- عينها على الاحتفال بيوبيلها الذهبي عام 2021 كواحدة «من أفضل الدول في العالم»
- الشيخ خليفة بن زايد: جهودنا وخططنا تنصب على تحويل الإمارات إلى مركز إقليمي للاقتصاد العالمي
- الشيخ محمد بن راشد: إستراتيجية حكومية تحقق التنمية المستدامة لتوفير الرخاء للمواطن
- تقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل الأخرى لتشكل 70% من الناتج المحلي
- الإمارات.. شعب طموح واتحاد قوي واقتصاد تنافسي وجودة حياة عالية
- دخول العـصر الـنـووي السـلمي وعصر صناعة الطيران وإنــتاج الـطاقـة النظيفة المتجددة
- المرأة الإماراتية شريك التنمية وتشغل 66% من الوظائف الحكومية30% منها في مناصب قيادية
ليست الاعياد الوطنية للدول ذكرى تمر يوما واحدا في السنة، بل العيد واقع يعاش وتجارب ملموسة و«طموحات لا تحدها حدود»، ومن غير دولة الامارات العربية المتحدة يعيش أعيادا متجددة مع كل انجاز تسطره بحروف مضيئة على جبين الانسانية تحت القيادة الحكيمة لرئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائبه رئيس الحكومة حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؟
فعندما تحتفل الامارات بعيدها الوطني التاسع والثلاثين بعد أن دخلت عصر الطاقة النووية فذلك عيد مضاعف. وعندما يرتفع الناتج المحلي للدولة وتعتمد أكبر ميزانية لها دون عجز للسنة السادسة على التوالي، فذلك عيد. وعندما تحافظ على ترتيبها الأول عربيا وفي الشرق الاوسط في سلم «تمكين التجارة العالمي 2009» فذلك عيد. وعندما تصنف كثاني أكبر اقتصاد عربي وتقلل اعتمادها على النفط كمصدر للدخل إلى 29% فقط وترفع بالمقابل مساهمات القطاعات غير النفطية، فذلك عيد آخر.
أعياد وأعياد تعجز السطور عن حصرها تلك التي تعيشها الإمارات وتتوجها باحتفالها اليوم بالذكرى 39 لاتحاد لآلئ العقد الإماراتي السبع بعد تحررها من الاحتلال البريطاني، بعزيمة صلبة وإرادة لا تلين لمواصلة مسيرة التنمية.
كيف لا وقد وضعت نصب عينيها الاحتفال باليوبيل الذهبي لذكرى تأسيس الاتحاد عام 2021 وهي واحدة «من أفضل دول العالم»، والجميع متأكد من أنها ستحقق هذه الرؤية الوطنية، لا بل انها بدأت تلمسها بشهادة البعيد قبل القريب.
كيف لا وقد اكد رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد أن «طموحاتنا وخططنا الاستراتيجية تنصب لتحويل الامارات الى مركز اقليمي للاقتصاد العالمي»، تحدوه عزيمة شعب لا تلين. وارادة شعبية قادرة على تخطي الصعاب مهما علت وتجاوز العقبات مهما كبرت.
هذا وتحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بعيدها الوطني التاسع والثلاثين وهي تواصل بإرادة قوية وخطى واثقة مسيرة التقدم والازدهار لتحقيق المزيد من الرقي للوطن والمواطنين.
وتشهد البلاد بصورة مطردة ومتسارعة تحولات جذرية في شتى القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية وفق رؤى واستراتيجيات طموحة تهدف الى توظيف الوسائل والإمكانات المادية والعلمية والبشرية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأصبحت دولة الإمارات اليوم، بما حققته بالقيادة الحكيمة لرئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من إنجازات هائلة شملت مختلف نواحي الحياة وانفتاحها الواسع على العالم بإقامة شراكات اقتصادية وتجارية وعلاقات سياسية موازية مع مختلف دوله في القارات كافة تحظى بمكانة مرموقة في المجتمع الدولي وحضور مؤثر فاعل في العالم.
