- موسم «طانطان» فرصة مميزة لتقديم التعابير الثقافية وفنون الأداء المتنوعة لسكان الصحراء
جاسم التنيب
نظمت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي السبت الماضي السباق التمهيدي الثالث للهجن في إقليم طانطان بالمملكة المغربية، وذلك بإشراف اتحاد سباقات الهجن في دولة الإمارات.
أقيم السباق لمسافة 4 كيلومترات على 8 أشواط (حول، زمول، ثنايا بكار، ثنايا جعدان، ايذاع بكار، ايذاع جعدان، زمول، زمول) بمشاركة من كل الأقاليم الجنوبية في المغرب، وحصل الفائزون من المركز الأول إلى المركز العاشر على جوائز نقدية.
وقام بتكريم الفائزين الحسن عبد الخالقي عامل إقليم طانطان.
وأوضح محمد بن عاضد المهيري عضو اتحاد سباقات الهجن في الإمارات ومدير مسابقة مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة الذي تنظمه سنويا لجنة إدارة المهرجانات، أن السباق أقيم في مضمار سباق الهجن الذي أقامته مؤخرا دولة الإمارات في طانطان ليكون أكبر وأول مضمار لسباق الهجن من نوعه في افريقيا.
ويعتبر السباق من ضمن السباقات التمهيدية الستة التي تنظمها في المغرب لجنة إدارة المهرجانات بأبوظبي بدعم من اتحاد سباقات الهجن في الإمارات، وذلك استعدادا للسباق النهائي خلال موسم طانطان الثقافي في مايو 2017 بمشاركة رسمية من الإمارات.
وكانت الإمارات قد أعلنت في مايو الماضي 2016 ضمن مشاركتها في انشطة موسم طانطان عن مشروع لإقامة ميدان سباق في إقليم طانطان تم إنجازه خلال فترة زمنية لا تتجاوز 6 أشهر، وذلك دعما لهذه الفئة من مربي الإبل بالأقاليم الصحراوية بالمملكة المغربية الشقيقة، خاصة أن هذه الرياضة أصبحت في تطور مستمر وتحظى باهتمام دولي كبير، وانتقلت من منظور تقليدي إلى اعتماد وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وتم تجهيز المضمار بكل التجهيزات الحديثة على مستوى عالمي، ويتضمن مقصورة رئيسة للوفود الرسمية وكبار الشخصيات، ومدرجات للجمهور تتسع لألف شخص.
وأشاد المشاركون المغاربة في سباق الهجن بأهمية هذا المشروع المقدم من قبل الإمارات في إطار الحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة وصون الموروث المشترك، وتطوير سباقات الهجن بمستوى راق ومحترف.
ولسباقات الهجن العربية الأصيلة شعبية واسعة في دولة الإمارات لما فيها من إحياء للتراث الأصيل، وإثارة وتشويق، وتعتبر إحدى الهوايات والرياضات المتوارثة منذ القدم.
وقد انتشرت ميادين السباق المنظمة والمعدة جيدا لهذا الغرض في معظم إمارات الدولة، بما يشكل حافزا ودعما للأهالي للاعتناء بالهجن العربية الأصيلة وتوفير الرعاية الصحية لسلالاتها.
ودأبت دولة الإمارات على المشاركة بشكل واسع خلال السنوات الماضية في فعاليات موسم طانطان الثقافي السنوي بالمملكة المغربية، وذلك ضمن جهود تعزيز التعاون الثقافي لدولة الإمارات مع مختلف الدول، وتقوية روابط الجسور التاريخية والحضارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي.
ويشكل موسم طانطان فرصة مميزة لتقديم التعابير الثقافية وفنون الأداء المتنوعة لسكان الصحراء كالموسيقى والأهازيج والأغاني الشعبية، والألعاب التراثية، والأمسيات الشعرية، ومختلف التقاليد الشفوية الأخرى، فضلا عن عروض الخيل والهجن.
ويجمع الإمارات والشعب المغربي الثقافة وحب التراث، وتربطهم أواصر أخوية وعلاقات تاريخية تعود لسنين طويلة، وعادات وتقاليد مشتركة ومتقاربة في المجال التراثي والثقافي، إضافة الى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولتان لجهود صون التراث غير المادي والثقافة الشعبية.