- استقبال ميناء الدوحة لسياح إيرانيين يبشر بالخير
- التبادل التجاري بيننا وبين الكويت ارتفع إلى ما يزيد على 400 مليون دولار
- العوضي: ما يشاع عن تلوث الخليج جراء «بوشهر» دعاية أميركية مغرضة
- العلاقات الإيرانية ـ الكويتية مستقرة وإن كانت ليست صافية تماماً
هالة عمران
شدد السفير الإيراني لدى البلاد، د.علي رضا عنايتي، على أهمية العلاقات التي تربط إيران بدول مجلس التعاون الخليجي، واصفا إياها بـ«الوطيدة والمتجذرة والتي لا تهتز لأسباب ضئيلة خصوصا أنها قائمة على أساس تقارب شعبي كبير»، آملا أن ترى مزيدا من التطور على جميع الأصعدة.
وعلى هامش الغبقة الرمضانية التي نظمتها السفارة الإيرانية، مساء أول من أمس، في فندق كراون بلازا، رحب السفير الإيراني بعودة سفراء «الخليجي» إلى طهران قائلا: «نرحب بعودتهم في حال قرروا ذلك». وردا على سؤال بشأن ما تداولته وسائل الإعلام في البلاد عن استقبال ميناء الدوحة لسياح إيرانيين وعائلاتهم والإجراءات المتخذة بهذا الشأن، قال عنايتي «هذا أمر يبشر بالخير ولصالح تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران والكويت».
وبالرغم من إشارته إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين قائمة على أسس متينة إلا أنه لفت إلى ضرورة تقويتها بشكل أكبر من خلال طرق عدة منها الموانئ والجمارك وذلك لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والمالي خصوصا بعد زوال شبح العقوبات عن إيران بعد الاتفاق النووي.
خطوات صالحة للتطبيق
وأضاف عنايتي «لقد التقيت العام الماضي مع مدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية وبحثنا تنمية العلاقات الإيرانية - الكويتية في مجال التجارة، والتي ستأتي بنتائج مرجوة»، مبينا أن مثل هذه الخطوات صالحة للتطبيق بين إيران وكل دول الإقليم. كاشفا في الوقت نفسه أن التبادل التجاري بين بلاده والكويت ارتفع خلال السنتين الأخيرتين حتى وصل إلى ما يزيد على 400 مليون دولار.
ورأى «أن العلاقات بين إيران والكويت ودول المنطقة يجب ألا تقتصر على العلاقات السياسية، بل تحتاج إلى العلاقات التجارية أيضا»، آملا أن تحقق نقلة نوعية خصوصا أننا مقبلون على عالم اقتصادي جديد بدون نفط وبالتالي لابد أن يتطور من خلال تطوير التجارة البينية وغيرها.
وعن آخر التطورات في العلاقات الإيرانية - السعودية فيما يخص الحجيج الإيرانيين، اكتفى عنايتي بالقول إنها «لم تشهد أي تطورات بعد».
وعن المناسبة قال عنايتي «نعيش هذه الأيام العشر الأواخر من الشهر الفضيل، حيث تهب بشائر الخير ونسائم الرحمة ولحظات العطايا، أيام مضت مسرعة مليئة بالذكريات طالما تشتاق لها النفوس وتهوى إليها القلوب عسى أن يعيدها الباري جل وعلا علينا جميعا باليمن والخير والبركات».
ورأى السفير الإيراني أن الأمة تعاني اليوم من مؤامرة تستهدف تمزيق الصف وتشتيت اللحمة من خلال الاقتتال بين أبنائها وإثارة الفتنة الطائفية مما أدى إلى تشويه صورة الإسلام وشريعته السمحاء وتعميم الإسلاموفبيا، لافتا إلى انه بسبب ضعف جسد الأمة وقلة مناعتها فقد انطلت المؤامرة على أبناء الأمة وأدى ذلك إلى تهميش قضية فلسطين.
واعتبر أن هذه القضية نجحت سابقا في توحيد الأمة ولم شملها، ورواد العالم الإسلامي بوعيهم ونظرتهم الثاقبة نجحوا في إحباط مؤامرات الأعداء في إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية لتكون فلسطين قضية كل المسلمين، يضحي من أجلها أبناء العالم الإسلامي دون تمييز لتبقى القدس مفتاح وحدة العالم الإسلامي، رافضين تغيير مسار المواجهة من التصدي لدسائس الكيان الصهيوني إلى إثارة عداوة طائفية وشعوبية بغيضة تقربنا من العدو اللدود وتبعدنا عن الصديق الودود واستبدال محور المواجهة من صراع إسلامي - صهيوني إلى صراع إسلامي - إسلامي.
