- الفارس: بادروا إلى ردّ الجميل لبلدكم بحسن أداء العمل والتميز فيه فوطنكم يحتاج إلى عقولكم كما يحتاج إلى سواعدكم الفتيّة
- الأنصاري: الجامعة مجمع للعلماء والباحثين ومكان لتعايش العقول والأفكار ومصدر للطاقات البشرية المتخصصة والمثقفة
- الخريجون: نجدد العهد لوطننا الغالي وما اكتسبناه من علم ومعرفة سنترجمه إلى عمل بنّاء وعزيمة قوية
آلاء خليفة
تحت رعاية سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ممثلا لسموه، أقيم مساء امس في الستاد الرياضي بالحرم الجامعي بالشويخ حفل التخرج السنوي الموحد لخريجي جامعة الكويت الدفعة السادسة والأربعون للعام الأكاديمي 2015 ـ 2016.
وصل موكب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ممثلا عن سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد، مكان الحفل الساعة 6:30 مساء، حيث استقبل سموه بكل حفاوة وترحيب من قبل اللجنة العليا للاستقبال برئاسة وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د.محمد الفارس، ومدير جامعة الكويت د.حسين الأنصاري، وأمين عام الجامعة بالإنابة د.آدم الملا، ونواب المدير، والأمناء المساعدين.
وشهد الحفل رئيس مجلس الأمة بالإنابة عيسى الكندري، وعدد من الوزراء، والسفراء، وكبار الشيوخ، وجمع غفير من أهالي الخريجين.
بدأ الحفل بالسلام الوطني، ثم تلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم ثم ألقى سمو رئيس مجلس الوزراء كلمة راعي الحفل سمو نائب الأمير وولي العهد، قال فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) صدق الله العظيم.
وأضاف المبارك: أبناؤنا وبناتنا الأعزاء، يشرفني في مستهل كلمتي ممثلا لسمو نائب الأمير وولي العهد في احتفالنا هذا أن أنقل لكم تحيات وتهاني وتبريكات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، مقرونة بخالص التمنيات بمناسبة الاحتفاء بتخرجكم للعام الجامعي 2015/2016».
وأضاف سموه قائلا: «وإنه لمن دواعي سرورنا ونحن نحتفي بتخرج نخبة من أبنائنا لهذا العام الذي يواكب احتفالاتنا باليوبيل الذهبي للجامعة ومرور خمسين عاما على إنشاء هذا الصرح العلمي الرائد جامعة الخير والعراقة جامعة الكويت، أن أعبر لأبنائي الخريجين عن خالص التهاني القلبية بمشاعر تفيض فخرا واعتزازا لما بذلوه من جهود حثيثة طوال سنوات الدراسة والتي أثـمرت جدارة واستحقاق هذه الكوكبة التي نالت أرفع الدرجات. ولأولياء الأمور الكرام النبراس الذي يضيء الطريق لأبنائهم بارك الله مساعيكم ونهجكم وأقر عيونكم بأبنائكم سائلين الله تعالى لكم خير الثواب والجزاء».
وأضاف سموه قائلا: «لا يفوتني في هذا المقام إلا أن أوجه خالص الشكر إلى د.محمد الفارس وزير التربية ووزير التعليم العالي، ود.حسين الأنصاري مدير الجامعة والاخوة الكرام أعضاء هيئة التدريس الذين كانوا رافدا علميا ثريا ينهل منه أبناؤنا الطلاب والطالبات مقدرين جهودهم الخيرة وعطاءاتهم النبيلة التي تثمر إنـجازا كل عام».
العلم والمعرفة
وتوجه سموه مخاطباً أبناءه الخريجين والخريجات قائلا: «أرى فيكم اليوم مستقبلا مشرقا نتطلع إليه جميعا فاجعلوا من العلم سراجا ينير لكم الطريق فلا شك أن أكبر مكسب يحصل عليه الوطن هو دخول أبنائه الخريجين معترك الحياة متسلحين بالعلم والمعرفة ليقوموا بدورهم الفاعل والإيجابي في خدمة وطنهم ومواكبة العالم فيما وصل إليه من تقدم ونحن قادرون بإذن الله على أن نشارك في كل المجالات لما لدينا من كفاءات علمية وطاقات خلاقة أسهمت في إبراز الوجه المشرق لوطننا على كل الأصعدة».
وأضاف سموه: أبنائي وبناتي، ونحن نعيش هذه الأجواء السعيدة التي ازدانت وتوجت بتخرجكم وأنتم ترفلون في ثياب الفرحة فإنني أشد على أيديكم وأدعوكم لبذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل وطننا العزيز الذي لم يدخر وسعا ولم يأل جهدا لرعايتكم ودعمكم والذي من أهم أولوياته في هذه المرحلة ان تبدأوا حياتكم العملية وتشاركوا في مسيرة التنمية والبناء متحملين تبعات العمل ومسؤولياته بكل أمانة وإخلاص، محافظين على مكتسبات الوطن وقيمنا الأصيلة مسترشدين في ذلك بما ورثناه عن الآباء والأجداد من عادات وتقاليد وأخلاق كريمة فكونوا أبنائي خير خلف لخير سلف.
وفي ختام كلمته، قال سموه: أسأل المولى جلت قدرته أن يهيئ لأبنائي الخريجين مستقبلا باهرا وحياة عملية ناجحة وأن يديم على كويتنا الغالية وحدة صفوفها وتآلف قلوبها والمزيد من التقدم والازدهار في ظل توجيهات قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا صاحب السمو الأمير ذخرا للبلاد وقائدا للعمل الإنساني، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
50 عاماً والدفعة 46
وبدوره، قال وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. محمد الفارس: نلتقي اليوم برعاية كريمة من ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لهذا الحفل، وبحضور كريم من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، لنحتفل جميعاً بتكريم كوكبة من خريجي جامعة الكويت الدفعة السادسة والأربعين للعام الأكاديمي 2015/2016.
