تأتي الذكرى الخامسة لتولي سمو الشيخ نواف الاحمد وليا للعهد على بعد ايام قليلة من احتفالات الكويت باليوبيل الذهبي بمرور 50 عاما على استقلالها لتكون الفرحة مضاعفة بمنجزات وطن كان فيه سمو ولي العهد أحد أبرز رجالاته والذي استطاع بحكمته وحنكته وحسه السياسي ان يساهم في رسم مسيرة الوطن واعلاء شأن المواطن الذي ما رأى فيه يوما الا ابا عطوفا لمواطنيه وشيخا رحيما كان ولايزال دوما عنوانا للانسانية ولدماثة الخلق والهدوء وطيبة القلب ونقاء السريرة والحزم والعزم في إدارة جميع المناصب التي تولاها وكان خلالها يداً واحدة مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في خدمة البلد والمواطنين ما انعكس خيراً ورخاء على بلدنا الحبيب.
حفل العام الخامس لتولي سمو الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد بالعديد من النشاطات لسموه، ففي 15 مارس شمل سمو ولي العهد برعايته حفل التخرج السنوي الموحد لخريجي طلبة جامعة الكويت للدفعة الـ 39 للعام الاكاديمي 2008 ـ 2009 على الستاد الرياضي بالحرم الجامعي في منطقة الشويخ.
وفي كلمة ابوية مؤثرة، قال سمو ولي العهد: قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) صدق الله العظيم، الاخوة والاخوات الكرام، ابناءنا وبناتنا الخريجين الاعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدنا ان نحتفي اليوم بتكريم دفعة جديدة من أبنائنا وبناتنا خريجي الجامعة، اذ انه بتخرج هذه الكوكبة من الشباب ينضم جيل جديد من الجامعيين الى الاجيال السابقة ليزيد الصرح العلمي الكويتي شموخا وازدهارا وتثرى الكويت بطاقات شبابية خلاقة تنبض بدماء جديدة مليئة بالحماس والحيوية. أبناءنا وبناتنا الخريجين لا ريب أن وطنكم قيادة وحكومة وشعبا يؤمن ايمانا راسخا بان الشباب هم المستقبل والامل المتجدد للوطن، ولذلك فإنه قد بذل كل ما يملك من جهده ورعايته حتى تخرجتم في الجامعة، تغمر السعادة والفخر نفوسكم بنيل الشهادات العلمية الرفيعة. والآن حان وقت العطاء والجد والاجتهاد في حياتكم العملية لتنهضوا بدوركم فالاوطان انما تبنى بسواعد ابنائها، ولذا فإن حق الكويت عليكم ان تجعلوها نصب اعينكم وان تضعوها في عقولكم وقلوبكم، وان تعطوا لها من أنفسكم كما أعطتكم، وان يكون الاخلاص والتفاني في سبيلها هو شعاركم، وذلك في اطار من مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وما يحض عليه من مكارم الاخلاق والوسطية والاعتدال.
ايها الحفل الكريم لا يفوتني في هذا المقام ان اوجه الثناء والتقدير الى معالي الاخت الكريمة د.موضي عبدالعزيز الحمود وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي والى الاخوة والاخوات الكرام اساتذة الجامعة الافاضل لما بذلوه جميعا من جهد دءوب حتى بلغ الخريجون هذا المستوى العلمي الرفيع. كما لا يفوتني ايضا، ان اوجه اطيب التهاني مصحوبة بالتقدير والعرفان الى الاخوة والاخوات الكرام اولياء امور الخريجين لما بذلوه من رعاية كريمة لابنائهم طوال سنوات الدراسة، والله لا يضيع اجر من احسن عملا.
ابناءنا وبناتنا الاعزاء، في الختام اسأل الله عز وجل وانتم على ابواب مستقبل حافل بالامل ان يجمع سبحانه قلوبكم على صالح القول والعمل وان يسدد على طريق الخير خطاكم، كما نتوجه اليه جل وعلا ان يبارك وحدتنا ويحفظ وطننا ويعيننا جميعا بمشاركة جهودكم الفعالة على تحقيق آمال وطموحات شعبنا الوفي في ظل قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ذخرا للبلاد. ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
وفي 20 ابريل، أكد سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابط بين ابناء الشعب الكويتي بجميع اطيافه من جهة وبين الشعب الكويتي وأسرة الصباح.
ودعا سموه، خلال لقائه مع أبناء الأسرة ممن تتجاوز اعمارهم الاربعين وبوصفه رئيسا لمجلس الأسرة، ابناء الأسرة إلى تجنب الدخول في الخلاف السياسي أو استغلال اجواء الحرية والديموقراطية من خلال الظهور الاعلامي أو التصريح الصحافي، وقال ان هذه الاجواء قد تؤدي إلى الخروج عن المألوف وما اعتاده أهل الكويت وما جبلوا عليه من تآلف وتمسك بالوحدة الوطنية، خاصة ان المتغيرات السياسية الدولية والاقليمية تتطلب ان نكون يدا واحدة.
