- التعددية الثقافية تفتح الحدود
- بين الدول وتُحسِّن فرص العمل وتفتح الأسواق لترويج المنتجات والأعمال
- المباحثات ما زالت جارية لافتتاح فرع لجامعة السوربون في الكويت ونأمل أن يتحقق ذلك مع نهاية العام الحالي
- قوة اللغة لا تكمن فقط في كثرة الناطقين بها بل وفي قدرتها
- على تغذية العلوم والفنون بالمفردات والمصطلحات المطلوبة
- سفيرة كندا مارتين مورو: الفرانكوفونية تسلط الضوء على ثنائيتنا اللغوية
أسامة دياب
أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي الفرانكوفوني، للمرة السادسة على التوالي، إيمانا منا بأهمية التعددية اللغوية في النشاط الثقافي العالمي، وتقديرا منا لقدرة اللغة الفرنسية على لعب أدوار مهمة في خدمة التنوع الثقافي في عالمنا، متوجها بالشكر إلى أصحاب سفراء الدول الفرانكوفونية في الكويت، على جهودهم المستمرة في دعم هذه الاحتفالية السنوية، وتنظيم هذه الأمسية الجميلة في الكويت.
جاء ذلك خلال رعاية سمو الشيخ ناصر المحمد للاحتفال باليوم الدولي للفرانكوفونية، والذي أقيم في منزل السفيرة الكندية مساء أمس، بحضور عدد من الشيوخ والسفراء وعدد من كبار المسؤولين بالدولة.
ولفت سمو الشيخ ناصر المحمد إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للفرانكوفونية هو تأكيد على التعددية الثقافية في عالمنا اليوم، فهذه التعددية ضرورة لازمة لاستمرار السلام العالمي، فهي تفتح الحدود بين الدول، وتمكّن الشعوب من معرفة بعضها، وتُحسِّن فرص العمل لدى الأفراد الذين يتعلمون لغات غيرهم، وتفتح الأسواق لترويج المنتجات الصناعية أو الأعمال، وكما يقال، ان معرفة لغة جديدة تنشط مهارات العقل وتقوي الذاكرة لدى الإنسان.
وأوضح أن الاحتفال باليوم العالمي للفرانكوفونية سيظل يلفت الانتباه دائما إلى أهمية اللغة في حياتنا، فهي الأداة الأولى للتعبير لدى الإنسان، والتي كلما زاد ثراء مفرداتها كلما اكتسبت أدبا رفيعا. وليس كل لغة قادرة على منح ناطقيها ثروة المفردات، والفن في صياغتها، والتعبير بجمال من خلالها، إذ لا يوجد من بين ثلاثة آلاف لغة بالعالم سوى مائة منها قادرة على ذلك، وتسمى لغات حية، يتحدث بها أكثر من ملياري نسمة، ومن بين هذه المائة تبرز الفرنسية كلغة عالمية مهمة، يتحدث بها أكثر من 220 مليون نسمة، وفق تقديرات الموقع الرسمي للمنظمة الدولية للفرانكوفونية.
وأشار إلى أن قوة اللغة لا تكمن فقط في كثرة الناطقين بها، بل في علاقتها بصناعة المعرفة، وقدرتها على تغذية العلوم والفنون بالمفردات والمصطلحات المطلوبة، وهو ما يجعل اللغة الفرنسية من أقدر اللغات الأوروبية على توفير مفردات العلوم الإنسانية والقانون، مما جعلها تلد أشهر الحركات الأدبية والفنية مثل:
مذهب السريالية Surréalisme في الفن والأدب، وروادها:
أندريه بريتون André Breton
وروبرت دينو Robert Desnos
ومثل تيار الوجودية Existentialisme في الفلسفة والرواية، وروادها:
جابريل مارسيل Gabriel Marcel
وجان بول سارتر Jean-Paul Sartre
وألبير كامو Albert Camus
وسيمون دي بوفوار Simone de Beauvoir
وموريس مرلو بونتي Maurice Merleau-Ponty
ومثل التيار الأدبي المعروف باسم القصة الجديدة Nouveau roman ورواده:
ألان روب جرييه Alain Robbe-Grillet
وناتالي ساروتي Nathalie Sarraute
ومثل التيار المسرحي المعروف بالمسرح اللامعقول Théâtre de l›absurde ورواده:
أنطوان ماري جوزيف أرتو Antoine Marie Joseph Paul Artaud المعروف باسم أنطونين أرتو Antonin Artaud
وأوجين يونسكو Eugène Ionesco
ووآرثر أداموف Arthur Adamov
واعرب سمو الشيخ ناصر عن أمله في أن ينجح الناطقون باللغة الفرنسية غير الغربيين في الحصول على جائزة نوبل للآداب، كما نجح ثلاثة كتاب أفارقة من الناطقين باللغة الإنجليزية ويكتبون باللغة الإنجليزية في الحصول على الجائزة، وهم على التوالي: ويلي سويينكا Wole Soyinka وهو مسرحي وروائي وشاعر من نيجيريا، وكان ذلك عام 1986، ثم الروائية الجنوب أفريقية نادين غورديمير Nadine Gordimer التي حصلت عليها عام 1991، ثم الكاتب الجنوب أفريقي جون ماكسويل كوتزي John Maxwell Coetzee في عام 2003.
