دارين العلي
في خطوة إنسانية متميزة، تهدف إلى زرع البسمة الأخيرة على وجوه المرضى الميؤوس من علاجهم والواقفين على مشارف الحياة الأخرى، تسعى شركة «زين» الرائدة في عالم الاتصالات بالتعاون مع جمعية سوروبتمست، ومؤسسة «سند» الخيرية، لتسليط الضوء على واحدة من القضايا الإنسانية والاجتماعية المهمة، ألا وهي العناية التلطيفية للمرضى الذين لا أمل لهم في الشفاء وقد أصبحوا في مراحل المرض الأخيرة.
وتترجم هذه الخطوة مساء اليوم عبر أمسية غنائية سيحييها عازف العود الشهير شربل روحانا في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وتستهدف نشر وترويج التوعية بالعناية التلطيفية ورعاية المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة طويلة الأمد والأمراض المستعصية، والذين لا أمل لهم في الشفاء.
ومن خلال هذا النشاط تسعى «زين» والمتعاونون معها إلى لفت أنظار المجتمع إلى الهدف الأساسي من العناية التلطيفية، وهو صون كرامة المرضى والإصرار على حقهم بمنحهم حياة كريمة بين أهلهم وأحبائهم، وذلك عبر الموسيقى، اللغة المفهومة والمحببة لدى مختلف الانماط الاجتماعية.
«الانباء» زارت شركة «زين» قبيل الحفل المرتقب اليوم، والتقت بالفنان شربل روحانا الذي أدلى بدلوه من المشاعر الانسانية بأسلوب فني غنائي راق طغى على أجواء اللقاء الذي فيما يلي تفاصيله:
بداية كيف يقدم شربل روحانا نفسه للجمهور الكويتي؟
٭ التعريف الأحب إلى قلبي هو «موسيقي» مع أني عملت بالأغنية وما زلت الا انني بدأت كموسيقي وعازف عود ومدرس وما زلت ايضا ولكني بشكل مواز كاتب للأغنية وملحن، لذلك يمكن القول بأنني تجربة ممزوجة مع بعضها بعضا بين العزف والغناء، أما المهم في الأمر فأن ننتقل وننقل الجمهور معنا الى عالم مرتفع في خلال ساعة ونصف الساعة من الزمن يحضر فيها الجمهور ليسمعني ولديه من المشاكل ما لديه ومهمتي أن أفعل ما بوسعي لأخرجه منها في هذا الوقت، اذن التجربة الفنية شاملة وإنسانية لدينا.
وهل هي الزيارة الأولى للكويت؟
٭ بالطبع ليست الزيارة الأولى للكويت وتواجدت هنا لعدة مرات منذ فترة ليست بعيدة وغنيت بعدة مناسبات، أما حاليا فوجودي هنا بناء على تعاوني مع جمعية سند اللبنانية التي تعنى بالعناية التلطيفية للمرضى أصحاب الأمراض المستعصية لمساعدتهم على الرحيل بهدوء ومساعدة ذويهم على التعامل مع الأمر، وقد أثر بي هذا الأمر الإنساني حيث عملت معهم وشاركت في حفل خاص بالجمعية ثم قمت بتنفيذ أغنية خاصة بهم وفيديو كليب سينشر الشهر المقبل وزيارتي الى الكويت حاليا تأتي ضمن هذا العمل الإنساني الذي يتم بالتنسيق مع جمعية سبوروبتمست التي لديها اهداف مماثلة بالتعاون مع شركة زين الرائدة في مجال العمل الاجتماعي والإنساني ايضا، ولي الفخر بأن أكمل في مجال نشر المبادئ التي تسعى لها هذه الجمعيات وان يكون عودي وصوتي وموسيقاي وسيلة في هذا الاطار
قلت انك غنيت في الكويت سابقا، فكيف كان التفاعل مع ما تقدمه وكيف تتوقع أن تكون الأمسية الغنائية المقبلة؟
٭ في كل مرة قدمنا فيها كان هناك تجاوب جميل، أنا حقيقة لا أعرف الى أي مدى يعرفني الجمهور الكويتي، ولكنني في كل مرة حضرت فيها كنت أقدم ما أملك من كل قلبي وكان إحساسي يصل للجمهور، والتحدي الحقيقي هو عندما أستطيع أن أؤثر في أشخاص لا يعرفون شربل روحانا ولكنهم حضروا الحفل لسبب ما وبعد الـ 10 دقائق الاولى بدأوا يستمتعون ويتفاعلون مع الأغنية ويعيشون معها، وهذا هو الربح الحقيقي بالنسبة لي.