وحدد رئيس الدولة بشكل قاطع مقاصد وغايات مرحلة العمل الوطني المقبلة بقوله «إننا اليوم وبعد مضي 5 سنوات على تولينا مسؤولية رئاسة الدولة على يقين بأن إطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات – على أولويتها وأهميتها وضرورتها – ليست غاية في حد ذاتها ولا هي مقصد في نفسها.. فالغاية هي بناء القدرة الوطنية والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة».
وعلى صعيد الجهود المستمرة لتطوير وتحسين الأداء الحكومي، أطلق، بدوره، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي منذ العام 2007 استراتيجية الحكومة التي تهدف الى تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة وضمان توفير الرخاء للمواطنين.
الوثيقة الوطنية
وقد أعلن الشيخ محمد بن راشد في 28 فبراير الماضي استراتيجية الحكومة الاتحادية في دورتها الثانية التي تمتد بين العامين 2011 – 2013. وتركز تلك الاستراتيجية على المجالات الأساسية لعمل الحكومة وأدائها، وتضع على رأس أولوياتها توفير أرقى مستويات الرخاء للمواطنين وذلك من خلال الارتقاء بنظم التعليم والرعاية الصحية والتركيز على التنمية المجتمعية وتطوير الخدمات الحكومية بما يعزز مكانة دولة الإمارات عالميا.
وضبطت الحكومة ساعة التنمية على عام 2021 موعد الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد (50 عاما)، حيث أعلن الشيخ محمد بن راشد في 6 فبراير الماضي في ختام الاجتماعات التي عقدها مجلس الوزراء عن إصدار وثيقة وطنية لدولة الإمارات للعام 2021 بعنوان «نريد أن نكون من أفضل الدول في العالم».
وحدد الشيخ محمد بن راشد 4 عناصر رئيسية هي مكونات الوثيقة الوطنية أولها – شعب طموح واثق ومتمسك بتراثه، وثانيها – اتحاد قوي يجمعه المصير المشترك، وثالثها – اقتصاد تنافسي يقوده إماراتيون يتميزون بالإبداع والمعرفة ورابعها – جودة حياة عالية في بيئة معطاءة مستدامة.
وقد تطورت الحياة البرلمانية في الدولة على صعيد تعزيز المشاركة السياسية في عملية صنع القرار، وكان من ثمرة ذلك التطور انعقاد أول مجلس وطني اتحادي في 12 فبراير 2007 يجري انتخاب نصف أعضائه وبمشاركة واسعة للمرأة لأول مرة في الحياة البرلمانية التي تتمثل اليوم بـ 9 عضوات في المجلس، اضافة الى اقرار المجلس الأعلى للاتحاد عددا من التعديلات في دستور البلاد في الثاني من ديسمبر 2008 لتوسيع صلاحيات المجلس وتمكينه كسلطة تشريعية ورقابية من الاستمرار في ترسيخ العملية الديموقراطية وتطويرها.
وأكد الشيخ محمد بن راشد في افتتاحه دور الانعقاد العادي للمجلس الوطني الاتحادي في 21 أكتوبر الماضي ان دولة الامارات وحدة واحدة وأنتم تجسدون روح الوحدة، وعليكم بالتالي دور كبير في تعزيز الروح الاتحادية لدى أبناء الوطن وترسيخ الثوابت الوطنية» معربا عن أمله في ان تكون الدورة الجديدة مليئة بإرادة وطنية خالصة نحو الارتقاء بالوطن وخدمة المواطن وترسيخ الاتحاد، وقال «ان طموحاتنا لدولتنا وآمالنا لمواطنينا لا تحدها حدود».
مكانة مرموقة دوليا
خارجيا نجحت دولة الامارات، بفضل نهج سياساتها المعتدلة والمتوازنة، في التواصل مع جميع الدول في مختلف قارات العالم.
