- دشتي: واجهوني بموقف واحد اتخذته ضد الكويت ومصلحة الوطن بغض النظر عن تسميتي حكومية أو معارضة
- العوضي: عندما نطلـب الفرصـة لا نعنـي التغاضي عن الأخطاء بل نعني أن البناء يحتـاج إلـى الوقت
- المبارك: نطمئن الجميع من نســاء ومواطنين ومجتمــع.. حقوقكم في أيـد أمينـة أمينـة أمينــة
- الجسار: هنـاك نواب يتدخلـون بأجنداتهـم السياسية بالتستر والتعاون مع الحكومة لعدم تمرير قوانين إصلاح التعليم
دارين العلي
ذكرى سنوية جديدة تضاف إلى لائحة الاحتفالات في البلاد، «سنة حلوة يا جميل»، «سنة أولى حب» وعبارات أخرى أطلقت على السنة الأولى التي قضتها المرأة الكويتية في البرلمان.
ماذا فعلت المرأة، ماذا اكتسبت وماذا قدمت في سنة أولى برلمان كان هذا محور منتدى الزميلة «القبس» مساء أمس الأول تحت عنوان «المرأة الكويتية سنة أولى برلمان.. الواقع والآمال» بحضور النائبات النساء الأربع وعدد من السفراء والناشطات السياسيات والمهتمين بالنشاط السياسي ووسائل الإعلام.
وبين الترحيب بفكرة الندوة والدعوة الى ألا توضع النساء دائما تحت المجهر وان تتم مراقبة ومناقشة ما قدمه المجلس ككل وأداء النواب الرجال، انبرى عدد كبير من الحاضرين إلى المداخلة وطرح الأفكار وأحيانا لمدح النائبات وأحيانا أخرى لانتقاد بعضهن.
هذه المداخلات أتت عقب تقديم لرئيس تحرير الزميلة «القبس» وليد النصف لفت فيه إلى التركيز الذي حازته النائبات من الصحافة وذلك بسبب حداثة التجربة طالبا ألا يتم المزج بين الأداء السلبي للبرلمان وأداء النائبات الأربع مسجلا لهن إشادة على طريقة عملهن حيث لم يمثلن النساء فقط بل أهل الكويت جميعا ولم يشكلن كتلة خاصة لهن.
العمل الفعلي للمجلس
أما النائبات الأربع فقد كانت د.أسيل العوضي أولى المتحدثات إذ أكدت رحابة صدرها لسماع كلام المدح والانتقاد في آن معا ومحاولة الاستفادة منها في المسيرة البرلمانية مفصّلة عمل مجلس الأمة خلال هذا العام حيث لفتت الى ان العمل الفعلي هو 7 أشهر فقط تخللتها 6 استجوابات والتي بدورها تأخذ وقتا كبيرا من عمل المجلس.
واشارت إلى أن تقييم النائب يجب ان يأتي بناء على ما قام به في اللجان متسائلة عن المعيار الذي يتم على أساسه تسمية النائبات الأربع بالحكوميات متحدثة عن تعاملها مع الاستجوابات ومؤكدة أن امتناعها عن التصويت في اثنين منها موقف يجسد موافقتها على ان الوزير اخطأ ولكن خطأه لا يستحق الإعدام السياسي.
وقالت «لم اتخذ يوما موقفا ضد قانون معين بل كانت مواقفنا متسقة مع ما طرحناه أيام الانتخابات»، مشيرة إلى انها عضو في 6 لجان نيابية والتي خرج عنها عدة قوانين رأت النور ومنها قانونا المعاقين والعمل ولافتة الى ان 4 قوانين أخرى تخص الشؤون الاجتماعية مدرجة على جدول الأعمال وقد تأخر دورها وكذلك العمل على التأمين الصحي والخدمات الصحية.
وأضافت «عندما كنت خارج المجلس كنت أنتقد ولكن اكتشفت أن أسهل شيء الانتقاد فمن يده في النار ليس كمن يده في الماء»، مشيرة إلى ان 40 سنة من الاعوجاج وتشويه البيئة السياسية لا يمكن معالجتها في اقل من سنة وعندما نطلب الفرصة لذلك لا نعني التغاضي عن الأخطاء بل ان البناء يحتاج إلى الوقت.
وأكدت ان التجربة التي يخضنها هي محاولة لإثبات المرأة داخل البرلمان، مشيرة إلى انهن في تقييمها الشخصي نجحن في اثبات وجودهن حيث انهن ممثلات باللجان البرلمانية الفاعلة وجهدهن واضح في عملية صياغة القوانين لافتة إلى التحدي الأكبر الذي يواجههن وهو إعادة النصاب لدور النائب الحقيقي بسبب تشويه الآخرين لدورهم في البرلمان حيث لا يركز بعض النواب على عملهم في اللجان بل على البهرجة الإعلامية.
