-
أميركا لا تستجيب لدعوات جماعات الضغط لتكون القدس عاصمة موحدة لإسرائيل فهذا الأمر «لم يحدث ولن يكون»
بشرى الزين
الإعلام والديبلوماسية ارتبطا بصحافة مسؤولة وأخلاقية فكانا محورا لمحاضرة كشفت فيها السفيرة الاميركية ديبورا جونز عن رؤيتها لتعامل الديبلوماسي مع الاعلام الذي رأت انه يجب الا يكون «عرضيا» وانما قول مدروس.
واذ اشارت جونز الى قدرة الاعلام المسؤول على امتلاك رقابة شخصية حول بعض المواضيع بالنظر الى مالك الصحيفة والاجندة التي يخدمها فإنها دعت الى البحث عن المعلومات وفقا لمصادر اخرى غير ما تنقله وسائل مثل اليوتيوب ومواقع الكترونية من شائعات وأخبار مغلوطة.
وفيما قالت ان الديبلوماسية عملية بطيئة وطويلة وتأخذ وقتا واجراء بطيئا، فقد ذكرت ان التغيرات التي تطرأ على الاجيال تغير في الحقائق المتاحة على الارض التي يرغب الناس في معرفتها.
كما تطرقت جونز الى ان السياسة المثالية تتحقق بشفافية التعامل مع الصحافة، مؤكدة ان التغيير يأتي بنمو الديموقراطية والمجتمع المدني لافتة الى ان هذا التغيير تشارك فيه السلطة الرابعة.
وساقت مثالا للحرية التي تتمتع بها الصحافة الاسرائيلية وخاطبت الحضور اقرأوا الصحافة الاسرائيلية وصحيفة «هآرتس» التي كشفت بموضوعيتها نتائج استطلاعات حول نسبة التغير في النظر الى القضية الفلسطينية والتي بلغت 48% مقابل 51% والتي لم نسمع بها سابقا.
واكدت جونز الدور الفعال الذي تقوم به وسائل الاعلام وتحديدا السلطة الرابعة في نشر الوعي لدى الشعوب.
وطالبت جونز الصحافة بتحري الدقة والامانة عند النشر وذكّرت بحديثها مع جريدة القبس سابقا وما نسب اليها من أن بعض الدول الخليجية اجرت اتصالات بالولايات المتحدة عبر سفارتها لدى الكويت تتمنى فيه ان تقوم اسرائيل بضرب ايران.
ولم تخف جونز قلق بلادها ومشاركة الولايات المتحدة ذلك مع الدول الخليجية من الملف النووي الايراني وضرورة انصياع طهران بكل شفافية مع تطبيقها للالتزامات الدولية للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي داعية الى كشف ايران لمخططاتها مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تنكر حق إيران في امتلاكها الطاقة النووية السلمية، مؤكدا ان ما تسعى إليه بلادها هو الشفافية والوضوح والالتزام بما تقوله حول
وأشارت إلى الاتفاق الاميركي ـ الروسي لتخفيض الترسانة النووية من خلال اتفاقية «ستارت 2».
وذكرت السفيرة الأميركية وجود دولة كبيرة في المنطقة وان كانت لم تفصح عن اسمها تتدخل في نتائج الانتخابات العراقية وتؤثر على مجرياتها.
وتوقعت جونز ان تشكيل الحكومة العراقية لن يكون قبل أواخر الصيف المقبل، لافتة إلى الاقبال الذي شهدته هذه الانتخابات الذي وصل إلى 62% رغم التهديدات الامنية التي رافقت هذه الانتخابات، مشيرة الى ان العراق يمر بمرحلة حرجة على مستوى السياسة الداخلية.
طاقة نووية سلمية
وفي ردها على ما أثاره الرأي العام والإعلام الأميركي عن وجود اسلحة دمار شامل لدى العراق والدفع بحرب ضده أوضحت ان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان متأكدا بأن صدام حسين يسعى إلى الحصول على اسلحة والسيطرة على المنطقة لأنه منذ وصل إلى السلطة لم يقم سوى بالهجوم على جيرانه (الكويت وايران) مبينة ان الولايات المتحدة لا تنكر حق ايران في امتلاك طاقة نووية لاغراض سلمية
وفي تعليقها عما يثار حول تأثير جماعات الضغط الصهيونية على قرارات الادارة الاميركية تجاه الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني.
أكدت جهود الولايات المتحدة لانهاء العنف في الاراضي المحتلة وتأمين العيش بكرامة وأمن للشعب الفلسطيني ضمن الاطر التي اقرت في العام 1967، مشيرة إلى أن الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته يتابعان هذه القضية للمساعدة في حلها.