وقد أعرب الشيخ خليفة في كلمته في اليوم الوطني الماضي عن ارتياحه الكامل للحضور الايجابي «لديبلوماسيتنا في المحافل الاقليمية والدولية دفاعا عن المصالح والمنجزات الوطنية ونصرة للقضايا العادلة وفي طليعتها حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس» داعيا في هذا الخصوص جميع الفصائل الفلسطينية الى تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف.
وشهدت ديبلوماسية الامارات في العام الماضي تحركا واسعا غير مسبوق في تاريخها تمثل في الجولة المكثفة التي قام بها وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لأكثر من 80 دولة في مختلف قارات العالم واستمرت لمدة ستة شهور متواصلة، بحث خلالها آفاق التعاون بين دولة الامارات وهذه الدول في كل المجالات.
وقد أثمر هذا التحرك في النجاح الباهر الذي حققته دولة الامارات في الحصول على تأييد العالم لاستضافة العاصمة أبوظبي مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا).
وفي محيطها الخليجي، عملت الامارات على دعم وتعزيز مسيرة العمل المشترك وتطوير علاقات التنسيق والتكامل الخليجي من خلال حرصها على دفع مسيرة مجلس التعاون وتفعيل منظومته وآلياته والتزامها بقراراته، وكذلك من خلال أنشطة اللجان العليا المشتركة. وقد أكملت الامارات استعداداتها لاستضافة الدورة الحادية والثلاثين للمجلس الاعلى لدول مجلس التعاون المقرر عقدها في أبوظبي في ديسمبر الجاري، ووفرت لها كل سبل النجاح. كما شاركت الامارات في تعزيز العمل العربي المشترك.
مواصلة السعي لاستعادة الجزر المحتلة
أما بالنسبة للخلاف مع ايران حول الجزر الاماراتية، جدد وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد في كلمة له أمام الأمم المتحدة أسف دولة الامارات البالغ لاستمرار الاحتلال الايراني «لجزرنا الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى»، وطالب باستعادة سيادتها الكاملة على هذه الجزر.
وحول تطورات عملية السلام في الشرق الاوسط، أكد وزير الخارجية ان الامارات تؤمن بأن تحقيق السلام في الشرق الاوسط وإنهاء النزاع بين إسرائيل والعرب مسألة مركزية وحيوية للسلام والاستقرار في المنطقة برمتها، وان هذا لن يتحقق الا من خلال وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
نوويا، دخلت الامارات عصر الطاقة النووية في نهاية ديسمبر الماضي بإعلان تأسيس «مؤسسة الامارات للطاقة النووية» التي تتولى مسؤولية الاشراف على انشاء وتشغيل المنشآت النووية التي ستشكل ثاني اهم مصدر للطاقة في الامارات بعد الغاز الطبيعي، بما يضمن تنفيذ الخطط الطموحة للتنمية المستدامة.
وقد وقعت المؤسسة في نهاية العام الماضي بأبوظبي، عقودا بقيمة 75 مليار درهم مع تحالف لشركات كورية جنوبية وأميركية بقيادة الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» لبناء وتشغيل اربعة مفاعلات نووية حتى العام 2020، حيث سيتم انجاز المفاعل الاول في العام 2017 بطاقة انتاجية قدرها 1400 ميغاواط.
وتنفذ منذ عامين مشروع اول مدينة على مستوى العالم خالية من الانبعاثات الكربونية والنفايات والسيارات على مساحة 6 كيلومترات مربعة وبتكلفة تصل الى 22 مليار دولار.
اجتياز الأزمة الاقتصادية
ولما كان الاقتصاد هو عصب التطور لأي مجتمع حديث فقد حققت الامارات الازدهار الاقتصادي للوطن والمواطنين وتعززت مكانتها في الخريطة الاقتصادية العالمية وفي المحافل الدولية، وقد حافظ اقتصاد الامارات على قوته رغم الازمة المالية التي عصفت بالعالم خلال النصف الثاني من العام 2008.