وقالت نحن ندفع ثمن وجود نوعية معينة من النواب هدفها التصعيد والبهرجة ولكننا لن نستسلم أمام ضغط ذلك، مشيرة إلى هاجس لديها هو ان تترك المجلس في وقت تكون فيه مثالا للمرأة كنائب وتقدم نموذجا للأجيال القادمة لضرورة وجود المرأة في مجلس الأمة.
الأهم هي الكويت
أما النائب د.رولا دشتي فأكدت ان الجميع في قارب واحد هو الكويت ومهما اختلفت الآراء إلا ان الهدف واحد هو الكويت مطالبة بأن يواجهها احدهم بموقف واحد اتخذته كان ضد الكويت وضد مصلحة الوطن بغض النظر عن التسميات سواء حكومية أو معارضة أو موالية فالهدف من مواقفها واحد وهو مصلحة الوطن والمواطن والتوازن فيما بينهما.
ولفتت إلى ان المجلس الحالي أقر 7 قوانين 5 منها بالإجماع واثنان بعد عدة مداولات كالعمل في القطاع الخاص والقروض مشيرة إلى ان جميع هذه القوانين شاركت المرأة في إعدادها وفي لجانها وهناك 6 قوانين أخرى في طور الإعداد ولهن مشاركة كبيرة فيها بل ان احدها من اقتراحهن.
وطالبت المرأة الكويتية بالانتظار لأن القوانين في طور الإعداد والدورة المستندية تتطلب وقتا بالرغم من محاولتهن تسريع هذه الدورة طالبة من الجميع محاسبتها على أساس ما طرحته في برنامجها الانتخابي والذي تعمل على تحقيقه منذ دخولها المجلس.
وأشارت الى ان البعض لا يحاسبهن على أساس برامجهن الانتخابية أو أدائهن مقارنة مع الآخرين بل على نسبة التغيير وهذا الأمر ليس منصفا اذ ان التغيير يتطلب وقتا لافتة الى ان النائبات الأربع حاولن تغيير ثقافة المجلس الحالية التي تقوم على التأجيل والتمديد والتأخير لتكريس ثقافة أخرى تقوم على الالتزام والإنجاز مؤكدة ان التغيير الإيجابي يتطلب وقتا وليس بين ليلة وضحاها.
لجان المجلس
من جهتها أعربت النائبة د.معصومة المبارك عن تمنياتها بان تتم هذه اللقاءات بشكل دوري ومع جميع النواب وليس فقط معهن، مشيرة الى ان أداءهن داخل المجلس هو انعكاس لواقع داخله او خارجه، لافتة إلى ان عمل النائب رجلا كان او امرأة هو تشريعي رقابي يتلخص في طرح الاقتراحات والتصويت عليها وعمل اللجان من صلب العمل التشريعي مشيرة إلى ان نساء المجلس يشاركن بـ 5 لجان دائمة من بين 9 وهي الصحة والمالية والاقتصادية والتعليمية والشؤون الخارجية والتشريعية و4 لجان مؤقتة من بين 8 وهي شؤون المرأة، الاحتياجات الخاصة، الأولويات والبيئة.
وبالأرقام تحدثت عن اجتماعات اللجان في دور الانعقاد الحالي وهي 16 اجتماعا للجنة شؤون المرأة و27 للاحتياجات الخاصة و6 للشؤون الخارجية و7 للأولويات و10 للبيئة و16 للصحية و20 للمالية و26 للتشريعية، مشيرة إلى ان ذكر هذه الأرقام يأتي ليس قبيل إظهار ما يقمن به بل للتأكيد على انهن على استعداد لتحمل أضعاف ذلك في مصلحة الوطن.
وعن لجنة المرأة قالت المبارك ان كل برامج الانتخابات تمحورت حول المرأة وهذا البند كان محورا رئيسيا ولكن ليس الوحيد، لأن المرأة تشعر بالغبن والظلم الذي تتعرض له النساء، مشيرة إلى عدة اقتراحات بقوانين موجودة وتمت الإضافة عليها حتى باتت 24 اقتراحا تتم دراستها بتمعن حتى تعطى المرأة حقوقها بشكل متوازن ولا تطغى هذه الحقوق على الرجل، مشيرة الى ان هذه الاقتراحات متصلة بعدد من القوانين التي يجب دراستها جيدا مع الجهات الحكومية المعنية لإخراج قانون واقعي قابل للتطبيق.
