإحكام السيطرة على طرق تهريب المخدرات ومنع مرور قوافل الإرهاب إلى أفغانستان عبر أراضيها وأن تبادر بمشاركة دول المنطقة استخباراتيا. وأتمنى تأسيس مركز إقليمي لإدارة الكوارث والأزمات يضم الأردن واليمن وإيران على المستوى العملياتي.
ماذا عن الشأن العراقي المضطرب ومدى تأثيره على الوضع الإقليمي؟
بداية نتمنى الاستقرار للعراق الذي مر بفترة مخاض عسير انتهت معها سياسة حكم الرجل الواحد والحزب والواحد فالعراق الآن بلد متعدد الأقطاب ولديه توازن في القوى السياسية ولا يوجد به تفرد بالقرار.
قنبلة موقوتة
ولكن هذا التنوع مع اختلاف توجهاته قد يكون قنبلة موقوتة تضر بأمن المنطقة خصوصا في ظل تضارب التصريحات العراقية، فما تعليقك على ذلك؟
يجب ألا تهزنا تصريحات أي شخص في العراق فهم من يحتاجون المساعدة ومد يد العون وليس نحن فالعراق ليس لديه القدرة على العمل العدائي الإستراتيجي أو العملياتي وأبلغ دليل على ذلك هو دخول حظيرة مشاة إيرانية للأراضي العراقية مؤخرا وعجزت القوات العراقية عن التصدي لها.
هناك دول متدخلة في الشأن العراقي أو بالأحرى لها نفوذ داخل العراق مثل إيران، سورية، والأردن، أين اهتمام دول الخليج بالشأن العراقي الداخلي وكيف تعزز من العلاقات؟
التدخل في الشأن العراقي أمر مرفوض ولكن يجب على دول الخليج أن تعزز من دور الحكومة العراقية وتسعى لمنع التدخل في الشأن العراقي، فالعراق يحكم نفسه ولكن علينا أن نكون عاملا مساعدا اقتصاديا وسياسيا دون التدخل في شؤون العراق وبالتالي أرى أن الشأن الاقتصادي هو المحرك الرئيسي لتعزيز العلاقات وتوطيدها، خصوصا أن الكويت بدأت صفحة جديدة من العلاقات مع العراق منذ سقوط النظام.
تجربة الغزو
كأحد القيادات السابقة في الجيش الكويتي، هل انمحى من ذاكرتك يوم 2/8/1990؟ هل استفدنا من تجربة الغزو؟
بالطبع لا، ولا يمكن أن يمحى من الذاكرة لأنه أحد الدروس المستفادة التي يجب أن نتعلم منها. الكويت استفادت من درس الغزو العراقي ولكنني للأسف أشاهد تكرار الأخطاء نفسها التي حدثت قبل الغزو على المستويين السياسي والتجاري.
ما موقفك من دعاوى ومطالبات البعض بإسقاط ديون العراق؟
أنا مع إسقاط ديون العراق وضخها على شكل استثمارات كويتية ـ عراقية في مدينة البصرة وتحويل البصرة إلى مدينة خليجية بأموال خليجية وأيد عراقية من خلال تصور عملي قابل للتطبيق عن طريق تطوير مينائي البصرة وأم القصر وبناء فنادق ومنتجعات سياحية وإنشاء مصانع لتعليب المنتجات الزراعية وعلى سبيل المثال البصرة غنية بالتمور الجيدة التي يمكن استغلالها في هذا الصدد، كما لا يمكن أن نغفل الصناعات البتروكيماوية والعديد من الصناعات المختلفة بحيث تصبح البصرة قاعدة تصدير لوسط وشمال العراق وبعد ذلك تنتقل خليجيا.
