-
العراقيون أحرقوا مقالاتي التي كان يحتفظ بها المرحوم جاسم المطوع في مكتبه في «الوطن»
دانيا شومان
استضاف الصالون الإعلامي في ندوته مساء أول من أمس الإعلامي والكاتب الزميل فؤاد الهاشم وذلك احتفاء بشفائه من العارض الصحي الذي تعرض له وعودته إلى الكويت بعد رحلة علاجه واستئنافه لنشاطه الكتابي، وتحول الاحتفاء بالكاتب الهاشم إلى حديث ذكريات استرجع خلاله الهاشم ذكرياته في بلاط صاحبة الجلالة وأدار الندوة باقتدار الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي الزميل ماضي الخميس.
وبدأت الندوة بتقديم درع تذكارية للمحتفى به، أعقبها إهداء أعضاء الملتقى الإعلامي علبة من السيجار الكوبي الفاخر التي تناولها الهاشم معلقا: «سأقبلها إلا أنني ممنوع عنها نهائيا».
ليتحدث الهاشم عن بداياته الأولى مع عالم بلاط صاحبة الجلالة قائلا: «اختارتني الكتابة ولم اخترها أنا، وجرت العادة على أن يختار الشخص مهنته إلا أنني ومن خلال بداياتي الأولى كانت الكتابة هي من اختارتني، فقبل ثلاثين عاما نشرت مقالة نقدية لاذعة في مجلة آفاق الجامعية وكانت عبارة عن نشرة مكونة من ملزمتين، وكتبت إدارة تحرير آفاق أنها اضطرت لشطب 5 اسطر من مقالتي، ورغم قوة المقالة يومها إلا أن كثيرين تساءلوا إذا كانت المقالة شطب منها 5 أسطر وجاءت بهذه القوة فكيف هو الحال مع تلك الأسطر الخمسة المشطوبة فلابد أن تكون أقوى بكثير مما نشر، وبعدها جاءتني عروض للكتابة في صحف يومية ومعها بدأت رحلتي مع الكتابة التي أصبحت مهنة لا أعرف أي مهنة غيرها».
13 ألف مقالة
وقال الهاشم: «لدي أكثر من 13 ألف مقالة ولم أندم في حياتي إلا على مقالة واحدة فقط نشرتها لأنها تسببت في ردود أفعال تعدت حدود الكويت»، ورفض الهاشم أن يتحدث عن المقالة أو فحواها معللا رفضه قائلا: «لو أنني ذكرتها لكم الآن فسأضطر للندم ثانية وسأعيد ذات الحكاية لذا لا أريد أن أتحدث عنها».
العراقيون أحرقوا مقالاتي
وعن مقالاته الممنوعة أثناء فترة الرقابة على الصحف إبان تعليق الحياة البرلمانية في الكويت بعد العام 1986 قال الهاشم: «كنت أنا وزميلي في الوطن أيامها الكاتب محمد مساعد الصالح تمنع لنا كثير من المقالات بسبب وجود الرقيب الذي عينته وزارة الإعلام، وأتذكر رئيس تحرير الوطن السابق المرحوم جاسم المطوع يأخذ مقالاتنا الممنوعة ويحتفظ بها في مكتبه قائلا انه سينشرها متى ما عادت الحياة البرلمانية إلى البلاد وتوقف مقص الرقيب، ولكن العراقيين دخلوا البلاد 2 أغسطس 1990 وأحرقوا كل شيء في صحيفة الوطن بما فيها مقالاتي أنا والزميل محمد مساعد الصالح كما سرقوا الوطن وتركوها على البلاط بل إنهم حتى البلاط سرقوه».