ولفتت إلى انه تم تقديم الاقتراح مع التعديلات المتعلقة بـ 3 قوانين: المدنية والصحية والتأمينات وتم التصويت على إعادة القانون الى اللجنة لحين استكمال جميع المحاور وتقديمها دفعة واحدة، مؤكدة ان هذا القانون سيقدم الكثير للمرأة والمجتمع، مشيرة إلى ان المرأة العاملة في القطاع الخاص لها قانون خاص يعطيها عددا من الامتيازات، خاتمة بقولها: «نطمئن الجميع: حقوقكم كنساء ومواطنين ومجتمع في أيد أمينة أمينة أمينة».
النقد دافع للقوة
بدورها تحدثت النائبة د.سلوى الجسار، معتبرة ان النقد هو دافع للقوة، متمنية من الجميع قراءة السطور نفسها وليس ما بين السطور ومؤكدة أن أي انجاز يحققه أي نائب مرهون بأدائه في العمل بشكل عام.
ولفتت إلى مسارين يمشي عليهما المجلس حاليا: الأول تقليدي استهلاكي يمارسه بعض النواب كتقديم اقتراحات برغبة منقولة ذات طرح عقيم ومستهلك والمسار الآخر هو ما تقدمه نساء البرلمان من طرح سياسي راق وموضوعي وعلمي دون املاءات من تيارات وأحزاب وكتل بل انه جهد خاص تصحبه المقابلات مع المعنيين وهذه هي الخدمات التي تقدمها نساء المجلس وليس الخدمات الاستهلاكية التي يقدمها بعض النواب والتي باتت ثقافة في المجتمع.
ولفتت ـ كونها ترأس اللجنة التعليمية ـ إلى عدة قوانين يجري العمل عليها كقانون التعليم الخاص والجامعة والتعليم الإلزامي وتنظيم التعليم العالي، مشيرة الى انه تمت مناقشة 197 مقترحا برغبة لتطوير التعليم، مؤكدة ان هناك نوابا يتدخلون بأجنداتهم السياسية بالتعاون والتستر مع الحكومة لعدم تمرير قوانين إصلاح التعليم.
مداخلات
وكانت عدة مداخلات قد سبقت كلام النائبات أبرزها قدمها د.أحمد الخطيب، مشيدا بما حققته النساء بعد 4 سنوات من إقرار قانون حق المرأة السياسي وهذا لا يحصل في مختلف دول العالم، مشيرا الى انه لا يجوز ان يطلب منهن الكثير حيث دخلن الى معقل الرجال واثبتن أنهن الأفضل، مشيدا بما حققته ذكرى الرشيدي من أرقام في منطقة قبلية بالرغم من إجراء الفرعيات، موضحا انه تاريخي ما قام به الشعب الكويتي من تحد للتقاليد البالية بعد ان استطاع ان يوصل هذه الكوكبة من النساء إلى مجلس الأمة.
بدوره تخوف فيصل العنجري من ان يكون وصول النائبات الـ 4 الى مجلس الأمة ردة فعل الناخب على بعض النواب او ان كبر حجم الدائرة، مستبعدا ان تستطيع المرأة الوصول في ظل الـ 25 دائرة، خصوصا ان معيار الوصول ليس أداء النائب في المجلس حيث أثبتت النائبات أنهن الأفضل به بل معيار الوصول هو زيارة الدواوين وانجاز المعاملات وغيرها، مقترحا إدراج بند في قانون الانتخابات ينص على ألا يقل عدد النواب من كلا الجنسين عن نسبة محددة وهذا يضمن وصول المرأة والرجل معا ولا يتعارض مع الدستور.
وانتقدت خولة العتيقي أداء البرلمانيات فيما يتعلق بما قدمنه للمرأة حيث إلى الآن لم يقر قانون منصف للمرأة ولم تتم معالجة قضاياها بشكل صحيح مستشهدة بعدد من النصوص القانونية منتقدة ما يقال عن نساء البرلمان بأنهن حكوميات وقراراتهن غير مستقلة أو شعبية بل بناء على مصالح الحكومة
واعتبر د.شملان العيسى ان الخوف من ان تهزم المرأة المرأة فمن واقع خبرته في الجامعة على مدى طويل هناك اكثر من 70% طالبات و30% طلبة والطالبات يصوتن لصالح التيارات الإسلامية ولا يصوتن لصالح زميلاتهن الطالبات مشددا على ان دعم الرجل للمرأة هو الذي أوصلها للمجلس.
الناشطة نجلاء النقي أثنت على اداء النساء في البرلمان، متمنية عدم الحاجة لـ «الكوتا» للوصول إلى المجلس بل الوصول عبر الاقتناع المجتمعي آملة الأخذ بعين الاعتبار الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل خلال إقرار القوانين حتى لا يتم سحقهم مستشهدة بمقولة أمير القلوب «كلنا زائلون والكويت باقية».
