- المذكور: المؤشر ضاع من العرب وأخذ يتهاوى ويضعف وهذه الرحلة حركت قضية فلسطين
ليلى الشافعي
أكد النائب د.وليد الطبطبائي ان اسطول الحرية حقق مكاسب تزيد يوما بعد يوم، جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون بعنوان «أسطول الحرية ونتائج الرحلة وآثارها» والتي عقدت في مقر الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، وتناول المحاضرة رئيس لجنة فلسطين بجمعية الاصلاح الاجتماعي د.وليد العنجري وبحضور بعض من مشاركي الاسطول كل من د.أسامة الكندري، ووائل العبدالجادر، وصلاح المهيني وعبدالرحمن الخراز بالاضافة الى اعضاء الرابطة.
وقال د.الطبطبائي: كل يوم بعد يوم تضاف مكاسب من رحلة اسطول الحرية أولها فتح معبر رفح الذي فتح مدة لم تحدث من قبل مما أحرج اسرائيل، وايضا قرار المواجهة وكسر هيبة اسرائيل حين لم يذعن لها الاسطول وأوقعها في خيارين صعبين، اما ان يتراجعوا واما التنفيذ والهجوم على الاسطول، واختاروا الخيار الاسوأ في التنفيذ والنتيجة انعكست عليها من هذا القرار الخاطئ، وهذا يدل على سوء تدبير، كما ان النتائج الطيبة نشعر بها يوما بعد يوم، ويكفي ان معبر رفح لم يفتح في أي وقت مثلما هو الآن، فكان المعبر عندما يفتح فهو مخصص للركاب ويسمحون بدخول الادوية فقط، أما الآن فكل شيء يسير منذ اكثر من اسبوعين من فتح المعبر، أما سابقا فكانت أقصى مدة لا تزيد على 5 أيام فقط، وبالنسبة للمساعدات التي كانت على الاسطول فقد تسلمتها الامم المتحدة لتوصيلها الى غزة بما فيها من مواد بناء وحديد، وبحمد الله البضاعة وصلت والسفن سترجع ان شاء الله قريبا، وهذا يدل على حسن النوايا وقرار المواجهة.
تفكك الأمة
من جانبه، قال د.خالد المذكور ان تحريك قضية فلسطين والمسجد الاقصى موجود في قلب كل مسلم، ولكن الاعلام والسياسة والتخاذل وعدم معرفة الطريق الصحيح لهذه القضية أدى الى ان كثيرا من الشباب يتقاعس ولا يهتم بها، وبالتالي كنا نحتاج الى ان نجلو عنها الغبار ونجعلها ناصعة، فكان أسطول الحرية هو تفعيل للقضية ليس في قلوب العرب والمسلمين فقط، بل في قلوب جميع الناس في أنحاء العالم.
وأشار الى ان هؤلاء الاخوة الذين عقدوا العزم على المشاركة كانوا يعلمون ان هناك صعابا ستواجههم، وان اليهود لن يتركوهم يصلون الى مبتغاهم، ومع ذلك عقدوا العزم ووطنوا أنفسهم وأهليهم على مواجهة ما قد يتعرضون له من صعاب وقد حصل، ولكن الله اختار منهم الشهداء، وكذلك ذاق الاخوة شيئا مما ذاقه أهل فلسطين وأهل غزة الذين عرفوا ان العدو منذ اول يوم من احتلاله وهو مصرّ على خططه وما يقوم به منذ عهد قديم، وها نحن العرب قد ضاع منا المؤشر وأخذ يتهاوى ويضيع، ولذا نحن نريد ونشجع مثل هذه المبادرات لفك الحصار عن اخواننا في غزة
لابد من التحرك
وحول العبرة من الحدث اكد د.عجيل النشمي على أهمية تغيير الواقع والذي لا يتأتى باجتماعات وخطب حتى ولو كانت على أعلى مستويات إنما يتأتى بالحركة فالحركة هي التي تغير وليس الجلوس وعقد المؤتمرات والكلام وان الله تعالى إنما يرتب النتائج على الحركة وما كان لأحد ان يتصور ان تؤخذ هذه الخطوة في اسطول الحرية وان السفينة تذهب وتبحر ثم تحجز وان اقصى شيء ان ينزل ما عليها ثم يعودوا الى بلادهم ولكن الله قدر ان يعيد تاريخ هؤلاء اليهود وهم من الغباء بدرجة كبيرة بإقدامهم على هذه الخطوة، وهذا الغباء هو الذي اعطى القضية هذا البعد الإنساني والدولي بسبب هذه الخطوة التي قام بها اليهود.