البند السابع
إلى أي مدى يعتبر تحويل الديون العراقية إلى استثمارات داخل العراق خروجا على البند السابع لميثاق الأمم المتحدة؟
البند السابع باختصار هو استخدام كل الوسائل الممكنة لإجبار العراق على الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، وعندما أدخلت العراق تحت طائلة البند السابع لميثاق الأمم المتحدة كان المقصود به نظام صدام حسين، أما العراق الآن فملتزم بقرارات الأمم المتحدة وملتزم بالتعويضات. ولكن علينا ان نساعد العراق حتى ينهض فهو استراتيجيا جارنا وكما قلت سابقا يجب ألا تهزنا تصريحات أي شخص في العراق فهم من يحتاجون المساعدة ومد يد العون وليس نحن. الديون يجب أن تضخ اقتصاديا يستفيد منها الشعبان الكويتي والعراقي.
قمة الخليج
كيف تقرأ أمنيا القرارات التي خرجت بها القمة الخليجية في الكويت؟
القمة الخليجية خرجت بقرارات اقتصادية مميزة تعزز من الروابط الاجتماعية والأمنية بين دول الخليج وتؤكد على وحدة المصير بمشاريع اقتصادية مهمة مثل الربط الكهربائي ومشروع السكك الحديدية والعملة الخليجية الموحدة. ولكن المطلوب هو المسارعة بتنفيذ هذه المشاريع وخصوصا أن دول الخليج تمتلك كل المقومات المطلوبة للتطور والإنجاز.
هاجس عالمي
لك أكثر من دراسة عن الإرهاب الذي أصبحت محاربته هاجسا عالميا، وماذا عن تصورك لجهود مكافحة الإرهاب خليجيا؟
أعتقد أن الفكر الإرهابي قد سبق فكرنا الآن وبالرغم من قوة الولايات المتحدة الأميركية وامتلاكها لأحدث التقنيات في الكشف عن الأعمال الإرهابية إلا أن المنظمات الإرهابية استطاعت إدخال أحد عناصرها محملا بالمتفجرات إلى طائرة أميركية ولولا حدوث خطأ في التفاعل الكيميائي لحدث ما لا يحمد عقباه. وأبلغ دليل على أن الفكر الإرهابي يسبق فكرنا هو تحرك المنظمات الإرهابية لبناء قواعد في الصومال وتشاد والصحراء الغربية منذ خمس سنوات دون أن نتنبه لخطورة هذا ونتحرك لوقفه، ولقد ذكرت في أكثر من موضع أن القواعد القادمة للإرهاب ستكون في أفغانستان وباكستان وبنغلاديش واليمن. لقد وصلوا إلى درجة عالية من التخطيط عن طريق تغيير الأساليب التقليدية واللجوء إلى إدخال عناصر كيميائية ودمجها ببعضها لتصبح قنبلة، هذا تطور كبير. وبالتالي أعتقد أن الحل يكمن في تعاون عالمي وإقليمي كامل في هذا الملف. ويجب علينا إنشاء مركز خليجي لمكافحة الإرهاب وخصوصا أن هناك كهوفا إرهابية تحت أراضي دول مجلس التعاون الخليجي.
الكهوف الإرهابية
قضية الكهوف الإرهابية القابعة تحت أراضي دول مجلس التعاون تحتاج مزيدا من التفسير والإيضاح؟
دول الخليج لا تشعر بخطر الإرهاب الذي يتربص بها ويعمل في الخفاء في كهوف تحت أراضيها وأكبر دليل على ذلك ظهور المنظمات الإرهابية فجأة في اليمن وفي الصومال بشكل كبير ولذلك لا تستبعد أن يظهروا في الكويت.
كيف تتلاشى المنظومة الخليجية خطر الإرهاب؟
هناك سلسلة من الإجراءات التي يجب أن تتبعها للتخلص من خطر الإرهاب عن طريق التوسع في مجموعة الحريات وحمايتها مثل الحرية السياسية، حرية الفكر، وحرية التعبير وضمان الرخاء الاقتصادي، فالفقر يولد الجريمة والجريمة تصنع التطرف والتطرف يؤدي إلى الإرهاب والكبت السياسي والإعلامي يولد الإرهاب.
