- جلسة طارئة لمجلس الأمن.. وتركيا تستدعي سفيرها في تل أبيب.. ونتنياهو يلغي زيارته لواشنطن
أفاق العالم «مصدوما» فجر أمس على فصل جديد من فصول العربدة الإسرائيلية المتحدية لكل النظم والقوانين الدولية، اذ قامت قوات الكوماندوز البحرية للاحتلال الإسرائيلي بعملية إنزال جوي ـ بحري في عرض المياه الدولية، على سفن أسطول الحرية المتجهة الى قطاع غزة المحاصر محملا بعشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية لكسر الحصار الجائر المفروض منذ أربع سنوات.
وفيما تضاربت الأنباء عن عدد ضحايا هذا الاعتداء، ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان عدد القتلى بلغ نحو 19 والجرحى تجاوز الـ 50 شخصا من مئات المتطوعين من حوالي 40 جنسية عربية وغربية وبينهم 17 كويتيا على متن السفن الست. وتراجع الجيش الاسرائيلي لاحقا وأعلن أن القتلى هم 10 والجرحى 26 شخصا.
ووسط تعتيم اعلامي إسرائيلي تمكنت قوات الاحتلال من السيطرة على الاسطول واقتياده الى ميناء اشدود، فيما قالت وسائل اعلام تركية ان الاعتداء وقع على سفينة مرمرة التركية التي تعتبر سفينة قيادة الاسطول وقتل نحو 15 تركيا على متنها.
رد تركي
أصداء الاعتداء الاسرائيلي ترددت بسرعة في عدد من العواصم العالمية وأعلاها كان في تركيا المعني الاول في الهجوم كون معظم القتلى من مواطنيها.
وفيما حاصر آلاف المواطنين الأتراك السفارة الاسرائيلية في انقرة والقنصلية الاسرائيلية في اسطنبول احتجاجا، توالت سلسلة ردود الفعل الرسمية طوال يوم امس وبدأت بإدانة الخارجية التركية بشدة تجاهل اسرائيل التام وعدم احترامها للحياة الإنسانية وحقوق الإنسان وللمبادرات السلمية.
وقال بيان للخارجية إن تركيا تدين بشدة هذا المسلك اللاانساني من جانب إسرائيل لافتا الى أن هذا الهجوم الذي وقع في بحر مفتوح ومثل انتهاكا للقوانين الدولية سيقود الى تداعيات لا يمكن تجاوزها في العلاقات التركية ـ الإسرائيلية.
وفيما استدعت الخارجية التركية السفير الاسرائيلي في انقرة، قطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارته الرسمية الى اميركا اللاتينية وعاد الى انقرة لمتابعة الأزمة. واصفا العدوان الاسرائيلي بـ«ارهاب الدولة» الغير إنساني.
وفي وقت لاحق أعلنت تركيا سحب سفيرها من تل ابيب مطالبة باجتماع عاجل لمجلس الامن. الذي عقد أمس جلسة علنية بدعوة من لبنان من رئيسه لشهر مايو.
وتحاشيا لردة فعل الشارع التركي الغاضب طالب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الإسرائيليين بعدم السفر إلى تركيا.
كذلك غيرت سفينة سياحية إسرائيلية كانت متوجهة إلى أحد الموانئ التركية، بعد أن اوقفت انقرة الرحلات البحرية بين البلدين واعلنت الغاء ثلاث مناورات عسكرية كانت مقررة بين الجانبين.
في الرواية الاسرائيلية للاعتداء، اتهمت حكومة بنيامين نتنياهو أمس افراد الاسطول الدولي «بادر الى بدء اعمال العنف».
وزعم مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لوكالة فرانس برس «لقد بادروا الى بدء اعمال العنف».
وتابع ريغيف «للاسف لقد تعرضوا لهجوم عنيف جدا من قبل ركاب السفينة بقضبان حديدية وسكاكين واطلاق نار بالرصاص الحي» في اشارة الى المتطوعين العزل، وزعم الجيش الاسرائيلي أن أربعة جنود اصيبوا، أحدهم إصابته متوسطة بسبب طعنة في البطن.
