بمناسبة دخول فترة الصيف وموسم السياحة والسفر، قام الباحث الاسلامي الشيخ راضي حبيب يتحديد مقصد السفر بحسب الوجهة، فلكل شيء مقصد، وسنوضح ما مقاصد الناس في اسفارهم حتى يتبين لهم الفرق الشرعي بين السفر الايجابي والسفر السلبي ليتجنبوا الوقوع في المحاذير الشرعية، فقد ورد ذكر السفر في القرآن والسنة النبوية، وقد ترتب على اثره بلحظ معيار المسافة بعض الاحكام الشرعية في عدة ابواب فقهية كالصلاة والصيام والحج والعمرة، كما وردت كلمة السياحة في القرآن الكريم في قوله تعالى (فسيحوا في الارض ـ التوبة: 2)، وايضا كلمة المسيح وهي تعني كما ذكر علماء التفسير واللغة انه قيل لسياحته في الارض لنشر البركة والخير فيها، وهو فعيل من مسح الارض اي من قطعها بالسياحة وعلى هذا الاساس قسم علماء الدين مقاصد السفر الى ثلاثة: سفر الطاعة وسفر المعصية والسفر المباح، وسنقف على كل مقصد سفر بشيء من التفصيل والتوضيح. وبين حبيب ان سفر الطاعة هو ان يكون فعل السفر مقترنا بنية التقرب الى الله تعالى من اجل اداء عبادة او طاعة كتأدية مناسك الحج او طلب العلم او الجهاد في سبيل الله او زيارة المساجد الثلاثة (مكة والنبوي والمقدس) او غيرها من الاماكن المقدسة، او زيارة من وجبت له صلة الرحم والاحسان او الاخوان في الله فهذه الانواع من الاسفار تكون لاداء طاعة او عبادة ويؤجر عليها المسافر اجر المحسنين.
وتابع: اما سفر المعصية فهو السفر الذي تكون فيه نية المسافر القيام بعمل نهت عنه الشريعة نهيا قطعيا، ورتبت على القيام به عقوبة شرعية، وهناك العديد من الامثلة التي يمكن سردها للدلالة عليها وهو السفر لفعل المحرمات كالسفر من اجل الاجتماع مع اهل الفجور والفسوق في الملاهي والمراقص واحتساء الخمور او من اجل الحصول على اموال مسروقة او بتعبير آخر غسيل اموال ملوثة او نهب وما شابه، او جلب تجارة مشبوهة او مغشوشة وما شاكلها، فهذا كله يندرج تحت عنوان الآثام والمعاصي الكبرى التي يعاقب عليها الشرع.
واوضح ان السفر المباح هو ما يقصد به السياحة في الارض من اجل تعميم الخير والبركة او حتى من اجل الاسترخاء النفسي، او حتى الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تدهش العقول وتحيرها في كيفية دقة الصناعة الالهية بدليل قوله تعالى (هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور)، واختتم الشيخ حبيب بدعوة المسافرين الى توخي النية الصالحة في السفر والابتعاد عن سفر المعصية.