قدمت وزارة الأشغال في مؤتمر أسبوع المياه السنغافوري الدولي 2010 ورقة عمل تضمن تاريخ الكويت في مجال معالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة القصوى من تلك المياه بعد معالجتها.
وأوضح التقرير الذي قدمه ممثل وزارة الاشغال العامة في المؤتمر رئيس قسم متابعة محطة تنقية الصليبية عادل الصفار ان الكويت ذات مناخ صحراوي قاس جدا وشديد الجفاف وتعتبر مصادر المياه المتوافرة شحيحة جدا إن لم تكن معدومة حيث تنعدم الأنهار ويندر هطول الأمطار فيها.
وأضاف التقرير انه الأهمية القصوى تكمن في ايجاد مصادر بديلة للمياه ومن أهم هذه المصادر المياه المعالجة وهي من المياه المتجددة الناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحي.
واعتبر التقرير ان استهلاك الفرد في الكويت مقارنة بمعظم دول العالم مرتفع جدا ما يؤدي الى ارتفاع في كميات مياه الصرف الصحي، مبينا ان استهلاك المياه العذبة في المساكن يصل الى 85%.
وأوضح ان الكويت من الدول الرائدة في نظام الصرف الصحي حيث أولت الدولة اهتماما كبيرا في توفير الخدمات الصحية وعليه قامت وزارة الأشغال منذ الستينيات بتنفيذ وتطوير خدمات الصرف الصحي حيث بدأ استخدام المياه المعالجة في مشاريع التشجير ومزارع الأعلاف منذ أكثر من 30 سنة.
وأشار الى ان المياه المعالجة أصبحت في الوقت الحالي المصدر الرئيسي لري المشاريع الزراعية بجميع أنواعها ومنها مزارع العبدلي والوفرة ونادي الصيد والفروسية وتحريج مدينة الكويت وضواحيها وبحيرة ام الرمم وغيرها.
وذكر التقرير مرافق وزارة الأشغال ومحطات التنقية الحالية والمستقبلية والمحطات الرئيسية كمحطة تنقية الصليبية التي تصل سعتها التصميمية القصوى الى 425 ألف متر مكعب يوميا.
وأوضح ان محطة تنقية الصليبية هي اكبر محطة في العالم لمعالجة مياه الصرف الصحي بطريقة التناضح العكسي والتي أنشئت بنظام (بي.او.تي).
وأضاف التقرير ان محطة تنقية الرقة التي تصل سعتها التصميمية الى 180 ألف متر مكعب يوميا، مبينا أن هناك مخططا لخروجها من الخدمة وانشاء محطة بديلة لها في المنطقة الجنوبية من البلاد في عام 2020 وبسعة تغطي جميع المناطق الجنوبية.
وأوضح ان محطة تنقية الجهراء تعمل بسعة تصميمية تبلغ 65 ألف متر مكعب يوميا، مبينا انه سيتم خروجها من الخدمة خلال عام 2011 بعد الانتهاء من المحطة الجديدة في منطقة كبد ومن اصغر المحطات محطة تنقية ام الهيمان بسعة تصميمية تبلغ 27 ألف متر مكعب يوميا.
وأضاف ان الوزارة تعمل على انشاء محطات مستقبلية كمحطة تنقية المنطقة الجنوبية بسعة تصميمية قصوى تصل الى 400 الف متر مكعب يوميا والآن في مرحلة التصميم لتحل محل محطة الرقة وأم الهيمان في عام 2020.
وذكر التقرير انه في أواخر السبعينيات قررت الحكومة الكويتية اقامة مشروع متكامل للاستفادة من المياه المعالجة ثلاثيا حيث تم انجاز المشروع بالكامل في عام 1984.
وأضاف انه وبعد رفع درجة المعالجة من الثنائية الى الثلاثية مع التعقيم بالكلور وصل انتاج المياه المعالجة ثلاثيا الى نحو 270 الف متر مكعب في اليوم من محطات التنقية المختلفة.
وأفاد انه وفي نهاية التسعينيات اتجهت الحكومة الى انتاج المياه المعالجة رباعيا وعليه تم في أواخر عام 2004 تشغيل محطة تنقية الصليبية حيث تتم معالجة مياه الصرف الصحي معالجة رباعية باستخدام تقنية التناضح العكسي.
وتضمن التقرير نبذة عن مشاريع الاستفادة من المياه المعالجة في الكويت كالمشاريع الزراعية التجميلية ومشاريع الزراعة الانتاجية والبحيرات الاصطناعية مشاريع استثمارية أخرى.
وأشار التقرير الى أهم المعوقات للاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة مثل عدم وجود توعية عن ماهية هذه المياه ونوعيتها وكيفية الاستفادة منها والجانب الديني والنفسي للإعادة استخدام هذه المياه.
وأضاف ان النظرة المستقبلية للاستفادة القصوى من المياه المعالجة تأتي في الاستفادة من تلك المياه المعالجة رباعيا في الخلطات الخراسانية وحث الشركات والقطاع الخاص على استخدامها في عملياتها اليومية كالغسيل والتبريد وغيرها.
وأوضح ان معالجة مياه الصرف الصحي هي ضرورة بيئية سواء استغلت هذه المياه المعالجة في مجال الزراعة وخلافه ام لم تستغل، مبينا ان المعالجة الثلاثية هي مرحلة متقدمة ولها فائدة بيئية ويمكن استخدامها في أغراض الري والزراعة وغيرها من الاستخدامات الأخرى ذات الصلة.
وذكر التقرير ان كميات المياه المعالجة ثلاثيا من محطات الرقة والجهراء وام الهيمان تقدر بـ 310 آلاف متر مكعب في اليوم، مشيرا الى ان كمية المياه المعالجة رباعيا من محطة تنقية الصليبية تصل الى 340 ألف متر مكعب في اليوم وذلك حسب قراءات عام 2009.