- بعض الدول الأوروبية تضيّق على المسلمين في بناء المساجد ورفع الأذان ولبس الحجاب لكننا نعيش في روسيا حرية كاملة في ممارسة شعائرنا وبناء المساجد
- وصلتني تهديدات بالقتل لكننا ماضون في عملنا بتوعية الناس بمخاطر التطرف
- المسلمون في القوقاز حكاية عمرها 1400 عام
الحلقة (2)
غروزني ـ أسامة أبو السعود
من باكو الى ديربنت او باب الابواب الى غروزني حتى موسكو حكاية عمرها 1400 عام هي قصة دخول الاسلام الى جبال القوقاز ومنها انتشر الى آسيا الوسطى وصولا الى الصين شرقا وغربا ارمينيا وجورجيا وحتى اوروبا. قصة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وخلافة سيرت في مهدها جيوشا فتحت بهم الارض مع انهم كانوا اقل عددا وعدة من غيرهم الا ان سلاح الإيمان جمعهم حتى دانت لهم الارض. في هذه الصفحات نفتح ملف الاسلام في القوقاز وكيف يعيش المسلمون هناك اليوم وما اهم ملامح بلادهم وحضاراتهم القديمة والحديثة، نعيش ونتعايش معهم من خلال تلك الصفحات التي تكشف عن اهم الاسرار التي حواها التاريخ بين جنباته من رواته الحقيقيين وهم اهل تلك البلاد الساحرة بتاريخها الاسلامي التليد. من نار كسرى في باكو عاصمة الثقافة الاسلامية الى ديربنت وقبور 40 صحابيا من صحابة الرسول الكريم الى قلعة القلعة الشهيرة وخامس اقدم مسجد في التاريخ الاسلامي لايزال شامخا وراصدا لتطور بلاد المسلمين في القوقاز التي فتحها سراقة بن عمرو في عهد الفاروق عمر بن الخطاب عام 20 هجرية كانت تلك الصفحات من تاريخ الامة.
قبل 6 اشهر فقط زرت الشيشان ورأيت التحولات الكبيرة التي يشهدها بلد خرج لتوه من حروب مدمرة، وما بين الزيارة الاولى والثانية رأيت تحولات مذهلة وخاصة في المنشآت الضخمة على نهر غروزني والمحافظة على جمال ما تحقق خلال السنوات الماضية لتعود الشيشان «جوهرة القوقاز». ما يتميز به الشيشان اليوم هو التحضر على مختلف الاصعدة الذي يثبت أن الشعب الشيشاني شعب قادر على البناء يحكمه رئيس قوي يصفه البعض بأنه حامي حمى المسلمين في روسيا والمدافع الاول عنهم حيث يتصدى لكل من يمس عقيدة المسلمين ليس في الشيشان او القوقاز بل في عموم روسيا وسبق للرجل ان اجبر عددا من الصحف واسعة الانتشار في موسكو على تقديم اعتذار لانها وصفت يوما الارهاب بأنه «اسلامي»، وطالب بوتين رئيس روسيا ـ انذاك ـ واكبر حلفائه بتقديم الصحيفة اعتذارها العلني ومن يومها لم تجرؤ صحيفة او مجلة او وسيلة اعلامية روسية على وصف أي عمل ارهابي بأن من قام به مسلم، فالإرهاب لا يعرف دينا ولا يجب ان يلتصق بدين بعينه. أمور عديدة في الشيشان الجديدة دفعتنا لان نلتقي وزير العلاقات الخارجية والسياسة القومية ووزير الإعلام الشيشاني شمسائيل سرالييف الذي أشاد كثيرا بدور الكويت واهلها في التقارب مع مسلمي الشيشان. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية زرتم الكويت قبل اشهر قليلة وهي اول زيارة لكم لبلد عربي واسلامي خارج الاطار الروسي كيف وجدتم الكويت وشعبها؟
الكويت بلد جميل، اعجبت كثيرا بالشعب الكويتي الطيب وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، شخصيا اقول من اعماق قلبي انني اعتز بوجود دولة اسلامية كالكويت وادعو الله لها بالازدهار واتمنى ان تكون لنا علاقات مع دول كثيرة مثل الكويت.
وبغض النظر عن كل الاشياء يجب ان نوثق العلاقة بين بلدينا روسيا والكويت، فكما نعلم جميعا ان عدد المسلمين في روسيا اليوم تجاوز 20 مليون مسلم، والحكومة الروسية ليست فقط تسمح لنا _بل تؤيد _ الالتزام بالدين وتسهل جميع ما باستطاعتها فعله في هذا الاطار.
وكما ترون اليوم فان بعض الدول الاوروبية يضيقون على المسلمين سواء بعدم بناء المساجد او بناء المآذن او رفع الاذان او لبس الحجاب، ومقارنة مع ذلك نشعر نحن مسلمي روسيا بكامل الحرية في ممارسة شعائرنا وبناء المساجد في كل مكان.
