شرح الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية بدر الحجرف فضل الصبر على المرض مؤكدا ان من فضل الله تعالى على عباده، ان العبد لا يصيبه مرض ولا وهن ولا نصب، حتى الهم يحزنه، والغم يُمرضه، ثم يصبر على ذلك، إلا آتاه الله من الخير ما لم يكن يحتسبه.
وقال الحجرف في محاضرة بعنوان «.المرض محنة أم منحة؟» نظمتها مبرة الدعم الإيجابي لمرضى السرطان وأدارها أمين سر المبرة سالم زايد العنزي بحضور رئيسة اللجنة النسائية بالمبرة هدى طارش، وذلك في مركز فيصل الاشعاعي: الله عز وجل جعل أمر المؤمن كله خيرا، كما جاء في حديث صهيب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له».
وبين أنه من أشد الناس بلاء النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يوعك، ويصيبه المرض وهو صابر محتسب، بل كان مرضه كمرض الرجلين من الناس، فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وقدوة طيبة، ومن الناس من إذا أصيب بالبلاء تسخط، وعاتب ربه والعياذ بالله، ووقع في المعصية والذنب من حيث يدري أو لا يدري، وذلك إثم كبير، وشر مستطير، فكل الناس في هذه الدنيا يتقلبون بين البلاء والمحن والفتن، والخير والفرح والسرور، كل ذلك للاختبار والامتحان فمن رام العلا صبر على البلاء، ومن أراد الجنة فطريقها شائك، ليس ممهدا وليس يسيرا إلا على من يسره الله له، ومن أعظم أسباب دخول الجنة الصبر في مواطن الفتن والمحن.
وتطرق الحجرف الى الحكمة من المرض وفوائده ومنها استخراج عبودية الضراء وهي الصبر فإذا كان المرء مؤمنا حقا فان كل أمره خير، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق «عجبا لأمر المؤمن...» وكذلك تكفير الذنوب والسىيئات، فإن مرضك أيها المريض سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك ولسانك وسائر جوارحك، فان المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد، إضافة الى كتابة الحسنات ورفع الدرجات وقد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، لكن العبد لم يكن له من العمل ما يبلغه إياها، فيبتليه الله بالمرض وبما يكره، حتى يكون أهلا لتلك المنزلة ويصل إليها.
وأكد الحجرف ان من فوائد المرض انه يرد العبد الشارد عن ربه اليه، ويذكره بمولاه بعد ان كان غافلا عنه، وزف بشرى للمريض بقوله: ما كان يعمله المريض من الطاعات ومنعه المرض من فعله فهو مكتوب له، ويجري له أجره مادام المرض يمنعه منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا»، والواجب على المريض تجاه ما أصابه من مرض هو ان يصبر على هذا البلاء، فإن ذلك عبودية الضراء والصبر يتحقق بثلاثة أمور هي حبس النفس عن الجزع والسخط، وحبس اللسان عن الشكوى للخلق وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر.