-
العيسى: «إحياء التراث» تطرح تأصيلاً شرعياً قائماً على الكتاب والسنة
ضاري المطيري
قال نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية راشد الحماد ان الوسطية تعد من ابرز خصائص الأمة الإسلامية التي تميزت بها على الأمم جميعا. واضاف الحماد في كلمة ألقاها الليلة قبل الماضية في افتتاح مؤتمر «الوسطية رؤية ايجابية» الذي تنظمه جمعية إحياء التراث الإسلامي برعايته ويستمر يومين ان جمعية إحياء التراث الإسلامي أحسنت اختيار عنوان المؤتمر.
وأشار الى ان العالم الإسلامي أحوج في هذه الأيام الى الوسطية، فالعالم اليوم عامة والأمة الإسلامية خاصة أكثر حاجة الى أمر العقيدة ووسطية الشعائر ووسطية الإنفاق ووسطية السلوك والمعاملات ووسطية القضاء.
وأوضح ان الإسلام وسط في الأخلاق والسلوك والمعاملات ووسطية الإسلام تعظم الأصول التي يقوم عليها بناؤه وتصونها عن ان تمتد اليها يد التلاعب بتبديل أو تحريف فالثوابت الإسلامية المتمثلة في المقاصد الكلية للشريعة والفرائض الركنية والأحكام القطعية والقيم الأخلاقية ونحوها أصول لا يجوز التهاون فيها.
وتوجه الحماد بالشكر الى جمعية إحياء التراث الإسلامي على دعوتهم الكريمة وجهودهم الجبارة في خدمة الدعوة.
ومن جانبه قال رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي طارق العيسى ان الجمعية تطرح في هذا المؤتمر تأصيلا شرعيا قائما على الكتاب والسنة للوسطية في الجوانب الشرعية المختلفة كالعقيدة والتعامل مع غير المسلمين والموقف من أهل الكتاب والموقف من أهل البدع والتعامل مع المخالفين وقضية التسامح الديني ومفهوم التيسير وغيرها.
وأشار العيسى الى ان الجمعية تقدم من خلاله أيضا رؤية أصيلة معاصرة للوسطية متمثلة في منهجها مدعمة بجهودها مصقولة بآراء العلماء ومقترحاتهم، فالوسطية تمثل فقه الحياة الشرعية في مراتبها الرفيعة ويحتاج إليها البشر اشد الحاجة.
وأضاف ان جمعية إحياء التراث الإسلامي حرصت على الوسطية وجعلتها قيمة حاكمة لها في مسيرتها الخيرية باعتبارها السمة الغالبة للإسلام وعززت ذلك من خلال برامجها العلمية ومشاريعها العملية.
بدوره قال امين عام المؤتمر د.بسام الشطي ان جمعية إحياء التراث الإسلامي بذلت قصارى جهدها في إيصال مفهوم الوسطية وركائزها وأسسها بين الناس لاسيما جيل الشباب وترجمتها الى عدة لغات والشواهد الملموسة هي براهين ساطعة وأدلة قاطعة.
ويشارك في المؤتمر كوكبة من العلماء والخطباء والدعاة وطلبة العلم من داخل البلاد وخارجها لاتمام النقاش ووضع آلية عمل مؤسسة على بنيان متين تنطلق من خلالها الوسطية.
وألقى بعد ذلك نائب رئيس انصار السنة في مصر د.عبدالله شاكر كلمة الضيوف اوضح فيها: ان موضوع الوسطية موضوع مهم تحتاجه الأمة، خاصة في هذا الوقت الذي تداخلت فيه المناهج واختلفت فيه الرؤى والافكار، وانحراف البعض عن منهج الحق، وقد اختص الله هذه الأمة بمنهج الوسطية والاعتدال الذي تميزت به عن غيرها من الأمم، وان اهم ما يميز منهج أهل السنة والجماعة منهج الوسطية والاعتدال يتمثل في صدورهم عن الوحي الرباني في تلقي اصول الدين وفروعه.
واضاف ان جمعية احياء التراث سلكت منهجا سليما وشجعت العلم والعلماء، وعاشت واقع الأمة واهتمت به، وتصدت للافكار المغلوطة والمفاهيم المنحرفة في مسائل الاعتقاد، ودعت للالتزام بالتكاليف الشرعية والآداب الاسلامية من غير افراط ولا تفريط.