القضية الفلسطينية
وحول اتهامه بأنه معاد للقضية الفلسطينية رد الهاشم بأن هذا الأمر غير صحيح وأن كل من يتهمه بهذا الاتهام عليه أن يعود لأرشيف مقالاته التي يؤمن فيها بالقضية الفلسطينية وبالقضية العربية ككل ولكن «الصفعة» التي تلقاها بعد 2 أغسطس 1990 هي التي جعلته يعيد كامل حساباته قائلا: «بعد صدمة الغزو العراقي أيقنت بأنني ككاتب لابد وأن أكتب لوطني وأن تكون الكويت أولا، وأرفض تماما أن أتحزب أو أنتمي لأي حزب كان فأنا مثلا الآن أشيد بالإخوان المسلمين إذا كان الحق معهم وأنتقدهم إذا رأيت العكس، وكذلك أفعل مع السلف والليبراليين والشيعة، فأنا لا أتبع أي حزب أو تيار، لأن التحزب يعني أن تسلم عقلك للحزب ليفكر نيابة عنك وهذا الأمر أرفضه تماما، وأنا أتكلم وفق مبادئي ومصلحة بلدي دون النظر عن أي توجه أو تحزب».
الكتابة والمصلحة العامة
وعن عدد القضايا التي رفعت ضده خلال تجربته الصحافية قال الهاشم: «لا أتذكر كثيرة جدا هي القضايا التي رفعت ضدي ولكنني أستغرب كثيرا لماذا ترفع القضايا من أشخاص ننتقدهم على أمر فعلوه فهم فعلوا ما فعلوه عن قناعة منهم ولكن عندما انتقدناهم غضبوا ورفعوا علينا القضايا، وأنا استغرب هذا الأمر فهم فعلوا ما تمليه عليهم قناعاتهم ونحن كتبنا رأيا».
وحول نهجه في الكتابة قال: «أهم شيء على الكاتب ألا يلجأ إلى المصلحة الخاصة وأن يكون مراعياً للمصلحة العامة، ومتى ما تورط
الكاتب في مصلحته الشخصية في كتابته فإنه سيخسر القراء ويخسر قلمه، وأذكر أن أحد أعضاء مجلس الأمة قال لي ذات مرة انه يستغرب أن الجهات الحكومية ترد عليه في اليوم التالي لأي مشكلة أو قضية يثيرها بينما هو يوجه السؤال إلى الوزير ولا يردون عليه إلا بعد أسبوعين، فأبلغته بأنني أكتب من واقع مصلحة عامة وليس لمصلحة شخصية، وحتى المسؤولون يعرفون من يكتب ويسأل لمصلحة عامة ويكشفون من يكتب وله مصلحة وراء كتابته أو سؤاله البرلماني».
وعن رأيه في كثرة الكتاب بعد ازدياد عدد المطبوعات قال الهاشم: «لا أرى باسا في أن يمارس الجميع الكتابة فالشعب الكويتي يحب أن يحكي عن كل شؤون الحياة في الدواوين والبعض وجد أنه من الأفضل له أن يتجه إلى الكتابة بالصحف بدلا من أن يقول رأيه في الديوانية، وليس شرطا أن تنطبق عليه أساسيات وصفات الكاتب الحقيقي، فهو في النهاية يقول رأيه، ولكن الأهم هو فيمن يبقى ويستمر، تماما كالصحف وكثرتها هناك من سيستمر وهناك من سيتوقف، والكتاب كذلك، فلو وجد الكاتب أن أحدا لا يقرأ له أو أنه غير مقروء فسيتوقف بالنهاية ولن يستمر، لذا لا أرى باسا في كثرة الكتاب، ففي النهاية لا يبقى إلا الكاتب الحقيقي».
وفي رده على سؤال عن رأيه في اتجاه بعض أعضاء مجلس الأمة للكتابة في الصحف ككتاب زوايا، علق الهاشم أنه يستغرب ذلك لأن هذا الأمر غير منطقي معللا ذلك بقوله: «أنا فعلا أستغرب من عضو مجلس أمة باستطاعته أن يقول ما يشاء تحت قبة البرلمان دون أي محاسبة عليه من أي نوع، أن يلجأ لكتابة المقالات في الصحف، فهو كنائب يمكنه أن يقول أي شيء دون أن يتعرض لأي محاسبة بينما ككاتب يمكن أن يحاسب وفق قانون المطبوعات الذي يعمل وفق بنوده الكتاب الصحافيون العاديون».
