- تخطى بخبرته الكثير من الأزمات لتخرج مؤسسة ولاية العهد بإنجازات كبيرة للوطن
- نصف قرن أمضاها سموه في خدمة الوطن متدرجاً في المهام وساهراً على مصالح المواطنين
- أعطى للقيادة والحكم معناهما الإنساني الصحيح وكانت محبة الناس أساساً في مسيرة سموه
- عرفه الكويتيون وانطبع في قلوبهم وعقولهم شيخاً للتواضع والرحمة
لا يخفى على المتابع للأحداث ارتباط تاريخ الكويت المعاصر ارتباطا وثيقا بشهر فبراير وخاصة في السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي والسنوات العشر الأولى من القرن الحالي، حيث شهد هذا الشهر الوطني استقلال الكويت وتحريرها وشهد أيضا تسمية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ لسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الذي أثبت ويثبت كل يوم ان صاحب السمو الأمير أحسن الاختيار بحنكته وخبرته الطويلتين وبعد نظره وحسه السياسي الذي لا يضاهى.
وهذه السنة تحمل للكويتيين أهمية خاصة يعرفها المواطنون خير معرفة ويحسون بها لأن هذا التزامن العجيب يزاحم المشاعر والأحاسيس في قلوبهم ويملؤها فرحة وسعادة واستقرارا، انها الذكرى الخمسون للاستقلال والعشرون للتحرير والخامسة لتولي صاحب السمو الأمير مسند الإمارة وتولي سمو ولي العهد الأمين منصب ولاية العهد.
جميع المواطنين الكويتيين يعرفون شخصية سمو الشيخ نواف الأحمد ويفتخرون بما لدى هذا الرجل الكويتي المتواضع من صفات ومميزات تبعث الراحة في النفس، فأن يكون من قادة الدولة شخص مثل سمو الشيخ نواف الأحمد أمر نادر في العالم، هذا الرجل الذي يفتح أبوابه للجميع ويستمع اليهم ويشعر بهم ويلبي رغباتهم وطلباتهم المحقة، انها العلاقة التي يحلم بها كل مواطن حول العالم مع القيادة التي تحكمه وتسيّر بلاده.
فقد أعطى سمو الشيخ نواف الأحمد للقيادة والحكم معناهما الانساني الصحيح ولم يغب عن ذهنه ان الحكم السليم هو محبة الناس ورضاهم فسعى في هذا الاتجاه منذ بداية حياته السياسية ومازال يسير على طريق الصواب حتى الآن، ولم تغيره المناصب المتتالية بل على العكس فكلما تسلم منصبا أكبر كلما تواضع أكثر وأصبح أكثر حزما في الحق، فقد عرف سموه أن من تواضع لله رفعه ومن تواضع للشعب أحبه واحترمه وقدّره، وقد آمن بهذه الحقيقة التي سرعان ما لمسها أهل الكويت وخبروها جيدا بتعاملهم المباشر والطويل مع سمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الذي اختاره صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ ليكون له سندا وعونا، فكان نعم الاختيار بشهادة القاصي والداني من أهل الكويت في الداخل ومن الأشقاء والأصدقاء في الخارج.
عرف الكويتيون سمو الشيخ نواف الأحمد منذ أمد طويل وانطبع في قلوبهم قبل عقولهم شيخا للتواضع والرحمة وعنوانا للانسانية والمحبة، عاش بينهم واحدا منهم لأنه مؤمن بكل عمق وصدق بأنه واحد منهم، عرف الكويتيون في سموه المصداقية والشفافية والسرية النقية فارتاحوا واطمأنوا، كما عرفوا في سموه اللين في التعامل والحزم الشديد في الحق فأصبح اسم نواف لديهم حكما لا يقبل الطعن او النقض او الاستئناف لأنه قرار نهائي صحيح ومدروس يضع مصلحة الكويت وأبناء الكويت فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف.
ومع تدرج سمو الشيخ نواف بين المناصب والمراكز، ومع مرور الأيام والسنين تراكمت قصص ومآثر كثيرة رواها الناس لبعضهم البعض يتحدثون عن نبع الانسانية والتواضع، شهود عيان يروون ما رأت أعينهم من أفعال سمو الشيخ نواف الأحمد وأقواله ومواقفه فرحين بأن هذا الرجل يتصرف مع كل أفراد الشعب كأبنائه واخوانه واخواته لا يفرق بينهم ولا يظلم أحدا منهم ولا ينسى أحدا، فرحوا لأن الواقع في كثير من الأحيان يختلف عما يجب ان يكون، فرحوا لأنهم يعرفون ويسمعون ان المناصب تغير الناس وتبعدهم عن القاعدة الشعبية ولكنهم رأوا في سمو الشيخ نواف الأحمد واقعا آخر، فكلما ارتفع وارتقى في المناصب أصبح أكثر قربا منهم وأكثر تواضعا لهم فتمنوا له الارتقاء والرفعة أكثر وأكثر.