وماذا يعني لك أن تغني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أحد أبرز دور الأوبرا في المنطقة؟
٭ صراحة دار الأوبرا الكويتية رائعة بكل معنى الكلمة فبالإضافة الى القيمة الثقافية، فإن القيمة الجمالية والفن المعماري والهندسي للمبنى متميز جدا، وتتملكني فرحة وأنتظر بشوق مقابلة جمهور هذه الدار المتميزة، وأتمنى أن تستمر الكويت في الازدهار من خلال هذا الصرح الكبير.
هل لك تجارب في الأعمال الموسيقية الخليجية؟ وكيف تجد الفن والموسيقى الكويتية؟
٭ للموسيقى الكويتية والخليجية بشكل عام نكهة خاصة تختلف عن غيرها وتترك بصمتها على كل الساحة العربية خصوصا بإيقاعاتها ومزاجها اللحني، لا أعتبر نفسي ملما كثيرا، لكن أتأثر دون أن أدري أو دون أن أكون متخصصا، وبحكم ترددي الدائم إلى دول الخليج وعلاقاتي مع الموسيقيين فيه يصلني هذا المزاج الفني المتميز والخاص.
الأغنية التي يقدمها روحانا تختلف عن أغاني اليوم، فكيف تصفها؟ وهل ترى أنها وجدت طريقها الى قلوب وعقول الناس؟
٭ نعم هي أغنية مختلفة، لكنها مضافة إلى ملايين الاغاني الموجودة في الوطن العربي وهذا دليل غنى، وأنا لا أسمي ما أقدمه أغنية بديلة إنما مضافة لما هو موجود، ولكن بالطبع انتشار الأغاني التي أكتبها وألحنها وأؤديها ليس بنفس حجم الانتشار للأغاني المدعومة من شركات إنتاج كبرى، ولكنني بت متأكدا أن كل من سمع أغنياتي واطلع على تجربتي الموسيقية أصبح من المتابعين لي، وطبعا أتمنى أن تتسع شريحة المحبين للفن الذي أؤديه وتصبح أغنياتي على ألسنة عدد أكبر من الجمهور.
قدمت الأغنية لأجل الفن والموسيقى وقدمتها لأجل العمل الإنساني، فهل هناك من اختلاف ما بين الحالتين؟
٭ أنا عادة ما أحرص على أن يكون هناك موضوع مهم أو رسالة وراء أي عمل فني أقوم به، خاصة فيما يتعلق بكلام الأغاني، فتناول المواضيع الانسانية أو الاجتماعية مثلا لا يكون بالكلام فقط، بل يحمل معنى يشعر معه كل من يسمع الأغنية بأنها تتحدث عنه، لأن أغنياتي عادة ما تكون مستمدة من واقع التجارب، وربما كانت انطلاقتي من المجتمع اللبناني، إلا أنها تمددت نحو المجتمعات العربية وغير العربية.
تتمنى أن يصل فنك الى شريحة أكبر من الجمهور، ما العائق الذي يقف أمام هذا النوع من الفن؟
٭ الأغنية لا تقتصر اليوم على النص واللحن والتوزيع والتسجيل، وهذه أمور مكلفة أيضا، ولكن لا يساوي شيئا أمام جعل هذه الأغنية منتشرة وناجحة، فوسائل الاعلام والنشر تحتاج الى مقابل لتقوم بالنشر، ومن يستطيع أن يدفع المقابل هي الشركات الكبرى، بالنسبة لي لدي دائما فرح داخلي عندما أقوم بالكتابة والتلحين، وأعلم أنني أصل الى شريحة واسعة في المجتمع، لكن يبقى هناك نقص تجاه بعض الأغاني التي أدرك أنها لو كان مقدرا لها أن تصل الى عدد أكبر من الجمهور فإنها ستحظى بحبهم، إذا ما ينقص هو ذاك الجسر الذي يسمى دعاية وإنتاج، وأتمنى يوما ما أن تتوافر هذه الوسيلة.
هذا يعني أنك مؤمن بالفن الذي تقدمه ولكن ينقصك من يدعمه؟
٭ نعم بدون دعم سيصل الفنان ولكن بعد جهد وتعب أو كحركة السلحفاة، ولكن في ظل تقدم وسائل التواصل الاجتماعي اليوم فهناك اختصار كبير للمسافة الا ان ذلك أيضا يحتاج للداعم الذي يؤمن ويقتنع ويحب ما أقوم به من أعمال موسيقية، خصوصا أنني في الوقت نفسه لست من النوع الذي أقدم الكثير من التنازلات من ناحية اللحن والكلام حتى تصبح كما الموجود في الساحة بل أفضل أن أبقى كما أشتهي وأتميز على طريقتي وأقدم الفن الذي أحب.
