اسامة دياب
ضمن أنشطة المؤتمر الهندسي الاستشاري العربي الرابع لليوم الثاني على التوالي طرحت عدة اوراق عمل تضمنت كيفية استخدام التكنولوجيا في تطوير المكاتب الهندسية بما يتلاءم مع المعايير العالمية كما تطرقت الى المعوقات الاقتصادية للتنمية في الدول العربية اضافة الى المتغيرات الاقتصادية المعاصرة ودور المكاتب الهندسية في ترسيخ ثقافة المباني الخضراء الصديقة للبيئة والموفرة للطاقة والمياه، وفي الوقت نفسه قام المحاضرون بمناقشة اسس القيد والتصنيف للمكاتب الهندسية لتسهيل تسويق العمل الهندسي الاستشاري العربي.
في البداية أكد مدير عام الهيئة العامة للبيئة د.صلاح المضحي أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي قطاعات للدولة أو شركات عقارية متخصصة بشكل مباشر في مجال المباني الخضراء بالكويت، على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها بعض الجهات الحكومية والأكاديمية والبحثية (مثل وزارة الكهرباء والماء ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت).
وأضاف: ان هذه الجهود محصورة في عدد محدود من هذه الجهات وبالتالي فإنها لم ترق إلى مستوى العمل الوطني، كما أن غالبيتها في مجال استخدام الطاقة المستدامة في المباني كوسيلة للحفاظ على الطاقة في الكويت.
واستثنى المضحي من ذلك بعض الجهود المبذولة في التخضير مثل استزراع نبات المانجروف في منطقة الخيران والمناطق الساحلية لجون الكويت بواسطة شركة لآلئ الخيران ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وخطة التخضير الوطنية التي قام بإعدادها معهد الكويت للأبحاث العلمية في عام 1997 بالتعاون مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.
وتابع: ان التحول التدريجي من تشييد المباني التقليدية إلى المباني الخضراء سيعمل حتما على تطوير قطاع البناء والتشييد وتمكينه من الالتزام بالقوانين والمعايير والاشتراطات البيئية في الكويت. وإذا وضعنا في الاعتبار ان هذا القطاع احدى الدعائم الأساسية للمعيشة والنمو الاقتصادي في الكويت بما يوفره من مبان للخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية ومرافق للماء والطاقة والزراعة ومبان للمنشآت الصناعية والتجارية ووحدات سكنية، فإن تطوير قطاع البناء والتشييد وتمكينه من الالتزام بالقوانين والمعايير والاشتراطات البيئية من خلال المباني الخضراء المستدامة يعني أن ترسيخ إقامة هذه المباني سيدعم الجهود المبذولة من قبل الهيئة لحماية البيئة الكويتية وصيانة مواردها الطبيعية بشكل يضمن للأجيال القادمة بالكويت أن تنعم ببيئة نظيفة خالية من الملوثات الضارة والسامة وأن تحافظ على صحة السكان وتمكنهم من الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية والموارد الحية لتحقيق التنمية المستدامة.
وكشف مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.ناجي المطيري عن ان الاستهلاك السنوي للمياه والكهرباء في الكويت يزداد بنسبة 7.2% حيث ارتفع الاستهلاك 3 أضعاف خلال 16 عاما الماضية مؤكدا اذا استمر استهلاك وإنتاج الطاقة على نفس المعدل لمدة 30 عاما فإن الكويت ستستهلك إنتاجها من النفط ولن يتبقى لها شيء للتصدير.
وبين ان قطاع البناء يستهلك اكبر طاقة من الموارد الطبيعية وهذا القطاع يشكل نسبة 75% من حجم الاستثمار الكلي للكويت في العشر سنوات الماضية (كان المعدل 12 مليار دينار)، مشيرا الى ان قطاع الإسكان يحتاج الى 4 ملايين طن سنويا من الخرسانة.
واضاف: ان الكويت تعتزم استثمار لا يقل عن 25 مليار دينار خلال العقدين المقبلين لإنشاء مدن جديدة لإسكان 750 ألف مواطن.
وأشار الى أهمية حرص الكويت على استخدام التكنولوجيا في تطوير المكاتب الهندسية لتصبح على مستوى أفضل الممارسات العالمية.
وذكر ان التكنولوجيا الحديثة لا يمكن الاستعانة بها دون الكوادر الفنية التي تساهم في تطوير أعمال المكاتب الهندسية لتصميم المدن والمباني خصوصا ان الكويت تمتلك أفضل التقنيات المتطورة التي تستخدم في تصميم جميع المشاريع من محطات التحلية وتوليد الكهرباء والمنشآت البحرية.
