ليلى الشافعي
3 محاور تناولها رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والمستشار السابق لرئيس مجلس الامة د.عبدالله الشايجي في الندوة التي عقدتها رابطة علماء الشريعة مع دول التعاون لمناقشة المشروع الايراني ـ الاميركي بالخليج.
المحاور هي: أميركا وخطتها، وإيران وطموحاتها، وصعود تركيا وعودتها الى الشارع الاسلامي.
وقـــــال د.عـــــبدالله الشايجي : ان التطور الذي حدث خـــــلال الأيام الســـــابقة غطى على جميع ما سبـــق وسيكون له ما بعده من تطورات وهو جزء من الضعف العربي وغياب المشروع العربي، ونرى ان تركيا نموذج منافس للمشروع الايراني، كما نلحظ غياب المشروع العربي والسبب الرئيسي ان القوى الثلاث غير العربية تركيا، ايران واسرائيل هي اللاعب الرئيسي الذي يؤثر على الأحداث في المنطقة والمشكلة الأساسية تكمن في الضعف العربي وغياب مشروع دولة محورية عربية يؤدي الى تجرؤ وقدرة الآخرين على ملء هذا الفراغ الديني وقد أعلنها أحمدي نجاد منذ سنوات ان ايران مستعدة ان تملأ هذا الفراغ.
وتابع: ان المتغيرات الكبيرة التي تحدث في المنطقة تشجع الدول المحورية على التنافس على الكيكة الموجودة في منطقتنا، وقد أعلن الرئيس الأميركي أوباما عن الاستراتيجية الجديدة التي تتضمن نوعا من الابتعاد عن مبدأ القوة والضعف والتهديد بالاضافة الى العقوبات.
واشار الشايجي الى ان 90% من الشعب الاميركي بعد أحداث 11 سبتمبر أصبح يوافق على ما يفعله بوش ويدعمه خاصة ان اميركا ضربت في عقر دارها، قد حدث تغير في المشروع الاميركي في شيئين: في نوفمبر 2008 صدر تقرير لم يحظ باهتمام الدوائر العربية والتقرير يصدر كل 5 سنوات تقرر فيه التهديدات التي تواجه اميركا في العالم مكون من 16 جهازا استخباراتيا مدنيا، وفيدراليا.
وعلى مستوى داخلي وخارجي يعمل دراسة ماذا سيكون وضع اميركا والعالم عام 2025 ويعترف التقرير ان الولايات المتحدة ستبقى أقوى دولة ولكنها قوة غير مهيمنة حيث تنفق ما نسبته 50% من نفقات الدول الكبرى مجتمعة حيث تنفق 600 مليار دولار سنويا على وزارة الدفاع والاستخبارات وستبقى هي القوى الأقوى ولكن قوة متراجعة والسبب هو التراجع الاقتصادي والأزمة الاقتصادية وأيضا ظهور لاعبين على الساحة الدولية سيكون لهم تأثير بارز يهدد الأمن القومي الأميركي كذلك بروز قوة الإعلام والتكنولوجيا والتي تكون مفيدة ومضرة في الوقت نفسه.
ويضيف د.الشايجي: ايران ستصبح دولة نووية عام 2025 ويرى التقرير الاميركي ان الصين ستبرز كقوة اقتصادية، ودولة قطر سينمو اقتصادها هذه السنة 24%، والصين 12% وتعتبر قطر أكبر نموا من أي دولة في العالم تليها الصين ثم اليابان، وعندما تنتقل القوة المالية تتبعها القوة الاقتصادية ثم قوة النفوذ.
المشروع الإيراني
وانتقل د.الشايجي الى تعريف المشروع الإيراني بأن فيه خدمة لايران حيث قدمت لها اميركا فرصة من ذهب حين أسقطت نظام طالبان عام 2001 وفي عام 2003 أسقطت نظام صدام حسين وهما أشرس نظامين كانا يهددان ايران، وقد لعب الايرانيون وتعاونوا تعاونا كبيرا مع الاميركيين في حرب تحرير الكويت وفي حرب اسقاط نظام طالبان، وقد قال نائب الرئيس أحمد ابطحي الذي اعتقل مع المتظاهرين: لولا التعاون الايراني مع اميركا ما استطاعت اميركا ان تهزم نظام طالبان ولا ان تسقط نظام صدام حسين.