وانت قادم من مجتمع لبناني متنوع، إلى أي مدى ساعدك في توجهك الفني ونوع الاغنية والكلام الذي تؤديه؟
٭ لبنان رغم صغره فهو غني بتياراته الفنية المختلفة، فبلدي بلد نشيط لا يموت بل يقام فنيا في عز الحرب، نقيم الحفلات والمهرجانات، وكان ومازال محط أنظار الكثير من البلدان وهذا الغنى والتنوع من المؤكد أن يؤثر على توجهاتي ويحدد خياراتي، فأنا ابن بيئتي وملتصق بشكل أو بآخر شئت أو أبيت بهذه البيئة التي تربيت بها، وربما بهذا أكون مقنعا وأكثر مصداقية.
نعلم أيضا بأنك مدرس موسيقى في المعهد الوطني العالي للفنون في لبنان فلو تحدثنا قليلا عن الفارق بين شربل روحانا الفنان والملحن وبين مدرس الموسيقى؟
٭ كنت أفضل لراحتي الشخصية أن أختار واحدا من الاثنين إما معلما أو ملحنا ومغنيا، ولكن ظروفي فرضت غير ذلك واعتدت أن أفعل كل شيء مخالفا المقولة السائدة بأن الرجل لا يعرف القيام بأمرين معا، وقد بدأت منذ العشرينيات بالجو الاكاديمي وكذلك بالعزف والتلحين والغناء وأعرف حقيقة المعرفة ما هو الجهد المبذول في كلتا الحالتين، خصوصا أنني حضرت على مدى 8 سنوات منهجا دراسيا خاصا لآلة العود وفي الوقت نفسه كتبت الأغاني ولحنتها وغنيتها، وأيقنت أن المهمة الأكاديمية أصعب بكثير لما فيها من مسؤولية كبيرة اذ تتعامل مع طلبة وتنشئ جيلا أكاديميا وتتعامل مع مجتمع محللين من الاساتذة والمتخصصين، بينما في الغناء هناك حرية أكثر لأن المتلقي يمكن أن يتقبلك أو لا وينتهي الأمر.
كلمة أخيرة.
٭ هي أنني كلما اشتقت للكويت أحضر سواء بدعوة شخصية أو دعوة عمل وأتمنى أن تتوج أمسية اليوم بالنجاح ونستطيع أن ننتقل من خلالها إلى فضاءات مرتفعة.
عضو جمعية «سوروبتمست» لدعم المرأة د. إيمان البصيري: مشاركة «زين» في شهر العناية التلطيفية تنبع من توجهاتها الخيرية
عضو جمعية «سوروبتمست» استشارية الغدد والسكر في مستشفى مبارك د. إيمان البصيري شاركت في اللقاء حيث ألقت الضوء على التعاون الثلاثي مع شركة زين وجمعية «سند»، فلفتت الى أن شركة زين معروفة بمشاركتها في الخدمات الاجتماعية والخيرية ومن هذا المنطلق تم الاتفاق معها للمشاركة في أنشطة الشهر الخاص بالتعريف بالعناية التلطيفية الذي تنظمه الجمعية.
ولفتت الى ان شركة «زين» رحبت بذلك أكبر ترحيب إذ يتوافق مع توجهاتها الاجتماعية، مشيرة الى دعوة الفنان شربل روحانا لإحياء هذه الامسية حيث يعود لتعاونه مع جمعية سند ولتفانيه في إصدار الأغاني التي تحمل الطابع الانساني والتي تتعاطف مع من يحتاجون لهذا النوع من العلاج وكان لصوته الأثر الكبير في نفسية هؤلاء المرضى، مؤكدة أن الهدف هو إشراك المجتمع بهذا الحدث من خلال صوت هذا الفنان المتميز.
