- الماجد: من الضروري ألا نعادي كل جديد بل يجب أن نتعايش معه بما يتوافق مع معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا
- العسعوسي: لكل جهاز إلكتروني جديد مزايا وعيوب.. والتوعية أفضل من المنع وتعزيز القيم أجدى من المراقبة
- باقر: استخدام الوسائل التكنولوجية سلاح ذو حدين وعلينا إيجاد نوع من الرقابة يسير في خط موازٍ مع التوعية
- الفيلكاوي: الشعب يتقبل أي إجراء يعزز القيم المجتمعية ونرفض إجراء أي رقابة دون دليل صريح
- الشطي: الأشخاص الذين يستخدمونه لفترة تتجـاوز الـ 6 ساعات يقل تركيزهم وربما يعانون من اختلال بالأعصاب
- الدريبان: المجتمع الكويتي مجتمع محافظ لايتسامح مع ما يمس المنظومة القيمية و العقائدية له
أسامة دياب
حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض تسود المجتمع سببها ما تناقلته وسائل الإعلام حول توجه الحكومة لمراقبة أجهزة البلاك بيري بسبب مخاطرها الأمنية ومساسها بالأمن الاجتماعي وخصوصا بعد أن أقدمت عدد من الدول على منع استخدامها لتفادي مخاطر العمليات الاستخبارية ومحاولات اختراق أنظمة المعلومات بالإضافة إلى المخاطر التي أثبتتها الممارسة الفعلية للجهاز كأسرع وسيلة لنشر الشائعات وتهييج الشارع مما يجعله أحد أخطر عناصر تهديد الأمن الاجتماعي. المؤيدون لمراقبة الخدمات الإلكترونية التي يقدمها الجهاز أو منعها في حال تعذر ذلك يرون أن للبلاك بيري مخاطر جمة تمس المنظومة القيمية للمجتمع وخصوصا في ظل ولع المراهقين والمراهقات باستخدامه وإمكانية تواصلهم مع كل ملاك البلاك بيري على اختلاف خلفياتهم الثقافية والأخلاقية مما يؤدي لخلق مشاكل لا تحمد عقباها، ناهيك عن العبء المادي الذي تشكله رسوم الخدمة على كاهل الأسرة الواحدة في ظل موجة غلاء الأسعار التي ضيعت دخل المواطن محدود الدخل، ضعف الرقابة الأسرية بسبب عدم وعي الآباء والأمهات بالمخاطر الأخلاقية للجهاز. في حين يرى المعارضون أن الرقابة نوع من الردة الثقافية وانقلاب على الحريات، مشيرين إلى أن التوعية هي أفضل أنواع الرقابة وسلاح أجدي من المنع فكل الأجهزة والاختراعات الحديثة بداية من التلفزيون مرورا بالكمبيوتر وصولا للانترنت هي سلاح ذو حدين ترتبط بشكل مباشر بمستوى وعي المستخدم ومدى حفاظه على منظومته القيمية وتأثره بها، فالرقابة المثلى هي إعداد جيل واع قادر على التعامل مع المستجدات الحديثة بشكل صحيح. «الأنباء» استطلعت آراء المواطنين في مزايا الـ «البلاك بيري» وعيوبه ومدي تقبلهم للرقابة أو الإلغاء الكامل لخدمات الجهاز فإلي التفاصيل:
في البداية أكد داود حسين دشتي أنه يؤيد الرقابة على جهاز البلاك بيري بصورة سريعة لما له من مخاطر كثيرة على مستخدميه من المراهقين، مشددا على أن الـ البلاك بيري» أصبح أحد أهم عوامل التشتيت الدراسي وضعف التركيز حيث انه لا يفارق أيدي الطلاب والطالبات حتى داخل قاعات الدراسة، بالإضافة إلى أنه أصبح أهم عناصر استهلاك وقت الطلاب وتضييع الوقت المخصص للدراسة. ولفت دشتي للمخاطر الأخلاقية المترتبة على استخدام المراهقين والمراهقات للجهاز وخصوصا في ظل إمكانيته التواصل مع كل ملاك البلاك بيري على اختلاف خلفياتهم الثقافية، الأخلاقية والعقائدية مما له بالغ الأثر في تأثرهم بعادات وتقاليد غريبة على المنظومة القيمية للمجتمع، بالإضافة إلى قدرة الجهاز على اختراق المواقع غير الأخلاقية المحظورة، لافتا إلى عامل في غاية الأهمية هو أن بعض المراهقين يستخدمون الجهاز في الدعوة «للهوشات» وتجميع الشباب عند حدوث مشكلة لأحدهم.