هل الإرهابي يصنع أم يولد؟وإلى أي مدى يصنع المناخ في عالمنا العربي الإرهاب؟
الإرهابي صنيعة ونتاج ظروف معينة، فالإرهاب ينمو ويترعرع في أجواء معينة، وللأسف معظم الدول العربية تشكل بيئة ملائمة للإرهاب فالكبت السياسي وقمع حرية التعبير والفقر.
ما رؤيتك الإستراتيجية للأحداث على الحدود السعودية اليمنية؟
إيران تقف وراء الأحداث على الحدود السعودية – اليمنية وكان هدف الحوثيين هو تدويل الصراع بحيث يكون هناك تدخل دولي وبالتالي تكون لهم بصمة سياسية ويصبحون مثل الأكراد. على إيران أن تحد من هذه التدخلات والبعد عن خلق الأزمات حتى تحظى بثقة دول مجلس التعاون.
هل تعتقد أن إيران ستقبل بالوقود الدولي أم أنها ستصر على تخصيب اليورانيوم؟
إيران أفضل من يلعب على وتر المماطلة وكسب الوقت ولكنني أشك أن عامل الوقت في صالحهم فصبر العالم بدأ ينفد وعليهم الاعتبار من التجربة الكورية.
كيف تري المظاهرات والاعتصامات التي تحدث بين الحين والآخر في الكويت؟
المظاهرات والاعتصامات أحد الرموز الحضارية لدولة الكويت فهي مفخرة للحكومة الكويتية قبل الشعب لأنه لا توجد دولة في العالم العربي يقوم بعض مواطنيها بمظاهرة سلمية أو اعتصام دون أي خسائر ويرجع الناس لبيوتهم آمنين بعد ذلك. ولكنني أعتب على بعض النواب اللجوء للشارع لأن مداولات النائب مكانها مجلس الأمة.
لجوء النواب للشارع
لجوء النواب للشارع قلة حيلة أم تأجيج للمشاعر؟
هو فشل في فرض قرار معين وهو نوع من أنواع التبريرات التي تظهر لضرورة انتخابية. ولكن علينا أن نقر أن مجلس الأمة مفخرة للكويت ونعتز به إقليميا وعالميا.
الساحة السياسية بحاجة ماسة للاستقرار الذي هو أحد أهم عناصر الإنجاز، ولذلك على النواب أن يقوموا بنوع من التهدئة ومراعاة المواءمة السياسية وخصوصا بعد أن كسرت هيبة الاستجوابات وزالت المخاوف منها.
القروض أصبحت مشكلة أمنية إلى أي مدى تتفق مع هذه العبارة؟
أنا من المؤيدين لإسقاط فوائد القروض فالقروض أصبحت مشكلة أمنية وليست مشكلة اقتصادية فهناك عشرات الآلاف من المدينين تمسهم المشكلة وإذا عجزوا عن السداد فسيلجأون لأساليب أخرى اقلها تجارة الإقامات.الدولة كريمة وعودتنا على الكرم ونرجو أن تسقط القروض من أجل الأمن المعيشي والاجتماعي.
الوحدة الوطنية
كثر الحديث مؤخرا عن الوحدة الوطنية، كيف نعزز من لحمتنا الوطنية؟
الوحدة الوطنية هي اتفاق الشعب على مجموعة مفاهيم فالكويت أرضنا والأسرة الحاكمة هي الحاكم الشرعي والتعايش السلمي هو أهم عناصر الاتفاق. علينا أن ندعم عناصر اتفاقنا ونعززها ونبتعد عن كل ما يؤدي إلى الاختلاف والفرقة. الشعب الكويتي شعب فيه الخير الكثير والكويت جميلة بتنوعها وأمنها وأمانها وعلينا أن نتحد جميعا لنحافظ على هذه الصورة الجميلة ونبتعد عن عناصر التأجيج غير المبرر من قبل بعض الساسة.