واعلن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد في كلمته في اليوم الوطني الماضي ان اقتصاد الامارات تجاوز المرحلة الاصعب من الازمة المالية العالمية، وذلك بفضل الله ثم بفضل متانة الاقتصاد الوطني وسلامة سياسة وكفاءة اجراءات الدولة، حيث أخذت مؤشرات الحركة الاقتصادية لمعظم القطاعات في النمو صعودا تدريجيا، وقال ان التحولات التي يعيشها اقتصاد الامارات تنطلق وفق ضوابط ومعايير تؤسس لنموذج اقتصادي جديد يستند الى المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والوعي البيئي.
واضاف «ان جهودنا وخططنا الاستراتيجية تنصب الآن لتحويل الامارات الى مركز اقليمي للاقتصاد العالمي».
بدوره اكد رئيس الحكومة الشيخ محمد بن راشد «ان اقتصادنا قوي وصلب ومثابر»، وقال «اننا في دولة الامارات اقوياء ومثابرون ولدينا العزيمة وقوة الارادة لا ارادة القوة لمواجهة جميع التحديات بما فيها التحديات الاعلامية المغرضة».
كما اعلن وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري في 14 اكتوبر الماضي ان الامارات تمتلك اليوم بفضل سياساتها الاقتصادية ثاني اكبر اقتصاد عربي، وقال ان السياسات الاقتصادية الطموحة التي تبنتها القيادة الرشيدة ادت ايضا الى التنويع في الناتج المحلي الاجمالي الذي كان يشكل النفط جزءا كبيرا منه عام 1971 بنسبة 70%، اما اليوم فأصبحت مساهمة النفط تمثل 29% فقط من الناتج المحلي و71% مساهمة القطاعات غير النفطية.
تصنيف دولي متقدم للاقتصاد
وألقى الوزير الضوء على بعض التقارير الدولية التي تبين المكانة المتميزة التي تحتلها دولة الامارات على خارطة الاقتصاد العالمية، مشيرا الى ان الامارات جاءت في المرتبة 20 عالميا ضمن مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) لافضل دول العالم من حيث التطور المالي للعام الماضي، كما حافظت على ترتيبها الاول عربيا فيما احتلت المرتبة 18 عالميا والمرتبة الاولى على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا في سلم «تمكين التجارة العالمي 2009» الذي اطلقه المنتدى الاقتصادي العالمي والذي يشمل 121 دولة متقدمة ونامية مما يؤكد الدور الاقتصادي والتجاري المهم للامارات على مستوى العالم.
واكد المنصوري ان استمرار الامارات في متابعة سياسة الباب المفتوح وحرية التجارة ساهم في ترتيب الدولة بالنسبة للمؤشر الخاص في حرية حركة التجارة، حيث جاءت في المرتبة 14 من بين 181 بلدا حسبما ورد في تقرير البنك الدولي، مما وضع اقتصاد الامارات في مرتبة اعلى من الاقتصادات الكبيرة مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل وماليزيا وايرلندا وايطاليا.
وشهد العام الحالي اعتماد اكبر ميزانية عامة للحكومة الاتحادية بلغت ايراداتها ومصروفاتها 43 مليارا و627 مليون درهم ومن دون عجز للسنة السادسة على التوالي مما يؤكد استمرار الامارات في تحقيق نمو مطرد في مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية.
عصب الاقتصاد الإماراتي
وتشكل صناعة النفط والغاز عصب الاقتصاد في الامارات وتقوم سياستها في هذا المجال على الاستغلال الامثل للنفط والغاز باعتباره سلعة استراتيجية ناضبة.
وتتركز معظم الثروة النفطية في امارة ابوظبي التي تسيطر على اكثر من 90% من احتياطيات البلاد من النفط الخام والبالغة 98 مليار برميل، وقد بدأت الشركات النفطية في ابوظبي توسيع الطاقة الانتاجية من مستوياتها الحالية البالغة نحو 2.8 مليون برميل يوميا لتصل الى نحو 3.5 ملايين برميل يوميا في غضون السنوات القليلة المقبلة.
