كشف رئيس اللجنة البيئية التطوعية لضاحية علي صباح السالم م.أحمد الشريع ان اللجنة ستقوم بالتوجه إلى القضاء المحلي كخطوة أولى للوصول إلى مطالب الأهالي في استنشاق هواء نظيف وان لم يحدث ذلك فسنصعد ذلك الى القضاء الدولي والذي ستكون له الكلمة الفصل في الحفاظ على أرواح 45 ألف نسمة يستنشقون أنواعا مختلفة من السموم التي تبثها المصانع المحيطة بالمنطقة.
وتابع الشريع أنه بالتوازي مع خطوة اللجوء للقضاء كانت لنا خطوة الإعلان عن الاضراب في التعليم تحت شعار «لا تعليم من دون صحة» حيث سنوقف أبناءنا عن التوجه للمدارس يومي 2 و3 مايو المقبل وهي خطوة أولى نتمنى ألا تتبعها خطوات تصعيدية أخرى وأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في الحفاظ على أرواح قاطني المنطقة.
كرامتنا انتهكت
وقال: اننا نشعر كأهالي منطقة أم الهيمان ان كرامتنا انتهكت حين باعنا نواب الدائرة الخامسة في المجلس بأرخص الاثمان لذلك قررنا أن نسمعهم صوت الشعب.
وفي الإطار ذاته، كشفت اللجنة البيئية التطوعية لضاحية علي صباح السالم في مؤتمرها الصحافي عن حقيقة مصادر صناعة التلوث التي تحيط بالمنطقة السكنية بشكل مباشر ومتواصل منذ ما يقارب 9 سنوات. وتميز المؤتمر الصحافي بالحيوية والحركة وذلك حين رتبت اللجنة جولة ميدانية في المنطقة السكنية ومنطقة الشعيبة الصناعية تمت خلالها معاينة حقيقة هذه الكارثة البيئية التي تنعكس على صحة سكان ضاحية علي صباح السالم، حيث بدأت الجولة بمعاينة خطوط الضغط العالي والتي كانت ملاصقة للمنازل ولا تبعد سوى أمتار قليلة وهو ما يشكل الهاجس الأكبر لدى سكان هذه المنازل من الآثار الجانبية التي تنعكس على صحتهم للإصابة بسرطان الدم. ثم تابعنا الجولة إلى مصانع الشعيبة الصناعية والتي لا تبعد سوى 2 كم عن المنطقة السكنية وتقع في اتجاه الرياح السائدة باتجاه المنطقة السكنية، حيث تمت ملاحظة جبال من المواد الأولية لصناعة الإسمنت والتي تعد عرضة بشكل مكشوف لأن تحملها الرياح إلى المنطقة السكنية وهو ما يسبب ارتفاع نسبة ملوث جزيئات الأجسام الصلبة والمتطايرة العالقة في الهواء وهو ما أشارت إليه اللجنة من أن هذه الأجسام الصلبة والمتطايرة أحد الأسباب الرئيسية التي تسبب التلف الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي من خلال تعطيل عمل الحويصلات الهوائية في رئة الإنسان.
انبعاثات غازية
كما تمت ملاحظة الكثير من الانبعاثات الغازية المسببة للتلوث الهوائي من الكثير من المصانع القائمة في تلك المنطقة والتي كان واضحا عليها عدم الالتزام بالشروط البيئية وضوابط السلامة، حيث بدت العديد من المصانع متهالكة وقديمة على الرغم من إنشائها حديثا فكانت خير عنوان لمفهوم التلوث البصري والنظافة العامة.