التوعية أفضل من المنع
أما وليد العسعوسي فيري أن لكل جهاز إلكتروني جديد مزايا وعيوبا تحددها طريقة الاستخدام، مشيرا إلى ان التوعية أفضل من المنع وتعزيز القيم الدينية والروحية أجدى من المراقبة، لافتا لضرورة وجود حملات توعوية توضح مزايا وعيوب كل جهاز قبل عرضه في الأسواق لأن الوقاية خير من العلاج.وبين العسعوسي أن عيوب استخدام منتج جديد ليست مبررا لمنعه لكنها حافز لإعادة النظر في طريقة تعاملنا مع الشباب وتفتح باب مخاطر غياب الحوار داخل الأسرة وآثاره السلبية على الناشئة، فنحن نعيش في عالم مفتوح تحول لقرية صغيرة يستحيل معها استخدام أنظمة الرقابة التقليدية في عالم لا يسمح بالرقابة في ظل السماوات المفتوحة والإنترنت، موضحا أنه لا يؤيد الاستخدامات السلبية للجهاز ولا السكوت عنها لكن يختلف على طريقة التعامل، مشيرا الى ضرورة مشاركة رجال الدين في توعية الشباب ومناقشة أحدث المستجدات على الساحة من الناحية الشرعية لخلق وعي ديني صحيح يعصم الشباب من الاستخدامات الخاطئة.
مخاطر صحية
بدوره، أكد الفنان التشكيلي خالد الشطي أنه يؤيد الرقابة أو المنع من منطلق أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، مشيرا الى المخاطر الصحية التي تناولتها وسائل الإعلام على خلفية الإفراط في استخدام أجهزة البلاك بيري، حيث أعلن أن الذين يستخدمونه لفترات تتجاوز الـ 5 ساعات يوميا سيعانون من اختلال في الأعصاب بحيث تقلل من قدرتهم على التركيز وستؤثر على الجهاز المناعي خصوصا في ظل ما أثبتته الدراسات من أن استخدام هاتف صغير الحجم لفترات طويلة يقلل من عمل وظائف حدقية العين المتصلة بالأعصاب.
وأشار إلى ما يحمله الـ «b.b» من تهديد أمني صريح يمس كيان الدولة ويؤثر على الأمن الاجتماعي من خلال قدرته على اختراق المواقع ونقل المعلومات، لافتا إلى أن رسوم الخدمة تزيد من أعباء الأسرة في ظل موجة غلاء الأسعار التي ضيعت دخل المواطن محدود الدخل.
أما علي عبدالرضا باقر فأكد أن استخدام الوسائل التكنولوجية نقمة ونعمة وسلاح ذو حدين علينا أن نعي جيدا كيفية التعامل معها بالصورة الصحيحة التي تحقق الفائدة التي صنعت من أجلها، ولنتمتع بالمزايا التي توفرها لنا التكنولوجيا علينا ان نتقن التعامل مع السلبيات وفق إطار علمي سليم، فاحتواء شبكة الانترنت على مواقع غير مرغوب فيها ليس مبررا لغلقها أو وقف التعامل معها بل علينا إيجاد نوع من الرقابة التي تسير في خط مواز مع التوعية.
وأوضح باقر أن الـ «b.b» أحدث أجهزة الاتصال والتي تعزز التواصل بين الناس بتقنية عالية جدا، وأن الضجة المثارة حوله سببها أنه يمثل اتجاها جديدا في التواصل، إلا أن ذلك لا يمنع أن علينا دراسة السلبيات بصورة علمية دقيقة ووضع التصور الملائم لتجنبها.