وعن جمعية «سوروبتمست» قالت إنها جمعية تطوعية عالمية تحمل هذا الاسم المستمد من اللغة اللاتينية «سورو» وتعني المرأة و«روبتمست» تعني الأفضل أي أن دورها هو تقديم حياة أفضل للنساء والفتيات، وقد تأسست الجمعية في كاليفورنيا عام 1921 وفي العام 2015 تم تأسيس فرع لها في الكويت بعد موافقة الجمعية العالمية على منحها الامتياز ضمن 130دولة عضوا حول العالم والامارات والكويت هما الدولتان الوحيدتان من الشرق الأوسط، مشيرة الى أنها تعنى برفع مستوى المرأة في عدة مجالات منها الصحة والبيئة والاقتصاد والمجتمع وغيرها، وفيها حاليا 52 عضوا من أصحاب المهن، كما أن الجمعية أشهرت محليا منذ عدة أشهر.
ولفتت البصيري إلى أن الجمعية قد نفذت العديد من الانشطة منها التوعية بمرض التلاسيميا ووجوب إجراء الفحص قبل الزواج لتجنب انتقال المرض للأبناء، وكذلك ورش عمل حول العنف ضد المرأة والطفل، حيث تم وضع خطط حول تلافي هذا الامر، كما أن هناك عددا من البرامج المستقبلية البيئية ودعم الفتيات واعداد برامج لهن للدفاع عن النفس وغيرها.
وحول النشاط الحالي للجمعية قالت البصيري إن هذا الشهر هو شهر العناية التلطيفية فقد ارتأت الجمعية العمل على نشر الوعي بين الناس عن هذه الخدمة وهي متوافرة في الكويت عبر مركز العناية التلطيفية الذي انشئ عام 2011 في منطقة الصباح الطبية وهو الوحيد المستقل في العالم والأكبر في الشرق الاوسط إذ قدرته الاستيعابية تبلغ 92 سريرا وهو تابع لوزارة الصحة وتحول إليه الحالات المستعصية في المستشفيات وخصوصا من مستشفى مكي جمعة إذ تقدم لهم الخدمة بطريقة روحانية وتراعي احساس المريض وشعوره في المرحلة الأخيرة من حياته.
وأوضحت أنه في هذا السياق تتعاون مع جمعية سند اللبنانية المتخصصة بالعناية التلطيفية في المنازل وكذلك مع بيت عبدالله وذلك عبر حلقة مناقشة متخصصة في مجال العناية التلطيفية بهدف زيادة التوعية حتى للطاقم الطبي للتواصل مع هذه الجهات لخدمة المجتمع.
ودعت البصيري جميع المهتمين بنشاط الجمعية وعملها التواصل معها عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الالكتروني الخاص بها وتقديم طلبات العضوية للانضمام لها.
ما الرعاية التلطيفية؟
الرعاية التلطيفية هي نهج يهدف إلى تحسين نوعية وجودة حياة المرضى الذين يواجهون حالات مرضية ميؤوس من شفائها وحياة أسرهم ايضا، وتركز الرعاية التلطيفية على الوقاية والتخفيف من المعاناة من خلال الرصد والتقييم المبكرين إلى جانب معالجة الآلام وغيرها من المشاكل سواء كانت بدنية أو نفسية أو روحية.
وتتألف فرق الرعاية التلطيفية عادة من أعضاء متعددي الاختصاصات، ويتألف كل فريق من أطباء واختصاصيي تمريض ومعالجين نفسيين، وقد تشمل أيضا أخصائيين اجتماعيين واختصاصيي تغذية معتمدين وصيادلة، ويتعاون جميع أعضاء فريق الرعاية التلطيفية معا من أجل تنسيق الرعاية والدعم اللذين يتم تقديمهما إلى كل من المريض وأفراد أسرته.
شربل روحانا في سطور
هو عازف وملحن ومغن لبناني شهير، ينسب إليه الفضل في ابتكار طريقة جديدة للعزف على آلة العود، حصل في العام 1986 على دبلوم في العزف على آلة العود، وحصل أيضا في العام 1987 على ماجستير في العلوم الموسيقية من جامعة الروح القدس في الكسليك، وقد سبق له أن عزف إلى جانب العديد من الفنانين العرب داخل لبنان وخارجه، وكان من بينهم فيروز وماجدة الرومي وجوليا بطرس ومارسيل خليفة.
وقد تلقى شربل روحانا العديد من الجوائز التكريمية، بما في ذلك جائزة هيرايام اليابانية، وجائزة «موريكس»، وخلال الفترة بين العامين 2002 - 2006، عمل شربل كأستاذ لتعليم آلة العود في معهد العلوم الموسيقية بجامعة الروح القدس وفي المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) في لبنان، كما أنه أصدر حتى الآن أكثر من 10 ألبومات وقام بجولات على نطاق واسع بموسيقاه حول العالم.