ندى أبونصر - لميس بلال
الأم هي التي تهب نفسها غير عابئة باختلاجاتها وتضحي بالكثير والكثير في سبيل ابنائها، وتعتبر سعادتها الحقيقية هي سعادتهم وفرحتها عندما تراهم يعيشون بآمال محققين ما يطمحون اليه. الأم هي التي تذبل كالوردة وهي راضية وتهتم بأدق التفاصيل في حياتنا وبنبضات قلوبنا وتعطي دون أن تنتظر منا أي مقابل لهذا العطاء. لا تنام الليل تثقل ذهنها بالتفكير دائما وتصل ليلها بنهارها بالدعاء والأمل من حنايا روحها وقلبها. صورها البعض بالحنان وصورها آخرون بالوجدان وصورتها الحياة بالتجدد والاستمرار وصورها الكثيرون بانها العطاء بأبهى صورة، فمن الذي أخطأ ومن الذي أصاب ومن هي الأم؟ ربما لم يخطئ أحد، بل على الاغلب لأنه في الحقيقة الامومة هي جميع تلك الاوصاف والمفاهيم النبيلة مجتمعة مع بعضها البعض. مع حلول هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جالت «الأنباء» لاستطلاع آراء السيدات وشعورهن في هذا اليوم وعن طريقة احتفالهن:
أكدت أم ضاري أن الأم أغلى شيء في الوجود ولا يوجد بديل لها ولا يوجد اي هدية في العالم تعطيها حقها وتفيها ما تبذل من تضحيات من اجل ابنائها، ويجب علينا ان نحتفل كل يوم بالأم ولا ننتظر يوما معينا لأنه قليل على الأم أن نحدد لها يوما لكي نبين لها عن مدى حبنا وتقديرنا لها.
غصة كبيرة
وتزيد: يجب ان يلغى هذا اليوم لأن هناك الكثير من الاشخاص الذين فقدوا امهاتهم ويشعرون في هذا اليوم بغصة كبيرة لأن أمهم ليست بجانبهم أو المرأة التي لم تنجب، فهي ايضا تشعر في هذا اليوم بجرح كبير لأنها ليس لديها من يناديها «ماما» أو يحتفل فيها بهذه المناسبة.
وتضيف انتصار عبدالله: يجب أن تكون هديتنا لأمهاتنا شيئا مميزا وغير تقليدي لكي لا يكون مثله مثل بقية المناسبات الاخرى، فيجب في مثل هذا اليوم ان نطرح فكرة جريئة كتطوير علاقاتنا داخل المنزل لكي تكون أساسا لعلاقة ودية وجميلة وتكون الدعامة الاساسية لتشكيل بيتنا حتى يسوده الحب والتفاهم وحتى يعبق بعطر المحبة والترابط ثم تخبرها بان هذه الفكرة هي من وحي تربيتها لنا، وان لها الفضل الكبير في انبثاقها في قلبنا النابض بحبها.
من جهتها، تقول عائشة المطيري: لا توجد فرحة تشعر بها الأم في هذا اليوم أكبر من فرحتها باجتماع ابنائها عندها للاحتفال مع بعضهم بعضا بهذه المناسبة، ولهذا يجب ان يكون هذا اليوم يوما مميزا نمحي فيه كل البغض من قلوبنا ونحل جميع مشاكلنا، سواء كانت كبيرة أو صغيرة ونلتف حولها متماسكين متحابين مترابطين لكي تشعر بأن ترابطنا نابع عن محبتنا ومحبتها لنا وحرصها علينا لأن فرحتها لن تكتمل أبدا اذا شعرت بان هناك أي زعل بين الاخوة ولن تعوضها أي هدية عن هذا الشعور بالحزن بأن أولادها ليسوا يدا واحدة أو انهم لا يحبون بعضهم بعضا.
نبض الحياة
وزادت فاطمة اشكناني ان الأم هي أغلى شيء في الوجود وهي نبض الحياة ونقول «الله لا يحرم احدا من أمه» لأن وجود الأم يلم شمل العائلة ويجعلها اكثر تماسكا وترابطا ويجب ألا ننتظر هذا اليوم لكن نحتفل بوالدتنا ونرد لها ولو جزءا بسيطا مما قدمته لنا بل يجب ان نشعرها دائما بمحبتنا وتقديرنا لما فعلته من أجلنا، وتضيف ان الهدايا لا تقاس بمال او ثمن مادي بل هدية بسيطة نقدمها بقلب صادق أفضل من كنوز الدنيا.