وفي لقاء مع جريدة «الاهرام» المصرية، اكد سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ان حدوث اختلافات في وجهات النظر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية امر طبيعي بيد ان جميع السلطات تلتزم بالثوابت والموروثات الوطنية وتضع المصالح الوطنية العليا فوق كل اعتبار، آملا ان يحالف السداد الحكومة في وضع خطة التنمية التي حازت ثقة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ومباركة مجلس الامة موضع التنفيذ.
ولفت سموه الى ان دول مجلس التعاون الخليجي والكويت تحديدا تؤكد في مناسبات عدة ضرورة ابقاء منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل آملا تسوية ملف ايران النووي بالطرق السلمية.
وبين ان دول مجلس التعاون لاتدخر جهدا في تعزيز ودعم مسيرة التعاون العسكري والامني فيما بينها لتحقيق الامن والاستقرار، داعيا دول جوار العراق الى بذل قصارى جهودها الامنية لمكافحة الارهاب وضبط حدودها منعا لتسلل الارهابيين الى العراق سواء كانوا من «القاعدة» او غيره باعتبار ان تعرض العراق لعدم الاستقرار سيكون له مردود سلبي على جميع دول المنطقة، ومبينا ان الجهات المختصة في الكويت وبغداد تعمل على حل القضايا العالقة بين البلدين.
واعتبر سموه ان الارهاب بات ظاهرة عالمية لم يسلم من شرها مختلف الدول، محذرا من استفحال الظاهرة وضراوتها ما لم يتكاتف الجميع في موقف صلب من اجل القضاء عليها واقتلاعها من جذورها وتجفيف منابع تمويل الارهاب ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والارهاب.
وفي الفترة من السابع الى التاسع من يونيو، ترأس ممثل صاحب السمو الامير سمو ولي العهد وفد الكويت المشارك الى مؤتمر القمة الثالث للتفاعل وبناء الثقة في آسيا الذي عقد في اسطنبول، وناقش تعزيز التعاون لتحقيق السلام والاستقرار في آسيا وسبل توطيد العلاقات بين دول آسيا وتفعيل الحوار المشترك لما فيه مصلحة شعوب هذه الدول.وألقى سمو ولي العهد كلمة في المؤتمر جاءت كالتالي: أود في بداية كلمتي ان انقل لكم تحيات وتمنيات حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت والذي كان يتمنى التواجد بينكم لولا ان التزاماته المسبقة حالت دون مشاركته الشخصية في هذا المؤتمر الهام وقد شرفني سموه ممثلا لبلدي الكويت.
واذ انقل لفخامتكم مشاعر سموه والشعب الكويتي في الاعراب عن خالص التعازي وصادق المواساة بضحايا الهجمات الاسرائيلية الغاشمة على اسطول «سفن الحرية» مع التأكيد على ادانة وشجب العملية الإجرامية والعدوان السافر الذي ارتكبته اسرائيل بهجومها على هذه السفن مما ادى الى إزهاق ارواح الأبرياء الأمر الذي يمثل انتهاكا سافرا للقانون والاعراف الدولية سائلين المولى عز وجل ان يغفر لهم ويتغمدهم بواسع رحمته ويمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وفي هذا الصدد فإن دولة الكويت تشيد بالمواقف المبدئية الصلبة التي اتخذتها ولاتزال جمهورية تركيا الصديقة بقيادة فخامتكم وحكومتكم الرشيدة من اجل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
السيد الرئيس، انه لمن دواعي الغبطة والسرور ان تشرف دولة الكويت بالمشاركة في مؤتمر القمة الثالث للتفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا مع ادراكنا بان خبرتكم وحسن ادارتكم سيكفلان لمؤتمرنا هذا تحقيق اهدافه ونتائجه المرجوة لما فيها من خير لمنطقتنا وللعالم اجمع ولا يفوتني في هذا الصدد ان اشكر فخامتكم وبلدكم الصديق على حسن الاستقبال والضيافة الكريمة والاعداد الجيد لهذا المؤتمر الهام.
ويهمني في هذا المقام ان اتوجه بجزيل الشكر والامتنان لفخامة الرئيس نور سلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان ورئيس الدورتين السابقتين على الجهد المبذول والنجاح الذي تحقق خلال ترؤسه للدورتين السابقتين.
السيد الرئيس، ايمانا من دولة الكويت بهذه المبادرة والتي تمخض عنها هذا الكيان وما تضمنه من المبادئ السامية والخطى العملية التي ترى بها بلادي مسارا ايجابيا يدفع باتجاه تجمع ناجح وفعال فقد ارتأينا ضرورة الانضمام لركب الدول الاعضاء التي سبقتنا نحو استكمال الاجراءات العملية اللازمة.
هذا وتؤكد دولة الكويت على اهمية الدور الذي تلعبه الديبلوماسية المتعددة الاطراف والجهود الجماعية في مجال الارتقاء وتطوير وتنمية سبل التعاون بين دول القارة سعيا منها لتحقيق المصالح المشتركة التي تطمح اليها باعتبار ان التعاون الدولي هو من اهم الوسائل الكفيلة بمعالجة القضايا التي تواجه العالم وسعيا للمساهمة الفعالة والايجابية في ارساء السلام والتقدم والرخاء في المنطقة.