دراسات إستراتيجية
وتأسف الشايجي لعدم وجود مركز دراسات استراتيجية يرصد ما يكتب من دراسات ومن مقالات عن الشأن الايراني فلا يوجد في دول الخليج ولا الدول العربية مركز بالفارسية ولا بالعربية، وهذا شيء معيب في حق العرب، بينما اليهود عندهم مراكز تعنى بالشأن العربي.
وقال: ايران سمحت لأميركا بالطيران فوق أجوائها لأنها مستفيدة في نهاية الأمر، كما ان ايران الآن تلعب دورا هاما في المنطقة تستقوي بأوراق القوة وتؤلب حزب الله وتمده بـ 300 مليون دولار سنويا كما ان ايران تدعم المقاومة وتدعم حماس وتدعم الجهاد الإسلامي كما تدعم وتدرب طالبان في أفغانستان.
وقال رغم مساوئ صدام الا انه كان يجعل ايران دائما في قلق والمشروع الايراني يعمل على التدريب على أسلحة متطورة في الخليج العربي فقط والتهديد بضرب المنشآت لدول الخليج فعندما يأتينا رئيس مجلس الشورى علي رفسنجاني ويقول بوقاحة في البرلمان الكويتي «انكم ستدفعون ثمنا باهظا لو سمحتم باستخدام أراضيكم لضرب ايران» مع ان دول الخليج أجمعت لسنا طرفا في الحرب ولا ندعم الحرب فإيران لديها مشروع على حساب العرب يستغل الضعف العربي.
صعود تركيا
ثم تحدث عن صعود تركيا وعودتها الى الشارع الإسلامي وان المشروع التركي هادف حيث ستكون هناك علاقات قوية ويكون لها وجود قوي في غزة، وستكون تركيا حليفة جديدة للوطن العربي وستأخذ المبادرة وانها ستقود المنطقة في الدول العربية والإسلامية مبينا ان دراسة 2025 تختلف فيها سياسة أوباما عن سياسة بوش.
وتناول الخطة الاستراتيجية الاميركية من عام 2002 الى عام 2025 وأكد ان اسرائيل خسرت الكثير وخسرت مصداقيتها وادعاءها بالديموقراطية وأحرجت حلفاءها بعدما حدث في سفينة الحرية، واشار الى ان المشروع التركي اقتصادي سياسي يدعم الأمن وشبّه الشايجي تركيا برجل المطافئ الذي يريد ان يطفئ الحرائق في المنطقة بديلا عن النظام الفاشل.
وزاد: تركيا تبنت قضايا عربية وهي دولة مؤسسات تتمتع بالديموقراطية وتبادل في السلطة وتمثل دورا ناجحا ولا تسيء للعرب ويعتبر الاقتصاد التركي ضعف الاقتصاد السعودي وهي لا تملك نفطا كما ان تدخل تركيا حميد، كما ان تركيا لا تناصر على حساب قوى ولا تتدخل في ايران ولا تستغل الضعف العربي فهي قوة اعتدال وقوة اطفاء نيران المنطقة، أما إيران فتريد ان تكون الدولة المحورية وللأسف لا يوجد موقف عربي موحد للاستفادة من أخطاء اسرائيل وايران وكانت الأحداث الأخيرة فرصة ورب ضارة نافعة فقد تم فتح معبر رفح ولو كانت مصر فتحته من قبل لانهال الثناء على رئيسها، والمفروض ان مصر البلد القيادي في العالم العربي وللأسف يتقلص دورها في فتح المعبر، لو استمررنا في هذا الأمر سنبقى نسدد الفواتير وندفع الثمن.
واقرأ ايضاً:
إسرائيل تخطف «راشيل كوري».. وأردوغان يعتزم التوجه شخصياً إلى غزة
مخاوف على حياة أردوغان وتحديث أسلحة حرسه الخاص
إسرائيل تقلّد قاتل ستة متضامنين أتراك «وسام الشجاعة»