من جانبها اكدت ام مشاري ان الأمومة شيء عظيم وأجمل شيء في الوجود واكبر خسارة في الدنيا ان يفقد اي شخص امه لأنه لا يوجد حنان او عطاء يوازي عطاء الأم ومحبتها وعلى الرغم من ضرورة وجود الأب وان له حصة كبيرة من المحبة ولكن يبقى وضع الأم مختلفا لأن الأم هي التي تربي وتكبر وتسهر الليالي من اجل ابنائها.
وتضيف: صحيح ان الحنان يختلف من ام الى اخرى ونسبة العطاء ربما تختلف ولكن تظل الأم هي المنارة التي تضيء الطريق لأبنائها وتهديهم وتوصلهم الى بر الأمان وهي التي تخفف عنا عندما نشعر بأننا في ضيق وتبعث فينا الأمل وتوجهنا الى الطريق الصحيح دون اي مقابل او اي مصلحة.
أول عيد أم
اما سعاد الصالح فتقول: شعور رائع جدا وجميل عندما أصبحت أما، وهذا العيد أول عيد أم يمر علي بعد ولادتي وصحيح انني كنت احتفل كثيرا بعيد الأم وأعرف وأقدر أمي ولكن بعد ان أصبحت أما اصبحت أقدر أكثر معنى هذه الكلمة وكم هي شيء عظيم ونبيل وانا أنتظر بفارغ الصبر لكي أسمع ابنتي تناديني «ماما» لأنها أجمل كلمة في الوجود.
قوام الأسرة
أسرار الأنصاري تقول: اليوم عيد الأم الذي نريده ان يبقى دائما وان يكون الاحتفال به يوميا فحنان الأم لا يوازيه حنان لأنها الأصل والأساس والجذر.
بدعة
في المقابل، يقول يوسف محمد انه لم يكن يقدم لوالدته هدية في هذه المناسبة لأنه يراها بدعة، الا انه احس بحزن والدته، فقررت ان اهديها هدية رمزية كل عام، واعطيها لها قبل عيد الام بيوم ابتعادا عن البدعة.
وهو ما فعلته ايضا روان محمد والتي تقول انها حاولت عدة مرات الا تشتري هدية لامها في عيد الام، ورغم حرصها على تقديم الهدايا لامها طوال العام الا انها شعرت بحزن والدتها التي شعرت وكأنني «مستخسرة الهدية»، فأرحت نفسي واصبحت اشتري لامي لـ «ارتاح من هذه المشكلة».
ارتفاع في أسعار الذهب
بدوره، توقع سلطان مصطفى ـ تاجر ذهب ـ ان تستمر الارتفاعات الحالية خلال الايام المقبلة، مرجعا سببه الى حركة النشاط الملحوظ في اسعاره المعهودة في هذا التوقيت من كل عام، ولفت الى ان الاقبال على شراء الذهب في عيد الام شهد انخفاضا خلال السنوات الخمس الماضية، الا ان العام الحالي ربما يشهد رواجا بسبب تناسب السعر للجميع.
كما ان هدية عيد الام، في رأي رولا حميشة، واجب على كل زوج لديه اطفال صغار ولا يدركون معنى الهدية وقيمتها للام، فعليه ان يشتريها بالنيابة عنهم ويقدمها لزوجته مثلما يعطيها لامه تماما ولا يشترط ان تكون هدية عيد الام مادية فتكفي كلمة شكرا على تربية الاطفال او على فترة الحمل، وتكفي كذلك وردة حمراء تعبر عن المشاعر العميقة التي يختزنها الزوج لزوجته.
زوجي يتجاهلني
اما ميسون المحمود وهي ام في العشرينيات من عمرها فجاء كلامها متفقا مع رأي رولا، فهي ابدت حزنها لتجاهل زوجها شراء هدية عيد الام لها مثلما كان يفعل في فترة الخطوبة عندما كان يشتري في عيد الام هديتين احداهما لامها والاخرى لها شخصيا، وهي الآن تشرح لطفلها الاول اهمية دور الام وتقديرها معنويا وتحاول تلقينه جملة «كل سنة وانت طيبة يا ماما».
تركنا الزوجات الشابات، وتوجهنا الى ادهم يونس الذي كان يتجول في احد محلات الهدايا لكي يشتري هدية عيد الام، وسألناه اذا كان قد اشترى هدية لزوجته الام، فقال بابتسامة عريضة: مش كفاية هدية حماتي هو انا بلاقي فلوسي، انا مش حارم زوجتي من حاجة ابدا وكل طلبات البيت واحتياجاتها الخاصة اشتريها لها دون نقصان ومن ثم فهدية عيد الام لا داعي لها.
