شهد اليوم الأول للدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي حضورا كبيرا فاق التوقعات، حيث وصل عدد الضيوف الى اكثر من 1800 شخص من كبار الإعلاميين وأصحاب الفكر والرأي من المنطقة العربية والعالم، وقد رعى نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أنشطة الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي الذي أقيم هذا العام تحت عنوان «حراك الإعلام العربي: تعزيز المحتوى لتطوير الأداء».
وفي كلمتها الافتتاحية قالت المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة مريم بن فهد ان المنتدى يمثل اكبر تجمع سنوي للإعلاميين العرب تحتضنه دولة الإمارات، حيث تتاح لهم فرصة اللقاء والحوار حول شؤون الإعلام العربي، والتعرف على التجارب الدولية الناجحة، والسعي لاستشراف آفاق مستقبل صناعة الإعلام.
بدأ برنامج اليوم الأول من المنتدى الإعلامي العربي أنشطته بثلاث ورش عمل خاصة سلطت أولاها الضوء على خريطة المشهد الإعلامي الكويتي، وناقشت الثانية صحافة المواطنة مبرزة الفرص والمعوقات امام قدرتها على منافسة وسائل الإعلام التقليدية، اما الجلسة الثالثة فقد سلطت الضوء على دور الإعلام كشريك في ادارة الكوارث وأهمية تعزيز التغطية الإعلامية الدقيقة.
وتخللت ورشات العمل الثلاث نقاشات مهمة وتباينا في وجهات النظر خصوصا في ورشة العمل الثانية التي ناقشت موضوع صحافة المواطنة، فهناك من رأى ان الصحافة مهنة لها تقاليد وقواعد وأصول للحصول على المعلومة ولا يمكنها التحرك من فراغ، وهناك من أكد ان صحافة المواطن هي انقلاب جماهيري على الصحافة التقليدية وتقدم نقدا واسعا للصحافة التقليدية، أما ورشة العمل الأولى فقد رأت في قانون المطبوعات الكويتي الجديد فرصة فتحت المجال للكثير من وسائل الإعلام الأمر الذي ينبئ بأن الإعلام الكويتي يتوجه لتأسيس مرحلة جديدة في فضاء الإعلام الخليجي، في حين خلصت ورشة العمل الثالثة الى ان الإعلام العربي يتعامل مع موضوع الكوارث تعاملا آنيا ينتظر وقوع الكارثة، في حين يجب ان يقوم بدور التوعية قبل وقوع الكارثة.
وما ان اختتمت ورش العمل الثلاث حتى بدأت جلسات العمل التي أبحرت في هموم الإعلام العربي وناقشت تجارب إعلامية في دول أخرى من أجل استخلاص الدروس والعبر وهو ما شهدته الجلسة الأولى بالتحديد التي ناقشت الصعود الآسيوي وحراك القوى الإعلامية حيث أكدت الجلسة على اهمية التجربة الآسيوية ووجوب الاستفادة من ايجابياتها وتجنب سلبياتها للارتقاء بالمشهد الإعلامي العربي.
وجاءت الجلسة الثانية وهي الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة للمنتدى لتقدم د.أحمد زويل الحائز جائزة نوبل في الكيمياء، كضيف رئيسي لمنتدى الإعلام العربي 2010، والذي يلقب بكبير العلماء العرب، حيث اكد على ان النظام السياسي في الدول العربية في ظل هذا التطور السريع، يجب ان يتغير وان تكون له رؤية جديدة، حيث اصبح من المستحيل اليوم اتباع سياسة الاغلاق في ظل السموات المفتوحة والانترنت، ولابد من التعامل بشكل جديد في القرن الـ 21، معربا عن اعتقاده بأن نهاية الصراع ستكون في صالح الإعلام حيث لن تستطيع السياسة الصمود طويلا في وجه الإعلام.
وخصصت الجلسة الثالثة في اليوم الأول للمنتدى حول التجربة العربية في مخاطبة الرأي العام الغربي بلغته والتي اتخذت من قناة الجزيرة انترناشيونال نموذجا، فهناك من رأى أن اللغة الانجليزية اصبحت لغة عالمية بجدارة ووجود قناة اخبار عربية الأصل تتحدث تلك اللغة وتبث رسالتها في جميع انحاء العالم امر اصبح من الضروريات، في حين ان هناك توجها آخر يرى ان استمرار الاستعانة برموز الإعلام الغربي في تغطيتها لأخبار المنطقة العربية لن يساعد في توفير منحى مختلف للأخبار لدى الجمهور في الغرب.
هموم الإعلام في دول المغرب العربي حملتها الجلسة الرابعة التي سلطت الضوء على الاسهامات المحلية في صناعة الإعلام العربي، وعلى النقص الحاد في حضور المادة الإعلامية المغاربية بمختلف اشكالها، برغم انتشار كفاءات اعلامية من دول المغرب العربي في العديد من وسائل الإعلام العربية والمحطات الخليجية والتنوع الثقافي والحضاري الذي يميز بلدان المنطقة الخمسة ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وجاءت الجلسة الخامسة لتجعل من ختام اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي ختاما مثيرا، حيث تبادل فيها المتحدثون الرئيسيون الاتهامات بشأن الغرض الحقيقي من وراء وثيقة تنظيم البث والاستقبال الإذاعي عبر الفضاء، ومفوضية الإعلام العربي التي من المزمع انشاؤها لتنظيم الحراك في الإعلام العربي، حيث ضمت منصة المتحدثين ممثلين عن الجانب الحكومي، وممثلين عن الإعلام المستقل، فقال ممثلو القنوات الفضائية المستقلة والصحافيون المستقلون ان الأنظمة العربية تتماشى مع القرارات الأميركية المحرضة على الرقابة بحجة مكافحة القنوات التي تحض على الإرهاب والعنف والكراهية، فيما شدد ممثلو الجانب الحكومي على ان الهدف من الوثيقة والمفوضية هو ضمان الممارسة الحرة للإعلام وحرية الرأي في اطار من المرجعية الديموقراطية واحترام حق الآخر في التعبير.