وأضاف إن الإمام الخميني بإعلانه يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان أخرج القضية من إطارها الفلسطيني المحدود الی إطار عالمي وإنساني أوسع رغم محاولة البعض اختزالها وتقزيمها، وكان هدفه من تحديد الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كيوم عالمي للقدس هو أن تبقى القدس حية في الذاكرة والوجدان وأن تبقى حية عبر الأجيال لكي لا تستسلم للأمر الواقع.
وأشاد عنايتي بدعم الكويت وفلسطين والتي تمثل المبدأ الثابت والأساسي في سياسة الكويت الخارجية كما عرفناها وساندت الحق الفلسطيني على جميع الأصعدة في المحافل الإقليمية والدولية مجندة كل طاقاتها وإمكانياتها في هذا السبيل.
ضغوط دولية
بدوره أكد رئيس جمعية الصداقة الكويتية - الإيرانية والأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، د.عبدالرحمن العوضي على استقرار العلاقات الكويتية ـ الإيرانية وإن كان من الصعب وصفها بالصافية تماما، لافتا إلى أن الموقف الرسمي الكويتي هو أنها لم تتزعزع، متمنيا أن يكون هناك دور كبير في الكويت في إعادة العلاقات الإيرانية - الخليجية إلى سابق عهدها، موضحا «أن إيران دولة جارة لدول الخليج منذ مئات السنين وتجمعها العديد من الروابط القوية مع دول المنطقة في جميع المجالات».
واعتبر العوضي التوتر الذي يشوب المنطقة هو انعكاس لما يحدث في العالم، لافتا إلى وجود ضغوط دولية كبرى لاستمرار هذه المنغصات حتى لا تستقر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لأن هذا من مصلحتهم وهذا هو ما أعلنته وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس ولا تزال سياستهم مستمرة في هذا الصدد لكي تدوم الفوضى الخلاقة في المنطقة.
وبين أن نتائج ما أعلنته رايس أصبحت واضحة للجميع في كل من سورية والعراق واليمن وليبيا، فالأميركيون بدأوا هذه الفتنة في المنطقة ويعملون على تأجيجها، لذلك علينا أن نجتمع للحيلولة دون استمرار هذا المخطط التخريبي في المنطقة.
وردا على سؤال حول مخاوف دول الخليج من تلوث مياه الخليج العربي جراء مفاعل بوشهر الإيراني، استغرب العوضي أن يلقى اللوم في تلوث الخليج على النشاط النووي الإيراني فقط على الرغم من التأكيدات على سلمية المفاعل الإيراني في زيارة قمت بها مع 20 عالما وسلامته بيئيا، موضحا أن كل ما يشاع عن المفاعل دعاية أميركية مغرضة، معتبرا أن الخطر الأكبر على الخليج يأتي من البواخر والغواصات النووية الأميركية، والتي كاد أن يتسبب حادث بين غواصة أميركية وباخرة في وقت سابق إلى كارثة بالقرب من مضيق هرمز حيث لا توجد رقابة على هذه السفن.
مراكز لاستقبال النفايات
وعما إذا كان لديهم دراسات حول تلوث الخليج، قال إن جميع الدراسات بشأن تلوث الخليج جراء نقل النفط بواسطة البواخر موجودة لديهم، مطالبا بضرورة أن تكون هناك رقابة وشهادات تمنح لهذه السفن قبل المرور في الخليج العربي.
وعن المطلوب من الحكومات الخليجية لحماية البيئة البحرية، لفت إلى ضرورة الاستعجال بإنشاء مراكز استقبال النفايات لجميع البواخر التي تدخل الخليج والتأكد من ملاءمة مواصفات هذه البواخر لمنطقتنا البحرية، مبينا أن هناك بحدود من 40 إلى 60 ألف باخرة تزور الموانئ الخليجية، متسائلا كم هي كمية النفايات التي تخرج عن هذا العدد الكبير من السفن؟ إضافة إلى ضرورة عدم السماح بإلقاء مياه المجاري إلى البحر، حيـث ان الخليـج عبــارة عــن بحيرة شبه مغلقــة تتجــدد ميـاهه مرة كل 6 سنوات وهناك تبــخر كبــير لمياهه مع ارتفاع نسبة الملوحة فيه.