وتبدي دولة الامارات التزاما قويا بمستويات الانتاج التي حددتها منظمة الاقطار المصدرة للبترول (أوبيك) للدول الاعضاء للحفاظ على امدادات كافية من النفط دون اغراق الاسواق، ويصل انتاج الدولة حاليا الى نحو 2.5 مليون برميل يوميا، وشكل الانتاج النفطي الاماراتي نسبة 37.9% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي اذ تقدر قيمة الصادرات وفقا لذلك بنحو 300 مليار درهم. وتعتزم شركة بترول ابوظبي الوطنية «ادنوك» زيادة طاقة التكرير في مصافيها لتصل الى ثلاثة امثال الطاقة الحالية البالغة 485 ألف برميل يوميا.
وتحتل دولة الامارات المركز الثالث من حيث احتياطي النفط في العالم حيث يصل احتياطيها الى 98 مليار برميل فيما تعتبر خامس اعلى دولة في مجال الغاز الطبيعي ويبلغ احتياطيها من الغاز نحو 6 تريليونات قدم مكعبة، واستثمر القطاع النفطي خلال العام 2007 نحو 17.1 مليار درهم في مشاريع التنقيب وتطوير الحقول النفطية.
صناعة الطيران
كما شهد قطاع الصناعة بحسب التقرير السنوي لوزارة الاقتصاد نهضة كبيرة من حيث عدد المنشآت الصناعية وحجم الاستثمارات المستقطبة سواء الوطنية او الخليجية او الاجنبية، ودخلت السوق صناعات جديدة تتمتع بإنتاجية عالية الجودة تنافس المنتجات الاجنبية.
ودخلت الامارات صناعة الطيران وتسعى لاقامة قاعدة عالمية لهذه الصناعة بالمنطقة، وتقود شركة «مبادلة للتنمية» بأبوظبي استراتيجية صناعة الطيران من خلال العمل على تطوير هذه الصناعة التي تتطلب استثمارات عالية وامكانيات تكنولوجية متقدمة.
سياحيا تتمتع دولة الامارات بكل المقومات التي تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها.
وتمثل الشواطئ الرملية الذهبية النظيفة الممتدة لمسافة 700 كيلومتر، والخدمات المتميزة لأكثر من 500 فندق ومنتجع سياحي عدا الشقق الفندقية في مختلف أنحاء الدولة، اضافة الى الآثار التاريخية ومراكز التراث والمتاحف، وانتشار اندية الغولف والبولو وسابقات الرياضات التراثية الشعبية والغوص والصيد وسباقات الخيول والزوارق الشراعية والحديثة ورياضات التزلج على المياه والرمال، عناصر مشوقة للجذب السياحي.
تمكين المرأة
ولما كانت المرأة نصف المجتمع وشريكة الرجل في بناء النهضة حققت المرأة في الامارات المزيد من المكاسب والانجازات المتميزة في اطار برامج التمكين السياسي الذي اطلقه الشيخ خليفة بن زايد، واصبحت تتبوأ اعلى المناصب في جميع المجالات، وتشارك بفعالية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية، اضافة الى حضورها الفاعل على ساحات العمل النسوي العربي والاقليمي والدولي، واصبحت المرأة الاماراتية تشغل اليوم اربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء، مما يعد من اعلى النسب تمثيلا على المستوى العربي، وتتمثل بتسع عضوات في المجلس الوطني الاتحادي «البرلمان» من بين اعضائه الاربعين وبنسبة 22.3%.