ثامر اسماعيل عندما سألناه عن هدية زوجته قال: نعم، اعلم ان زوجتي ام، لكن عيد الام اخترعناه للامهات الكبار اللاتي تعبن بالفعل في تربيتنا على مدار عشرين وثلاثين عاما، وليس للام التي لم تكمل العشر سنوات امومة.
أجمل يوم
عائشة العامر تقول: يا اغلى ما في الكون يومك احلى واجمل يوم يجمعنا كلنا حواليك دوم، هذا برأيها هو عيد الام اليوم الذي يجمع العائلة حول الام يقدرون تعبها وحبها وسهرها طيلة العام وكأنه يوم التكريم السنوي لتعبها وتقول مع ان الام تستاهل التقدير اليومي لكن مع الانشغال بأعباء الحياة فجميل ان يكون هناك يوم نقدر فيه الام ونجعل منها نجمة هذا اليوم ويمكن الاحتفال بطريقة مختلفة، فالام لا تنتظر الهدايا من اطفالها لكنها تفرح لو فكروا ان يحضروا لها وجبة الفطور وهي مرتاحة في سريرها او نظفوا البيت عوضا عنها ودللوها ليوم واحد في السنة مكافأة لتدليلها لهم طوال السنة دون تعب او ملل.
فكرة سامية
تقول عشتار الاحمد ان فكرة الاحتفال بعيد الام فكرة سامية وتحمل اهدافا ومعاني نبيلة، مؤكدا ان الام بالتضحيات التي تقدمها للابناء تستحق ان يكون لها يوم في العام يكرمها فيه الابناء ويتذكرون التضحيات التي قدمتها من اجل ان ينعموا بحياة سعيدة.
جود الانصاري تؤكد اهمية هذا اليوم للامهات كتقدير لهن على التعب والسهر طوال ايام السنة، وتؤكد على ان كل يوم على مرور السنة لابد ان يكون تقديرا لوجود الام في حياة الاولاد، لكن مع ذلك من المهم ان يخصص يوم واحد نحتفي بها فيه تقديرا لها.
أغلى هدية لأغلى الناس
رندى مرعي
«يا كل الناس والأحباب ما بي أشوف دمعتك عالأهداب، سحابة صيف تعدي مع السحاب عيشي يومك وانسي الأسباب»...، «احبچ يا يمه وهمي بالدنيا رضاچ يا أغلى من عرفت بعمري وحياتي، دعيت الله بالفردوس يجمعني معاچ، ويبقى حبچ يا يمه دوم يسكن بذاتي، كل حب هالعالم ابدا ما يسوى غلاچ وبيظل فضلچ برقبتي حتى وفاتي» عبارات تستحقها الأم في كل مكان وزمان غير أنها تنتشر عبر الرسائل النصية في يوم عيد الأم حيث تتلون العبارات وتكثر ليكون خير دليل على ما يدور في بال الأبناء من مشاعر ينتظرون هذه المناسبة لينهالوا بها على الأمهات من باب تكريمهن في يومهن.
مهما اختلفت الآراء حول أهمية هذا اليوم ومدى الاعتراف به وعلى الرغم من إجماع شريحة كبرى من المجتمع أمهات كن أو أبناء على أن الأم لا تحتاج إلى يوم محدد يحتفى بها فيه وأن الأم لا تريد من أبنائها إلا النجاح والارتقاء إلا أن يوم 21 مارس يحتفظ بالكثير من الخصوصية وتختلط فيه مشاعر الأمومة والبنوة التي يجتمع عليها معظم الناس في العالم وفي أغلب الأحيان تحظى الأمهات بهدايا من الأبناء إلى جانب المحبة والمشاعر العميقة.
الاحتفال بعيد الأم مناسبة لا تمر مرور الكرام فالأم تستحق التقدير وتستحق أن يكون لها يوما تحاط به بالأبناء وتعيش أجواء احتفالات بقدر عال من الاهتمام، فحتما يحق لكل أم أن تكون محط اهتمام الزوج والأبناء كما هو الحال معهم على مدار العام.
وهنا قد لا تصب توقعات الأم بما يحضر لها الأبناء أو قد يحدث العكس وألا تكون المفاجأة على قدر التوقعات..
