- فريحة الأحمد: شريحة من الشباب تتأثر بوسائل الإعلام المنحرفة وتسيء معاملة الوالدين
- نجلاء النقي: إيجاد مناسبة أسرية للاحتفال أمر ضروري لتعميق العلاقات بين أفراد الأسرة
- نعيمة الحاي: نجاح أولادي في اكتساب قبول ورضا المجتمع أغلى هدية وفيه العز والفخر
- نجاة الحشاش: الكثيرون يحرصون على معايدة أمهاتهم من قبيل البر بهن وإظهار الحب لهن
- عائشة الرشيد: غريب انتشار ظاهرة التطاول على الأمهات ويجب تكريس القيم الإنسانية
رندى مرعي
«عيد الأم» مناسبة كغيرها من المناسبات التي باتت تأخذ حيزا اجتماعيا كبيرا في العالم وأصبح لتاريخ 21 مارس رموز وتحضيرات ونشاطات لم تكن موجودة من قبل. فأكثر ما كانت تتمناه الأم في عيدها او تتمناه هو ان يمن الله على أولادها بالصحة والعافية والنجاح والشهادات وحسن السلوك وغيرها من القيم التي تجعل من الأبناء عناصر فاعلين في المجتمع وان يكونوا محل احترام وتقدير في مراكزهم.ولكن مع تطور مفاهيم الأعياد والمناسبات في المجتمعات أصبحت التمنيات السابق ذكرها مرفقة بتمنيات أخرى تشمل الاحتفالات بالمناسبة وضرورة تذكر الأبناء هذا اليوم لتحظى الأم بفرصة الاشتراك مع أمهات العالم في ليلة احتفال، خاصة ان الأبناء في عصر التطور والعولمة والانشغالات الكثيرة ربما أصبحوا بحاجة الى قدر عال من التذكير بضرورة تخصيص يوم معين في السنة يرمز الى الوفاء لعطاءات الأم غير المتناهية. حتما من حق الأم على ابنائها تقديرها والبر بها طيلة أيام العام وبشكل متواصل إلا ان في مناسبة «عيد الأم» معنى آخر لهذا التقدير، فعلى الرغم من إجماع غالبية أمهات العالم على ان تقدير الأم لا يحتاج الى يوم محدد إلا ان تخصيص هذا اليوم يبعث في أنفسهن شعورا بالرضا ونوعا من انواع السعادة والفخر بأبنائهن الذين يتخذون من هذا اليوم مناسبة للتأكيد على الوفاء والحب للمرأة المعطاء وسبب العطاء والنجاح في حياتهم، حيث يكون كسب رضاها ودعواتها عوامل النجاح الرئيسية في حياة الأبناء. لا توجد أم في الدنيا لا تنتظر في يوم عيدها مبادرة حب ووفاء من أبنائها كما كانت تفعل بدورها تجاه والدتها، وهذا ما تؤكد عليه بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية:
حيث اكدت رئيسة اللجنة العليا لجائزة الام المثالية الشيخة فريحة الاحمد على ضرورة اعتبار عيد الأم عيدا للاسرة بكاملها، اذ ان الأم لا يمكن فصلها عن الاسرة فهي تعد الاسرة وتربي الابناء كما هو الحال مع الاب ايضا.
وقالت الشيخة فريحة ان الاحتفال بالأم والأب على حد سواء لا يرتبط بزمان معين وذلك لان هذا النوع من الاحتفالات يجب ان يكون نابعا من الاحساس بالحب وواجب رد الجميل لهؤلاء الاهل الذين يفنون اعمارهم في تربية الابناء وتأمين حياتهم.
أمر جديد
وتابعت الشيخة فريحة ان القيم المرتبطة بمناسبة عيد الأم لم تختلف كما كانت عليه في السابق وما هو الحال اليوم بل الامر الجديد الذي بتنا نلحظه بشكل اكبر هو وجود ظاهرة عقوق الوالدين حيث قد نرى شريحة من الشباب تتأثر بما ينشر في وسائل الاعلام وما يرونه عبر الانترنت من سوء معاملة للامهات وللاباء.
ولكن في المقابل هناك ايضا شريحة كبيرة اخرى من الشباب الذين يعتمدون في حياتهم على الوازع الديني وعلى القيم الاسلامية ويدركون مدى اهمية الام في الحياة وأهمية كسب رضاها.