وعينت وزارة الخارجية التي يعمل فيها اكثر من 65 ديبلوماسية، سيدتين سفيرتين للدولة في اسبانيا والسويد، كما تعمل المرأة في الهيئة القضائية والنيابة العامة والقضاء الشرعي، واقتحمت كذلك مجال الطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي، بالاضافة الى عملها في مختلف افرع وحدات وزارة الداخلية، كما اصبحت المرأة، نتيجة للجهود الدؤوبة المتواصلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية، تشكل مكونا مهما في خريطة القوى البشرية في القطاع الحكومي، حيث تشغل 66% من الوظائف الحكومية، من بينها 30% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15% من الوظائف الفنية.
وتتواصل مسيرة التنمية الشاملة في الامارات بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد لتحقيق المزيد من التقدم والرقي للوطن والازدهار والرخاء للمواطنين، وفق رؤية طموحة حددها بقوله: «ان آمالنا لدولتنا لا سقف لها وطموحاتنا لمواطنينا لا تحدها حدود».
6 آلاف سنة من الحضارة
تبين الآثار المكتشفة في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم ان هذه الأرض كانت مقرا لحضارة عريقة تعود إلى نحو 4 آلاف سنه قبل الميلاد. وأقيمت حفريات في مواقع عديدة من الإمارات حاليا حيث عثر على أوان فخارية ملونة وأدوات حجرية متعددة ورؤوس سيوف حادة ورقائق وصفائح معدنية وأنصال، كلها تدل على وجود حضارة مزدهرة متصلة بالحضارات المجاورة لحين ظهور الإسلام في الخليج العربي. ودخل الإسلام الخليج على يد عمرو بن العاص مما ادخل المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة تميزت بالاستقرار والازدهار. واصبح الخليج في عهد الدولة الأموية مركزا عالميا للملاحة والتجارة البحرية، كما ازدهرت فيه صناعة السفن. وتم التعرف من خلال الحفريات الأثرية إلى موقع أثري في منطقة جميرا بإمارة دبي يمثل بقايا مدينة إسلامية من العصر الأموي كانت تتحكم بطرق التجارة آنذاك.
وانتهى العهد الإسلامي للخليج بقدوم الاحتلال البرتغالي ثم البريطاني في العصر الحديث. وإبان الاحتلال البريطاني كانت الإمارات العربية تعرف باسم الإمارات المتصالحة أو الساحل المتصالح. وقامت بريطانيا بإبرام العديد من المعاهدات معها، بما في ذلك معاهدة تنظيم الملاحة البحرية. وجاء اسم الإمارات المتصالحة في تلك المعاهدات.
وقد استمر الوجود البريطاني في الإمارات قرابة 150 عاما لينتهي عام 1971. وعلى الأثر استقلت الإمارات وتوحدت تحت عباءة الرئيس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد وباني نهضة البلاد.
آنذاك اجتمع حكام 6 إمارات في 2 ديسمبر وأصدروا بيانا جاء فيه: «يزف المجلس الأعلى البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة والعالم أجمع معلنا قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءا من الوطن العربي الكبير». ثم انضمت دولة الإمارات إلى عضوية جامعة الدول العربية في 6 ديسمبر وإلى عضوية الأمم المتحدة في 9 ديسمبر. ولاحقا اكتمل عقد الاتحاد بانضمام إمارة رأس الخيمة اليه في 10 فبراير، وتم انتخاب كل من الشيخ زايد رئيسا للدولة والراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبا للرئيس.
وشهدت الإمارات في عهد الشيخ زايد تطورا سريعا ومذهلا وإنجازات في جميع ميادين الحياة لحين وفاته في 2 نوفمبر 2004. ثم خلفه نجله الشيخ خليفة في رئاسة الدولة وحاكمية العاصمة أبوظبي مواصلا نهج والده في التنمية والتطوير والحفاظ على التراث بمعونة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي ايضا خلف والده الراحل. وتقع الإمارات في جنوب شرق الجزيرة العربية وتتألف من 7 امارات هي: العاصمة أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، ام القيوين، رأس الخيمة والفجيرة.