أم عبدالله الرفاعي تنتظر كل عام يوم عيد الأم لترى ما ينتظرها وما إذا كان سيكون كالعام الذي سبقه حيث تقول إن أبناءها يتفوقون على أنفسهم كل عام في كل شيء من حيث الهدايا وطريقة الاحتفال وترى أن أجمل هدية قدمها لها أولادها كانت رحلة لأداء مناسك الحج.
وقالت إن كل سنة تختلف طريقة الاحتفال بالمناسبة وكل مرة يفاجئونها بما يحضرون معبرة عن سعادتها بأن أبناءها وبناتها ينجحون في الحفاظ على سرية التحضيرات وقالت إنه لا توجد أم في الدنيا لا تفرح لاهتمام أولادها بها خاصة في عيد الأم.
وتعتبر شروق الخالدي أن عيد الأم مناسبة فيها الكثير من التقدير للأم مؤكدة أن الأم تسعد لسعادة أولادها، وقالت إنه بالنسبة لها فإن يوم عيد الأم كأي يوم آخر غير أن أولادها لا يجعلونه يمر كذلك إذ يحرصون على تحضير الهدايا وغالبا ما تكون الهدية من الأشياء التي تحتاجها سواء لها أو للمنزل.
وقالت إن أفضل هدية تلقتها في عيد الأم كانت خاتما ادخر الأولاد ثمنه من مصروفهم اليومي عندما كانوا صغارا، وأضافت أنها لاتزال تحتفظ بهذه الهدية وتعني لها الكثير وذلك لأن حرص أبنائها على تحضير هدية لأمهم في يوم عيد الأم يجعل لهذه المناسبة معنى آخر ويجعل الأم أيضا تدرك مدى أهميتها.
أما بالنسبة لمنيرة الخالد فهذه المناسبة أصبحت أمرا واقعا لا يمكن تجاهله وذلك لأن كل ما يحيط بنا يتعامل مع هذه المناسبة كغيرها من المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية. فطرح عيد الأم لم يعد يقتصر على المدارس، ففي السابق كان الأطفال يتعرفون على عيد الأم من خلال المدرسة أما اليوم فكل ما يمر بنا يذكرنا بها كالمراكز التجارية والمحلات على أنواعها.
لذلك تقول الخالد انها تنتظر هذه المناسبة لترى تفاعل أطفالها مع المجتمع المحيط بهم ويتحمسون لهذه المناسبة كما لو كانت أحد الأعياد الدينية أو الوطنية ويبدأون بترديد الأغاني التي يحفظونها في المدرسة للمناسبة.
من جانها قالت فاتن الرشيد انها لطالما اقتصرت لديها مناسبة عيد الأم على هدية متواضعة تقدمها لوالدتها معتبرة أن هذا اليوم يندرج تحت لائحة الواجبات الاجتماعية مع بعض الخصوصية إلا أنها بعدما تزوجت ورزقت بأطفال أصبحت تعرف ما مدى تأثير هذه المناسبة في نفس الأم.
وتابعت أنها عرفت معنى أن تحظى باهتمام أفراد أسرتها أكثر من قبل بالتالي أدركت ما كان لذلك من أثر في نفس والدتها دون أن تدرك ذلك، وتقول إنه بعد أن أصبحت أما تغير تعاطيها مع والدتها في يوم الأم متمنية أن يدرك الأبناء أهمية الوالدين في حياتهم وتقدير ما يقدمان قبل أن يصبحوا آباء وأمهات لما لذلك من أثر في حياة أهاليهم.
وعلى العكس بدورها اعتبرت سميرة كمال أن مناسبة عيد الأم بدأت تفقد من قيمتها المعنوية كمناسبة خاصة وذلك لأن الأسواق التجارية بدأت تتخذ من هذه المناسبة ذريعة لإنعاش السوق والواقع الاقتصادي ولا يقتصر الأمر على جهة دون أخرى أو دولة دون أخرى بل هي ظاهرة عالمية فهذا الواقع بات لا يستثني أحدا بمن فيهم الأم ومناسباتها الخاصة.
وتعتبر أنه لا شيء أسمى من الأم لذلك لا ينبغي السماح بأن يفقد هذا العيد معناه كعيد وما يحمل معه من مشاعر إنسانية.
واقرأ ايضاً:
يا رب يخليكي يا أمي.. يا ست الحبايب يا حبيبة
فايزة أحمد وأغنيتها الخالدة
آمال فهمي.. أم المذيعات
ماما نونا.. في «حمادة عزو» بكاها الملايين في الوطن كله
هدية الأم في أميركا.. روبوت للتنظيف
.. وهدايا أخرى مناسبة
عيد الأم يختلف من دولة إلى أخرى