واشارت الى انه لا يمكن لأي طرف أن يفرض حلا على اطراف يرفضون هذا الأمر. مذكرة ان الادارة الاميركية لا تستجيب لدعوات جماعات الضغط بأن تكون القدس عاصمة موحدة لاسرائيل مشددة على ان ذلك لم يحدث ولن يكون.
صورة نمطية
وفي ردها على سؤال بشأن الصورة النمطية التي توجد لدى الشعب الأميركي عن المسلمين ووصفهم بالارهابيين وامكانية تصحيح هذه الصورة، ذكرت جونز بإحداث الحادي عشر من سبتمبر التي وصفتها بالحادثة الدرامية المؤثرة على الشعب الأميركي، موضحة بالقول انه «إذا ادخلت احد الاشخاص ووفرت له حسن الضيافة وقام بجريمة وتم انتهاك حسن الوفادة فماذا ستكون ردة الفعل وردت لن يُسكت عن هذا الامر، مشيرة الى حدوث تغيير في الوقت الحالي لدى الأميركيين الذين شعروا بالصدمة والغضب عندما تم الاعتداء على حسن الوفادة لدينا، ما دفعهم الى تعلم اللغة العربية وزيارة الشرق الاوسط والتعرف على الاسلام واستمعوا الى المسلمين الذين شجبوا الارهاب وتعرفوا أكثر على الصراع العربي ـ الاسرائيلي وان الاسلام دين سلام.
مبينة أن ذلك منحنا فرصة لتفهم الاسلام بشكل أفضل حتى نستطيع ان نحل المشكلة المريعة للصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي بطريقة منصفة، وستكون مصداقيتنا ضعيفة اذا لم نستطع فعل ذلك.
الجذور الاساسية للديموقراطية في الكويت تنبع من تقليد الديوانيات التي يفوق عددها 1000 ديوانية، مشيرة الى بداية تشكيل نساء لديوانياتهن.
الدستور ومجلس الأمة
وتطرقت جونز الى وجود الدستور ومجلس الامة والانتخاب بحرية من قبل الشعب وصحافة حرة وشفافية وقالت اذا استخدمهم هذه الوسائل المتاحة بشكل جيد في ظل حكم رشيد فإن ذلك يوفر ديناميكية الحياة التي يرغب فيها المواطنون.
وأضافت: أنتم لديكم بلد غني ولكن ليس لديكم جوار سهل وعليكم تطوير مواردكم وأنا متفائلة بأن الكويت تسير بشكل جيد واذا استمعتم الى اصوات الشباب احيانا.
وحول مستقبل العلاقات الاميركية ـ الليبية بعد تصريحات عضو من الكونغرس الاميركي ضد الرئيس معمر القذافي قالت جونز ان هذه العلاقات لم تكن لتعود الى سابق عهدها الا عندما قررت ليبيا ان تتخلص من برامجها النووية، مشيرة الى ان هذه العلاقة تنمو وتعوض عما فقد من وقت، لافتة الى ان الوقت مناسب لتجاوز سوء الفهم الذي اثير تاريخيا.
هندوراس وحلب
في ردها على عدم اهتمام الشعب الاميركي بكثير من الدول وقضاياها وساقت مثالا ان احد الاصدقاء قال لها لا يعرفون حلب السورية مثلا، فردت: وهل تعرفون انتم هندوراس، بالطبع لا، لأنها لا تشكل تأثيرا، مشيرة الى ان جماعات الضغط مثل اللوبي الكوبي واليوناني لديها تأثير انطلاقا بما يخدم مصلحة هذه الجماعات، وبالتالي فإن معرفة الاشياء مرتبطة بما يهم الشخص.
«السكري».. تحدٍّ
أشارت السفيرة الاميركية ديبورا جونز الى الاهتمام العالمي بتطوير الصحة وايجاد حلول للقضايا الصحية، لافتة الى ان ارتفاع نسبة المصابين بداء السكري في الكويت يشكل تحديا صحيا وطنيا، لأن نسبة كبيرة من السكان مصابون بالسكري، موضحة ان اهمية الديموقراطيات تعكس نوع المجتمع.
واقرأ ايضاً:
المالك: إستراتيجية «الإنتاج البرامجي» لترسيخ القيم الأصيلة
العيسى: بعض المحامين تركوا المحاماة بسبب الأتعاب
لقاء مفتوح حول «قانون التأمينات الاجتماعية وتطبيقاته على المحامين» في الاتحاد اليوم
تقي: التكنولوجيا الإلكترونية ستفرض نفسها كأهم العناصر في تنفيذ خطة التنمية
العتيقي رئيساً لجمعية المعاقين والمطوع أمينة للسر
الدعيج: الكويت حريصة على التواصل الثقافي والحضاري مع الدول الفرانكفونية
باكستان تمنح عبدالإله وعبدالفتاح معرفي وسام الامتياز