الأقصر ـ هناء السيد
لليوم الثاني على التوالي وضمن أنشطة مهرجان أيام كويتية في مصر والذي عقد تحت رعاية كل من سفارتنا بالقاهرة ووزارة الإعلام الكويتية عقدت ندوة تحت عنوان «التعاون الأثري المصري الكويتي واقع وآمال»، حيث شارك في الندوة كل من د.صبري عبدالعزيز رئيس قطاع الآثار المصرية ود.فهد الوهيبي أستاذ التاريخ وأدار الندوة الكاتب الصحافي بدر الدين أدهم مدير تحرير الأخبار.
وذكر د.فهد الوهيبي الأستاذ بجامعة الكويت في ندوة «التعاون الأثري بين الكويت ومصر.. واقع وآمال»، وذلك ضمن أنشطة «أيام كويتية في مصر» والذي تستضيفه محافظة القصر حاليا، والتي أدارها الكاتب الصحافي بدر الدين أدهم أن العلاقات بين مصر والكويت ليست وليدة الحاضر ولكنها ترجع إلى العصر البرونزي أي منذ عام 2000ق.م عندما صنع سكان «جزيرة فيلكا» في الكويت جعرانا صغيرا من حجر «الأستيتيايت» مقلدا الجعران المصري والمنتشر في العالم القديم خلال تلك الفترة. ويبدو أن النحات صنع هذا الجعران على أرض الكويت متلمسا الروح التي تجمع بين الشعبين الكويتي والمصري.
واستعرض الوهيبي خلال الندوة أوجه التعاون في مجال الآثار حيث لفت إلى ان قانون الآثار الكويتي استوحي من روح القانون المصري ويرجح أن المرحوم عبد الرزاق السنهوري وضع قانون الآثار في الكويت وراعى فيه المحافظة على كل أجزاء التراث الثقافي الكويتي.
وأشار إلى أن البلدين وقعا العديد من الاتفاقيات الثقافية المشتركة منها اتفاقية عام 1993 والتي تنص على تبادل الخبرات والزيارات وإقامة المعارض والدورات التدريبية لتعزيز التعاون الأثري بين الجانبين، كما شارك مدراء إدارة الآثار في الكويت في العديد من المؤتمرات التي عقدت في مصر ومنها مؤتمر الآثار الغارقة في الإسكندرية واجتماعات رؤساء الهيئات الأسرية للبلاد العربية، كما ساندت الكويت مصر في المؤتمر الديبلوماسي بروما عام 1995 لتبني مسودة مشروع الممتلكات المسروقة والمواد الثقافية المصدرة بشكل غير قانوني. ولفت الوهيبي إلى أن دار الآثار الاسلامية بالكويت كونت أول بعثة عربية للتنقيب عن الآثار الإسلامية في مصر أشرفت عليها وترأستها الشيخة حصة الصباح بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، كما شاركت الكويت في التنقيب عن آثار مدينة «البهنسا» في محافظة الشرقية خلال الفترة من 85 وحتى 87، واكتشفت خلالها أقدم مقبرة في مصر وترجع إلى عام 245 قبل الميلاد، وأكثر من 200 قطعة من العملات الذهبية بالإضافة إلى مجموعة من الخزف والفخار، كما ساهمت الكويت من خلال صندوق التنمية في ترميم «بيت السحيمي» و«الدرب الأصفر».
وأشاد الوهيبي بجهود الخبراء المصريين الذين عملوا لسنوات طويلة في متحف الكويت الوطني ونقلوا لأشقائهم الكويتيين خبراتهم في مجال تسجيل الآثار وتصنيفها وتصويرها والمحافظة عليها في مخازن المتحف قبل الغزو العراقي الغاشم.
وكشف عن أن 25% من الآثار الكويتية التي نهبها الاحتلال العراقي من المتحف لم تتم استعادتها حتى الآن ولا يعلم أحد مكانها مرجحا أن تكون هذه الآثار قد تسربت للأسواق العالمية، لافتا إلى أن الكويت لن تتنازل عنها خاصة أنها موثقه بأدلة ومستندات تثبت ملكيتها لها. وأكد أنه لا توجد أي آثار كويتية في الخارج وأن إعارة بعض هذه القطع للجامعات للدراسة والبحث تتم إعادتها مرة أخرى، وأشار رئيس قطاع الآثار المصرية بالهيئة العامة للآثار د.صبري عبدالعزيز إلى أن العلاقات المصرية قوية منذ زمن بعيد ويكفي اختلاط الدماء المصرية والكويتية في حرب أكتوبر.
وأكد عبدالعزيز ان مصر شهدت في الفترة الأخيرة طفرة في تدريب عدد كبير من رجال الآثار حتى ان العمل في طريق الكباش بمحافظة الأقصر لا يوجد به اي خبراء أجانب انما الاعتماد الكلي على رجال الآثار المصرية. وأضاف عبدالعزيز ان الهيئة العامة للآثار قد أنشئت عام 2000 مدرسة أثرية للحفائر يتم فيها تدريب الكوادر المصرية في مجال ترميم الآثار والكشف عنها ويوجد الآن أكثر من 300 اثري مصري يتمتعون بالخبرة والتدريب اللازم.
ودعا عبدالعزيز الكويت الى ارسال 5 من كوادرها ليتدربوا في هذه المدرسة ليكونوا نواة لمدرسة كويتية يتم فيها تدريب الأثريين الكويتيين على البحث والتنقيب على الآثار. وأشار إلى اقتراح بإنشاء معهد ترميم اثري عربي أفريقي ويكون مقره في القلعة بالقاهرة ذلك بعد انشاء معهد ترميم في دولة البحرين، وأكد عبدالعزيز على أن مصر أصبحت لها خبرة كبيرة في مجال حماية الآثار في المياه تحت السطحية والمنتشرة في دول الخليج العربي وأصبحت مصر خبيرة في علاج مشكلة المياه الجوفية والتي تؤثر على الآثار ولدينا خبرة سابقة في علاج مشكلة معبد «هيبس» كما لدينا في جامعة القاهرة معهد حماية الآثار الذي ساعد بشكل كبير في حماية معبد هيبس. وفي نهاية الندوة قام سفيرنا د.رشيد الحمد بتسليم دروع التكريم لكل من أستاذ التاريخ بجامعة الكويت د.فهد الوهيبي ورئيس قطاع الآثار المصرية صبري عبدالعزيز والكاتب الصحافي عبده مباشر ومدير تحرير جريدة الأخبار بدر الدين ادهم ومراقب الآثار بالمجلس الوطني للثقافة والآداب والثقافة سلطان مطلق الدويش.
اقرأ ايضا:
«زين»: «كويتي وأفتخر» مشروع وطن ونموذج إبداعي للشباب
الحماد كرّم العاملين بقطاع المساجد: الإمام والخطيب يجب أن ينزل إلى واقع الناس وحياتهم المعاصرة
الرشيدي: «إنجاز» تدشن خدمة تصميم الكتاب داخلياً وخارجياً
جونز: «العلاقات العامة» قرّبت وجهات النظر بين المسلمين وواشنطن ونقلت صورة جيدة عن أميركا
فاطمة العلي: نعمل على تعريف الآخرين بما تمتلكه الكويت من مساحة الحرية
جهاز دراسة المشاريع التنموية ينظم مؤتمراً حول شراكة القطاعين العام والخاص الاثنين