اكد المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة «آسيا الوسطى» غريغ مورتنسن ان مبلغ الـ 2.1 مليون دولار الذي جمعته الكويت خلال الاحتفال الذي اقامته سفارتنا في واشنطن لمصلحة المؤسسة لبناء مدارس في المناطق النائية في باكستان وافغانستان سيساعد على بناء 60 مدرسة والتحاق 20 الف طالب بها في باكستان وافغانستان.
في هذا السياق، اوضح مورتنسن ـ في تصريح لـ «كونا» ـ ان التبرع بهذا المبلغ «امر مثير جدا بالنسبة لنا بحيث سيبدأ زملائي فور اتصالي بهم في التخطيط لهذه المدارس خلال يومين»، حيث ان هناك حاليا 600 طلب لبناء مدارس في باكستان وافغانستان.
وكانت سفارتنا لدى الولايات المتحدة اقامت في الثامن من الشهر الجاري وبالتعاون مع مؤسسة «الكويت ـ أميركا» حفلها الخيري السنوي تحت عنوان «رحلة للسلام» جمعت خلاله مبلغ 2.1 مليون دولار لمصلحة مؤسسة «آسيا الوسطى» لبناء مدارس، لاسيما للفتيات في المناطق النائية في باكستان وافغانستان.
وحصل مورتنسن خلال الحفل على جائزة تكريم من مؤسسة «الكويت ـ أميركا» لعام 2010 وشكر سفيرنا لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم العبدالله وحرمه الشيخة ريما الصباح على دعمهما الكريم لعمله، مشيرا الى ان اكثر مساهمة حصلت عليها المؤسسة خلال 17 عاما كانت 150 الف دولار.
وشدد مورتنسن الذي خصص حياته لبناء مدارس وتشجيع محو الامية للفتيات في المجتمعات النائية في باكستان وافغانستان على اهمية وجود «مدارس» لتعليم الفتيات في هذه المنطقة.
واوضح انه من «المهم جدا ان يكون لدينا مدارس في باكستان وافغانستان»، مضيفا ان «لدينا مواد القراءة والكتابة والحساب والدراسات الاجتماعية بالاضافة الى تعليم خمس لغات حتى الصف الخامس بما فيها الإنجليزية والعربية».
وبين ان «تعلم الاطفال القراءة والكتابة وفهم العربية ليتمكن الاطفال من قراءة القرآن الكريم الذي ينص على ان كل الشعوب يجب ان يكون لديها سعي الى المعرفة».
وقال مورتنسن الذي ترشح لجائزة نوبل للسلام لعام 2009 ان هناك «اخبارا جيدة جدا من باكستان وافغانستان حول الجهود لتوسيع الوصول الى التربية وكان هناك 800 الف طفل في المدرسة عام 2000، حيث ان غالبيتهم من الصبيان، فيما اليوم عام 2010 هناك 8.4 ملايين طفل في المدرسة بمن فيهم 2.5 مليون فتاة».
وقال مورتنسن انه «يمكننا اسقاط القنابل ويمكننا نشر الجنود ويمكننا وضع كهرباء ووضع طرقات ووضع كمبيوترات لكن اذا لم نعلم الفتيات لن يتغير شيء في المجتمع».
من الجدير بالذكر ان مورتنسن هو مؤلف احد اكثر الكتب مبيعا دوليا بحسب «نيويورك تايمز» على مدى 126 اسبوعا وهو «ثلاثة اكواب من الشاي»، حيث ساعدت مبيعات الكتاب على بناء اكثر من 135 مؤسسة تربوية لاكثر من 38 الف طفل في آسيا الوسطى.
في هذا السياق، يقول مورتنسن ان فكرة العنوان (ثلاثة اكواب من الشاي) جاءت عندما «قال لي زعيم قرية قديمة في باكستان اذا كنت تريد النجاح هنا فإنك بحاجة الى ثلاثة اكواب من الشاي، الكوب الاول انك غريب والكوب الثاني صديق والكوب الثالث عائلة»، مؤكدا ان في الثقافات العربية والفارسية «عليك ببناء علاقات اولا حيث لا يمكنك ان تذهب وتتحدث في التجارة وحسب بل عليك ببناء العلاقة والثقة».
واشار ايضا الى ان كتاب «ثلاثة اكواب من الشاي» اصبح «قراءة الزامية» لكل كبار القيادات العسكرية الأميركية وجميع الجنود الذاهبين الى افغانستان، مضيفا ان رئيس الهيئة المشتركة الادميرال مايكل مولن قال ان «هناك ثلاثة دروس هامة من هذا الكتاب علينا ان نقولها لجنودنا عليكم ان تستمعوا اكثر عليكم ان يكون لديكم احترام هناك لخدمة الناس، ونقطة ثالثة عليكم ببناء العلاقات». ولفت مورتنسن الى انه منذ عام 2007 «وحركة طالبان ومجموعات اخرى تقوم بقصف وتدمير وحرق اكثر من الفي مدرسة في افغانستان وباكستان لكن ما اجده مثيرا للاهتمام هو ان 90% من المدارس التي دمرتها طالبان هي للفتيات وليست للصبيان»، مضيفا «اعتقد ان خوفهم الكبير ليس الرصاص بل القلم».
وسلط مورتنسن الضوء على الاسلام قائلا ان «فكرة المستشفيات وكثيرا من العلوم بدأت من التنوير الاسلامي لذا ليس هناك سبب يمنع هذه البلدان من ان تكون قادرة ومبتكرة في التكنولوجيا والقيام بثورة في العلوم الا انهم يجب ان يتسلحوا بالعلم»، مضيفا انه «لاتزال هناك حاجة لعمل الكثير للمساعدة في التعليم العالي في هذه البلدان».
وقال مورتنسن انه يعتبر تعليم الفتيات «قوة مضاعفة» اي «اذا علمت صبيا تعلم فردا لكن تعليم فتاة هو تعليم مجتمع وامة»، مشيرا الى ان «ثلث الرجال يبقون في القرية بينما يبقى ثلثا فتياتنا المتعلمات في القرية والمجتمع وهذا لديه اثر اكبر عندما يصبحن امهات».
واشار مورتنسن الى انه يزور 100 مدرسة تقريبا في انحاء الولايات المتحدة كل عام ويحاول تعليم الاطفال هنا عبر برنامج يدعى «بنسات للسلام» الذي يعلم «الاحترام والتسامح والمشاركة والعطاء» وايضا «ماذا يمكن لاطفال افغانستان وباكستان تعليم الاطفال في أميركا» وبين ان العام الماضي كانت هناك 280 مدرسة تقوم ببرنامج «بنسات للسلام» في الولايات المتحدة فيما هذه السنة كانت هناك 4.900 مدرسة تقوم بهذا البرنامج.