- معتصمو أم الهيمان لم يكونوا على وعي تام والمتسببون في ذلك هم أولياء أمور الطلبة
صرح المحامي والناشط السياسي رياض الصانع بأن الاعتصامات ثقافة خطيرة جدا انتشرت في الكويت منذ فترة طويلة واصبحت هي الشغل الشاغل لمن يتحمسون لها، فضلا عن نزولهم الى الشارع وحشد الجماهير واحداث حالة من الفوضى والقلق في البلاد.
وقال لا شك ان الاعتصامات والاضرابات العامة من الثقافات السيئة والمدمرة للمجتمعات، خاصة اذا كانت عشوائية ومتفرقة ولم تصل الى حد النضج والاستقرار التي تؤهلها لتكون اعتصامات راقية سليمة تعبر عن احتجاج مجموعة من الشعب سواء من الافراد العاملين في المؤسسات الحكومية او غيرهم من الفئات الاخرى التي قد تواجه مشاكل عدة في عملها ولا تستطيع اخذ حقوقها في بعض الاحيان. واضاف انه على الرغم من ان الديموقراطية التي تتمتع بها الكويت بالاضافة الى الحرية الصحافية والتعبير عن الآراء بكل اريحية وشفافية دون الخوف من احد الا ان البعض استخدموا هذه الديموقراطية استخداما خاطئا، فالاعتصام الذي حدث في منطقة ام الهيمان من قبل الطلبة والتلاميذ لم يكن المعتصمون فيه على وعي تام بما يقومون به كما انهم لم يدركوا المفهوم الحقيقي للاعتصام والاضطرابات والمتسبب الرئيسي في اضراب هؤلاء الطلبة في تلك المنطقة هم اولياء امورهم الذين اختاروا السكن في تلك المنطقة رغم علمهم المسبق بما يحيط بها من قوانين ومصانع خاصة بتكرير النفط وتصديره مثل ميناء الشعيبة وميناء عبدالله والجزيرة الصناعية لتعبئة النفط وغير ذلك من المنشآت الحيوية والمصانع القائمة والقديمة منذ عشرات السنين والتي يستحيل تحريكها لأهميتها، ومع هذا او بعد ان حرصوا على السكن وبنوا واقاموا عادوا يعترضون اليوم لا بل دفعوا بهؤلاء الطلبة الى مثل تلك المظاهرات والتجمعات بل ورفع اللافتات وكل ما حدث في الاعتصام من غياب الطلبة عن مدارسهم وحملهم اللافتات التي فيها عبارات تهديد للوزارة مدبر ومدروس من قبل اولياء امور الطلبة، مؤكدا ان هذه الاساليب تكون عند الطالب المفاهيم الخاطئة والمفاهيم السيئة بالاضافة الى جعله يعتقد دائما ان اسلوب الاعتصام هو الطريق الذي يحصل به الفرد على حقه. وحمل اولياء الامور المسؤولية الكاملة تجاه المجتمع وتجاه انفسهم في الاعتصام الذي حدث مؤخرا، حيث انهم تحدوا قوانين الدولة، وتمنى ان يراعي اولياء الامور المرحلة الحرجة التي يمر بها الطفل، فهي اشبه بمرحلة بناء ينشأ فيها عقله وذكاؤه، مؤكدا ان ما يسعى اليه اولياء الامور امر سلبي ستظهر آثاره عندما يبلغ الطالب سنا متقدمة تجعله يتمرد عليها شخصيا مستقبلا. وحذر من ان اتخاذ الاطفال والتلاميذ ستارا للاعتصامات يمكن ان تكون القنبلة التي يمكن ان تنفجر في وجه الدولة في اي وقت.
واختتم بقوله ان كنا نرى ضرورة التعاون مع سكان منطقة ام الهيمان في الحدود الممكنة لتقليل نسبة التلوث، الا ان هذا يأتي وفق الاساليب القانونية والفنية الممكنة والمشروعة لا بالتهديدات والاعتصامات، خاصة اذا ما استخدم فيها الطلبة او الاحداث عموما.