بعد ذلك بدأ اول انشطة المؤتمر بالجلسة الأولى وذلك بمحاضرة للداعية د.محمد لوح (السنغال) تحدث فيها حول «معاني وسمات الوسطية»، فقال: لقد برزت في حياتنا المعاصرة بعض ظواهر الانحراف في العقيدة والفكر والسلوك، وانطلقت الاصوات تدعو للوقوف في وجه تلك الانحرافات ومعالجتها، وفي اثناء ذلك جمح الحماس ببعضهم فوصموا كل ملتزم بدينه وبخاصة في الأمور المظهرية بالتطرف والتنطع ومجانبة الوسطية، فالذي يحافظ على السنن والآداب في عباداته ومعاملاته متشدد، والذي يبتعد عن الخنا والفجور متزمت متحجر، والذي يجتهد في الطاعة والعبادة: غال في الدين والذي يدعو الى تصحيح المفاهيم ووضع الامور في نصابها متنطع متحذلق والذي يرتفع الى مستوى عال يليق بانسان مسلم يتنزه عن سفاسف الامور خيالي مثالي. بعد ذلك تحدث المحاضر حول «مفهوم الوسطية»، فقال: وردت الوسطية في القرآن الكريم في اكثر من آية وفي السنة في اكثر من حديث على عدة معان هي: العدل، والخيرية، والتوسط بين الافراط والتفريط، ومن ذلك قوله عز وجل: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) اي، عدلا، ويمكن ان نعرف الوسطية اصطلاحا بانها: «حالة سلوكية محمودة تعصم الفرد من الميل الى جانبي الافراط والتفريط، وحتى يتجلى لنا مفهوم الوسطية ينبغي ان نفهم الطرفين المحيطين بها وهما الغلو والجفاء (الإفراط والتفريط).
بعد ذلك تحدث فيصل بن قزاز الجاسم (الكويت) حول «مفهوم وغايات الوسطية» فقال: بالنظر الى ما جاء في السنة وما أثر عن السلف وما حكاه اهل التفسير، نجد ان «وسطية الأمة» تفسر بمعنيين: الأول: العدالة والخيرية، والثاني: الاعتدال والتوسط في الامور بين الغلو والجفاء، وبين التفريط والافراط.
وتابع: هذان المعنيان متداخلان، فان الامة الاسلامية هي خير الأمم وأفضلها واعدلها، وذلك لاعتدالها وتوسطها في عقائدها وشرائعها، ولاجل ذلك استحقوا ان يكونوا شهداء على الأمم، اذ الشهادة مبناها على العدالة، وهم اعدل الناس وافضلهم.واضاف: المتأمل في اقوال السلف وكلام اهل العلم واصطلاحاتهم يجد ان مصطلح «الوسطية» بهذا الاطار الذي هو شائع اليوم لم يكن معروفا بين السلف والعلماء، اذ لا يكاد يوجد له ذكر بهذا الاسم، في حين اننا نجد ان كثيرا من العلماء يستدل بوصف الله عز وجل للأمة بكونها وسطا في ابواب وجوب الاتباع ونبذ الابتداع، وفي بيان وجوب التمسك بالسنة وهدي سلف الامة وفي بيان وجوب اتباع الصحابة رضي الله عنهم ووصفهم بالعدالة والخيرية الموجبة لاتباعهم والاقتداء بهم والتمسك بآثارهم.
اما الجلسة الثانية لانشطة اليوم الاول للمؤتمر والتي كانت خلال الفترة المسائية فتم فيها تنظيم محاضرتين الأولى كانت بعنوان: «الوسطية بين الواقع والوهم» أآلقاها د.عبدالعزيز السدحان (السعودية).
حيث قال: اوضح علماء الشريعة الراسخون ان انكار المنكر من اعظم خصائص وسطية الأمة، واعظم الانكار هو الانكار على من خالف او هون من التمسك بمسلمات من ثوابت العقيدة، وما علم حكمه بالضرورة فالخلاف في مثل هذا لا قيمة له، بل هو مردود على صاحبه وليس لذلك الخلاف وزن معتبر.
بعد ذلك تحدث احمد بن حسن المعلم (اليمن) حول «الوسطية في ضوء القواعد الكلية والمقاصد الشرعية».
واقرأ ايضاً:
مستشرقون ألمان في ضيافة «الأوقاف»
المظفر: لا إصلاح دون حل مشاكل المحامين
قضاة مصر في الكويت كرّموا شيخهم المستشار جلال رابح