أسامة دياب
أكد مدير مكتب مكافحة عمليات غسيل الأموال بوزارة التجارة والصناعة الشيخ نمر فهد المالك السلمان الصباح على أهمية التوثيق التاريخي للمواقف والأحداث لتكون بمنزلة أداة لتطوير المفاهيم وباعث على التقدم المجتمعي، خصوصا إذا ما ارتبطت هذه المواقف والأحداث بشخص كرس حياته في خدمة مجتمعه، لافتا لدور التوثيق في تثبيت الحقائق لتكون خير معين للأجيال القادمة يأخذون منه العبر في تصريف شدائد الأمور بالإضافة للخدمة التي يؤديها للمؤرخين والباحثين عن الحقيقة كأداة ربط أثناء مراجعتهم لصفحات التاريخ.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها أثناء حفل تدشين كتاب «لمحات تاريخية من حياة الشيخ فهد المالك الحمود المحمد السلمان الصباح» والذي أقيم في ديوان أبناء المرحوم الشيخ فهد المالك الصباح بمنطقة الدعية مساء أول من أمس بحضور عدد من الشخصيات العامة ورجال السياسة والفكر والمهتمين بالشأن العام. وأوضح الشيخ نمر الصباح أنه عمل جاهدا لمدة 5 أعوام في إعداد الكتاب ليكون بمنزلة صلة من ابن بار ومحب لوالد عظيم تعجز الكلمات عن وصف مآثره وأعماله، مشيرا إلى أن الكتاب أتى في ثلاثة فصول، الأول يلقي الضوء على مسيرة وأسرة آل صباح في القرن الـ 16 الميلادي من موطنهم الأصلي في «الهدار» الواقعة في منطقة «الأفلاج» والتي تقع في الجنوب الغربي من العارض بنجد ورحيلهم للزبارة في قطر والتي أنشأوا فيها حصنا وأقاموا فيها مدة بين الـ 40 والـ 50 عاما ومن ثم انتقلوا إلى منطقة رأس التنورة بالمملكة العربية السعودية، وبعدها لمنطقة المخراق لكن لم يطب لهم المقام فيها، فنزحوا إلى منطقة الصبية شمال شرقي الكويت وصولا إلى مرحلة الاستقرار في الكويت، وسرعان ما أصبحت الكويت قبلة البادية والقبائل المجاورة بسبب ظهور العمران وكونها ممرا آمنا للتجارة بين حلب وشرقي الجزيرة العربية، متطرقا لمرحلة تأسيس الإمارة وتكوين أركان الدولة بالإضافة إلى سيرة ذاتية لحكام الكويت الكرام بداية من عهد الشيخ صباح الأول بن جابر حاكم الكويت الأول وصولا بحاكم الكويت الخامس عشر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد. ولفت إلى أن الفصل الثاني يروي قصة عشق لرجل تغنى بحب الكويت وعمل من أجلها بصدق وأمانة، موضحا أن والده الشيخ فهد المالك الصباح ولد بقصر أبوحليفة، وبالإضافة لانتمائه لأسرة الصباح الكرام من جهة الأب فهو ينتمي لقبيلة القحطاني من جهة الأم والتي يعود نسبها إلى آل عاصم القحطانيين، مشيرا إلى أنه ظهرت عليه علامات الذكاء والنبوغ منذ نعومة أظفاره ولذلك أرسله والده إلى كتاب الملا «العصفور» ليتلقى العلوم الشرعية والحساب بجانب ما أكتسبه من لسان عربي فصيح موروث من أبيه وأمه والبيئة البدوية التي عاش فيها والتي أهلته فيما بعد لتذوق الشعر، مبينا بعض من مواقف المغفور له بإذن له إبان فترة الغزو الصدامي الغاشم للكويت وكيفية أسره بتاريخ 31 يناير 1990 هو وابنيه الشيخ عبدالله والشيخ مبارك في منطقة «الحكمية» حتى رجوعه للكويت هو وأهله وأبناء وطنه في 13 ابريل 1991.
وتطرق الفصل الثاني من الكتاب لجانب من العلاقات الاجتماعية والذكريات المميزة للمرحوم الشيخ فهد المالك الصباح مع أبناء عمومته وأهل الكويت والخليج العربي، بالإضافة إلى الجانب الديني والروحي في حياته وتعلق قلبه بالمساجد وخاصة المسجد الحرام.
ولفت المؤلف الى أن المغفور له بإذن الله حمل بين جنباته رسالة إنسانية تقوم على أساس الاحترام المتبادل بين الناس والعطف والتراحم، ولقد كان بناء المساجد خارج الكويت في الدول والقرى الفقيرة التي تطلب يد العون شغله الشاغل مع حرصه على إخفاء أعماله الخيرية عن أقرب الناس إليه، مشيرا إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ فهد المالك الصباح قد انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم السبت الموافق 28 يناير 2006 وشيع جثمانه الطاهر في اليوم نفسه الذي أدى فيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد القسم على توليه امارة الكويت، إلا أن سموه أبى إلا أن يكون على رأس المشيعين لمكانة المغفور له لدى العائلة.
وبين أن الفصل الثالث يتضمن ملاحق لأحداث وحقائق من تاريخ الكويت بالإضافة لأهم الوثائق والصور الخاصة بالشيخ، موضحا أنه اعتمد في تأليفه الكتاب على عدد من المصادر والمراجع التي تناولت تاريخ الكويت بالإضافة لما حمله في ذاكرته من أحاديث مشوقة مع والده. وتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الأمير الذي تفضل بقبول نسخة من الكتاب، موضحا ان ثناء سموه على الكتاب وسام على صدره، مثمنا جهود كل من قدم له يد العون وساعده على إصدار الكتاب من خلال تزويده بالمادة العلمية والوثائق والصور خاصا بالذكر الشيخ نايف الأحمد العلي، الباحث الشيخ علي الخالد العلي والباحث في التراث الكويتي صالح خالد المسباح، معربا عن أمله في ان يكون كتابه قد رد ولو قطرة من بحر العطاء الذي منحه له والده.
نمر الصباح أهدى الدعيج كتاب «لمحات تاريخية»
استقبل رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج بمكتبه امس الشيخ نمر الصباح.
واهدى الشيخ نمر الذي رافقه خلال الزيارة شقيقه الشيخ سلطان الصباح للشيخ مبارك الدعيج نسخة من كتاب «لمحات تاريخية من حياة الشيخ فهد المالك الحمود المحمد السلمان الصباح».
واعرب الشيخ مبارك الدعيج عن شكره على هذا الإهداء القيم الذي يحكي سيرة عطاء الشيخ فهد المالك السلمان الصباح احد رجالات الكويت البارزين الذين قدموا الكثير لبلدهم وساهموا في نهضته.
من جانبه وجه الشيخ نمر الشكر لـ «كونا» على دورها الإعلامي وجهودها المستمرة في نشر الفكر والثقافة بين المواطنين.