وتجدد دولة الكويت في هذا المحفل التزامها تجاه قضايا القارة ودولها من خلال دعمها لجهود التنمية والسلام الاقليمي ومشاركتها الفعالة في دعم اقتصادات دول القارة من خلال مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية الاخرى الداعمة لخلق مزيد من الفرص الاقتصادية.
هذا وترى دولة الكويت ان جهود التنمية والتعاون الدولي والاقليمي في هذا المجال من شأنها ان تحد من تفشي مشكلة الفقر التي تعتبر بيئة خصبة وداعمة لنمو ظواهر الارهاب والتطرف والجريمة المنظمة والمخدرات التي تؤدي الى الإخلال بالامن والاستقرار في العالم.
وندعو في هذا الصدد الى تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب بكافة اشكالها وصورها وتطبيق قواعد الاتفاقيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.
كما ندعو من خلال هذا المحفل الدولي وانطلاقا من حرصنا على تعزيز الامن والسلام في العالم الى التأكيد على بذل جهودنا جميعا لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي وذلك ضمن هدفنا السامي بجعل العالم خاليا من اسلحة الدمار الشامل.
السيد الرئيس، اننا في هذه القارة نواجه العديد من القضايا التي يمثل استمرارها تقويضا وتهديدا للسلم والأمن العالميين وتأتي القضية الفلسطينية في مقدمة هذه القضايا التي تستوجب قيام المجتمع الدولي بواجباته ومسوؤلياته بما يوفر المناخات الملائمة للمضي قدما لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة والقابلة للحياة وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام انطلاقا من مبادرة السلام العربية بالإضافة الى خارطة الطريق. السيد الرئيس، إن دولة الكويت شأنها شأن دول العالم اجمع تولي اهتماما خاصا بالبيئة والتي تشهد تقلبات حادة في المناخ، وايمانا منا بأن هذه الأرض هي امانة لنا والأجيال القادمة فإننا لن نألو جهدا في ان نكون في مقدمة الدول المساهمة والمؤيدة لأي اجراء يكفل لها حمايتها سواء عبر مجالات البحث العلمي الخاصة بهذا الشأن او عبر وضع الضوابط الكفيلة التي تحد من اسباب الإضرار بالمناخ والبيئة.
السيد الرئيس، لعل كلمة الثقة التي بنيت عليها هذه المبادرة تمثل نبراسا وفلسفة كفيلة بان تنزع أي فرصة لما قد يحدث من مشاكل قد تعصف بأي منجزات راسخة او وليدة. وفي اطار التحديات التي تواجهنا في مجتمعنا الدولي والتي شاءت الظروف ان تحظى قارتنا الآسيوية بجل ملفاتها الساخنة، نجد ان التحاور والتشاور خطوة اساسية تجاه التعاون الذي من شأنه ان يضع الخلافات جانبا وان يكرس ثقافة الاستماع للآخر بغية الوصول إلى التوافق الذي يخدم مصالح جميع الأطراف.
وفي الختام اود ان أعرب لكم عن تمني دولة الكويت ان تكثف الجهود نحو تحقيق الأهداف والمبادئ الموضوعة لهذا التجمع من خلال تبنيه لآليات فعالة يمكن تنفيذها وتضمن تكريسا عمليا للارادة الجماعية للدول الأعضاء. وشكرا لكم ايها السيد الرئيس... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وفي الثالث من اكتوبر حضر سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد افتتاح المؤتمر العام الخامس عشر لمنظمة المدن العربية على مسرح قصر بيان بمبنى المؤتمرات والذي استضافته الكويت بحضور نخبة متميزة تعمل في مجالات التنمية المحلية والوطنية في المنطقة العربية. واستمع سمو ولي العهد في 29 نوفمبر لكل من وزير التجارة والصناعة احمد الهارون ووزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر، حيث قدما لسموه شرحا تفصيليا عن الاجراءات التي اتخذتها وزارتا التجارة والبلدية بشأن ما تم في مجال ضبط المخالفات ومظاهر الغش التجاري من خلال الحملات التي قامت بها الوزارتان لاسيما فيما يتعلق بالمواد الغذائية، وما ترتب عليه من اجراءات ادارية وقانونية واحالة المخالفين الى القضاء.
وشدد سموه على ضرورة تطبيق اشد العقوبات على المخالفين دون استثناء والوقوف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه التلاعب والغش في السلع التجارية وبالأخص المواد الغذائية بجميع انواعها واشكالها مؤكدا سموه على ضرورة الاستمرار في محاربة تجاوزات المخالفين وصولا للحفاظ على صحة وسلامة ارواح المواطنين والمقيمين، متمنيا سموه استمرار التعاون وتضافر الجهود الرامية لتحقيق المصلحة العامة للبلاد.