وشدد سموه على أن العلاقة الخليجية ـ الفرانكوفونية تسير بشكل ثابت ومتسارع، ففي عام 2006، أعطى تعليمات بإضافة راديو RFI، أي راديو فرنسا الدولي الناطق باللغة الفرنسية، على موجة الـ FM في الكويت، وقد تمّ توقيت البدء بالبث مع وصول طائرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، إلى مطار أورلي، إبان زيارته الرسمية للجمهورية الفرنسية، في نوفمبر عام 2006. كما تم إنشاء قسم اللغة الفرنسية وثقافتها بكلية الآداب بجامعة الكويت، بالتعاون مع جامعة السوربون الفرنسية، وما زالت المباحثات جارية لافتتاح فرع لجامعة السوربون في الكويت، والمأمول أن يتحقق مع نهاية هذا العام.
هذا وقد أخذت العلاقة منحى آخر في التطور، بعد انضمام أول دولة خليجية إلى المنظمة الدولية للفرانكوفونية، وهي دولة قطر الشقيقة، وهو ما نعتبره تطورا إيجابيا في هذا المضمار، إذ ان قطر خير من يمثل المنظومة الخليجية في هذا المحفل الدولي. كما تناقلت الصحافة أخبارا عن تقدم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية للانضمام إلى المنظمة كعضو مراقب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرص مجلس التعاون لدول الخليج العربي على العلاقات الخليجية ـ الفرانكوفونية.
وتابع: إنه ليسعدنا في الكويت أن نمد اليد للفرانكوفونية لمعرفة المزيد عنها، وتبادل الأفكار والقيم البناءة، والاطّلاع على النتاج الفكري والثقافي، لافتا إلى أن الكويت سعت لأن تكون محضنا للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم، وفتحت أبوابها ونوافذها مرحبة بكل ثقافات العالم لتتعلم منها وتستفيد. ويسرنا ونحن نشارككم الاحتفال بهذه المناسبة، أن ننقل إلى جميع الشعوب والأفراد الناطقين باللغة الفرنسية مشاعر الود والاحتفاء، وخصوصا السادة سفراء الدول الفرانكوفونية، وكل رعاياهم في الكويت.
84 دولة
من جهتها، قالت سفيرة كندا لدى الكويت مارتين مورو إن هذا اليوم مناسبة لكي نعلن بفخر انتماءنا للفرانكفونية، وهو المجتمع الذي يضم 84 دولة وحكومة تضم شعوبا يصل عددها إلى نحو مليار نسمة ثلثهم تعد اللغة الفرنسية هي لغتهم الأم.
وأضافت ان هذا اليوم يمنحنا الفرصة للاحتفال بارتباطنا باللغة الفرنسية والثقافة الفرانكفونية الثرية والمتنوعة، كما يسمح بتذكر الدور المهم الذي يلعبه العالم الفرانكفوني لصالح السلام، الديموقراطية، احترام حقوق الإنسان، التنمية المستدامة وكذلك المكانة الرئيسية التي يمنحها للنساء، الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة في سياق عمله. واضعين في الاعتبار التراث الفرنسي وهو تراثنا نحن أيضا والذي نفخر به، تعد كندا نصيرا قويا، مؤيدا ومدافعا عن الفرانكفونية الدولية.
وتابعت ان مشاركة كندا في الفرانكفونية تسلط الضوء على ثنائيتنا اللغوية.
كما تعرفون بالتأكيد فإنه في كندا، تحظى اللغة الفرنسية بنفس قيمة اللغة الإنجليزية، هي لغة رسمية يتكلمها نحو 9 ملايين من سكان كندا التي تعتبر ثاني أهم ممول للمنظمة الدولية للفرانكفونية. كما أن ثقل كندا الآن اصبح أكثر أهمية بعد أن حصلت مقاطعتي برونسفيك الجديدة وكيبيك على منصب مشارك حكومي واعتبارا من العام الماضي، حصلت مقاطعة أونتاريو على منصب مراقب حكومي.
وقالت إن أهداف دولتنا فيما يخص الفرانكفونية هي كالتالي: نشر اللغة الفرنسية وكذلك قيم الفرانكفونية، بصفة خاصة السلام، الديموقراطية، حقوق الإنسان والتحكم الرشيد، تشجيع التنوع اللغوي، وتأكيد تألق الفرانكفونية الكندية على الساحة الدولية. هذا يقودني إلى التعريف بوجود الفرقة الموسيقية «ليه بورتاجو» هذا المساء بيننا.
هذا العام، كان شعار اليوم الدولي للفرانكفونية «أنا أحب - أنا أشارك» وهذا بالتحديد ما ننوي القيام به الليلة معكم وفي وجودهم. من منطقة موريسي في كيبيك، سيقدمون لكم أغاني فرنسية فلكلورية، سواء من الأرشيف أو تلك التي انتقلت ببساطة من جيل إلى آخر.
أعلم أن عددا منكم يحب الثقافة والموسيقى الكيبيكية ونحن سعداء لأننا استطعنا أن نتشارك فيها معكم هذا المساء. من جهة أخرى، نحن نبدأ الأسبوع الثاني لجدول الأنشطة الثقافية الذي يضم عروضا فنية، عروضا سينمائية، مؤتمرات، معارض ومسابقات، جميعها مقدمة بهدف واحد ألا وهو الاحتفال بتعلقنا بالفرانكفونية.