ولذلك يجب ان نوثق علاقتنا مع الكويت وكل الدول الاسلامية فجميع الظروف متاحة الان لذلك.
نعلم ان هناك فجوة كبيرة في التواصل بينكم وبين الدول العربية والإسلامية والسؤال لماذا لا تبدأون انتم وتحدثون هذا التواصل وتقدمون أنفسكم ووضعكم الجديد المليء بالتنمية والحرية الدينية وغيرها الى الدول العربية والاسلامية ؟
سؤالك وجيه جدا، وأؤكد لكم ان ما نقوم به الحين لم يكن بمقدورنا سابقا، ونحن اليوم نتطور بشكل كبير، وكان تركيزنا في الفترة السابقة كلها على الوضع الداخلي وبدأنا اليوم تطوير علاقاتنا على المستوى الخارجي وان كانت تلك العلاقات ما تزال محدودة.
لايمكن ان نتحدث عن الشيشان والقوقاز دون التطرق للاوضاع الامنية فقبل ايام طالعتنا اخبار على النت بان امير امارة القوقاز يعزي بوفاة امير دولة العراق الاسلامية ـ كما يطلقون على انفسهم ـ كيف تنظرون لذلك؟
اميرنا في منطقة القوقاز هو رمضان قديروف وهو رئيس مسلم ومن عائلة متدينة نعرفها ونعرف تاريخها المشرف، وأوجه لكم السؤال: هل يمكن لمسلم ان يختطف ابن اخيه المسلم ويطلب منه فدية؟!
بالطبع لا، ولكن سأعرض عليكم فيديو لهذا الامير المزعوم ـ وعرض فيديو على الانترنت ومن موقع يوتيوب الشهير ـ وهو يطلب فدية قدرها مليون دولار لاطلاق احد الاولاود الذين اختطفهم من المنطقة وهو يضغط على والد الطفل بالقول «ابنك قلق ويقول هل نسيني والدي وهل يتركني اموت؟».
ويتابع الشريط الذي يترجمه المترجم تركو: انا لم اطلب منك 10 ملايين ولا 7 ملايين هذا غير صحيح انا اطلب مليون دولار واحد واذا لم تدفع فسيهلكك الله لان الله امرني بذلك.
ويتابع سرالييف قائلا: هذا ليس اميرا بل قاطع طريق وخاطف ومجرم، اولادهم يدرسون في احسن الجامعات في اوروبا ولا يوجد أي ابن من ابنائهم معهم في الجبال ولا يؤيدون فكرتهم وهم يهلكون اولاد الاخرين، كل ذلك لكسب الاموال، وان شاء الله سيهلكهم رب العالمين.
انا مستعد لمحاربتهم حتى يهلكهم الله، هؤلاء الناس اشعلوا حربين دمويتين في جمهوريتي.
الشيشان كانت قبل الحروب جوهرة القوقاز وكنا ننتج 37 منتجا من البترول من الزيوت ووقود الطائرات والبنزين وغيرها، كل ذلك أُهلك بسبب الحروب، ولذلك نحن نسميهم «شياطين».
ألا تخشى على نفسك من الاغتيال أو غدر هؤلاء بك؟
هم لا تعجبهم أعمالنا، فنحن وعبر قناة التلفزيون والوسائل الإعلامية الأخرى كمحطة الراديو والصحف و5 سايت على الانترنت وغيرها نحاول توعية الناس بمخاطر هؤلاء وأفكارهم.
بعض الدول الأوروبية يضيقون على المسلمين سواء بعدم بناء المساجد او بناء المآذن او رفع الآذان او لبس الحجاب، ومقارنة مع ذلك نشعر نحن مسلمي روسيا بكامل الحرية في ممارسة شعائرنا وبناء المساجد في كل مكان.
هؤلاء يعيشون خارج حدود بلادنا ويحاولون استقطاب الشيشانيين المقيمين في دول اخرى بضرورة عودتهم والحرب معهم وهذه القنوات الفضائية تزعجهم لانها تنقل عملية اعمار البلد والبناء، ونحن أنشأنا سايت على الانترنت للمتضررين من الإرهابيين.
وهم أرسلوا لي تهديدا عبر الانترنت «سنقتلك»، ولو كنا نخاف منهم ما عملنا شيئا ولقعدنا في بيوتنا وما اجتهدنا وإذا لم نقف مع رئيسنا فلا قيمة لنا، فنحن نجتهد في سبيل العيش الكريم والحرية لبلدنا ومستعدون للشهادة من اجلها.