وتابع د.الفارس قائلا: وتتزامن هذه المناسبة السارة باحتفال جامعة الكويت باليوبيل الذهبي، بمرور خمسين عاما على إنشاء هذه الجامعة الفتية، بعد مراحل عدة مرت على إنشائها، وبعد دراسات مختلفة قدمت بشأن تشكيلها بصورتها التي ظهرت عليها، وبعد عمل شاق تحمله أبناء الجيل الماضي من أساتذة الجامعة حتى تظهر الجامعة بالصورة اللائقة، متبعة في ذلك الأطر والأعراف الأكاديمية المتعارف عليها دوليا.
وأضاف د. الفارس قائلا: انه لشرف عظيم أن تكون بين أبنائكم الخريجين تشاركهم فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة، وهو بلا شك سيكون دافعاً لهم للعمل بهمة ونشاط لاستكمال ما انتهوا إليه بالتخرج، إما باستكمال الدراسات العليا أو بالمشاركة في بناء الوطن العزيز وذلك بالالتحاق بالعمل الوطني وتنمية البلاد والاهتمام بالتطوير والتحديث لبنيته، سواء كان هذا الالتحاق بالعمل الحكومي أو الأهلي، فكلا العملين يصبان في مصلحة الوطن.
سنغافورة والتعليم
وأردف د. الفارس قائلا: إنما تبنى الأوطان بالعلم، ويرفع قدرها بالعلماء فما تطورت دولة كسنغافورة إلا بعد أن وضعت جل اهتمامها في التعليم، وحرصت على أن تكون النسبة الكبرى في ميزانياتها موجهة إلى التعليم، وما أحوجنا إلى أن نضع ذلك في اعتبارنا إذا أردنا لبلدنا التطور والنمو وزيادة الدخل القومي.
وفي كلمته، توجه د. الفارس لأبنائه وبناته الخريجين والخريجات مهنئا إياهم بما حققوه من نجاح، قائلا: «لقد حققتم الهدف الذي وضعتموه نصب أعينكم وها أنتم الآن تحصدون ثمر ما زرعتم فسعدت بكم قلوب أولياء أموركم، فهنيئاً لكم هذه النتيجة وهذا النجاح، إن الواجب الوطني يحتم عليكم أن تبادروا إلى رد الجميل لبلدكم بحسن أداء العمل والتميز فيه، فوطنكم يحتاج إلى عقولكم كما يحتاج إلى سواعدكم الفتية لنبني معاً كويتنا الحبيبة تحت رعاية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي عهده الشيخ نواف الأحمد، وسندهما الأمين رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، جعلهم الله جميعاً ذخراً لهذا البلد العزيز».
الدكتوراه الفخرية
من جانبه، قال مدير جامعة الكويت د.حسين الأنصاري: يسعدني باسم الأسرة الجامعية، هيئة تدريسية وطلبة وعاملين، أن أرحب بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في رحاب جامعة الكويت، وأن أتقدم لسموكم بخالص الشكر والتقدير على تشريفكم للجامعة، وتواجدكم معنا لتكريم أبنائكم الخريجين والخريجات، كما يسرني أن يلتقي هذا الجمع الطيب من ضيوفنا الكرام في رحاب الجامعة ليشاركونا فرحتنا في هذا اليوم المبارك، فلكم منا جميعا جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله كل خير.
وتابع قائلا: بالأمس القريب سجل التاريخ لحظات خالدة ستظل محفورة في الذاكرة، ذلك اليوم التاريخي الأغر الذي شهدته جامعة الكويت حين توجت احتفالها بذكرى مرور خمسين عاما على إنشائها بتشرفها بمنح صاحب السمو الأمير الدكتوراه الفخرية، لما حققه سموه من إنجازات ودور بارز ومؤثر في الحياة الكويتية والإسلامية والدولية، كما احتفلت الجامعة باليوبيل الذهبي لإنشائها، وهو احتفال بتاريخ حافل من الإنجازات الكثيرة التي حققتها الجامعة على مدى خمسة عقود في مختلف المجالات.
وأردف الأنصاري قائلا: إن الجامعة مجمع للعلماء والباحثين ومنتدى لأهل الحقيقة ومكان لتعايش العقول والأفكار، ومصدر للطاقات البشرية المتخصصة والمثقفة، وما احتفالنا اليوم إلا لتقديم فئة من الشباب المتعلم الناضج والواعي للعمل في مختلف المواقع بدولتنا الحبيبة.
كلمة الخريجين
بدوره، ألقى الخريج د.علي صفر كلمة الخريجين، قال فيها: يسعدني اليوم في رحاب جامعتنا الحبيبة أن أنقل لكم تحية عرفان وتقدير على تشريفكم حفلنا هذا لتكريم أبنائكم خريجي جامعة الكويت فالشكر والتقدير إلى سموكم الكريم وإلى رعايتكم الأبوية لشباب الكويت وحضوركم الكريم.
وأضاف صفر: اليوم نجدد العهد لوطننا الغالي بأن نقدم كل ما نملك من العلم والمعرفة التي اكتسبناها في رحاب جامعتنا الحبيبة إلى وطننا العزيز وأن نترجم هذا الحب إلى عمل بناء وعزيمة قوية لبناء نهضة وطننا الغالي، إن حبنا للكويت سنترجمه إلى أفعال في حياتنا العملية إن شاء الله حتى نسهم في نهضة الكويت ورقيها من أجل أن تكون بلادنا منارة للعلم والعلماء ومقصدا للباحثين عن المعرفة والنور.