ليلى الشافعي
أكدت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي في بيان لها بشأن المسجد الأقصى ان أمتنا العربية والاسلامية مدعوة اليوم الى التحرك في سبيل دينها وعقيدتها وتاريخها، وهو التحرك الإيجابي المعهود الموروث عن أمة الإسلام، فإنها لا تقبل الذل أو الاستهانة بمقدساتها وثوابت شريعتها وتاريخها.
والمسجد الأقصى اليوم تحت معاول يهود، وهو في عقيدتنا لا ينفصل واقعا وتاريخا وقدسية عن المسجد الحرام، فقد ربط الله سبحانه بينهما قرآنا يتلى الى يوم الدين فقال عز من قائل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) وهو قبلة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ستة عشر أو سبعة عشر شهرا.
وتابع: ان الأمة عربية وإسلامية مدعوة وجوبا شرعيا للتحرك بإعلان صوتها عاليا ضد ما يحدث، وممارسة ضغوطها والدعاء لأهل الرباط من الفلسطينيين والمقدسيين بخاصة، كما انها مدعوة قبل هذا للجهاد فهو اليوم متعين وواجب شرعا، واذا حيل بينها والجهاد بالنفس فإن الجهاد بالمال لا يسقط، فإنه مما لا يحول دونه شيء فواجب كل مسلم ومسلمة ان يبذلوا غاية ما يستطيعون فإن بذل المال جهاد بل هو أعظم جهاد.
وان حكوماتنا العربية والاسلامية لا نقول مدعوة بل واجبها اليوم ان تتحمل مسؤوليتها الدينية والسياسية والتاريخية فتقدم المواقف المؤثرة في مجريات الاحداث، فالحكومات مسؤولة عن التجاوب واستيعاب مشاعر شعوبها، مسؤولة عن عقيدة الأمة وتاريخها ودينها.وان الرابطة لتدعو دول مجلس التعاون الخليجي خاصة الى تجديد مواقفها المعهودة في مثل هذه الاحداث الجسام، وان مواقفها مشهورة معلومة لا يملك احد انكارها، وهي مواقف مؤثرة ورائدة سياسيا واقتصاديا، وهي اليوم مدعوة كما العهد بها الى تحريك أدوات ضغوطها المتعددة، ويهون في سبيل الحفاظ على مقدسات الأمة كل أمر، ولو تحملت في سبيله المشاق، وبذلت كل جهد ما وسعها ذلك.
.. وحركة التصحيح الإسلامية: توحيد الصف واجب لمواجهة الصهاينة
أصدرت حركة التصحيح الإسلامية بيانا حول محاولات تهويد المسجد الأقصى وهدمه ذكرت فيه أنها: تأسف لما تراه من واقع التراخي والتخاذل السياسي والعملي في نصرة الأقصى لوقف الحملة الصهيونية المستمرة في طغيانها والمتطاولة في غيها بلا رادع سياسي ولا مانع دولي ولا تحرك اسلامي لحماية التوغل اليهودي في سلب الأقصى هويته الاسلامية والتي هي باقية في عقيدتنا وفي منهجنا وفي قرآننا الى يوم الدين لقوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)، فالمقدسات الإسلامية ومن ضمنها الأقصى السليب والشعائر الاسلامية هي جزء مما عظمه الله واوجب صيانته وحمايته والقيام بحقوقه وهو امانة في اعناق الامة الاسلامية حكاما ومحكومين يجب السعي لفكاك اسره كل بحسب موقعه وطاقته التي بين يديه.
وتابعت: اننا في حركة التصحيح الاسلامية اذ نرى هذه الانتهاكات المتواصلة لمقدسات ومشاعر المسلمين نؤكد ان طبيعة المعركة بين المسلمين واليهود معركة عقدية ثابتة بنص الكتاب والسنة، وأضافت اننا نتوجه لقادة الأمة الاسلامية والعربية قبل شعوبهم مذكرين بعظم المسؤولية وضخامة الأمانة وخطورة التهاون في نصرة الأقصى ووقف المخططات الصهيونية التي لن تقف عند الاقصى وحسب والتي هي خطوة من خطوات لتطويق الأمة الإسلامية بدءا من تطويق ارادتها السياسية وشلها وهو الأمر الذي تستغرب الشعوب وجوده حتى هذه اللحظة من خلال عدم الاسراع السياسي والإعلامي للحكومات والمنظمات الاسلامية الرسمية لوقفه والتراخي الذي يمكن الصهاينة من التوسع في انتهاك المقدسات الاسلامية ونضع في أعناق قادة الأمة الاسلامية والقياديين في كل المجالات وبين ايديهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرءا مسلما عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» صحيح الجامع وهو الأمر الذي اجتمع في فلسطين العزيزة.
إننا في حركة التصحيح الاسلامية نؤكد ما يلي: ان المسؤولية مشتركة على عاتق الأمة الاسلامية حكاما ومحكومين في نصرة الأقصى. إن في أعناق القادة أمانة حماية الدين والمقدسات الاسلامية ولا اقل من اتخاذ الوسائل السياسية التي تكفل وقف جماح تهويد الاقصى وما يحيط به، ان ما يحدث يؤكد فشل وموت مبادرات السلام التي لا تؤدي الا لتمكين الصهاينة على المقدسات الاسلامية، ان الواجب على الفصائل الاسلامية في فلسطين توحيد الصف ونبذ الفرقة فالبدء بإصلاح الداخل كفيل بإيقاف المخططات اليهودية، وجوب رفع الراية الاسلامية ورجوع الساسة لعلماء الأمة في مواجهة الخطر الصهيوني المتمدد، رفض كل الدعوات التي تفصل طبيعة المعركة عن أصلها الشرعي وتسميتها بمسميات لا ترتبط بعقيدة الأمة، إن إرادة الأمة لا يمكن ان تخضع للمخططات الرامية لتطويقها بمعول اليأس والقنوط الحادث في عالم السياسية ما يستدعي بيان خطورة اليهود في وسائل الاعلام وعلى المنابر وفي كل المحافل الفكرية.