وأضاف اما الشيء الثاني الذي نرصده فهو انه بدأ مؤشر قيادة الأمة الإسلامية تجاه تركيا فالشعب التركي والحكومة التركية من الشعوب دولة خلافة، والتي لا يمكن ان يمحو الإسلام ذلك وهي دولة قيادة وهذا الحدث جعل انظار المسلمين في العالم كله تتجه نحو هذه الدولة، كما ان نظرة المسلمين الى تركيا نظرة خاصة فليس لديهم مطامع وجوانب القبول لديهم كبيرة لذلك فإن التفات المسلمين الى تركيا هو الذي سيحرك الدول العربية والدول الإسلامية.
غزة تناديكم
وتناول ضيف الديوانية رئيس لجنة فلسطين الخيرية بجمعية الاصلاح الاجتماعي د.وليد العنجري المشاريع التي تقوم بها الجمعية في غزة وقال: لقد استفدت من هذا الجمع الطيب مشروعين هامين من المشاريع التي تقوم بها الرحمة العالمية وهما ترميم البيوت المهدمة، ومزارع بير حواء الكويتي والتي نهدف منها الى توفير الأمن الغذائي فقد دمرت المصانع والبيوت والحصار جعلهم لا يتمكنون من الاستمرار في العمل وما كان أمامنا كأفراد نعمل في العمل الخيري إلا محاولة رفع المحنة عن ابناء غزة ففكرنا في الزراعة رغم التجريف الاسرائيلي للمزارع واستطعنا بفضل الله ثم بالعزيمة الصادقة توفير الحد الادنى من الحياة الكريمة واصبحت مواد البناء متوافرة من خلال الرحمة العالمية وتم ترميم اكثر البيوت، حيث رممنا 300 بيت وسلمناها ونحن في طور تسليم 400 بيت بعد شهرين ثم نبدأ في ترميم 1000 بيت وهذا ما نجحنا فيه.
واضاف مزارعنا في خان يونس وفي دير البلح وفي رفح في الوسط وفي الجنوب وهي المناطق الاكثر حاجة والهدف منها كان 100 الف نخلة وشجرة فواكه مثمرة، حققنا النصف بفضل الله وهو مشروع ضخم وكبير من شأنه أن يعطي آلاف الاطنان نحو 5 آلاف طن من التمور قريبا كما ان العنب في هذه السنة اعطانا 25 طنا بالاضافة الى الفواكه ونبه الى ان النخلة الواحدة تكلف 10 دنانير وشتلة الفاكهة 5 دنانير واشار الى ان متطوعا كويتيا سيبني مستشفى يتكلف اكثر من 5 ملايين دينار بالاضافة الى مركز للأيتام
وذكر كل من أبطال اسطول الحرية في كلمة كل منهم العبر والعظات من هذه الانطلاقة بدأها وائل العبدالجادر حيث تحدث عما لمسه من صدق المشاعر الجميلة في الشعب التركي تجاه قضية فلسطين والحرص على فك الحصار في غزة والمشاعر النبيلة التي فاض بها الجميع خاصة مشاعر الاتراك الذين تفوقوا علينا.
وأكد أن البركة في النتائج والتي تأتي عظيمة من الله تعالى إذا صدقت النوايا وهذا ما لمسناه مع المشاركين.
وتحدث صلاح المهيني عن مقومات النجاح وحسب الاختيار وحسن العمل وأكد على أهمية تقديم قضايا الأمة على القضايا الشخصية وان كل واحد له دور في النصرة من اجتماع شعوب 50 دولة.. من جهته تحدث عبدالرحمن الخراز عن حب الاتراك للجهاد وصدق مشاعرهم وأن الاعمال الصالحة تجر الى طاعة الله فلم نكن نخطط لقيام ليل وحلقات ذكر ودروس وان نختم القرآن كل هذه الاعمال كان لها الاثر في مباركة الله في نتائج الرحلة اكثر مما نتوقع وايضا في التثبيت في المواجهة بين الصهاينة ومن في السفينة مع اختلاف اللغات واللهجات.
وتناول د.أسامة الكندري دور المرأة وقال هناك من يحجم المرأة ويفتي بفتواه للتقليل من شأنها مع ان دورها عظيم ليس في هذا المكان فحسب ولكن في أماكن كثيرة فقد اسسن القافلة وبذلن الجهد الكبير في الترتيب والتنظيم فقد خرجن ليس للرياء كما قال البعض، وكما قيل خرجن من دون محرم بل هذه فرية فكل واحدة معها محرمها، وما قمن به دور رائع وعمل كبير فالمرأة في كل شؤون الأمة لها دور كبير وتسد مواقع لا يستطيع الرجال سدها فقد رأيت منهن العجب والتضحية والعمل.
واضاف عبدالرحمن الفيلكاوي بقوله: كلما كبر الإنسان في عيون الناس كبر عند الله بعمله الطيب وقد استفدت من الرحلة امور القيادة والتخطيط، وأي أمر يخدم هذا الدين لابد ان يكون مخططا ومدروسا وهذا ما رأيته في اخواننا الاتراك وقد رزقنا الله في تلك الرحلة بمصاحبة الاخيار ورزقنا الصدق والاخلاص.