من جهته، أشار أحمد الفيلكاوي إلى عدد من المخاطر التي أثبتتها الممارسة الفعلية للجهاز الذي أضحى أسرع وسيلة لنشر الشائعات وتهييج الشارع مما يجعله أحد أخطر عناصر تهديد الأمن الاجتماعي، لافتا إلى ان أي شخص موتور أو سيء النية يستطيع أن يحرك أعدادا كبيرة من الناس بمعلومة خاطئة ومدسوسة. وأوضح الفيلكاوي أن قرار الرقابة يجب أن يكون سريعا وحاسما لردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد أو على الأقل كإجراء وقائي يمنع حدوث مثل هذه المخاوف في المستقبل، لافتا إلى أن الشعب الكويتي يتقبل أي إجراء يعزز من حماية الكويت لنفسها ووحدتها الوطنية.
المنظومة القيمية للمجتمع
أما خلف الدريبان، فأكد أن المجتمع الكويتي مجتمع محافظ لا يتسامح مع ما يمس المنظومة القيمية ولا العقائدية له، موضحا أنه من واجب الدولة أن تتخذ أي إجراء تراه مناسبا حينما تشعر بأن هناك ما يهدد الأمن الاجتماعي، مشيرا إلى خطورة ما نسمعه عن المشاكل المترتبة من جراء الاستخدام السيئ للـ «b.b» والتي طالت الأعراض. وطالب الدريبان بضرورة توافر وسائل رقابية حديثة تستطيع الحد من الممارسات الخاطئة ومعاقبة المسيئين، داعيا أولياء الأمور الى ضرورة تشديد الرقابة الأسرية على الشباب لأنهم مستقبل بلدنا وعمودها الفقري.
بدوره أكد يوسف يعقوب الماجد أننا نعيش في عالم مليء بالمتغيرات والـ «b.b» لن يكون آخر وسائل الاتصال الحديثة وستظهر وسائل أخرى غيره أحدث من حيث التقنية والخدمات، ولذلك علينا ألا نعادي كل جديد بل يجب أن نتعايش معه وفق ضوابط بطريقة تتوافق مع معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا، مشيرا الى رفضه لإساءة استخدام البعض لتقنية الجهاز، داعيا الى ضرورة توعية المراهقين بضرورة الحفاظ على السلوك القويم والبعد عن كل ما يخالف الدين والمعتقدات.
من جهته، أكد ثامر عوني بائع في محل هواتف أن قرار مراقبة أو منع خدمات الـ «b.b» لا يعني أصحاب محلات الهواتف في شيء من قريب أو من بعيد فنحن نبيع المنتج المتوافر في السوق فإذا تم منعه فلن نتأثر لكن المسألة تخص بشكل مباشر شركات الاتصالات المستفيدة من رسوم الخدمة.
مصادر أكدت أن وقفها سيؤثر بشدة على إيرادات الشركات الثلاث
اجتماعات مكثفة لشركات الاتصالات مع «الداخلية» و«المواصلات» هذا الأسبوع
عمر راشد
نفت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» احتمال وقف خدمة «البلاك بيري» المقدمة من شركات الاتصالات الثلاث في الكويت، مستدركة بأن وقف تلك الخدمة لن يجدي خاصة ان الأفراد يمكنهم شراء «بلاك بيري» من البحرين وتشغيل الخدمة.
وبينت ان اللجنة المشكلة من الشركات الثلاث لمتابعة الأمر مع وزارتي المواصلات والداخلية ستعقد اجتماعات مع المعنيين في وزارتي المواصلات والداخلية هذا الأسبوع لمعرفة كيفية الاتصال بالشركة الأم في كندا لعلاج المشكلة، وان الشركات مستعدة للمساهمة في مخاطبة الشركة الأم إذا طلب منها ذلك. وردا على سؤال حول تأثير انقطاع الخدمة على إيرادات الشركات، قالت المصادر ان انقطاع الخدمة سيؤثر بشدة على إيرادات الشركات الثلاث باعتباره مكونا مهما في مجمل الإيرادات، مشيرة الى ان علاج المشكلة لن ينتهي خلال شهر أو شهرين وإنما قد يأخذ وقتا طويلا.