واليوم يتجدد الامل مرة اخرى بالذكرى السنوية الخامسة لتولي سمو الشيخ نواف الاحمد ولاية العهد، خمس سنوات مرت على تولي سموه منصب ولاية العهد، خمس سنوات شهدت الكثير من الاحداث الداخلية والخارجية، ومعها خمسون سنة مرت على الاستقلال وعشرون سنة مرت على التحرير، انها فرحة كبيرة، فهنيئا لنا بهذه المناسبات الوطنية الحقيقية.
مسيرة حياة
ان الفترة التي قضاها سمو الشيخ نواف في ولاية العهد لم تكن بالامر اليسير الهين، بل تخللتها العديد من الصعوبات والعقبات، ولكن الخبرة والحكمة والصبر لعبت دورها المحوري في تخطي الازمات لتخرج مؤسسة ولاية العهد بانجازات كبيرة تمثلت في تفادي المخاطر واطفاء فتيل الازمات ووأد الفتن والتطلع دائما نحو التنمية والتطوير.
كانت بداية سمو ولي العهد منذ نشأته تنبئ بمستقبل مشرق واعد حيث نشأ سموه وترعرع في بيوت الحكم منذ ولادته، وهي بيوت تعتبر مدارس في التربية والتعليم والالتزام والانضباط واعداد وتهيئة حكام المستقبل، وكان اول منصب رسمي يتقلده سمو ولي العهد منصب محافظ محافظة حولي حيث تمكن سموه من بسط الامن والامان والطمأنينة في نفوس السكان وظل سموه يحمل على كاهله مسؤولية محافظة حولي لمدة ستة عشر عاما.
وبعد ذلك تم اختيار سموه ليشغل منصب وزير الداخلية حيث كان هاجس سموه في بداية تسلم حقيبة وزارة الداخلية ان يحفظ لهذا الوطن امنه واستقراره وان يحمي حرية المواطن وكرامته، وقد رسم سموه في هذا المنصب الخطوط العريضة التي ميزته مثل ترسيخ الامن وحماية المجتمع وسيادة القانون واللمسة الانسانية التي غلفت عمل سموه في كل المراحل والفترات حيث فتح المجال واسعا امام العاملين بالوزارة من مدنيين وعسكريين لمواصلة تحصيلهم العلمي بايفادهم في بعثات دراسية، واضفى سموه على طبيعة الاجراءات الامنية لمسة انسانية لاتحجب صلابتها وانما تضيف الى هذه الصلابة معاني الانتماء والفداء ومشاعر الاسرة الواحدة.
ثم تقلد سموه منصب وزير الدفاع حيث قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بجميع الاسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
وبعد ذلك تولى سموه منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل حيث تم تكليف سموه بحقيبة هذه الوزارة ليترجم كل مبادئه الانسانية الى افعال واضحة منها زيادة المساعدات الاجتماعية وانشاء مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية الاجتماعية من المسنين داخل مجمعهم لتجنيبهم عناء الانتقال للمستشفيات العامة واولاهم رعاية خاصة وعين لهم كادرا متخصصا من الاطباء وتعزيز دور الاسرة وترابطها وتعميق مفهوم صلة الرحم ورعاية الابناء لابنائهم وامهاتهم في كبرهم وتنظيم العمل القانوني والاداري للوزارة والتركيز على البعد الانساني في تعاملها مع المواطنين والمقيمين.
اما المنصب الخامس الذي تولاه سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد فقد كان نائبا لرئيس الحرس الوطني حيث ترك سموه بصمات واضحة لاعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والانسان.
ومرة اخرى ولما تقتضيه الضرورة يتولى سموه منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية حيث اعتبر سموه منذ ذلك الحين الاب الروحي لرجال الامن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وادارتها المختلفة خلال تولي سموه مسؤولية الوزارة على مدى فترتين.
وقد تعددت انجازات سموه وهو يقود هذه المؤسسة الامنية الراسخة والتي يشهد بها الجميع، ومنها اهتمام سموه الكبير بحماية امن الوطن ووضع الاستعدادات والخطط الاحترازية لمواجهة اي طارئ ومتابعة سموه عملية التحديث المستمرة التي بدأها في جميع قطاعات وزارة الداخلية والتي تهدف الى توفير احدث الاساليب التقنية في اكثر دول العالم تقدما ووضعها في ايدي رجال الامن ليتمكنوا من مواجهة مخاطر الارهاب ومكافحة الجريمة وهم مزودون بأحدث الانجازات العلمية وتطبيقاتها في مختلف مجالات الامن، اضافة الى تقديم الامكانيات اللازمة لتطوير اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الامنية لتصبح في مصاف الاكاديميات العالمية المماثلة، ولتقوم بدورها في تخريج رجال الامن المسلحين بالخبرة والمعرفة للدفاع عن الكويت.