نتنياهو يقطع زيارته
سياسيا، قطع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته الى كندا أمس وقرر إلغاء زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو قرر إلغاء الزيارة التي دعاه إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما.
هذا وتفاوتت ردة الفعل الدولية بين مصدوم ومندد وآسف وبين دول استدعت السفير الاسرائيلي لديها، حيث دعا الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في سقوط القتلى وحثت إسرائيل على السماح بحرية تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع الساحلي الفقير.
وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «تبدي الممثلة السامية كاثرين آشتون أسفها البالغ إزاء أنباء وقوع خسائر في الأرواح وأعمال عنف وتبدي تعاطفها مع عائلات القتلى والمصابين».
وقال «نيابة عن الاتحاد الأوروبي نطالب بتحقيق شامل في ملابسات ما حدث».
كما اعربت الامم المتحدة عن «صدمتها» لهذا الهجوم، فيما «اسفت» الولايات المتحدة لسقوط ارواح بشرية. واستدعت غالبية الدول الاوروبية السفراء الاسرائيليين المعتمدين لديها لطلب «توضيحات»
واعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين عن «صدمته» حيال الهجوم الاسرائيلي و«دان اعمال العنف».
من جهته، انتقد وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فانيكر الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية» وقال إن الوسيلة المستخدمة تبدو غير متناسبة. وفي الوقت نفسه أكد الوزير أن حق إسرائيل في العيش في أمان أمر «مهم بشكل كبير». وقال فانيكر: «يوجد استخدام للعنف يدعو للأسف بشدة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لن يدلي بمزيد من التصريحات حول هذا الأمر لحين اطلاعه على المزيد من المعلومات. من جهة أخرى، صرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت بأنه من المهم «الكشف سريعا» عما حدث مع أسطول «الحرية» المتجه إلى قطاع غزة.
وأوضح قائلا: «استدعينا السفير الإسرائيلي للحصول على معلومات»، مضيفا أنه على اتصال أيضا مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
قلق ألماني
في برلين، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن «قلقه البالغ» إزاء عملية الجيش الإسرائيلي ضد «أسطول الحرية» التضامني المتجه إلى قطاع غزة. وقال فيسترفيله: «هذه أنباء أولى تدعو للقلق».
نتنياهو يؤكد «دعمه الكامل» للجيش الإسرائيلي
أوتاوا ـ أ.ف.پ: أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس «دعمه الكامل» للجيش الإسرائيلي بعد الهجوم الدامي على اسطول المساعدة الدولية الذي كان متوجها الى قطاع غزة. وصرح معاونو نتنياهو لوكالة فرانس برس في أوتاوا، حيث كان من المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، بان رئيس الوزراء أكد دعمه الكامل لقوات الدفاع الإسرائيلية (الجيش) واستفسر عن الوضع الصحي للجرحى». وتعتبر الحكومة الكندية المحافظة برئاسة هاربر من أشد الداعمين لإسرائيل.
غموض حول مصير رائد صلاح.. والمطران كبوشي بين الأسرى
غزة ـ وكالات: تضاربت المعلومات عن مصير زعيم الحركة الاسلامية في اسرائيل الشيخ رائد صلاح، ففيما قالت مصادر إعلامية انه أصيب إصابة خطرة، ذهبت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية الى انه توفي نتيجة هذه الاصابة. الا ان تلفزيون «الاقصى» التابع لحركة حماس اعلن انه اصيب بجروح «خطرة» خلال الهجوم الاسرائيلي على «اسطول الحرية، وهو ما اكدته هيئة الاغاثة التركية». إلا أن موقع «عرب 48» الالكتروني عاد وأكد أن الشيخ صلاح لم يصب وهو بخير.
