دارين العلي
أكد مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.ناجي المطيري أن ما نشر على لسانه قبل أيام أن «نفطنا إلى نضوب بعد 30 عاما» لم يكن دقيقا، حيث ان هذه العبارة لم ترد في ورقته العلمية التي قدمها خلال أعمال المؤتمر الهندسي الاستشاري العربي الرابع الذي نظمه اتحاد المكاتب الاستشارية وجمعية المهندسين الكويتية، وقدم خلاله عرضا مرئيا لورقته العلمية وهي بعنوان «استخدامات التكنولوجيا في تطوير المكاتب الهندسية وفقا لأفضل الممارسات العالمية»، موضحا أن البعض ربط بين ما ورد في ورقة العمل بشأن تأثير الزيادة في استهلاك الكهرباء والماء على قدرات تصدير النفط وبين «نضوب النفط» الذي لم تذكره ورقة العمل.
ذكر د.المطيري ـ في تصريح صحافي ـ أن زيادة الاستهلاك المحلي للنفط المنتج تؤثر على الكميات المصدرة، ولا تعني نضوب النفط، موضحا أن المعلومات الخاصة بالمخزون النفطي تتوافر لدى وزارة النفط التي تؤكد أن الاحتياطي الفعلي أكثر من التقديرات المعلنة، وأشار إلى أن محطات الطاقة في الكويت تستخدم أنواعا متعددة من الوقود، مثل الزيت الثقيل، غاز الوقود، والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى النفط الخام.
ولفت الى أن ورقة العمل ربطت عدم القدرة على تصدير النفط بعد ثلاثين عاما باستمرار معدلات الاستهلاك الحالية دون تغير معدلات الانتاج، وتمثل هذه المعدلات مؤشرات ينبغي أن نلتفت إليها في نشاط البحث والتطوير من أجل وضع الحلول العلمية لزيادة الإنتاج وتقليل الاستهلاك.
وأكد المطيري أن الهدف من طرح هذه المؤشرات هو التنبيه إلى خطورة زيادة معدلات الاستهلاك والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتعظيم الاهتمام بتنويع مصادر الطاقة، وتوطين الطاقة المتجددة والبديلة التي تعتمد على مصادر طبيعية أخرى للطاقة غير النفط، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية المتوافرة بنسب عالية في الكويت، موضحا أن المعهد يساند جهود الدولة في زيادة إنتاج النفط من خلال أبحاث ودراسات عديدة في مجالي إنتاج النفط وتكريره، وكذلك أبحاثه العلمية التي تهتم نتائجها بخفض استهلاك الكهرباء والمياه. وأشار د.المطيري إلى جهود المعهد في توطين الطاقة المتجددة والبديلة، موضحا أن خطته الاستراتيجية الجديدة تتضمن مراكز بحثية ذات أولوية وطنية مثل البترول والمياه والطاقة المتجددة، كما أنه بدأ العمل في ثلاثة مشاريع في هذا الاتجاه، هي «مشروع تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتلبية متطلبات القطاع النفطي الكويتي المرحلة الأولى تقييم تطبيقات محتملة»، و«مشروع تطوير استراتيجية لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة لدولة الكويت»، و«مشروع دراسة الجدوي لتقنيات توليد الطاقة من مصادر متجددة في دولة الكويت» ويقوم المشروع الأخير على أساس دراسة جدوى بإقامة محطة للطاقة المتجددة بسعة إنتاجية 100 ميغاواط باستخدام أهم الأنظمة الواعدة في هذا المجال مثل نظام الطاقة الشمسية الحرارية ونظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ونظام طاقة الرياح.
وقال د.المطيري: لقد تطرقت ورقة العمل المشار إليها إلى العديد من الأمور الخاصة باستخدامات التكنولوجيا في تحسين أعمال المكاتب الهندسية، مع الاهتمام بالإنشاءات في المشروعات الكبرى والتطبيقات الهندسية والتصاميم النموذجية، كما تطرقت إلى مشروع «الصبية»، حيث عرضت نتائج الدراسات ذات العلاقة بمقاومة تراكم الرمال وتوزيع الضغط الجوي حول مقطع الطريق، كما تناولت استخدام برامج المحاكاة في التصميم ونظم التحكم عن بعد بالأجهزة المستهلكة للطاقة بشكل رئيسي في المباني، وتطرقت إلى الأساليب التكنولوجية الحديثة والجيوفيزيائية لتحديد قوة الطبقات الأرضية السفلى لتصميم النظام الأمثل للأساسات، وتناول العرض أيضا استخدام نظم المعلومات الجغرافية عند التوسع العمراني وفي المشاريع التنموية ورصد اتجاهات ومعدلات النمو العمراني وقدم بعض الصور الفضائية ذات العلاقة، وخرائط من شبكة المعلومات البيئية المتكاملة، وأوضح د.المطيري أنه قد جرى توزيع نسخة إلكترونية من العرض على الحضور وأعضاء الأسرة الإعلامية الذين نقدر دوما جهدهم ونحترمه.