وبينت أن حل الإشكالية يتطلب تغيير «السيرفر» الخاص بالخدمة وهو ما يحتاج الى وقت طويل.
قطع خدمات «البلاك بيري» أمر في غاية الصعوبة
أحمد مغربي
كشف مصدر مسؤول في الشركة الوطنية للاتصالات عن أن الشركة لم يصلها أي كتاب رسمي سواء من وزارة الداخلية او المواصلات يفيد بضرورة وقف خدمات «البلاك بيري»، مشيرا الى أن تطبيق الأمر من الناحية العملية والفنية صعب جدا ولن يتم في يوم وليلة. وأشار المصدر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ «الأنباء» الى أن عدد مشتركي الهاتف النقال الفاعلين في «الوطنية للاتصالات» وصل الى 1.6 مليون مشترك، ومن بين هؤلاء المشتركين يوجد عدد لا يستهان به من مشتركي «البلاك بيري» وهو ما يجعل عملية فصل الخدمات عنهم أمرا في غاية الصعوبة. وذكر المصدر أن الاجتماع الطارئ الذي عقد بين وزارة الداخلية ووزارة المواصلات والشركات الثلاث لإيجاد وسيلة تمكن المعنيين من مراقبة المواقع الالكترونية التي يتم الدخول إليها عبر جهاز «البلاك بيري» لم يتوصل إلى صيغة نهائية بين الأطراف الثلاثة، حيث عزت شركات الاتصالات صعوبة تطبيق هذا الأمر إلى أن مركز بيانات الشركة المزودة لخدمات «البلاك بيري» في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، والتي تدخل شبكة الكويت في نطاقها، يقع في المملكة المتحدة. وتعجب المصدر من إقدام الكويت على تنفيذ مثل هذه الخطوة التي تعتبر في حد ذاتها حسب قول المصدر «تقييدا للحريات» في حين أن الكويت تنادي منذ فترة بضرورة التحول إلى مركز مالي وتجاري مهم في المنطقة.
«المواصلات»: أمن البلد فوق كل شيء ويجب وقف أي خدمات تشكل خطراً عليه
فرج ناصر
قال مدير الخدمات الهاتفية في محافظة الفروانية عبدالهادي المري حول التوجه لإيقاف «البلاك بيري» ان الاهم هو الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة والحديثة والتي تتوافق مع واقعنا ومتطلباتنا، لكن بشرط ألا تتعارض مع مصلحة البلد، وألا يساء استخدام هذه الاجهزة.
وأضاف: نطالب من المسؤولين بالتأكد من هذه الاجهزة ومدى خطورتها إن وجدت فعلا، واذا كانت تستخدم استخداما غير جيد، فلابد أن يكون للمسؤولين وقفة جادة وحازمة، مشيرا الى ان أمن البلد فوق كل شيء، وبالتالي فإن مصلحة وأمن البلد لهما وضع خاص جدا، وخط أحمر في آن واحد. وقال: اذا كانت اجهزة البلاك بيري تشكل خطرا، فلابد من مصادرة هذه الاجهزة بالكامل من حامليها.
من جانبه، قال مراقب سنترال السالمية م.أحمد الذهبي انه لا يؤيد منع أجهزة البلاك بيري، مؤكدا انها تعتبر خدمات عالمية وبنفس الوقت هذه الاجهزة مرتبطة بخدمة الانترنت، كما ان العالم الآن تطور وعلينا ان نواكب هذا التطور الحديث.
وأضاف ان هذه الخدمة تعتبر تواصلا بين افراد المجتمع من حيث سرعة التواصل ونقل المعلومات بطريقة حديثة ومتطورة.
وقال: ان الكلام غير صحيح بأن هذه الاجهزة تقوم بالتجسس والدخول على معلومات تخص وزارة الداخلية، مؤكدا ان هذا الكلام اذا كان بالفعل صحيحا، لماذا لم يتم منعها في دول العالم؟!