أصدرت جمعيات النفع العام «جمعية إحياء التراث الإسلامي – جمعية الإصلاح الاجتماعي – جمعية المعلمين الكويتية – جمعية النجاة الخيرية» بيانا حول المطالبة بتعديل مناهج التربية الإسلامية، جاء فيه: الكويت بلد مسلم يؤمن أهله بالمنهج الوسطي الذي لا غلو فيه ولا تطرف، والذي يضع الأمور في نصابها الصحيح، ويحرص على صيانة عقيدة التوحيد في نفوس أبنائه، كما يحرص على نشر المحبة والرحمة والوئام بينهم بعيدا عن الانجراف وراء دعوات التكفير والتشدد، وبث روح الشقاق والعداوات التي تفرقهم.
وقد ساءنا ما أثير من اتهامات باطلة لمناهجنا التعليمية، ووصمها بأنها مناهج تكفيرية، وأنها تسعى لبث روح الطائفية والكراهية بين أبناء البلد الواحد دون أن يأتوا بأي دليل على ما يقولونه.
وأوضح البيان ان هذه المناهج قد وضعها أساتذة ومربون أجلاء، وتربت عليها أجيال كثيرة من أبناء البلد دون أن يحدث بينهم خلاف قبل أن يتنادى هؤلاء القلة بنبذها، وضرورة التخلص منها.
وتركز الحديث حول موضوع الاستغاثة والتوسل بأصحاب القبور ودعائهم لتفريج الكربات، وتلبية الحاجات، مما لا يقدر عليه غير الله سبحانه وتعالى، واتهموا واضعي المناهج بتحريم زيارة القبور - وهو ما لم يقل به أحد من علماء المسلمين – بل إن الذي اتفق عليه علماء الأمة الإسلامية قاطبة منذ عصر الرسالة الأولى هو الاعتقاد ان الموتى – وإن كانوا من الصالحين – لا يملكون كشف الضر، أو نفع الأحياء.
وأضاف البيان أما القضية الأخرى التي أثارت غضبهم فهي «السؤال عن النصيحة التي توجهها لمن يسب الصحابة رضوان الله عليهم»، ومع أن القوانين الكويتية تجرم وتعاقب من يسب الصحابة رضوان الله عليهم، إلا أن اعتبار ذلك السؤال شقا للوحدة الوطنية ودعوة صريحة للتعصب، ومحاولة لتعميق الهوة بين أبناء الشعب الواحد، ودق إسفين بينهم هو التعصب بعينه.
ولا شك أن إطلاق تهمة التكفير جزافا ودون تثبت، ووصم المربين الأجلاء الذين كتبوا مناهج التربية الإسلامية بالتكفيريين والسعي لتغييرها لا شك أنها محاولة يائسة لن يرضاها أهل الكويت، وسيقفون لها بالمرصاد، كما أن اتهام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - بالتعصب والتطرف يضر بعلاقة الكويت بجارتها الكبيرة السعودية التي تتبنى ذلك المنهج المبارك وتدرسه لأبنائها، وتنشره في جميع بقاع العالم، وهي الدولة التي وقفت مع الكويت في أوج محنتها عام 1990 وضحت بأبنائها وأموالها من أجل الدفاع عن إخوانها في الكويت، فيا للعجب أن تصبح الدعوة الى صون التوحيد وحماية العقيدة الصحيحة منهجا تكفيريا يجب تغييره، ويا للعجب أن تصبح الدعوة الى تنزيه الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – عن السوء والاتهامات الباطلة تصبح منهجا تكفيريا، ويا للعجب أن توصم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالتطرف والتعصب.
وختم البيان بقوله: إننا لنربأ بوزيرة التربية المحترمة أن تسمع لهؤلاء، أو أن تستجيب لمحاولاتهم تغيير مناهجنا الدينية الأصيلة، ولتعلم ان أهل الكويت الذين تربوا على المنهج الأصيل لا يرضون بغير العقيدة الصحيحة والمنهج الوسطي الذي تقوم عليه مناهج التربية الإسلامية.