بالى ـ فارس السلمان
قال رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ان «السياسات الدولية اثبتت عدم فاعليتها في معالجة جذور واسباب مظاهر التوتر وعدم الاستقرار في العراق ولبنان والسودان وازمة الملف النووي الايراني وقضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
واكد الخرافي، في كلمة القاها في المؤتمر البرلماني الدولي الذي يعقد دورته الـ 116في مدينة بالي الاندونيسية امس، ان المشكلات التي ذكرناها آنفا اصبحت مصدر خطر دائم ليس على شعوب المنطقة فحسب انما ايضا على الامن والسلم العالميين، خصوصا في ظل سياسات دولية اثبتت عدم فاعليتها في معالجة تلك الازمات، مضيفا: وفي ظل عدم تحرك دولي لتصحيح هذه السياسات والمساهمة في حلها تأكيدا للشراكة الدولية في النظام الدولي المعاصر.
وقال ان عالمنا شهد خلال العقود القليلة الماضية تحولات مهمة وعلى اصعدة مختلفة خلقت حالة من التفاؤل بقيام نظام عالمي جديد يرسي العلاقات الدولية على اسس من المشروعية والعدالة، مضيفا: ويعزز دور الامم المتحدة ويفعل الحوار الدولي ويضع حدا للصراعات والنزاعات الاقليمية التي افرزتها وغذتها الحرب الباردة، ودفعت فيها شعوب العالم النامي ثمنا باهظا، مشيرا الى ان حالة التفاؤل تحولت للاسف الشديد الى حالة من القلق مما افرزه الواقع الدولي الجديد من بؤر جديدة للنزاع والتوتر وشعور بعدم الثقة بقدرة نظامنا العالمي وادواته على معالجتها، لاسيما في منطقة الشرق الاوسط، لافتا الى انها اصبحت مسرحا للفوضى السياسية والامنية، ومشهدا مفتوحا للازمات التي تهدد امن واستقرار شعوبها ودولها ودون ضوء في آخر النفق يمنح الامل والتفاؤل بحلها.
وقال الخرافي: وحين نبحث الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم ضمن بنود جدول اعمالنا، يجب ان نتساءل: هل يمكن بناء نظام عالمي مستقر وآمن في ظل الفوضى السياسية والامنية في اقليم رئيسي كاقليم الشرق الاوسط، مضيفا: وهل يمكن دمج اقتصادات دولة في الاقتصاد العالمي في ظل غياب دور فعال للمجتمع الدولي لمعالجة بؤر التوتر والنزاع فيه؟ وهل سيبقى دور اتحادنا تجاه الأزمات فيه محصورا في البحث والحوار دون الفعل والقرار؟
وقال ان سلاما عالميا لا يمكن أن يتحقق، وان اقتصادا عالميا متوازنا ومتكاملا يصعب أن يقوم في ظل الأزمات المتواصلة في منطقة الشرق الاوسط، وعلى رأسها الصراع العربي ـ الاسرائيلي الذي تحول مع مرور الزمن، وفي ظل غياب غير مبرر لمبادرات وحلول دولية عادلة وقادرة على معالجة جذوره، الى أزمة مزمنة تغذي مختلف اشكال العنف والتوتر في المنطقة، وتضع بصماتها على معظم قضاياها. وهذا في تقديري ما يجب أن يكون ضمن اهتماماتنا الرئيسية، وأحد الاهداف الاساسية لعمل اتحادنا في المستقبل. مشيرا الى ان المبادرة العربية التي أقرتها القمة العربية في الرياض في مطلع ابريل الماضي تؤكد قناعة الدول العربية بالسلام كخيار استراتيجي، وتشكل أرضية مناسبة لسلام عادل ودائم في الشرق الاوسط، ونتطلعو الى أن يقدم اجتماعنا الدعم اللازم لهذه المبادرة.
الصفحة في ملف ( pdf )