الكاتب سامي النصف أشاد بكم الاحترام الذي تكنه النائبات الأربع لبعضهن البعض وتمتعهن بـ «المرجلة» في اتخاذ المواقف سواء مع الحكومة أو ضدها، مشيرا الى انه يجب على الجميع التفكير في كيفية دعمهن وزيادة عددهن داخل المجلس.
وانتقدت د.لولوة الملا ان يتم تقييم النائبات بمعزل عن النواب الآخرين حيث يجب تقييم أداء المجلس وليس نائباته، مشيرة إلى ان النساء استطعن القيام بعدد كبير من الأمور سواء المتعلقة بالمرأة أو غيرها يمتدحن عليها أحيانا ويتعرضن للانتقاد أحيانا ولكن هذا كله بهدف المصلحة العامة.
بدورها اكدت الكاتبة فاطمة العلي ان كلمة حكوميات ليست تهمة فالحكومة جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، مشيرة الى ان النائبات يمشين بخطى متوازية كل في موقع معين يلتقين على هدف واحد وهو مصلحة البلد، مشيرة الى ما أدخلته النائبات من احترام على أجواء المجلس حيث لم نعد نسمع الشتائم والكلمات النابية من النواب لبعضهم البعض
واعتبر فيصل الهاجري ان وضع النائبات في زاوية لتقييمهن وانتقادهن أمر غير مرحب به بل يجب انتقاد المرأة النائبة وعدم فصلها عن بقية النواب فلا يجوز العودة إلى المربع الأول وتكريس فكرة ان المرأة شيء مختلف.
من جهتها قالت صفاء الهاشم: كانت «سنة حلوة يا جميل»، مشيدة بالعمل في صمت الذي تمارسه النائبات دون الخروج إلى الشارع وممارسة الترهات والبهرجة الإعلامية لذلك يجب على كل من يؤيد وجودهن ان يكون بمثابة العمود الفقري لهن والعين التي تراقب لكي تعين.
أما المحامية ذكرى الرشيدي، فأشارت إلى انه ما يمكن ان ينتقد في أداء النائبات هو عدم خروجهن للإعلام لتبيان ما يقمن به داخل اللجان إذ انهن مميزات فعلا في هذا العمل يقمن بما يجب القيام به، لافتة الى ان المرأة مظلومة دائما ولا تعطى الفرصة لتقوم بما يجب القيام به بل تبقى تحت المجهر دائما ويطلب منها الكثير.
ديموقراطية الكويت وأميركا
حضرت السفيرة الأميركية ديبورا جونز كامل الندوة وقدمت مداخلة ثمنت فيها جهد القائمين على الندوة، قائلة: «كم انتم محظوظون في الكويت لإقامة مثل هذه الندوات لمناقشة أهم مجريات الحياة السياسية بوضوح وقوة مثمنة قدرة الشعب وتحديدا من يمثلون العمل السياسي على تقبل الرأي والرأي الآخر ما وصفته بالذي يمثل الشكل والوجه الحقيقيين للديموقراطية الحقة التي لم تشهد لها مثيلا الا في الولايات المتحدة الأميركية».
لقطات
-
قالت د.رولا دشتي في معرض الحديث عن تنفيذ برنامجها الانتخابي: إذا بقيت على ذات المنوال من العمل فإنني في سنة ثانية مجلس سأنتهي من تحقيق برنامجي وأتصدى لأمور أخرى.
-
استخدمت د.اسيل العوضي عبارة «هرجلة» في حديثها عن ممارسات بعض النواب، مشيرة إلى انها «باقتها» أي هذه العبارة من د.معصومة المبارك التي تواظب على ذكرها.
-
عندما قدم رئيس تحرير «القبس» المحامية ذكرى الرشيدي لتقديم مداخلتها عرف عنها بـ «النائبة ذكرى الرشيدي» ما لاقى استحسان الحضور.
-
أطلقت د.سلوى الجسار تسمية «المحلل» على النائبات الأربع تدليلا على ان بعض اللجان في المجلس لم تكتمل إلا بمشاركتهن.
-
اختتمت الندوة بعشاء قال عنه النصف إنه مقدم من رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
-
أسمت د.سلوى الجسار السنة الأولى للنائبات في المجلس بـ «سنة أولى حب» مستدركة بأنه «حب اتقان السياسة».
واقرأ ايضاً:
المجلس بدأ مناقشة «الذمة المالية»
تكليف ديوان المحاسبة بإجراء فحص دفتري للجوانب الإدارية والمالية بديوان ولي العهد
رئيس مجلس الأمة عاد من تركيا
وقف بدل الإيجار عمن ترد أولويته ويطلب تأجيل التسلّم و3 شروط لاستحقاق الابن المتزوج الرعاية السكنية
الشريعان: عام 2010 الأصعب كهربائياً