واشارت الى مكانة الأم في الكويت التي كانت السباقة في ايجاد جائزة الأم المثالية والتي تدعمها القيادة السياسية وذلك للتشديد على اهمية مكانة الأم والاسرة في المجتمع.
واضافت ان الأم هي ركيزة المجتمع وهي العنصر الأهم في تأسيس المجتمعات والدليل على ذلك هو احتفال العالم بأسره بالأم المثالية مثل مصر وكوريا والمانيا.
صيغة مناسبة
كذلك الامر بالنسبة لمحامية الدولة في الفتوى والتشريع نجلاء النقي التي قالت ان عيد الام لا ينفصل عن عيد الاسرة، ويجب ان تكون الاخيرة هي تسمية المناسبة وذلك مراعاة لبعض الاسر التي فقدت امهاتها.
وقالت ان ايجاد مناسبة اسرية للاحتفال امر ضروري لتعميق العلاقات الاسرية فيما بين الابناء وافراد الاسرة الواحدة.
من جانب آخر تحدثت النقي عن التفنن الحاصل في هدايا عيد الأم من حيث تخصيص باقات زهور وحلويات ومجوهرات خاصة بالأم في عيدها وهذا الامر فيه كثير من المغالاة من حيث استغلال هذه المناسبة السامية في المجالات التجارية والاستفادة منها وشددت النقي على ان الأهم في هذه المناسبة هو صدق المشاعر والاحاسيس التي يقدمها الأبناء لأمهم في عيدها.
وقالت إن عدم البذخ والاسراف هو ما يحثنا عليه ديننا الاسلامي فالاعتدال في الأمور امر واجب علينا.
أما فيما يتعلق بطريقة احتفال ابنائها بها في عيد الأم، قالت النقي ان اجمل الهدايا التي تلقتها هي تلك التي كان ابناؤها يصنعونها في المدرسة كبطاقات المعايدة وغيرها من الاشغال اليدوية التي تنمي فكرة واهمية عيد الأم لدى الابناء.
واكدت ان الهدية، مهما كانت، حينما تكون من الابناء فهي حتما تحمل في ثناياها مشاعر عميقة وصادقة وفيها الكثير من التقدير للأم.
محل تقدير
أما الناشطة السياسية نعيمة الحاي فتقول إنه كما بات معروفا الأم لا تحتاج الى يوم محدد ليحتفى بها فهي يجب ان تكون دائما محل تقدير واهتمام من الابناء وذلك لما تقدمه في حياتها لأجلهم.
وأن يوم عيد الأم ما هو إلا ذكرى رمزية يستغلها الابناء ليتخلوا عن انشغالاتهم اليومية ويحرصوا على التجمع في بيت الأسرة ليكون ذلك نوعا من انواع التقدير للأم ولجهودها ولتكون ايضا مناسبة لزيادة التواصل بين افراد الاسرة تحت مظلة الأم. فعز الأم وفخرها، ترى الحاي، هو في نجاح ابنائها وراحتهم سعادتهم.
وعن احتفالها بعيد الأم قالت الحاي انه امر لابد منه وكما تحتفل مع اخوانها واخواتها بعيد الأم مع والدتها حتما تشعر بالرضا عند احتفال ابنائها بها في هذه المناسبة، مؤكدة ان نجاح اولادها وان يكونوا محل تقدير واحترام لدى الناس هو من اهم الهدايا التي قد تحصل عليها اي أم في العالم.
رمز قائم
بدورها قالت الناشطة السياسية نجاة الحشاش ان الاحتفال بعيد الأم رمز قائم منذ زمن بعيد وليس بأمر جديد على الناس. ولكن تختلف المعايير والمقاييس الاحتفالية المتبعة لدى الأبناء إذ أنه فيما مضى كان الأبناء يحرصون علي توفير ثمن هدية عيد الأم من مصروفهم الشخصي، وينتظرون المناسبة بفارغ الصبر ويجتمعون الأشقاء في هدية واحدة ليفاجئوا بها والدتهم ويبغوا فيها السرور في يوم كل الابناء حول العالم يحتفلون بوالداتهم.
وتابعت الحشاش: اليوم وفي ظل الانشغالات اليومية وعصر التطور والتكنولوجيا اصبحت هذه المناسبة مناسبة بر بالوالدين اكثر منها مناسبة عيد ام، حيث يحرص الابناء على معايدة الوالدة وتقديم الهدية من باب البر بالوالدين والتعبير عن الحب لهما اكثر منها لمعان سامية ورمزية.
