ليلى الشافعي
أكد الداعية د.سليمان الماجد من المملكة العربية السعودية انه بصفاء النفس ونقاء القلب تشرق الدنيا ويتجدد الأمل ويتحابب الناس فيما بينهم.
وقال خلال المحاضرة التي نظمتها لجنة الدعوة والارشاد التابعة لجمعية احياء التراث الاسلامي ـ الفردوس ـ بالتعاون مع المراقبة الثقافية والتي كانت تحت عنوان «أفئدة الطير» ان المحبة والتواد بين الناس ونقاء السريرة هي سر سعادة الانسان مصداقا لقوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم).
واضاف الماجد: ماذا كان شعورك حين قدمت لأحد أقاربك نجاحك ففرح به كما يفرح لأبنائه واخوانه في صفاء نفس ونقاء قلب.
وتابع الداعية الماجد ان هذا الطير في صفاء الطهارة ونقائها لا ينظر الى عش غيره ان كان افضل منه، ولا ينظر الى فراخ جاره وان كانوا اكثر من فراخه، ولا يدبر المكائد ليقطع بها رزق طير آخر، بل يحلق مع سربه متعاونا مع زملائه، فيطير السرب على هيئة زاوية، ليخفف الاول عن الثاني، والثاني عن الثالث وهلم جرا، واذا ما تعب الاول سد مكانه الذي يليه، حتى يمضي الطير في مهمته متعاونا متآلفا متصادقا.
وقال الماجد: نحن بحاجة ماسة لأفئدة الطير من اجل سلامة الخلق، فإن الغالب ان من كف أذى قلبه عن الاعتقادات والظنون السيئة، كف أذى جوارحه، ومن كف أذى جوارحه أحسن الخلق.
وتابع: نحتاج الى أفئدة الطير من أجل محبة الناس، وتحقيق الافضلية بينهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل أي الناس أفضل؟ فقال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان» قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد.
وأوضح: اننا نحتاج الى فؤاد الطير من اجل الاستقرار النفسي بين افراد المجتمع، والاستقرار بين الرئيس ومرؤوسه والحاكم والمحكوم والقريب والبعيد، فإنه متى نقت النفوس وصلحت السريرة استقرت احوال الناس، وفي الاستقرار يكون العطاء والانتاج والنفع والتعاون بإذن الله عز وجل.
وختم محاضرته بالحديث عن السبل التي تجعلنا نمتلك أفئدة كأفئدة الطير فقال: ان السبيل هو الايمان والاخلاص وعدم التسخط والرضا والقناعة والتوكل وداوم العبادة من الذكر والصلاة والصدقة والاستغفار، فإن الذكر اذا عمر قلوبنا وغمر نفوسنا كان طريقا الى طرد الشيطان من قلوبنا، ومن السبل كذلك: دوام المراقبة وتذكر الحساب، والاكثار من الدعاء بأن يزيل الله الغل والحقد من قلوبنا كما قال تعالى على لسان المؤمنين (ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم)، ومن ذلك ايضا الصدقة فإنها تسل السخيمة ولو كان المبلغ يسيرا، ومن ذلك عدم تتبع اخبار الناس واحوالهم، فإن هذا يؤدي الى الغل والضغينة في النفس.