نظمت جمعية الاصلاح الاجتماعي الملتقى الايماني بحضور رئيس مجلس الادارة حمود الرومي واعضاء مجلس الادارة وعدد من الضيوف بمحاضرة استهلها الداعية سلمان مندني تحت عنوان «ربيع القرآن الكريم» بقوله: ان القرآن الكريم مليء بالمعجزات التي يجب علينا التدبر من معانيها وحكمها والاستفادة من احكامها حتى نضعها نبراسا قويا نستفيد منه في حياتنا العلمية والعملية.
وأضاف ان المؤمن الذي يعيش قريبا من كتاب الله عز وجل يتلمس معاني عبارات وكلمات هذا الكتاب الذي ملأ قلبه وزاده نورا.
وأشار الى ان هناك من تشغله الدنيا عن التقرب من كتاب الله ولهذا علينا جميعا ان نعمل جاهدين على تهيئة قلوبنا لاستقبال كتاب الله، وذلك حتى يعيش المسلم بخشوع مع هذا الكتاب.
وبين مندني ان العلماء اكدوا ضرورة التخلية قبل التحلية، وهو ما يعني العمل على تنظيف القلب كما الثوب الابيض من الدنس، ومن ثم يبدأ العمل بالتحلية وهي تزيين القلب بمعاني وآيات هذا الكتاب العظيم، ولهذا نجد من يزداد خشوعا عند ذكر آيات من القرآن الكريم، مما يدفع البعض منا الى البكاء لأن القلب امتلأ بهدي كتاب الله وبالتالي فاضت العيون بهذه الدموع. وأشار الى ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى نفوسكم، بل ينظر الى قلوبكم، وهذا خير دليل على ان القلب هو اكبر وأخطر أمانة استؤمن عليها كل انسان، ولهذا يجب الحفاظ عليها، خاصة ان الشرع بين لنا كيفية الحفاظ على هذه المضغة.
وقال ان كتاب الله بستان العارفين اينما حلوا فهم في نزهة ومتعة لا يعرف فوائدها غير من عاش هذه النزهة، ولهذا فإننا ندعو الله عز وجل ان يجعل حياتنا وقلوبنا مليئة بأنهار الربيع.
وتابع ان القرآن الكريم وضع لنا كل احكام تنظيم الحياة وحدد لنا الحقوق والواجبات التي يجب علينا اتباعها والاستفادة منها كالقصص التي عرضها في سوره لعدد من الانبياء والرسل الذين جسدوا في مواقفهم المواعظ والعبر. وقال مندني ان سيرة الانبياء والرسل كانت مليئة بالكثير من القصص التي رسمت لنا طريق الهداية وحددت لنا سبل الاستقامة التي ما ان سلكناها لن نضل الطريق القويم أبدا، ولهذا فإن الواجب على كل ولي أمر ان يعلم ابناءه ويربيهم على مسيرة الانبياء والرسل التي جاءت في القرآن الكريم حتى يتعلموا منها قوة التحمل والصبر والدفاع عن الحق مهما كانت الاحوال.
واضاف ان الشعوب والمجتمعات والأمم التي تمسكت بالقرآن الكريم نجحت عبر العصور والأزمان بكل مقاييس النجاح التي رصدتها المؤشرات، وهذا ما يؤكد انه لا أمن ولا استقرار الا بالقرآن الكريم.
وتابع مندني: ان تربية الناشئة على حب القرآن تمنعهم من التفريط في الوقت وتحفظهم من الخضوع لتأثير متغيرات العصر ومتقلباته التي أدخلتها وسائل الاعلام الحديثة التي تحتاج الى وقفات صادقة لمنع تأثيرها على عقول الناشئة وسلوكهم.