اما عن ابنائها، فتقول الحشاش انهم يحرصون كل عام على تقديم هدية متجددة لها ويقيمون مفاجأة لها وينجحون في ذلك كل عام لأنها لا يمكن ان تتوقع ماذا ستكون الهدية او كيف سيكون الاحتفال بالمناسبة.
عقوق الوالدين
من جانبها، ترى الناشطة السياسية عائشة الرشيد ان الام ليست بحاجة ليوم 21 مارس للاحتفال بها، فهي بحاجة لما هو اكثر من ذلك، اذ ان الوفاء لها ولعطاءاتها لا يكفيها يوم واحد ولا يمكن تقديره حتى ان كان ذلك على مدار العام.
وشددت الرشيد على ضرورة الالتزام والتمسك بالشريعة الاسلامية التي تعتبر ان عقوق الوالدين يأتي بعد الشرك بالله، وما يثير الاستغراب هو انتشار ظاهرة التطاول على الامهات والعقوق بها، فكيف يمكن للابناء تجاهل المرأة التي حملت بهم 9 اشهر وسهرت الليالي تتألم لالمهم.
ورأت الرشيد انه يجب التشديد على تعليم الابناء القيم السامية التي تربت عليها الاجيال السابقة والتي ترسخ اهمية الام واهمية عطائها.
وقالت ان التعبير عن حب الام ليس بالتجارة بمناسبتها ولا بالهدايا الباهظة الثمن بل بالعمل بجد واجتهاد وفق الشريعة الاسلامية والقيم الاخلاقية.
مفاهيم تجارية
تحويل المناسبات والأعياد الى مفاهيم تجارية وربطها بمنتجات معينة اصبح امرا شائعا ولم يعد يقتصر على مناسبات معينة.
ففي السابق كان العيد الأكثر ارتباطا بالمفاهيم والمنتجات التجارية هو عيد الحب حيث نرى اللون الأحمر والرموز التي تشير للحب وغيرها منتشرة في كل مكان حول العالم.
وهذه الظاهرة اخذت تتوسع لتشمل كل الاعياد والمناسبات الدينية منها والاجتماعية بما فيها عيد الأم فهذه المناسبة لطالما كانت مناسبة لترسيخ القيم والمفاهيم الاسرية وتعزيز الروابط بين افراد الاسرة ورد ولو جزءا بسيطا للأم من جهودها وتعبها على ابنائها، غير اننا اليوم بتنا نرى هذه المناسبة حاضرة وبقوة في الاعلانات التجارية حيث هناك باقات زهور خاصة بالأم وهناك قوالب حلوى ومجوهرات حتى وان هذه المنظومة شملت معها عالم السيارات حيث ان هناك بعض الشركات خصت «ست الكل» بسيارة معينة في عيدها.
وهذه المناسبة اصبحت تجارية ليس فقط في الكويت بل في كل العالم وذلك لان الاسواق اصبحت تحمي نفسها من الكساد باستغلال المناسبات التي فيها موسم شراء.
وعلى الرغم من ان المشاعر العميقة والأحاسيس الصادقة هي اسمى هدية تحصل عليها الأم في عيدها إلا ان الأمر لا يخلو من الهدايا التي اصبحت محط اهتمام التجار والعلامات التجارية التي تسعى الى «تقدير الأم في عيدها».
واقرأ ايضاً:
البغلي خلال احتفال عيد الأم: انطلاق أنشطة جائزة الابن البار 15 أبريل
«كويتي وأفتخر» حمل «مشروع وطن» وحلّق في سماء أرض المعارض
شيخة العبدالله: مجموعة شباب الخير تعي احتياجات المعاقين
بورسلي: التقنيات الحديثة تساعد المعاق على التفاعل مع المجتمع
الزومان: تسلقت إيفرست في 60 يوماً والعزيمة والإصرار يجعلان المستحيل ممكناً
الصومال الآمن.. زيارة كويتية تاريخية إلى «بونت لاند»
العوضي لـ «الأنباء»: استعانتنا بالفرقة الأمنية لتنفيذ قرار حل «تعاونية القرين» كانت احتياطاً
توزيع 10 آلاف دينار جوائز في ختام مسابقة المولد النبوي الإلكترونية اليوم