أكد سفيرنا لدى مصر د.رشيد الحمد ان الكويت لا تألو جهدا في تقديم المعونات والقروض لمساعدة مشروعات التنمية فى السودان وخاصة اقليم دارفور.
وأشار السفير الحمد في تصريح لـ «كونا» على هامش اعمال المؤتمر الدولى للمانحين لتنمية واعمار دارفور الذي انطلق أمس الى استعداد الكويت للنظر في المشروعات التنموية التي ستقدم خلال المؤتمر لدفع حركة التنمية في اقليم دارفور.
وأوضح ان الكويت سوف تحيل العديد من المشروعات والخطط التنموية الخاصة بالاقليم التي سوف تطرحها الحكومة السودانية خلال المؤتمر الى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وأضاف الحمد ان الصندوق الكويتى للتنمية سيدرس هذه المشروعات للنظر فى امكانية مشاركته في تبنى هذه المشروعات والخطط التنموية.
وأكد في الوقت نفسه اهمية المؤتمر الذي تستضيفه مصر بمشاركة تركيا ورعاية منظمة المؤتمر الإسلامي ومشاركة عدد من الدول والمنظمات الدولية والاقليمية، معربا عن أمله في ان يتمخض المؤتمر عن الكثير من الالتزامات المالية العربية والدولية لاعمار إقليم دارفور الواقع غربى السودان.
من جانبه قال المدير الاقليمي للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية للدول العربية مروان الغانم في تصريح مماثل لـ «كونا» ان الصندوق يدعم مشاريع التنمية في السودان منذ نشأة الصندوق عام 1961.
وأكد ان الصندوق مستعد للنظر في اى مشاريع تقدم خلال المؤتمر لافتا الى ان مشاركة الصندوق في المؤتمر الدولي للمانحين لدارفور تعد ممثلا لدولة الكويت فى دعم جهود الحكومة السودانية للقيام بمشروعات التنمية المختلفة للاقليم.
وأشار الغانم الى اهمية المؤتمر في بحث قضايا الشأن السوداني ودعم جهود السلام والاستقرار في السودان لدعم التنمية خاصة في دارفور من خلال الدعم الدولي.
وبدوره اعتبر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في كلمة افتتاحية أن الحل الجذري للأزمة في دارفور يجب أن يركز على رفع معدلات التنمية وتحسين مستوى المعيشة باعتبار أن قضية دارفور قضية تنمية بالأساس.
وقال ابو الغيط ان هذا التحليل وجد صداه لدى منظمة المؤتمر الاسلامي ما أدى إلى استضافة المؤتمر الدولي للمانحين بالتنسيق مع الحكومتين التركية والسودانية معتبرا أن استقرار وتنمية دارفور يعدان ضمانة حقيقية لعودة اللاجئين الى قراهم ومدنهم.
وحث المشاركين على بذل الجهود من أجل انجاح المؤتمر وتقديم التعهدات اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة معربا عن الأمل أن يكون المؤتمر «نقطة فاصلة» في مسيرة الخروج النهائي من الأزمة في دارفور.
من جانبه أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الوضع الحالي في دارفور يحتاج الى التعاون مع الحكومة السودانية مؤكدا ان تركيا تدعم بشكل كامل الجهود المبذولة من أجل التوصل الى سلام شامل في دارفور.
وأوضح ان تركيا ستقدم المساعدة لشعب دارفور الى أن يتم تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة مبينا ان الفترة الأخيرة شهدت قيام الأطراف المعنية بالأزمة في دارفور باتخاذ العديد من القرارات المهمة في سبيل التوصل الى اتفاق سلام. وقال أوغلو في هذا الإطار ان تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد سيكون دعما للجهود المبذولة لتحقيق السلام في الإقليم.
من جهته رأى الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين أوغلو ان التطورات الايجابية الأخيرة المرتبطة بدارفور لن تكتمل ما لم تجد دعما دوليا لتنفيذ مشروعات إعادة البناء وإصلاح التعليم والمرافق ودعم مشروعات التنمية الزراعية والرعوية والصناعية وتأهيل البنية الأساسية.
وأعرب عن الأمل أن تنقل نتائج المؤتمر رسالة تضامن قوية لكل أهل دارفور مفادها أن المجتمع الدولي سيكون سندا صادقا لهم لتحقيق التنمية المستدامة وإعادة الحياة الكريمة التي افتقدها بسبب الحرب والنزاع.
وبدوره أكد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أهمية التكامل والتضامن لاعمار وتنمية دارفور من خلال التعاون بين الدول والمنظمات الدولية والاقليمية والمنظمات غير الحكومية المعنية لرفع المعاناة الإنسانية وإطلاق العملية التنموية.
وقال ان ما سيشهده السودان من انتخابات رئاسية وتشريعية سيكون لها تأثيراتها وانعكاساتها على مستقبل السودان ومحيطه العربي والافريقي.
وأضاف موسى أن ما تحقق من انجازات على طريق السلام والأمن والاستقرار في السودان ليس بالقليل وان مازال هناك الكثير الذي يستوجب تضافر جهود الأطراف السودانية وتكثيف التحركات الدولية لتصل مباحثات السلام بشأن دارفور إلى مبتغاها.
وقد أكد رئيس لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق تامو مبيكي أهمية القرارات التي ستصدر عن المؤتمر لحل الأزمة في دارفور معتبرا أن الوقت قد حان لحسم هذا الوضع.
وذكر مبيكي ان هناك العديد من التحديات التي تواجه عملية التنمية في الاقليم وتحسين الأوضاع وحل المشكلات واعادة الإعمار معتبرا أن توفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق هذا الأمر يأتي على رأس هذه التحديات.
كما رأى رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (اليوناميد) ابراهيم جمباري أن مؤتمر إعادة اعمار دارفور يعقد في وقته المناسب نظرا للتطورات الايجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة في دارفور.
وأضاف جمباري أن هذه التطورات تؤكد أن عملية السلام تسير نحو الوصول الى اتفاقية سلام تضم جميع الأطراف في الاقليم موضحا ان التوصل الى هذه الاتفاقية من شأنه تحقيق الاستقرار في الاقليم.