- الطبطبائي: لا فرق في البر بين المسلم وغـيـر المسلـم واحتــرام العلماء واجـب
ليلى الشافعي
عبّر رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د.عبدالله المعتوق عن سعادته بأن يعقد المؤتمر الدولي حول الوسطية للحوار من أجل تعزيز التعايش السلمي بين الشعوب، وهو في أول أيام توليه منصب رئيس الهيئة.
وقال في المؤتمر الدولي الذي نظمته الهيئة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والذي يستمر لمدة يومين، هذا المؤتمر يتناول قضية من أهم القضايا في هذه المرحلة، ألا وهي قضية الوسطية والحوار من أجل تعزيز التعايش السلمي بين الشعوب، ويسعدني أن أتحمل المسؤولية التي أولاني إياها أعضاء الجمعية العامة في الهيئة وأشكر لهم هذه الثقة الغالية وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينني على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة وان أواصل الطريق الذي رسمه العم الفاضل الشيخ يوسف الحجي على مدى 25 عاما من العمل الدؤوب والإنجاز والعطاء في خدمة الإسلام والمسلمين.
وأضاف: ان العم يوسف الحجي كان لا يكل ولا يمل من العمل المخلص والبناء في شتى دروب العمل الخيري وهو بهذه السيرة الطيبة والمباركة الحافلة بالإنجازات والمشاريع والبرامج الكبيرة قد أتعب من بعده، ولهذا فلن أستغني عن توجيهاته السديدة وآرائه الحكيمة، متمنيا له دوام التوفيق والسداد.
وأضاف: إنها لفرصة عظيمة أن أشكر فيها إخواني في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الايسيسكو» على تعاونهم المثمر والبناء مع الهيئة خلال السنوات الماضية، وأن أعرب عن أملي وتفاؤلي في استشراف مستقبل مشرق نحو الغايات المشتركة التي ننشدها في خدمة أمتنا الإسلامية.
وزاد: لقد حافظت أمتنا على مكانتها التاريخية، وظلت رائدة في التفوق الحضاري، ومشاركة الشعوب في التنمية والتقدم حتى تنازعتها الأهواء، وتقاسمتها الفتن ودب الخلاف في ربوعها وحدث ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، بقوله: «توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها»، فضعفت بعد قوة وريادة، وتمزقت بعد وحدة، وتخلفت عن المسير، وسبقها من كان خلفها، وهذا هو واقع المسلمين اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبيّن ان هذا المؤتمر فرصة لإصدار توصيات ليست بالعاطفية ولا الإنشائية إنما توصيات عملية قابلة للتنفيذ تنبذ التطرف والتكفير وتعمل على إشاعة الوسطية الحقة بالحكمة والحوار المستنير المتوهج بالتقوى والأخوة الإسلامية المرتجاة.
وقدم كلمة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو ممثلها د.عبدالحميد الهرامة قال فيها: وأكد ان الاسلام دين الوسطية حقا، ودين الحوار بالتي هي احسن، ودين المعاملة بالرفق في الامور كلها، وذلك من خلال بروز هذه القيم في العقيدة والشريعة السمحة، ثم من خلال التراث الاسلامي المليء بالامثلة الدالة عليه.
وقد زاد التركيز على موضوع الوسطية والحوار من خلال المؤتمرات والندوات والمؤلفات والمنابر الاعلامية، طيلة العقد الاول من هذه الالفية على وجه الخصوص، وعبر المسلمون فيها عن المنظور الاسلامي في هذا الخصوص، لكن يبقى امران مهمان يتطلبان مزيدا من الايضاح:
اولهما، ضرورة تعمق البحث لايجاد آليات فاعلة ومجدية تنجح في تبليغ ما لدينا من هذه القيم الى الآخر، والمشكك في وجودها بلغة يفهمها واسلوب يقنعه وبراهين تسهم في تغيير افكاره المسبقة، وشبهاته الموهومة عن التطرف في الاسلام او الخوف من الاسلام وذلك حتى يمكنه التفريق بين ما يسمعه من اخبار مسيئة للاسلام وبين الحقائق الناصعة لقيم التعايش السلمي التي تجد مساحة كبرى في المدونة الاسلامية المقدسة والتراثية.
والامر الثاني الذي نحرص على التوصية به في هذا اللقاء هو ان نفعل شيئا يؤكد قيم الحوار الوسطي في داخل بيتنا الاسلامي والعربي، ففي عالمنا مشكلات منشؤها الابتعاد عن هذه القيم وهي تعوق انطلاقة النهضة، وتعطل عملية التنمية وتعكر صفو علاقات المودة الواجبة بين المسلمين.
من جهته، تناول العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.محمد الطبطبائي ضوابط وملامح الوسطية كما تناول محبة الآخرين ومحبة التمسك بالامل والوفاء والانفتاح، وقال: لا فرق في البر بين المسلمين وغير المسلمين، وتناول اثر التعصب والجهل واستشهد بالتراث الاسلامي وذكر احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
ثم انتقل الى ادب الحوار وقيمه ودور الوسطية في التقريب بين الشعوب وفي حل المشاكل الشائكة وبناء العلاقات الانسانية السليمة، مشيرا الى تشجيع الخلاف في الفرعيات والتمسك بالاساسيات، واستنكر عدم احترام العلماء، مشيرا الى ان الغرور لا يخدم الدين وان الحرص على الزعامة والقيادة والمنصب هو داء وان العقول تتفاوت وهذا من اسباب الاختلاف بين البشر.
وتناول د.عصام البشير حوار الذات وتعايش الآخر وما تدعو اليه الوسطية من الرفق في التعامل مع الآخرين، وشكر الداعية يوسف الحجي على ما قدمه خلال مسيرة الهيئة والآثار البالغة التي حققها مع اعضاء الهيئة.