أمل الخير بوجود قائد الإنسانية وأكد إصدارهم ما يقارب 11 ألف جواز سفر خلال الشهرين الماضيين
عنجريني: قضية «الالتحاق بعائل» معوق أساسي أمام المواطن السوري في الكويت
كشف القائم بالأعمال السوري، غسان عنجريني، أن السفارة أصدرت خلال الشهرين الماضيين ما يقارب 11 ألف جواز سفر سوري، موضحا أن عدد الجالية السورية في البلاد يفوق الـ 150 ألفا إلى 200 ألف مواطن.
ووصف عنجريني في تصريح للصحافيين العلاقات السياسية بين بلاده والكويت بالأخوية والجيدة، لافتا إلى أن السفارة السورية بالكويت بدأت عملها مع نهاية عام 2014، ولدينا جالية سورية كبيرة متأصلة مرتبطة بشكل وثيق مع الشعب الكويتي، مشيرا إلى أن السوريين بالكويت يشعرون كأنهم في وطنهم.
وبين أن هذه الجالية تتطلب الكثير من العمل القنصلي الذي تقدمه السفارة، موضحا انه نتيجة انقطاع السفارة عن العمل لمدة ستة أشهر بسبب الحرب التي تشن على سورية تراكمت بعض المعاملات، مما اقتضى أن تفتح السفارة أبوابها بصورة غير تقليدية، بمعنى أن تبدأ ساعات العمل بساعة محددة صباحا ولا تنتهي إلا بخروج آخر مواطن يراجع السفارة، لافتا إلى انه لا توجد ساعة محددة لإغلاق السفارة، والأعداد مفتوحة والمعاملات تنجز بأقصى سرعة ممكنة.
وردا على سؤال حول مشاكل الجالية السورية بالكويت، قال عنجريني هناك تسهيلات وتعاون من قبل وزارة الخارجية الكويتية، والمعوق الأساسي الذي يواجه المواطن السوري هو قضية الالتحاق بعائل، وهذا أمر يخص الجهات المعنية بالكويت ونحن نحترم القوانين والإجراءات الكويتية وما زلنا نأمل الخير من الكويت بوجود قائد الإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، ولا نعتقد أن المواطن السوري سيواجه مشاكل في بلده الثاني.
وأوضح عنجريني أن المعوقات التي تواجهنا بالسفارة ترتبط بمسائل قانونية مثل قانون الإقامة الذي يتبع صلاحية جواز السفر، لافتا إلى أن الجواز السوري كانت مدة إصداره سنتين بالنسبة للمغتربين، وبالتالي عند ذهاب الوافد السوري للجهات المختصة بالإقامة بالكويت اصبح يواجه مشكلة «السيستم» والذي يمنح سنة واحدة فقط مما اقتضى أن تقوم السلطات السورية بتعديل القانون، بحيث اصبح مدة جواز السفر ست سنوات، وهذا الأمر يحقق مصلحة للمواطن السوري ويضمن سرعة التفاعل بينه والإجراءات المطلوبة منه بالكويت والتي نحترم قوانينها.
وفيما يتعلق ببقية المعاملات من الزواج والمواليد، أشار إلى أن «هناك الكثير من حالات النسب المشترك بين الكويت وسورية، نظرا للتقارب الثقافي وعمق العلاقات بين الشعبين والبلدين والعشائر والقبائل المشتركة، فنجد من أفراد العائلة الواحدة من يحمل الجنسية السورية أو الكويتية، وهذا الأمر يخلق حالة مميزة من المصاهرة والنسب، وتقوم السفارة بتغطية جميع المعاملات المدنية الخاصة بهذا الأمر».
وأكد عنجريني أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تعمل بصورة جيدة وممتازة، لافتا إلى انه وبعد مرور ست سنوات على الحرب الشرسة في سورية نستطيع أن نجد اليوم صادرات سورية الى الكويت بالأسواق والمراكز التجارية، معتبرا ذلك دليلا على قوة ومتانة الاقتصاد السوري وسلامته.