مشاركة فعالة للمهندسين حديثي التخرج
شارك مجموعة من المهندسين حديثي التخرج بمشروع متميز تم عرضه في المعرض المصاحب للمؤتمر الهندسي الاستشاري العربي الرابع الذي ينظمه اتحاد المكاتب الهندسية والاستشارية بالتعاون مع جمعية المهندسين نال إعجاب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان ووزير التنمية الشيخ أحمد الفهد الذي طلب تزويده بدراسة الجدوى الخاص به. وقال م.احمد الصفي احد أصحاب الفكرة، نحن خمس طلبة قمنا بعمل مشروع البرج الدينامكي، ويتكون من 80 طابقا يتحرك كل طابق فيه بذاته، تختلف عن حركة الطابق الآخر، وبين كل طابق يوجد ارتفاع متر تم تزويده بمراوح لتوليد الكهرباء، حيث ينتج المشروع 20 ميغاوات. وأشار الى ان المشروع حصل على المركز الأول كأفضل مشروع للطاقة البديلة في مؤتمر الطاقة البديلة الذي انعقد مؤخرا في الكويت كأفضل فكرة يمكن تطبيقها في مجالات الطاقة البديلة على مستوى العالم، وهم أول من عملوا نموذجا متحركا يتكون من جزأين، أحدهما ثابت والآخر متحرك، ويكون الجزء الثابت من الخرسانات، والآخر يتكون من وحدات يتم تصنيعها في المصانع ويتم تركيبها في الموقع. وأشار الى ان بناء البرج الذي يبلغ ارتفاعه 480 مترا يحتاج الى عامين فقط، إضافة الى التكلفة الأقل، وكونه مبني صديقا للبيئة. وأعلن ان الشيخ أحمد الفهد أبدى إعجابه بالفكرة خلال حفل افتتاح المعرض وكان أول من رأى المشروع وطلب تزويده بدراسة الجدوى، لافتا الى انها أول مبادرة تشجيعية لهم على الرغم من مشاركتهم في خمس معارض سابقة، لافتا الى أنهم سعداء بهذا الاهتمام من المسؤول الأول عن تنفيذ الخطة التنموية للدولة. وأشار الى ان دراسة الجدوى جاهزة وانهم حصلوا علي تقدير «a» في الجامعة لافتا الى انه سيتم إرسالها الى أحد المكاتب الهندسية للتدقيق عليها ومن ثم إرسالها الى الشيخ أحمد الفهد بناء على طلبه.
معوشي: المياه أولوية مطلقة
اكد نائب رئيس اللجنة التنفيذية لهيئة المكاتب العربية ورئيس لجنة المياه والسدود في نقابة المهندسين اللبنانيين انطوان معوشي ان محور التنمية المستدامة من حيث الحصول على المياه اصبح اولوية مطلقة بالنسبة للحياة والتنمية.
وأضاف انه لضمان هذا الحق علينا استثمار مصادر المياه بطريقة مدروسة وصحيحة للاستفادة من مواقع السدود، والعمل على تجميع المياه السطحية اضافة الى استخدام المياه المعالجة، مع توعية الناس بأهمية ترشيد استهلاك المياه في جميع مراحلها، مشيرا الى اهمية بناء محطات تحلية مياه البحر في الدول التي تفتقر الى مصادر المياه العذبة.
رحال: نتمنى الاهتمام بالمكاتب الهندسية
قال نائب رئيس اتحاد المكاتب الهندسية والاستشارية الأردنية م.صالح رحال ان توصيات هذا المؤتمر ستكون مغايرة لتوصيات المؤتمرات السابقة خاصة انه تم طرح العديد من القضايا الجديدة مثل المباني الخضراء بما تواكب التطور في هذا المجال.
وأضاف أن نظام قيد وتصنيف المكاتب الهندسية قد ساعد على توحيد مفاهيم وجهود المهندسين في جميع الدول العربية مما سيسهل عملية انتقال الخبرات من بلد الى آخر وفي الوقت نفسه سيتم تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر من خلال اللجان المشاركة في الاتحاد العربي.
معاذ: أنصفوا المهندس العربي
عبر رئيس الوفد السوداني مرتضى معاذ عن اعتقاده بأن محاور المؤتمر حساسة وجيدة وتحتاج الى نقاش تفصيلي لتكون مجدية اكثر.
واشار الى ان ورقة د.محمد الجلايلي جاءت جميلة ومتنوعة حيث قدم الكثير من المشاريع المعمارية الجميلة وطرح مسألة التصنيف والتعاون العربي بين المكاتب الاستشارية وكيفية اتمام هذا التعاون.
كما اعرب عن اعجابه بورقة عمل م.يوسف عبدالرحيم من الكويت، مؤكدا ان التجربة الســــودانية كــــانت مختلفة تماما وبصورة كبيرة جدا عند الحديث عن تبادل الخبرة.
واضاف ان الكويت تساهم في عملية التنمية في السودان وخاصة من خلال بناء سد مروي والتجربة السودانية في هذا المجال جيدة جدا بالتعاون مع المكاتب الاستشارية الألمانية، مشيرا الى ان المهندسين السودانيين الذين شاركوا في سد مروي سيعملون على انشاء 6 سدود اخرى بأيد سودانية صرفة.
وقال: نحن نركز في توسيع الكعكة لكي يكون للمهندس العربي حصة في المشاركة في المشاريع العربية الكبيرة.
واقرأ ايضاً:
العتيبي: سحب «الزور الشمالية» من «المناقصات» يؤخر خطط «الكهرباء»
«العلمي» يدعو المشاركين في معرض جنيف لمعرض الاختراعات في نوفمبر
المشاركون في ندوة «الصحافيين»: التوعية من أهم وسائل الوقاية من المخدرات
أنس الرشيد: إقرار قوانين تنظم استخدام الإنترنت.. هاجس عالمي
المطيري: رابطة المعماريين تقوم ببناء قاعة خاصة بجمعية المهندسين بمساحة 1500م2