- تمّ أسر ابني طيار حربي أحمد الفودري في أول أيام الغزو وعاد لي رفاتاً بعد استشهاده
- لا أنسى شباب الكويت ووقوفهم معي أيام الغزو الأسود
- مشروع جابر الأحمد الإسلامي يخدم الجالية المسلمة ويجسّد حسن الجوار بين المسلمين وغيرهم
- تبرعي للمركز جاء كردّ جميل كوالدة شهيد لوالدنا الشيخ جابر رحمه الله
ليلى الشافعي
إنسانة بسيطة تلقائية، صادقة، تحكي بعفوية ومرارة عما عانته مع أهل الكويت أيام الغزو الأسود كما تسميه، حيث تم أسر ابنها طيار حربي أحمد الفودري في أول أيام الغزو ثم قتله جيش المقبور صدام وعاد اليها رفاتا بعد التحرير، كما أسر زوجها المريض حين كان يراجع المستشفى وعاد من الأسر بعد مدة بسيطة وتركوه في مستشفى هادي لمرضه.
إنها العاشقة لوطنها المحبة للخير المحسنة سلمى الحمود الشريف، التقينا بها في حفل ببيتها الكائن بمنطقة اليرموك أقامته الشيخة أوراد الجابر ودعت له الصديقات، وذلك بعد تكريم الشريف من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ومن سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وذلك لتبرعها بمبلغ مليون دولار لمركز جابر الأحمد الاسلامي في كندا والذي يخدم حوالي 30 ألف مسلم، وأكدت الشريف أن تبرعها للمركز جاء كرد جميل في رقبتها كوالدة شهيد، حيث ان مكتب الشهيد الذي أسسه الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - قام بصرف مبالغ لأهالي الشهداء وهي تشعر بأن ذلك التبرع هو رد جميل لوالد الجميع - رحمه الله - وقالت إنها قابلت أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد- رحمه الله تعالى- وقدمت له كتابها «بنت الديرة وذكريات الطفولة»، كما قدمت نسخة من الكتاب في ذلك الوقت لكل من سمو الشيخ صباح الأحمد وسمو الشيخ نواف الأحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد، وأقول: أبوي جابر أبو الجميع قابلني بكل حب وتقدير واحترام وأعطاني هدية أعتز بها كثيرا وأحتفظ بها وهي عبارة عن بروش رائع أفتخر به.
وقالت وهي تتحدث بحب وتلقائية: كتابي بنت الديرة أحمل فيه ذكريات وحكايات الماضي الجميل، أحمل فيه حبي لوطني الحبيب الكويت في قلبي وروحي، فكلنا فداء للكويت.
وتطرقت في حديثها المشوق مع ضيوفها للكثير من الذكريات المحفورة في صدرها، ومنها شباب الوطن وفخرها، وقصت ما فعلوه مع أمهم أم الأسير الشهيد وقالت بفخر: هم البركة وهم عزوة الكويت والله لن يضيع تعبهم معي ولا مع أهل الديرة أيام الغزو الأسود الكئيب.
وقالت: شباب هذه الديرة الطيبة قاموا بالواجب على أكمل وجه في كل شيء وكانوا يدا واحدة وقلبا واحدا، منهم من نجا من الغزو ومنهم من توفي وله الفردوس في جنات النعيم واللي باقي حتى الآن لا نعرف هل هو ميت أم حي؟! ولم يكن هناك فرق بيننا سواء في الداخل أو في الخارج في هذه الايام فكنا كلنا مهمومين ومحزونين، الروح واحدة والقلب واحد والفرقة واحدة والحصرة والدمعة والهم والتفكير والفراق، لكننا في الكويت لأننا كلنا للكويت والكويت لنا أميرا وولي عهد وحكومة وشعبا يد واحدة وقلبنا واحد وروحنا واحدة.
ذكريات لا تنسى
وعن ذكرياتها، قالت: لقد عشت ذكرياتي في هذا الوطن من بحره الى بره في داخل الكويت في داخل الديرة في مدينة الكويت الغالية الحبيبة بدأت من سوق الحمام (فريج الحمام) كان مولدي في فريج الحساوي.
هذا الفريج يجمع أهل الفريج فمنهم الأهل والجماعة وأهل الديرة الطيبة الغالية على الجميع من صغير الى الكبير يعني الجيران هم الأهل والأحباب وما في فرق بين بيت وبيت فكلنا أهل وروح طيبة ونفس حلوة وكلهم حنان، فالكبير يعطف على الصغير والصغير يحترم الكبير كلهم أسرة واحدة في السراء والضراء، كنا راضيين على كل شيء ونقول من الكبير الى الصغير نقول: ان شاء الله أو على أمرك، وكان الكبير يحترم الصغير ويعطف عليه وهذا أسلوبنا في ذلك الوقت من الأهل حتى الجار القريب والبعيد، وصغير السن ما يكسر كلام الكبير حتى ولو غلط عليه، فأهل الفريج هم أهل الديرة يطرح فيهم البركة أهل الديرة في الماضي وفي الزمن الحالي والله يهدينا ويهدي أمة محمد أجمعين آمين.
ومازالت تحكي فتقول: وفي زمن أول كان بعض الفرجان يجتمعون في بيت واحد بعد العصر لأن الصبح لاهين في الطبخ والخبز والأولاد وليس عندهم وقت راحة وفي الزمن الماضي لم يكن عندهم خدم مثل هذا الزمن الخدم أكثر من أهل البيت ومن كل الأجناس.
وكانت نساء الفريج يجتمعن ويتسامرن في السوالف الحلوة والحديث الطيب والبسيط، فليس هناك حديث في موضة ولا ماركات ولا في أنت منو ولا في بيتكم وبيتي ولا في شنو أبوكم ما كان الا الكلمة الطيبة التي ترتفع عند رب العالمين عز وجل.
وكانت سوالفهم عن رزق الزوج الحلال وعن شنو يسوون في هذا اليوم من الصباح الباكر حتى الظهر من طباخ وخبز التنور والرقاق واللي عندهم غنم أو بقر تحلب.. وغيرها.
المركز فريد من نوعه
وجدير بالذكر أن مركز الشيخ جابر الأحمد الإسلامي في «فورت مكموري - البيرتا - كندا) مشروع إسلامي كبير يخدم الجالية المسلمة في هذه المنطقة والتي تمثل 10% من سكان المدينة.
وقد تم شراء أرض المشروع بمبلغ 5 ملايين دولار كندي من قبل أبناء الجالية الإسلامية بعد دعم حكومة الولاية هناك، وتمت تسمية الأرض باسم «إبراهيم عليه السلام» تجسيدا لحسن الجوار بين المسلمين وغيرهم ويتكون المشروع من مسجد ومدرسة وقاعة كبيرة متعددة الأغراض بتكلفة تقديرية إجمالية لمراحله الثلاث بمبلغ 55 مليون دولار كندي، والمرحلة الاولى «مركز الشيخ جابر الأحمد الإسلامي»، بمبلغ 14 مليون دولار كندي.