عزيزة غزال
واستذكر الهاشم جزءا من ذكرياته الأولى إبان عمله في صحيفة الوطن قبل الاحتلال العراقي الغاشم قائلا: «من أطرف الذكريات التي ربما أعلنها للمرة الأولى هو أنني كتبت تحت اسم امرأة لمدة شهر، وأتذكر أن المرحوم جاسم المطوع رئيس تحرير الوطن آنذاك جاءني لأتسلم صفحة متخصصة برسائل القراء وقبلت وكان ذلك خلال الفترة الصيفية، ووجدت أن الرسائل قليلة في الصفحة التي كان يفترض أن أقوم بتسليمها، لذا لجأت لخدعة طريفة وذهبت لأرشيف الصحيفة وأخرجت صورة فتاة سمراء ملامحها خليجية وقمت بوضعها في زاوية اخترتها لها وكتبت مقالة باسم عزيزة غزال ووضعت صورتها عليها، وتعمدت أن أكتب المقالة بأحاسيس امرأة، وانهالت علي الرسائل بعدها وتفاعل معي القراء وخاصة النساء حتى إن إحداهن ذكرت في رسالة وجهتها للكاتبة عزيزة غزال أنها لأول مرة تشعر بكتابة قريبة منها كامرأة، وكانت المشكلة أننا في الصحيفة يومها كنا ايضا نتلقى اتصالات من قراء يطلبون محادثة عزيزة غزال وبما أنها شخصية وهمية كنا نعتذر للمتصلين بأن عزيزة غير موجودة أو أنها مشغولة بالمطبعة حاليا ولا يمكنها الرد على الهاتف، وأضاف الهاشم «أطرف ما في الموضوع أنني تلقيت 13 عرضا للزواج لعزيزة غزال من القراء، وبعد شهر كامل مقالات عزيزة غزال قررت أن أضع حدا لوجودها ككاتبة وكتبت باسمها مقالة تعتذر فيها للقراء من أنها غير قادرة على الاستمرار لظروف زواجها وأنها ستسافر مع زوجها في مهمة عمل إلى خارج البلاد».
ذكاء الكاتب
عن رأيه فيمن يسجن بسبب رأيه خاصة ان السؤال تم توجيهه بشكل عام قال الهاشم: «الكتابة لها أصول واللغة العربية غنية ويمكن ان تكتب المقالة بعشرات الطرق وبذكاء دون ان تمس بشكل مباشر او تعرض نفسك وصحيفتك للمقاضاة غير المبررة، وأنا شخصيا عندما أكتب مقالة لاذعة أقوم أحيانا بمراجعتها وأقوم بتعديل سطر أو سطرين بكلمات ومفردات مختلفة انما بذات المعنى وهنا أمر عائد لذكاء الكاتب وسعة اطلاعه».
ساعة تعجب
ذكر الهاشم انه يعتبر تجربته التلفزيونية مع قناة الوطن في برنامج «ساعة تعجب» الذي بث عام 2009 وتزامن مع الانتخابات يومها، انها ناجحة، وقال: «أتذكر انني قلت للمخرج يومها انا اعرف كيف اتعامل مع الكاميرا ولست بحاجة اليك، ولكن اتضح لي في الحلقات اللاحقة اهمية وجود المخرج في العمل وأتذكر انني استضفت اكثر من 40 مرشحا ونجح اكثر من 40% منهم في الوصول الى البرلمان».
واقرأ ايضاً:
الدويسان يقترح تنظيم وظيفة مذيع ومقدم البرامج في وزارة الإعلام
«كونا» و«سانا» بحثتا إيجاد نشرة مشتركة بين الوكالتين