واخيرا وليس آخرا كان الاجماع الشعبي والبرلماني والسياسي على مبايعة سمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وليا للعهد والذي جاء من معرفة ابناء الكويت بشخص سموه ومعايشته لهم بجميع امورهم واهتمامه البالغ بمشاكلهم وقد اضاء ذلك مسيرته بنور الحب والوفاء والولاء من اهل الكويت ولهذا كان اجماعهم على مبايعة سموه وليا للعهد تتويجا لحب سموه لكل اهل الكويت وحبهم لسموه وذاته التي تتصف بصفات انسانية تميزها الرحمة والعدل بين الناس والانفاق للخير ومن اجل الخير داخل وخارج الكويت، فسموه يضع اهل الكويت في قلبه وينزلهم منزلة عالية في نفسه، ولهذا يحرص سموه على ان تكون جهوده رافدا من روافد مصالحهم ولا يتوانى في دعم تطلعاتهم وطموحاتهم نحو المستقبل الزاهر.
مناسبات كويتية
وفي هذا العام الذهبي للكويت تتزامن المناسبات مع بعضها بتناغم رائع لترسم ملامح الفترة القادمة من التنمية والتطوير، وهذا العام يحتفل أبناء الكويت البررة في هذا الشهر بالعيد الذهبي لأمهم الكويت العظيمة، عيد يحتفلون به كل عام منذ نصف قرن حيث نالت استقلالها عام 1961. ويشعر الكويتيون في هذا اليوم بالحرية الحقيقية التي حصلوا عليها ومارسوها على أرضهم بفضل من الله أولا وجهد كبير من آل الصباح الكرام الذين رسخوا مكانة الدولة بين دول العالم لتصبح منارة يستنير بها من يريد الحرية ويتطلع إلى الكرامة ويتعمق في الإنسانية. إنه اليوم الذي انطلقت فيه الكويت إلى رحاب العالمية وأثبتت الجدارة المطلوبة لتأخذ مكانها في مصاف الدول الكبيرة الصغيرة، صغيرة بحجمها الجغرافي وكبيرة بحجمها الإنساني والسياسي والاقتصادي. فالجميع في العالم يعرفون الكويت ويتحدثون عنها بمزيج عن الإعجاب والدهشة متسائلين كيف استطاعت دولة صغيرة بهذا الحجم أن تخترق جدار العالمية وتترك فيها أثرا واضحا، والجواب عند الكويتيين هو الإخلاص.
بلى، إنه الإخلاص الذي سيطر على الكويتيين حكاما عادلين ومواطنين محبين لأرضهم وأولي الأمر منهم، تلك علاقة الإخلاص التي مكنت الكويت من السير قدما وتخطي كل الحواجز وتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم بعقد حر كان اسمه الدستور الكويتي الذي ولد في عهد المغفور له عبدالله السالم ليرسم معالم مرحلة جديدة بعد الاستقلال، وها نحن اليوم نحتفل بالإنجازات التي تحققت وما أكثرها لمن يريد أن يراها.
نحن الآن في الكويت، وكما يعرف الجميع، نتمتع بالخيرات الكثيرة الوافرة التي تغبطنا عليها كثير من الشعوب وربما كل الشعوب، وهذه الخيرات الكثيرة ليست إلا الدليل الواضح على سلامة المسار وحسن الاختيار، فكم من دولة فيها الخيرات ولكن شعبها لا يستفيد منها لأسباب كثيرة، فالحمد لله والمنة على هذه النعم وعلى وجود من يديرها لنا ويفيدنا بها.
أدام الله العز والرفاهية لشعب الكويت، وللحق والتاريخ لابد أن نعترف بفضل الناس الذين عززوا هذه الاجواء الطيبة، فشكرا لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على قيادته الحكيمة والأبوية لهذا الشعب الكريم وشكرا لسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الذي يمثل للكويتيين مثال الطيبة والكرامة والحزم معا وشكرا لسمو رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد الذي اعطى الديموقراطية والحرية درسا أدهش العالم وشكرا لكل مواطن ومواطنة كويتية لأن الكويت لديها ما تفخر به بوجودهم فيها مواطنين مخلصين محبين ومضحين في سبيل رفعة وحرية بلدهم كما أثبت التاريخ والحاضر وسيثبت المستقبل أيضا.