لماذا لا تطلبون علماء من الكويت أو مصر أو غيرهما لمواجهة هؤلاء المتطرفين بالحجة خاصة ان مصر مثلا عاشت سنوات عصيبة من العنف باسم الدين وعاد كبار من كانوا يحملون السلاح عن أفكارهم السابقة وأصدروا كتب المراجعات الفكرية وبينوا خطأ استنادهم الى آيات وأحاديث معينة؟
أعتقد ان الكويت ومصر وغيرهما تعيش اليوم أجواء البناء والازدهار بفضل محاربة التطرف والقضاء عليه في مهده، فمصر اليوم من أهم البلدان السياحية في العالم لانها دحرت الإرهاب، والسياحة تحقق دخلا كبيرا لمصر، لا احد عاقلا او دولة تريد البناء والاعمار وتريد هؤلاء في بلادها.
المشكلة لدينا في انهم يخدعون الأطفال بين سن 15 و17 عاما ممن يتشاجر مع والديه او حبيبته ينضم للجهاد وعددهم اليوم قليل جدا ـ بفضل الله ـ وهربوا الى انغوشيا وداغستان وغيرهما.
وفكرتكم صحيحة في استقدام علماء من الدول العربية والإسلامية وخاصة من الأزهر الشريف، ولكن هناك مشكلة وهي الفرق بين المتشددين عندكم وعندنا، فالمتشددون عندنا بعيدون جدا عن العلم والدين وقبل حمل السلاح لم يصلوا يوما واحدا.
فإذا قالوا نحن علماء فهل هناك جامعة تخرجوا منها او مدرسة او تعلموا على يد شيخ معين، كل هذا التشدد وصل الينا على يد متشددين جاءوا من الخارج ولايزال لدينا بقايا ممن خرجوا من البلاد العربية ولذلك من السهل ان نحاربهم بالعلم والعقيدة.
هم لم يبنوا مسجدا واحدا ولم يرسلوا حاجا الى بيت الله ولم يبنوا أي شيء مفيدا لبلدهم سوى الحرب والتخويف والإرهاب، ولذلك فالناس ملوا منهم ولا يحبونهم، فبإمكان أي واحد اليوم ان يذهب للمسجد ويمارس عبادته بحرية كاملة.
ونحن فقط لم نبن المساجد والمعاهد والجامعات الإسلامية بل سنفتح هذا العام اكبر مركز لتحفيظ القران في روسيا كلها وسيكون في الشيشان.
وإذا رأينا احصائيات الاسلام في روسيا اليوم نجد ان مؤشر صعود التمسك بالإسلام في روسيا أصبح كبيرا والمؤشر لأعلى كل يوم وهو أمر لم نره من قبل سواء من حيث الالتزام بالملبس او منع الخمور وغير ذلك.
وأخيرا أؤكد ان رئيسنا من عائلة قديروف وهي عائلة متدينة ونحن نطيع هذه العائلة لانها عائلة تحمل مشاعل العلم والدين في بلادنا.
15 ألف شيشاني يعيشون بالأردن
اللواء محمد بشير الأمين أول شيشاني وزيراً في الحكومة الأردنية
على هامش مؤتمر «الإسلام دين السلام» التقت «الأنباء» بأول شيشاني يتقلد منصب وزير في الحكومة الأردنية وهو اللواء محمد بشير الأمين الذي ينحدر من أسرة شيشانية هاجرت إلى الأردن في بداية القرن العشرين وتحديدا ـ كما قال ـ في 1902 وولد في مدينة الزرقاء 1933 في المملكة الأردنية الهاشمية وخدم في القوات المسلحة الأردنية من 1951 حتى 1976، وشارك في حرب الاستنزاف وهو من أعيان الشيشان في الأردن.
ولفت الأمين الذي كان وزيرا للزراعة في الأردن الى ان عدد الشيشانيين في الأردن اليوم يتجاوز 15 ألفا لافتا الى ان عددا من العوائل الشيشانية هجرت الشيشان في بدايات القرن الماضي متوجهين الى ارض الحرمين الا أنهم استوطنوا الأردن وبنوا 4 قرى أصبحت اليوم اكبر 4 مدن في الأردن ومنها الزرقاء.
واكد ان الحكومة التركية قدمت لهؤلاء الشيشانيين كل التسهيلات للإقامة والعيش والامتلاك في الأردن والتي كانت ضمن حدود السلطنة ـ انذاك.
وأوضح ان شيشاني الأردن يتواصلون بشكل مستمر مع ذويهم في الشيشان وتربطهم علاقات جيدة ولله الحمد مؤكدا ان الشعب الشيشاني تحمل شدائد ومحنا كثيرة على أرضه. واليوم نحن مسرورون لأننا نستطيع زيارة أرض ألأجداد واللقاء بأقربائنا وأصدقائنا والتكيف مع هذه الحياة.