يوسف غانم
تسـعى الأمم لتوطيد أسـس ومقومات وجودها من خـلال مجموعة من العوامل الرئيسـية كالأرض من خلال الحـدود الجغرافية للدول والاماكن التابعـة لهـا أو اللغـة التي تشـكل رابطا معنويـا قويا بين افـراد المجتمع وتمثـل همـزة الوصل بـين الاجيـال المتعاقبة وكذلـك السـلطة التي ترعى وتسـير امور المواطنـين من خلال الشـرعية التي تتمتع بهـا فتمثل الافراد فـي المحافل الخارجيـة وترعى مصالحهـم وتؤمن لهم الخدمـات من بنية تحتيـة او غيرها مـن الخدمـات الاساسـية كالتعليم والصحـة والحماية وتأمين الاسـتقرار المعيشـي من خلال توفير فرص العمل المناسـبة، وعبر الايام يترسـخ انتماء المواطن لوطنه ويصبح ولاؤه تماما لارضه وتتعمق صلاتـه بابنـاء بلـده باشـتراكه معهم فـي الافـراح والاتراح فيشـاركهم السـعادة بمناسـباتهم ويحزن لحزنهـم كونه عنصرا منهـم يعيش معهم ويقوى بقوتهم ويضعف بضعفهم، وعبر الزمن نشـأت ما تسمى بالتربية الوطنية لتعرف الناشئة من ابناء الوطن على تاريخ بلدهم وفضائل آبائهم باسلوب مبسط وشائق وتعرض بالشكل المناسب وامحبب بحيث تترسخ المعلومـة وتصبح منطلقا واساسـا لرابـط معنوي يربط الفـرد بمجتمعه وسرعان ما يتحول الى رابط مادي مع مرور الزمن وبتحول الشخص الى انسـان منتج فتزداد صلته بـالارض التي يعيش عليها ويترسـخ انتماؤه للبيئة التي نشـأ ونما فيها.
وحرصا من مركز البحوث والدراسات الكويتية على ان يكون له دوره الايجابي والملموس في المسـيرة التربوية ليسـهم من جانبـه بغرس الولاء والانتماء عند الناشـئة لهذا الوطن وترابه العزيز عمل رئيـس المركز د. يعقوب الغنيم على اصـدار مجموعة قصصية متميزة تحت عنوان «حديث الأمس للناشـئة» وهي ذات مضمون تاريخي وانسـاني يقدم للناشـئة من بلدنا احداث وطنهم التاريخية وذكريات آبائهم وما كانوا عليه مـن قيم الوفاء والتعـاون والترابط وغيـر ذلك ما مكنهم من حياة مسـتقرة رغم الظروف التي كانوا يعيشونها، وبالاضافة الى ما تحمله هذه المجموعة القصصية من قيم عربية واسـلامية وانسانية فانها ازدانت بصور تعبيرية آسرة للناشـئين، وبأسلوب عرض شائق وممتع وعلى نحو يغري بالاطلاع والافادة في تنمية اتجاهات ايحائية كالانتماء والولاء الى الوطن الحبيب.
باسلوبه المبسط والشائق عمل د. يعقوب الغنيم على ان تكون المجموعة القصصيـة مـن ثمانية اجـزاء تطرق في كل جـزء منها الى جانـب معين من كيـف عاش اهلنا حياتهـم وكيف واجهوا ّ جوانـب الحياة فـي الكويت، وبين الصعـاب وقسـوة وشـظف العيش، وكيـف كانوا مثـالا يحتذى فـي الوفاء والتعاون فيما بينهم فاحبهم الصديق وهابهم العدو.
تفاصيل الخبر في ملف ( pdf )