لميس بلال
جاء اليوم الثاني من المؤتمر الوطني السابع «من الكويت نبدأ.. والى الكويت ننتهي» بمسرح مكتبة البابطين بحضور وزير التجارة احمد الهارون ورئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم والنائب مرزوق الغانم.
بدأ الحفل بترحيب من رئيس لجنة الاشراف العليا للمؤتمر المحامي يوسف الياسين والذي اكد سعادة الانسان حينما يرى ثمار ما غرس لاسيما حيث يكون في الكويت ولاهل الكويت، مبديا سعادته بوجود الشخصيات الهامة في مقدمة الحفل. وقال: «مو مشكلة اكون شيعيا او سنيا حضريا او بدويا ليبراليا او سلفيا لكن المشكلة اذا تعارضت الوطنية مع القبلية او الطائفية لذلك كل واحد له قناعاته والكل له حق القناعات». وانتقلت الكلمة لضياء البدر التي تحدثت للجمهور عن مناقب العم هاشم القناعي (رحمه الله) والذي كان اول معلم للغة الانجليزية في الكويت حيث بدأ في مدارس الكويت الاهلية ثم تعلم اللغة الانجليزية مستفيدا من الكتب المرسلة من الخارج حتى سافر للهند والتحق بأحد المدارس المتخصصة، ثم افتتح مدرسة خاصة لتعليم اللغة الانجليزية وكانت اول مدرسة خاصة عرفت بالمدرسة الاهلية ثم انتقلت للبهتية والتي تقع في منطقة مرتفعة من ناحية سوق التجار، حيث كان يقوم بجميع المهام التعليمية والادارية واضاف طرقا جديدة على المناهج كالآلة الكاتبة وبذلك ازداد عدد الطلاب وكان رسم الاشتراك آنذاك روبيتين ما يعادل 150 فلسا. واضافت ضياء البدر ان معظم الطلاب الذين تخرجوا في مدرسته تقلدوا مناصب هامة ومن ضمنهم العم عقاب الخطيب د.احمد الخطيب، عبدالرحمن العتيقي، عبدالرحمن القناعي، يوسف الحجي، د.صالح العجيري، محمد الحميضي، المرحوم سليمان المشعان، سليمان الجارالله ود.داود الصالح وغيرهم من الاسماء.
ثم تحدثت المحامية كوثر الجوعان عن العطاء والوفاء للوطن واكدت ان الظروف التي تعيشها البلد تستدعي منا جميعا بأن نعي اهمية ما يجري على الساحة من مساجلات عقيمة لا تخدم الوطن، مضيفة علينا ان ننتبه الى بعض الاسلاك الشائكة التي يحاول البعض وضعها هنا وهناك ولكن لن يستطع احد العبور بوجود جسر الكويت المتين بأبنائه.
وقالت في الماضي لم تكن هناك التفرقة التي نعيشها اليوم فهناك طائفة او كتلة او تيار سموها ما شئتم تحاول ان تضع جذورا جديدة في مجتمعنا، لكن الكويتي الممتدة جذوره الى 300 عام لا يمكنه ان يتغير ومن يتغير فقد نسي جذوره، مستغربة من صناع القرار فمكانهم داخل مؤسساتهم الرسمية ليأخذوا القرار بنعم أو لا لكن ان يأخذوا القرار خارج المؤسسات، هذا ما لا يسمى بالعطاء او ممارسة الديموقراطية فهم شوهوا الديموقراطية.
وبعد كلمة الجوعان عرض فيلم وثائقي يعرض سيرة الشيخ ساير بن عبدالله بن هايل العتيبي ـ رحمه الله ـ والذي مضى بجسده وبقي بروحه ومآثره فقد اتسمت شخصيته بالعصامية والشجاعة والجرأة في الحق والتدين والحرص على اصلاح المجتمع. وتحدث طلال الغانم عن مناقب العم صلاح فهد المرزوق رحمه الله، الرجل الاقتصادي الذي توفي في يناير الماضي 2010، فالمرحوم من مواليد 1948 ويعتبر احد اعمدة هذا البلد ومن رواد العمل التطوعي، حيث حصل على البكالوريوس عام 1972 والماجستير عام 1975 وتقلد مناصب كثيرة عمل بها وأخرى تطوع بها وكانت الاخيرة كرئيس مجلس ادارة المقاصة عام 2007. وكان المرحوم عضوا في لجان مختلفة أثرت بجانب ايجابي على الاقتصاد في الكويت، فهو كان احد فرسان الاصلاح في الكويت، شيمته التواضع والكرم، كان ملتزما بمواعيده، لم يرحم جسده النحيل من مواصلة العمل ليلا ونهارا لخدمة الوطن. كان ناشطا سياسيا فهو الذي وقّع عريضة الـ 45، كان مؤمنا بالمقولة «بدل ان تلقي اللوم على الظلام أشعل شمعة». وتبين فكره المستنير في لقاء له عام 2007 حيث تكلم عن الخصخصة وكأنه يعي المشاكل التي سنواجهها في وقتنا الحالي.
27 عاما قضاها صلاح المرزوق في خدمة الشأن العام بين غرفة تجارة وصناعة الكويت ولجنة سوق الكويت للاوراق المالية، وأخيرا الشركة الكويتية للمقاصة.
عرفه أهل الاقتصاد، رجلا صالحا لكل مواسم الاصلاح. كلما احتاج موقع الى رجل من أهل الثقة، فارسا للصلاح ورجاحة الرأي، خسرت قطاعات الاقتصاد الكويتي ركنا أضاف الكثير في التدقيق المحاسبي وفي غرفة التجارة والبورصة والمقاصة، لكن أجيالا مقبلة ستذكر كم من الاصلاحات أدخل في عهده. وفي نهاية حديث طلال الغانم تمنى لو يكرم المرحوم في مماته كما كرمه صاحب السمو الامير في غرفة تجارة وصناعة الكويت في حياته، وذلك بتسمية شارع من منطقة الشويخ باسمه لأنها المنطقة التي ترعرع بها. من جانبه، شكر رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم المنظمين لهذا المؤتمر على هذه المبادرة والتي نعتز ونفتخر بها كوننا كويتيون، خصوصا عندما نفخر بروادنا السابقين، فهذه مفخرة الكويتيين وتاريخهم التي تبنى على التكاتف والمحبة وبهذا المجهود نعمل لمستقبل الكويت. أما وزير التجارة أحمد الهارون فقال: انها المرة الاولى في مشاركتي للمؤتمر الوطني السابع والذي نظمته هذه النخبة الطيبة، وهذا عمل تطوعي وجهد يشكرون عليه هدفه تكريم الرواد الاوائل الذين قدموا خدمات وعطاءات جليلة. متمنيا الهارون ان تستمر مثل هذه المؤتمرات وان يقدروا من اجهزة الدولة ونشكرهم على الجهد الطيب على ما بذلوه من عمل خير، وان يستمر للأعوام المقبلة المزيد من العطاء والتكريم.