من جهة أخرى ذكرت قناة الاقصى ان المحامي والاستاذ الجامعي اللبناني هاني سليمان جرح ايضا في الهجوم.
وسليمان عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي وعضو مؤسس في المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة في لبنان.
وكان سليمان منسق «سفينة الاخوة اللبنانية لكسر الحصار على غزة» التي انطلقت في فبراير 2009 من طرابلس في شمال لبنان في اتجاه غزة. وقد اعترضتها البحرية الاسرائيلية آنذاك ومنعتها من الوصول واحتجزت ركابها ومعهم سليمان لوقت قصير قبل الافراج عنهم.
واوضح منسق عام «المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة» معن بشور لوكالة فرانس برس في بيروت ان اربعة لبنانيين يشاركون في اسطول الحرية هم سليمان ومنسق العلاقات الاعلامية في المبادرة نبيل حلاق والناشط حسين شكر الذي قتل جميع افراد عائلته في القصف الاسرائيلي خلال حرب يوليو في لبنان، والاعلامي عباس ناصر، مراسل قناة الجزيرة. كما اشار الى ان مطران القدس السابق للروم الكاثوليك ايلاريون كبوشي، موجود مع الناشطين المأسورين في اسطول الحرية.
والمطران كبوشي (84 عاما) ترك القدس في السبعينيات بعد ان حوكم وسجن في اسرائيل بتهمة تهريب السلاح لصالح منظمة التحرير الفلسطينية. وقد امضى في السجن ثلاث سنوات. وقال بشور ان منظمي الرحلة كانوا «يتوقعون هجوما اسرائيليا عليها وتكرار السيناريو الذي حصل مع سفينة الاخوة اللبنانية».
واضاف لفرانس برس «لذلك نطالب بأن يتم التعامل مع الناشطين الذين تحتجزهم اسرائيل كأسرى حرب، كما طلبنا من قادة المقاومة التصرف بما يقتضيه هذا الامر».وردا على سؤال عما اذا كان يطلب ردا من حزب الله على العملية الاسرائيلية، قال بشور ان «قيادة المقاومة حكيمة وتعرف كيف تتصرف».
الفاتيكان يعرب عن «ألمه الكبير» إزاء مقتل مدنيين في الهجوم
روما ـ د.ب.أ: أعرب الفاتيكان عن «ألمه الكبير» إزاء مقتل مدنيين في العملية التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد «أسطول الحرية» التضامني المتجه إلى قطاع غزة. وقال المتحدث الصحافي باسم الفاتيكان، فريدريكو لومباردي، أمس في روما: «الأمر يدور حول حادث أليم جدا، خاصة بسبب الخسارة عديمة الجدوى في الأرواح». وأضاف لومباردي: «العنف، بغض النظر من أي جهة يأتي، يصعب البحث عن حلول سلمية دائمة». وذكر لومباردي أن بابا الفاتيكان، بنديكت السادس عشر، سيؤكد مجددا على رسالة السلام خلال جولته التي ستبدأ يوم الجمعة المقبل في قبرص.
«العفو الدولية» تتهم إسرائيل بممارسة «العقاب الجماعي»
لندن ـ يو.بي.آي: دعت منظمة العفو الدولية إسرائيل امس إلى فتح تحقيق فوري ومستقل وموثوق به في اغتيال قواتها المسلحة ناشطين على الأقل على متن سفن اسطول الحرية لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وطالبت المنظمة السلطات الإسرائيلية بـ «الإعلان فورا وكخطوة أولى عن قواعد الاشتباك الصادرة للجنود الذين نفذوا الهجوم القاتل».
وقال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية «إن إسرائيل تدعي أن قواتها تصرفت دفاعا عن النفس بعد تعرضها لهجوم من قبل المتظاهرين لتبرير استخدامها للقوة المميتة مع أن رد القوات الإسرائيلية لا يتناسب وبأي شكل من الأشكال مع أي تهديد».