وتحدثت اللجنة عن بداية مشكلة التلوث في منطقة ضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان سابقا، التي بدأت منذ عام 1992 ـ 1993، ولخصت ما حدث من أحداث بين أعوام 2003 و2008
بأنه كانت هناك شكاوى ومطالبات شعبية بوجود تلوث بيئي في منطقة ضاحية علي صباح السالم يقابلها ردود أفعال حكومية تمثلت في وعود حكومية متكررة بحل مشكلة التلوث البيئي وزيارات ميدانية وعدة لجان تحقيق أكدت مرارا وتكرارا وجود التلوث البيئي وعدم التزام المصانع بالضوابط البيئية، كما أكدت لجان التحقيق في التوصية بعدم الترخيص أو التوطين لصناعات جديدة يقابلها توزيع قسائم صناعية جديدة بين فترة وأخرى على الرغم من وجود العديد من القرارات والكتب الرسمية الحكومية التي تدعو إلى عدم توطين صناعات جديدة ومنها القرار بتاريخ 14 يونيو 2002 حيث نص القرار على «وقف الترخيص للمشاريع الجديدة في منطقة الشعيبة الصناعية والعمل على إنشاء مناطق صناعية بعيدا عن التجمعات السكانية» والقرار المماثل بتاريخ 9 مايو 2004 والذي ينص على تخصيص موقع في شمال الكويت لتوطين جميع الصناعات الثقيلة والمتربة وذلك للحد من آثار تراكم الملوثات في المنطقة الجنوبية «وقد ختم التقرير الحكومي لدراسة الوضع البيئي القائم في منطقة الشعيبة الصناعية في عام 2008 بتأكيد ما سبق، حيث نص التقرير على ما يلي: «بعد الاطلاع ومراجعة المخاطبات الرسمية والقرارات والتوصيات منذ عام 2002 حتى عام 2006، يتضح للجنة أن هناك العديد من التوصيات التي تشير إلى وقف التراخيص والتوطين في منطقة الشعيبة الغربية، وتأهيل مناطق صناعية جديدة بحث تكون بعيدة عن المناطق السكنية ومتوافقة مع الاشتراطات والمعايير البيئية» مما يؤكد عدم جدية الحكومة في الحل الجذري لمشكلة التلوث وتكرار القرارات وضياع الحل الجذري.
وتابعت منذ عام 2009 لجأنا إلى نواب مجلس الأمة لما لديهم من أدوات دستورية قادرة على حل مشكلة التلوث البيئي حيث طالبناهم بالوفاء بالعهد والميثاق الذي عاهدوا فيه أهالي منطقة ضاحية علي صباح السالم.
تواصل مع النواب
وتواصلت اللجنة مع أعضاء مجلس الأمة ودعوناهم لترتيب لقاء مع رئيس مجلس الوزراء لتوضيح مشكلة التلوث البيئي في ضاحية علي صباح السالم له بشكل مباشر خصوصا بعد أن مللنا الوعود الحكومية على مدى تسع سنوات وكذلك لتداخل الوزراء المسؤولين عن هذه القضية، وتكرر طلبنا لمقابلة رئيس مجلس الوزراء عن طريق أعضاء مجلس الأمة وتم تأجيل لقاءنا عدة مرات وهو ما شككنا في عدم وجود قضية التلوث البيئي في أم الهيمان من أولويات الحكومة، وما أكد هذه الشكوك لاحقا كان خطاب رئيس مجلس الوزراء في مجلس الأمة في دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثالث عشر لمجلس الأمة حيث وردت مشكلة حادثة محطة مشرف وتم تجاهل مشكلة التلوث البيئي في منطقة ضاحية علي صباح السالم.
وقامت اللجنة بإقامة ندوة جماهيرية بعنوان «أم الهيمان بلا عنوان» في 21 أكتوبر 2009 بعد أن مللنا الوعود والتجاهل الحكومي لقضيتنا، وتمت دعوة نواب الدائرة الخامسة والموقعين على العهد والميثاق للوفاء والالتزام بقسمهم أمام أهالي المنطقة، وبعد أن سردت اللجنة في هذه الندوة التسلسل التاريخي لمشكلة التلوث البيئي منذ عام 2003 والعجز والتخاذل الحكومي لحل القضية طالبت اللجنة البيئية النواب بتبني ملف استجواب رئيس مجلس الوزراء، حيث قام النواب خالد الطاحوس وسعدون العتيبي ود.محمد الحويلة بمتابعة ملف الاستجواب، أما النائب: دليهي الهاجري والنائب سعد زنيفر العازمي وبادي الدوسري فكان رأيهم التدرج في المساءلة السياسية ومساءلة الوزير المختص قبل التوجه مباشرة إلى رئيس مجلس الوزراء وهو ما يعتبر تخديرا لجهود الحل الجذري وهو ما تعودناه من الحكومة طوال السنوات الماضية وترفضه اللجنة البيئية بشكل قاطع في هذه المرحلة وبعد كل هذه السنوات. اما بقية نواب الخامسة وهم: النائب فلاح الصواغ والنائب سالم نملان والنائب الصيفي الصيفي والنائب غانم الميع فقد تخاذلوا عن الحضور بشكل متعمد وباعذار غير مقبولة لا ترقى ان تصدر عن عضو مجلس أمة.
لا تعليم بدون صحة
ودعت جميع أهالي منطقة ضاحية علي صباح السالم للمشاركة في رفع شعار «لا تعليم من دون صحة» وذلك بتطبيق هذا الشعار إلى التوقف عن الدراسة ليومين متتاليين في يومي 2 و5 مايو المقبل احتجاجا على التخاذل الحكومي والتواطؤ النيابي لحل قضية التلوث البيئي بشكل جذري.