وأضاف سمارت «أن الناشطين على متن قوارب المساعدات أوضحوا أن الغرض الأساسي من قافلة الحرية كان الاحتجاج على استمرار الحصار الإسرائيلي والذي يعد شكلا من أشكال العقاب الجماعي وخرقا للقانون الدولي ولا يستهدف الجماعات المسلحة لكنه يعاقب سكان غزة بأكملهم من خلال الحد من دخول المواد الغذائية والطبية والمعدات التعليمية ومواد البناء ويجب أن يعرف على الفور».
«حقوق الإنسان» تصحح موقفها وتدين الهجوم على أسطول الحرية
جنيف ـ كونا: قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي امس انه «لا يوجد أي شيء يمكن أن يبرر هجوم القوات الاسرائيلية على أسطول صغير من السفن وهو أسطول الحرية الذي يحمل مساعدات إنسانية الى قطاع غزة المحاصر».
وقالت بيلاي في بيان لها «اننا نود أن نعرف ما حدث بالتفصيل ونحن ندين بشكل لا لبس فيه ما يبدو انه استخدام غير مناسب للقوة مما أسفر عن مقتل وإصابة الكثير ممن يحاولون تقديم المساعدات التي يحتاجها شعب غزة الذي يقع تحت حصار دائم لأكثر من 3 سنوات». ويأتي هذا التصريح بعد انتقادات حادة موجهة إليها من الكويت ومصر والجزائر وليبيا اثر كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان بسبب اكتفاء المفوضة السامية بالتعبير عن الصدمة مما تعرضت له سفن الحرية فجر أمس.
موسكو: الهجوم على الأسطول «انتهاك سافر» للقانون الدولي
موسكو ـ أ.ف.پ: وصفت روسيا أمس الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الإنساني الدولي الذي كان في طريقه الى غزة بأنه «انتهاك سافر» للقانون الدولي وذلك في بيان صادر عن الخارجية الروسية.
وقالت الوزارة في بيانها ان «موسكو تدين (الحادث) وتعبر في هذه المناسبة عن قلقها الشديد في هذا الخصوص لاسيما نظرا لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المشاركين في الأسطول الإنساني».وأضاف: «يجب توضيح كل الوقائع حول ما حصل» مشيرة الى انه «من الواضح ان استخدام أسلحة ضد المدنيين واحتجاز سفن في عرض البحر دون أي أساس شرعي يعتبر انتهاكا سافرا للقانون الدولي».
ساركوزي يدين استخدام إسرائيل «القوة غير المتناسبة» ضد أسطول الحرية
باريس ـ كونا: اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس عن «مشاعره العميقة» ازاء الخسائر في الأرواح جراء الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية على قافلة اسطول الحرية فجر امس مدينا استخدام اسرائيل المفرط للقوة في الهجوم. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان «ان الرئيس يعرب عن مشاعره العميقة ازاء العواقب المأساوية للعملية العسكرية الاسرائيلية ضد اسطول الحرية من أجل السلام المتجهة الى غزة»
اليونان تقطع مناورات جوية مع إسرائيل
أثينا ـ د.ب.أ: بعد استدعاء السفير الاسرائيلي في اثينا للاحتجاج، قررت الحكومة اليونانية قطع مناورات عسكرية مشتركة مع سلاح الجوي الإسرائيلي وذلك في أعقاب الهجوم الاسرائيلي على أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة. وأعلنت وزارة الدفاع اليونانية أمس قطع المناورات التي يشارك فيها سلاحا الجو الإسرائيلي واليوناني. والتي بدأت الأسبوع الماضي وكان من المقرر أن تستمر حتى الثالث من يونيو الجاري. وشملت المناورات تدريبات على أهداف أرضية وإنقاذ طيارين حال سقوط طائراتهم. وكانت طائرات إسرائيلية من طراز إف 16 وإف 15 قد وصلت إلى إحدى الوحدات الجوية اليونانية في جزيرة كريت للمشاركة في المناورات.